الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال العالمي في ظل جائحة كورونا العالمية 2020 ..

مسَلم الكساسبة

2020 / 5 / 2
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


يجيء يوم العمال العالمي هذا العام في ظل ظروف استثنائية تتعلق بجائحة عالمية هي جايحة مرض فيروس كورونا المستجد .. وقد فقد الكثير من العمال اعمالهم وتراجعت اجورهم ومدخراتهم ..

واذا كانت كورونا جايحة عالمية فان مواجهتها بدورها يجب ان تتم بتظافر الجهود الدولية سواء هي المواجهات الصحية او المواجهات على صعد اتخاذ القرارات الاخرى سياسية او اقتصادية .. وبالاخص فيما يتعلق بقضايا العمل والعمال سيما ونحن بصدد العمل الدؤوب بدورنا سواء للبحث عن مخرج ودواء للمرض او بالبحث عن مخارج للازمات والتداعيات الاخرى التي تسبب بها ..

وحيث اننا نتحدث في هذه الازمة عن مشترك محدد هو العمل والذي شكل دوما مصدرا رئيسيا للتقدم و للرفاه والثروة .. وطريقا للخروج من الازمات ولا اقصد بالثروة هنا ما ينصرف له الذهن عادة وهو المال حصرا .. بل مطلق فارق القيمة ..حيث ان الصناعة والزراعة والعمران والاختراعات والطب والدواء واللقاحات والحضارة والمدنية والرفاه والتقنيات العالية وبرامج الفضاء والمدن الحديثة وما توفره من سبل الراحة و… الخ .. كلها قيما مضافة وفارق قيمة تنتج عن العمل الذي لولاه لما تمتع البشر منها بشي.

فان هذا يعيدنا للمبدء ذاته وهو ان العمل هو احد اهم اركان حل ازمتنا والخروج او التخفيف منها .. سواء كان هو تظافر الجهود عالميا او كانت تلك المسارات الموازية التقنية والمتخصصة .. محذرين مما قد تدفع له الازمة من اجراءات او اساليب جشعة قد يلجأ لها البعض لتعويض خسايرهم على حساب العمال والايدي العاملة .. او ما سيلجا له مستغلوا الازمات وتجار الضوايق ممازقد يعمق الازمة ويدفع بها نحو سيناريوهات صعبة ومدمرة..

لقد تعددت صور الجشع والانتهازية والرُّمية والطفيلية الادمية المتذاكية بدورها على مر التاريخ البشري .. وخلقت وابتدعت لها فلسفات واديان ومعتقدات واقنعة شتى تتقنع بها وتسوغها .. لكنها في النهاية كلها كانت ذات جوهر واحد هو الاستغلال .. والتي قد كشفت وكشف زيفها فلم يبق لها اما اللجوء للتكشير عن انيابها وخلع اقنعتها والعمل بشكل مكشوف .. او ان تنصاع لصوت الحقيقة وتثوب لرشدها ..

لقد دار الصراع معها طوال التاريخ على هذا الاساس وان حاول البعض تكييفه او تحريفه تكييفات شتى.. وظل سؤال الانسان الازلي عن العدالة والحق هو الثابت الوحيد الذي ما زال يبحث عن اجابة مريحة ومقنعة. وظل الصراع في جوهره صراعا طبقيا وان اطلقت عليه مسميات شتى للتورية والابهام .. لكنه ظل صراع من يملكون مع من لا يملكون.من يزرعون ولايحصدون مع من يحصدون ما لم يزرعوا.

وقد كُرست الطبقية باذرع ومكيانيزمات شتى .. استغلت بها حتى المعتقدات الدينية والدروشة .. فاشاعت ان على الفرد ان يرضى بما عنده وانه هو ما قسمه الله له وان الله سيعوضه عن ذلك في الاخرة وذلك لكي يرضى المغلوبون والمخدوعون في الارض بالظلم باعتباره من اقدار الاله .. ويفسد المفسدون في الارض بالباقي .

وان مما تدعونا له الازمة (كورونا) بالتالي هو لاعادة تعريف المصطلحات والتوصيفات واعادة النظر بكثير من مفاهيمنا التي بنيناها على افكار ومنطلقات مغشوشة.. وانها لمشكلة ان لم يتغير العالم 🌎 باتجاه الايمان بتلك المقولات العادلة والتراجع عن افكار الاستغلال والطبقية المقيتة بعد كل هذا..

وعلى الصعيد الشخصي وفي هذا اليوم يتصادف انه يوم مولدي ايضا في رمزية لها معنى لدي لاقضي كل العمر عاملا حتى ان تقاعدت .. فان كتاباتي هنا هي بدورها جد وعمل اقتحم فيه اكثر اوكار الجهل والتخلف عتمة وخطورة واغامر فيه مغامرات جد خطيرة احيانا .. رافضا التقية والتورية وتزييف الوعي حيثما كانت الصراحة والوضوح تلزم.

وفيما مر من حياتي فان 80% منه ومن طاقة العمل فيه كانت لدى الحكومة. . ترافق معه مسارات اخرى بعضها تطوعي كالكتابة والشعر .. كما كان لدي به عمل خاص حاولت من خلاله خدمة المجتمع المحلي بدوره واشاعة تقنيات المعرفة والمعلومات من خلال مركز متخصص لتكنلوجيا المعلومات والانترنت.

.. واذا كان ليس هناك مصادفات محظة في مسار الزمن .. فان لهذا التصادف بين يوم مولدي وعيد العمال معنى محببا جدا لدي تحقق ويتحقق في حياتي ..فانا عامل منذ سن السابعة عشرة حيث عملت في العطلة الصيفية المدرسية مع مجموعات عمال الموانئ .. ثم عدت بعد التوحبهي للعمل بالمواني بوظيفة بالاجور اليومية كمراقب لتسليم الارساليات والبضايع لمدة عام .. والذي تصادف مع بدايات الحرب العراقية الايرانية..والتي كان لي منها موقف رافض ..ومن الطرف هي رفصي للعمل مع المخلصين والشركات العراقية بدوافع من هذا الموقف الرافض للحرب .. وحصولي بالتالي على عقوبة حسم ثلاثة ايام ..ثم لاستقيل منه للانتقال للعمل بالخدمة الالزامية "العلم" .. انتقلت بعد انهائها للدراسة من جديد .. حيث درست هندسة الاتصالات الالكترونية ثم الفلسفة وعلم النفس لاعود بعدها للهندسة واستكملها بالتجسير لدراسة الادارة الصناعية .. ولا زلت اعمل حتى اليوم .. حيث اعتبر هذه الكتابات هي بمثابة التتويج والقيمة المضافة لكل ذلك الصراع والجهد .. وهو العمل الذي ساظل امارسه واجوّده ما حييت

ان ايماني بجودة ورقي ما اكتب يجعلني انظر له بصفته عملا صرفا خالصا بل تتويجا لكل ما سبقه من اعمال شتى طيلة تلك السنوات ..غير ناظر للاجر او المردود المادي بشتى صوره .. سواء أكان هو المردود المادي النقدي او الشهرة والبهارج.ودون ان يعني ذلك الاهمال وعدم والاهتمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي