الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا

فؤاده العراقيه

2020 / 5 / 3
ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها


مع بداية تفشي الوباء تشَفى المغيبين بالشعب الصيني متصورين بأن الله قد أنزل هذا الوباء كعقاب لهم ، في حين كان الشعب الصيني مشغول بالكيفية التي بها يخرج من هذا الوباء, فبنوا بأسبوع واحد اكبر مشفى تتسع لآلاف المرضى, بل وصنعوا الروبوتات لخدمة المصابين ولتوزيع الطعام عليهم, ليخففوا العبء عن المصابين والأطباء ,بحيث يعيش المريض بنعيم وراحة افتقدها المريض في مستشفياتنا ,حيث الداخل بها يموت قهرا وبؤسا وتلوثا ,وبالتالي يأتي أحدهم فرحا بما حدث بالصين وينعتهم بالإلحاد بعد أن أصيب بفيروس الجهل والتخلف لتكون نسبة الوفيات بهذا الفيروس أضعاف مضاعفة كما يحدث معنا, حيث كلما اصابتنا مصيبة تبدأ الجموع بتشهير سيوفها وكأنها بحرب وجدوا بها الفرصة للانتقام من بعضهم البعض فتنتشر فيروسات عقولهم اسرع من النار في الهشيم ومن ثم يتوسع الخلاف بسرعة وينقسموا الي الف مجموعة ومجموعة ,منهم من كان مشغول بالدعاء عسى أن يلتفت الله له, ومنهم من ينتقد وبشدة كل من يهول الحدث ,ومنهم من لا يرتضي بتخفيف الحدث, وتعددت المشاكل كالعادة وللمرأة النصيب الاكبر منها متمثلا بالعنف الأسري سواء كان جسديا أومعنويا أو إقتصاديا .
وهذه بعض من العيّنات
رجل يضرب زوجته بالكيبل بالتعاون مع اخوه، كلما طلبت الزوجة حقا من حقوقها، وهذا السلوك كان قائما وتعودوا عليه طوال فترة الزواج حيث كانوا يمارسون ساديتهم وعقد ذكورتهم عليها فلم تجد سبيلا للخلاص سوى أن تحرق نفسها احتجاجا على القهر والظلم الواق الذيعان عليها حيث لم يكتفى الاهل بضرب ابنهم لها بل شاركوه حفلات الضرب ولمدة ٨ أشهر متتالية ليطفح بها الكيل ويفيض فتقوم بحرق نفسها رغم معرفتها بالعذاب الذي تتحمله وكأن عذاب الحرق كان أهون عليها من الجحيم الذي كانت تتحمَله , الغريب بأن القطيع هنا لم يكتفي بهذا الإضطهاد والتعذيب بل حمَلوها جريمة انتحارها حيث وصفها البعض بعدم الإيمان فقالوا عنها بأن انتحارها حراما وإن مصيرها سيكون النار , بدلا من أن تستفز الحادثة عقولهم لتسأل هل ما حدث لها كان حلالا؟ وهل أفعالكم والصمت الذي تمارسوه إزاء مثل هذه الجرائم حلالا؟ ويا ليتكم تصمتون بل تحمّلوها الذنب رغم عذاب الحرق الذي شعرت به قبل وفاتها ,وتبررون جرائمكم وتقولون كان بإمكانها أن تتخلص من زوجها بسهولة, فعن أي سهولة تتحدثون وانتم ادرى بالقوانين وبحبل المحاكم الطويل وبالعصمة التي أعطت للزوج الحق بتطليق زوجته ورميها للشارع وقتما يشاء ,ووقت ما يشعر بالملل منها، دون حقها . وكذلك إيمانكم والحلال لديكم هو إن حق الزوج بضرب زوجته وإهانتها ,وعليها السكوت على الإهانات التي تعرضت لها طوال فترة زواجها, يساندكم بهذا قانونكم الفاسد الذي أفسد عقولكم النتنة. وهذه الملاك هي ليست أول ولا آخر إمرأة يرتكب بحقها جريمة القتل حيث لحقت بها فتاة مراهقة تنتحر بسبب العنف الأسري والتهميش .
ورجل يقتل زوجته خنقا بمروحة المنزل ويدعو أهلها لتناول وجبة العشاء في بيته ليغطى عن فعلته الإجرامية على أنها حادث موت مفاجئ .

وامرأة معاقة يتم اغتصابها أمام زوجها المعاق ويتم تصويرها بطريقة بشعة ولمدة ثلاثة أيام متتالية , لا أرغب في الكتابة عن مثل هذه الجرائم كما لا أرغب في الكتابة عن جرائم تعذيب الإنسان للإنسان وللحيوان تارة أخرى, ولا أدري السبب في رغبتي هذه فربما أجد فيها مساسا لانسانيتي، أو ربما ينتابني شعور بأنني أنبه ذاكرة القارئ عن البشاعة التي يعيش وسطها, في محاولة بائسة وخفية لنسيانها لما تحمله من ألم وطعن لإنسانيتنا ,جريمة اغتصاب إمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة هي من ابشع الجرائم على الإطلاق وهي دليل على وحشية الحيوان القابع بداخل المغُتصبين ، فهل استثارت غرائزهم هذه المرأة لكونها ترتدي ملابسا ضيقة أو كان جسدها ممشوقا أو شعرها منسدلا دون حجاب؟ اكيد مثل هذه الجرائم تدحض فكرة إن حجاب المرأة عفة وستر لها ويبعد عنها التحرش,والأدهى من هذا أنشغل الناس بعد هذه الجريمة بهوية المغتصبين ومن أي فئة كانوا, وكل يرمي الفعل على فئة دون الأخرى ,وتناسوا بأن المجرم هو مجرم مهما كانت هويته، المجرم واحد مستعد للاغتصاب وللقتل من أجل لحظات من المتعة الحيوانية، ومن أجل رغبة مكبوتة لتحرير غرائزه .
والكثير من الجرائم التي يندى لها الجبين خجلا ,وتشمئز لها النفوس ألما , في مجتمعات فاسدة بقوانينها الغبية إلى حد النخاع وبأفكارها الذكورية التي تمنح الحق للذكر، سواء كان اخ أو زوج، بضرب الفتيات والنساء بحجة تتأديبهن، فعن أي تأديب تتحدثون وانتم ينقصكم الأدب بالتزامكم للصمت إزاء الكثير من الجرائم التي أخذت تنتشر بسرعة ولكنها لم نكن نسمع بها كما نسمع اليوم ,لكون الناس تعودت على إخفاء جانب حياتهم القبيح خوفا من العار الذي سيلحق بهم ، ولكن في الآونة الأخيرة بتنا نسمع الكثير عن هذه الحوادث والغالبية تعزوها للحجر المنزلي ع اساس إن أعصاب الناس انهارت ونفسيتها تعبت, ولكن بالحقيقة عند الأزمات يظهر الجانب الأسود والحقيقة المظلمة حيث كانت مخفية ومتسترة تحت غطاء العائلة والأسرة التي كانت لاهية بدوامة حياتها الفارغة. الجهل والفقر كارثة على المجتمعات, وتوازي القنابل الموقوتة التي تنفجر عند الأزمات، فلا هي بسبب الحظر كما يعزو لها ولا هي بسبب الفقر, بل هوالجهل المتسبب الوحيد لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة