الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلايا خبيثة ( الانقسامات داخل الجماعة )

شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )

2020 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يقول السيد المسيح كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ (لو 11: 17) ويقول أ.د- معتز سيد عبدالله إذا وصل التعصب إلي درجة معينة من الحدة يصبح عاملا من عوامل تقويض وحدة المجتمع ، وينم عن اضطراب في ميزان الصحة النفسية الاجتماعية مما يفسد المجتمع ويهدد كيانه . وفي مقابل ذلك ، إذا سادت اتجاهات التسامح Tolerance والمودة والتعاون ( التعصب الإيجابي ) بين أعضاء الجماعات في مجتمعات معينة ، من دون تمييز ولا تفضيل ، فسنجد ان الاستقرار النفسي الاجتماعي هو السمة المميزة لهذه المجتمعات مما ينعكس في نهاية الأمر علي الصحة النفسية لأبنائها ، ويتيح فرصا أكبر للتقدم والازدهار . علي ان المسألة ليست دائما بهذه السهولة ، إذ تؤذي متغيرات عديدة دورها في نشأة أشكال مختلفة من التحيز Biases والكراهية والعداوة . ( معتز سيد عبدالله ـ 1989 ،ص 13 )والتحيز هو الادراك السلبي لمجموعة من الناس ينتمون إلي عرق معين . والمجموعات العرقية هي مجموعات سكانية تتميز بامتلاكها لخصائص وراثية جسمية محددة ، أو تتمز بلغة خاصة أو دين أو ثقافة أو ؟أصل قومي أو أي مزيج من ذلك . إن التقييم السلبي للأخرين هو حكم مسبق يتم التوصل إليه قبل جمع وفحص بيانات ذات علاقة بموضوع الحكم ، ولذا فهو حكم يستند إلي أدلة غير مناسبة أو متخيلة . ولطالما أدي العدوان والتمييز المتولدان عن التحيز من جانب الفئة الغالبة تجاه الفئة المغلوبة إلي الكثير من المعاناة الإنسانية .( شارلز شيفر & هوارد ميلمان ، 1989 ، 497) ولا يولد الأطفال وهم يحملون تحيزات ، لكنهم يتعملون التحيز في وقت مبكر من حياتهم من محيطهم الاجتماعي وخاصة من والديهم ، ويبدأون بإظهار علامات التحيز تجاه المجموعات العرقية الأخري في حوالي عمر الخامسة ، إلا أن التحيز النشط يأخذ بالتبلور خلال سنوات الدراسة المبكرة ، ففي هذه السنوات الباكرة تبدو العلاقة وثيقة بين اتجاهات الآباء والأطفال العرقية ، وفي وقت لاحق يظهر التشابه في هذه الاتجاهات بين المعلمين وطلابهم . ( شارلز شيفر & هوارد ميلمان، 1989، ص 497) وأيضا يتضمن القول المأثور القديم إن " الإنسان يولد داخل حزبه السياسي مثلما يولد داخل عضويته المستقبلية المحتلمة في الكنيسة التي ينتمي لها والداه " ( دافيد أو . سيزر وآخرون ، 2010 ، ص 168 ) أنا مسلم -ة ، مسيحي-ة ، رجلا ، امرأة ، غني ، فقير ..اقباط المهجر الخ لماذا الانقسامات؟ فهذا يؤدي إلي تمزيق دولتنا وكيف لمجتمع مفكك أن ينهض ؟ دعونا نصير واحد دعونا نتذكر فقط أننا بشر فالأمر ليس جيدا نقتل بعضنا بعضا سوا القتل بالرصاصات أو بالكلمات ، الأمر قبيح أن كل منا يعتقد أنه صاحب الحق المطلق والباقي كفار !! ونعلم ذلك للصغار !! كأننا نربي ثعابين صغيرة داخل بيوتنا فتأكل في صغارها كل ما لدينا وتأخذ دزء من طاقتنا ثم في المنتهي تبتلعنا دون رحمة هل نحن المخطئين أم من جعلهم ثعابين هو المخطئ ؟ نحن بحاجة ملحة أن نكون واحد نكون معا وليس شئ آخر . لا زالت أؤمن أنني بغابة الإنسان الذي يقنل أخته الإنسان وهو يدافع أن أرضه فمن يُقتل أليس شبابنا أيضا الأمر محزن أن صناع المستقبل ( الشباب ) يقتلون بكل غدر ووقاحة اثناء محاربة الارهاب ! إننا بحاجة ملحة أن نعلم صغارنا كيف يتخذون المودة والرحمة والتسامح خارطتة طريقهم وليس التعصب والتحيز والكراهية لكي يقتل الأرهاب فالارهاب ينمو علي الأفكار والاتجاهات التعصبية نحن بحاجة إلي الاهتمام بالعقل البشري في دولتنا واستثماره ويكون لدينا جيش ابيض وجيش من العلماء في كل مجال
- ما معني الانقسام ؟ ما هي الاضرار النفسية والاقتصادية الناتجة عن الانقسامات ؟
- لماذا نتهم بعضنا بعضا؟
- من يمتلك الحق المطلق ؟
- من جعل بنا خلايا خبيثة ؟ وهل للدولة الحق في بتر الخلايا الخبيثة من داخلها ؟
- هل نحن ندعو إلي التحيز والكراهية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن