الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مدونتي - رحلتي من الايمان الي العلمانية واللادينية

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2020 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقلاً من مدونتي . 27-4-2020
مررت بأديان ومعابد .. بحثاً عن الصواب . وكنت أتمني الاستقرار بدين منها يمكنني الاقتناع به . تمنيت ذلك بكل اخلاص .
بدأت كطفل , متديناً . أمي كانت مثالية – رغم أُميتها - , تميل للتدين . تصلي من وقت لآخر . كنت أصلي من سنوات مبكرة من عمري , فقد علمونا الصلاة بالمدرسة الابتدائية . في حصة الدين .
يوم الجمعة كنت أذهب وحدي للمسجد . أستمع لخطبة الجمعة , وأصلي . وأشارك الكبار في تحية ما بعد صلاة الجمعة . بالمصافحة والقول : حرما ( أي دعوة للفوز ببركة الصلاة بالمسجد الحرام بالحجاز , لم يكن اسم السعودية قد ظهر بعد . كان اسمها " بلاد الحجاز )ً
والرد : جمعاً انشاء الله
عندما تسلمت وظيفة كان عمري أقل من 20 سنة . في قرية يسودها الفكر الاسلامي المتصوف . انجذبت لذاك الجو أو جذبوني اليهم . كان يأتيهم شيوخ من الصوفية . لالقاء دروس ومواعظ دينية . فأحضرعندما أتلقي دعوة . وأستمع , وحفظت أحاديث محمدية كثيرة . بمجرد سماعها . بسبب اللغة , والحكمة بالمفهوم الاسلامي .
صارت لي صداقات مع متدينين اسلاميين أغلبهم من عمر أبي , أو جدي – فقط كنت في وظيفة مرموقة في قرية ... ومنهم اناس أفاضل كتبت عن بعضهم في كتابي " مذكرات مسلم " المطبوع عام 1998 بالقاهرة . وكتب عن أحدهم بكتابي " كم حديقة البشر " .
منذ وعيت علي وجود أديان متعددة , ووجود أغنياء وفقراء , حكام ومحكومين , أصحاء ومرضي , سعداء وتعساء , جمال وقبح , رحمة وقسوة , لين وعنف .. كنت أفكر كثيراً : لماذا هذا التناقض والتضارب والتخابط ؟ وما الصواب في الأديان ؟ وهل يوجد إله حقا , مع وجود تلك التناقضات ..

تعلمت من نشأتي وتعليمي الديني ان الاسلام هو الدين الحق .
وفي المدرسة الثانوية وجدت زميل لي مسيحي يحدثني في الدين .. ويفتخر بدينه
رحت أسأل : اذ كل واحد معتز بدينه ويعتقد انه الصواب .. فما هي الحقيقة ؟؟
وجدت أن أقرأ في الأديان .. رحت دار الكتب القومية المصرية – وقتما كان مقرها , منطقة بالقاهرة تدعي " باب الخلق " .. وقرأت في أديان متنوعة
لاحظت ان أغلب مؤلفي أو مترجمي الكتب عن الأديان الأخري هم من خلفيةٍ اسلامية . فما يدريني انهم ليسوا منحازين ؟؟
فكرت في ان الحل للوصول للحقيقة أن أعرف رأي كل دين من أهل الدين الآخر المنافس له

وجدت ان ذلك لن يتأتي الا بالمعايشة , فأهل الأديان – الأقليات من حيث العدد , بالذات – لن يجازفوا بقول رأيهم بصراحة في دين الأغلبية . الا اذا أنِسوا اليك واطمأنوا . أي لابد من المعايشة والاندماج

في حوالي سن 21 تعرفت علي واحد شيوعي .. يدرس في السنة النهائية بكلية الحقوق . أبوه مدير مدرسة وخطيب الجمعة بأحد مساجد قريتهم .. كان ذاك الشيوعي – ابن خطيب الجمعة - هو أول من وضعوا بداخلي بذور الشك في العقيدة الاسلامية

بعد ذلك سافرت الي لبنان بحثاً عن عمل , لسؤ مرتبات الموظفين أمثالي .
هناك في لبنان وجدت كل التيارات الفكرية والسياسية والدينية طليقة بحرية تامة . وكانوا يقدمون نُبذ مطبوعة تبين توجهاتهم
علي كورنيش البحر في بيروت . وأنا سارح في تأمل الموج . منحني الدعاة منشورات مختلفة تمثل تلك التيارات . من بينها عن المسيح , وشهود يهوة , والامام علي – الشيعة - ..

قرأت تلك النشرات وكنت أشتري صحفاً مختلفة لأتعرف عليها
بعد أيام قابلني نفس الشخص الذي يوزع نشرات مسيحية . ألفي التحية , ثم سألته عما قرأته في نشرته . صارت صداقة بيننا .
قال لي , لما طال النقاش بيننا , ألا تأتي معي لنكمل نقاشنا في الطريق , أنا أدرس بالكلية . تعالي معي نتناقش في الطريق . لن أقضي هناك وقتاً طويلاً . ثم نعود معاً
مضيناً معاً نتناقش , اتضح انه يدرس في كلية اللاهوت المسيحية .
هناك قابلني بزملاء له . وفوجئت به يقول لهم " الأخ فلان ,, تجدد وعرف الرب يسوع المسيح " انعقد لساني ولم أتدخل للنفي , كنت مذهولاً وبطبيعتي في الاستحياء لم أكذبه وأحرجه .. كنت مذهولاً . كيف له أن يدعي ذلك . بينما صداقتنا لا تزيد عن ساعات !؟

(( ذكرني بأحد رجال الصوفية عندما كنت في مصر – صار صديقاً – عندما تقابلنا في القاهرة دعاني لأن يعرفني باناس طيبين بتوع ربنا . ووجدت نفسي في بيت شيخ طريقة صوفية . حسبما أتذكر " الطريقة العزمية " لمؤسسها الشيخ ماضي أبو العزائم . استمعنا للشيخ وقال له انني رجل طيب وصالح وأريد أخذ عهد .. ! ( ولم أطلب منه التوسط لي لأخد عهد ! ) علي طريقة الطرق الصوفية . مد الشيخ يده لي فمددت له يدي . ودعا لي وتواعدنا لا أتذكر علي ماذا تعاهدنا . ربما كان علي التقوي والصلاح والولاء للطريقة وشيخ الطريقة . ولكنني لم أذهب اليه مرة أخري ..

لم تكن بداخلي ثمة قناعة بأن تكون في دين ما طرق وليست طريقة واحداة .. وتوجد طرق صوفية عديدة في الاسلام .
ولكنني أبحث .. أبحث ليس فقط عن استقرار روحي , بل استقرار يستريح له عقلي الذي أراه مدخلاً لروحي ))

أعود للأخوة المسيحيين طلاب كلية اللاهوت :
أعطوني بعض الكتب ..
في السكن بالفندق , رحت أقرأها .. منها كتب لمستشرقين , في تبيان حقيقة الاسلام . قلت لنفسي " هذا ما أريد أن أعرفه .. الاسلام في رأي الآخرين .. لا من أفواه الخطباء ومدرسي التربية الدينية بالمدرسة . أريد أن أعرف ان كانت هناك حقائق مخفية عنا حول الاسلام .. أريد أن أعرف لماذا لايؤمن الآخرون بالاسلام ؟ ما السبب ؟ أريد أن أعرف حقيقة الأديان وأيها الصواب لأستقر علي صواب

ذهلت عندما قرأت بكتب اثنين من المستشرقين , نقد لأخطاء متنوعة موجودة بالقرآن – املائية , نحوية , أخطاء تاريخية , أخطاء في الأسماء .. وغير ذلك من المعايب

وقرأت كتيباً آخر منحوني اياه لمؤلف مصري مسيحي , يرد فيه علي كتاب " خالد محمد خالد " – دين الله واحد , محمد والمسيح أخوان – وكان عنوان المؤلف المسيحي " لكي لا ننكر المسيح " لمؤلفه " يسّ منصور " أغلب ما جاء فيه كان من آيات القرآن نفسه . مقارنات ومقابلات . قرأتها فقلت : هكذا يكون القرآن : كتاب مغفل .. يضم آيات تشهد للمسيح , وللمسيحية بأكثر مما يشهد لمحمد وللاسلام .. !

وانني لا بد لي من اعادة قراءة القرآن

بدأت إعادة قراءة القرآن .. وفي نفس الوقت , كنت أقرآ الأناجيل – من نسخة كانوا قد أعطوني اياها ..

استمرت صداقتي لذاك الانسان – سوري يعمل ويقيم في لبنان , ويدرس بها اللاهوت - . وكنت أتناقش معه كثيراً , وكانت عقليته مفتوحة الي حد جيد . حتي وجدت نفسي في كنيسة . فسمعت الموعظة وعرفني ببعض الناس . وكانت فرصة لأري علي الطبيعة حياة المسيحيين . مثلما عشت علي الطبيعة مع الاسلاميين – كمسلم بالوراثة – وخاصة المتصوفين . وكما احتفظت لعدد من هؤلاء وأولئك بالحب والاحترام . -من الطرفين . مسلمين ومسيحيين - واستفدت منهم .. في رحلتي للبحث عن الحقيقة

قرأت الأناجيل في نفس الوقت الذي كنت أعيد فيه قراءة القرآن .. فوجدت فيه آيات مثلما وجدت بالقرآن . وبصفة خاصة آية في الانجيل وآية في القرآن .. كلما تذكرت واحدة منهما .. أكون في حيرة : هل أضحك ؟ أم أبكي علي بشر لهم عقول ولا يتوقفوا ويرفضوها ؟

آيتان كل منهما تثير أمامي العديد من الأسئلة .. وأقول : لكي أقبل أيا منهما لابد وأن أكون بلا عقل .. لابد وأن أغلق عقلي وأغمض عيني بعد القراءة , وأعتصم بحائط الغباء

( في نهاية الموضوع سأشرح موقفي من هاتين الآيتين الغريبتين ) *

في العراق .. علمت بوجود كنيسة للشيطان - قيل لي انها تتبع الايزيديين - .. وفي مكان العمل , كان معنا زميل مهندس . تمنيت أن أعرف منهم وأعيش قريباً من عبدة الشيطان . لأعرفهم علي الطبيعة وأفهم منهم . وليس بالقراءة عنهم فقط .. هناك فرق .

ولكن المشكلة ان نظام الحكم البعثي . كان نظاماً مريباً , ويرتاب بسرعة في الآخرين . مما قد ويضع حولي علامات تعجب واستفهام .
ويسبب لي مشاكل .
في عام 1973 .. لا أتذكر قبل أم بعد حرب أكتوبر .. رأيت أن أكمل بحثي في الأديان . وأعرف رأي الهودية في المسيحية ..
فخطوت خطوة . كلما تذكرتها أقول لنفسي .. لقد كنت أتصرف ببراءة خطرة .. اذ ذهبت للمعبد اليهودي في القاهرة – شارع عدلي – ودخلت ببراءة . وسألتهم عن كتب تتكلم عن المسيحية والمسيح لأعرف رأي ديانتهم ..

فلاحظت عليهم التوجس .. وطالبوني بالذهاب للمكتبة اليهودية . حسبما في حي العباسية بالقاهرة أيضاً
وهناك لم أتوصل منهم لشيء ..
كلما تذكرت ذاك الموضوع , أقول لنفسي .. ان الأوضاع بين مصر واسرائيل كانت في غاية السؤ .. وربما كان جهاز الأمن يخصص من يراقب المعبد والمكتبة اليهوديين ..
فتري لو كان مخبراً قد شاهدني خارجاً وطلب مني اثبات شخصية , وسألني عن سبب دخولي هناك , ..
طبعاً سأقول له انني أبحث في الأديان ..
غالباً كان سيسألني : أية جامعة تتبع ؟ هل تحضر لماجستير أم دكتوراة ؟
طبعاً سأقول له لا أتبع جامعة , ولكنني أبحث بشكل حر ..
هنا قد يجرني من قفاي , الي أحد فروع أمن الدولة .. للتحقيق معي حول سبب دخولي مكان يهودي قد يكون له علاقة بالأعداء ؟؟
وربما يتصادف ان رجل الأمن - لا يجد متهماً يعمل عليه شغل لاثبات نشاطه وهمته في عمله . فيدبر لي تهمة تجسس .. وأروح في مصيبة !! .

كلما تذكرت ذاك الموضوع الذي نجوت من خطر ربما دمر حياتي كلها
أقول لنفسي : كم أنا كنت بريء بريء الي درجة السذاجة .. وأعرف انه الي ذاك الحد يمكن لحُبِ المعرفة أن يقود صاحبه للتهلكة !!.

وقد ساعدتني الظروف علي الاقتراب من البهائيين , - ومنهمم اناس ودعاء طيبون , والاستماع اليهم كثيراً فيما يخص عقيدتهم . شاهدتهم عن قرب حيث جمعتنا محنة السجن حوالي عام 2001 - كانوا معتقلين بسبب انتمائهم للديانة البهائية ! -. وحضرت بعض المناقشات بين بهائي واسلامي من تنظيم الجهاد . وكنت أود زيارة كنيستهم – أو مسجدهم – لأري علي الطبيعة , طريقة عبادتهم , وتعاملاتهم مع بعضهم البعض . يسمون المعبد : المحفل – وعرفت ان عبد الناصر , كان قد أغلقه في الستينيات

ولكنني أعتبر نفسي قد زرت معبدهم , بعدما رتب لي أحدهم لقاءً مع كبير الطائفة البهائية . السيد " أمين بطّاح " في بيته , وهو رجل بالغ الأدب كريم الأخلاق ..

هكذا أعتبر نفسي قد دخلت المعبد البهائي . أياً كان اسمه – محفل , كنيسة , مسجد - .

خرجت بصداقات طيبة من كل الديانات والطوائف التي تعرفت عليها . والكثير منهم أحتفظ لهم بالود والاحترام .

لكنني كنت أتمني لو اقتنعت واستقر بي المطاف . وسط أي من تلك الأديان – اسلام أو مسيحية أو يهودية أو بهائية ..
ولكن عقلي قد هداني واستقر بي في اللادينية والعلمانية

وبعد انتشار الانترنت .. قامت حوارات هائلة بين أتباع كل تلك الديانات .. فأخرج مسيحيون ما في خزانتهم عن الاسلام .. ورد عليهم اسلاميون , وفَتَشً يهود ما يحتفظون به عن المسيح والمسيحية , وانتقد البعض الديانة البهائية وفندوها .. والسنةُ الاسلاميون فضحوا الشيعة والقرآنيين , وبالتالي فضح الشيعة السنة وأبي بكر وعمر وعائشة ..

وكشفت الأديان بعضها البعض , عندما تشاجر أهاليها بالانترنت , فمزقوا الملابس الداخلية وانتزعوها عن أديانهم . مما أتاح لكل ذي عقل سليم , شجاع , محايد .. أن يتفرج , ويفهم الحقائق المخفية .. ويبتعد عن كل تلك الأديان .
---
--* عن سورتي القرآن والانجيل اللتين توقفت عندهما متعجباً في بداية بحثي في الأديان :

آية القرأن – من التوبة 80 – " الله يكلم محمد , الذي طلب المغفرة للكفار. فرد عليه بالقول " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) " ( نبي أكثر رحمة ومغفرة من الإله ؟ نبي يطلب المغفرة والله الغفار .. يرفض ! .. وكيف يتجاسر نبي ويزايد علي ربه في المغفرة , ليكون هو أغفر من الغفار !؟ وكيف لإله أن يرد علي نبي بمثل ذاك الرد القاسي الصفيق " ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم " !؟ ولاقي الآية " ان الله لا يهدي القوم الفاسقين " اذن تهدي من !؟

تهدي المؤمنين المهتدين ؟! وكيف لله أن يقول انه يصلي علي محمد هو ملائكته , ويدعو الناس للصلاة عليه , ثم يصده صدعاً صفيقاً في طلب , طلبه – المغفرة والهداية للكفار - ؟!؟ .. كما رأيت الآية مليئة بالخروقات والمعايب )) .

والآية الانجيلية – يوحنّا 3 : 16 - تقول " هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به . بل تكون له حياة أبدية " .

( لماذا تبذل ابنك الوحيد !؟ ألا يمكنك حب العالم دون التفريط بابنك الوحيد ؟ وماذا لو لم يكن ابناً وحيداً !؟. ولم تعط اهتماماً لقب أمه الذي يحترق علي ابنها ؟ بذلت ابنك أضحية !؟ أضحية لمن ؟ اذا كانت الأضاحي تقدم لك . فلمن قدمتك أضحيتك .. ابنك ؟ قدمته لنفسك ؟ أم قدمته لإله آخر ؟ أم قدمته للشيطان ؟! ) .
----
هكذا كنت قد بحثت في الأديان بجدية وباخلاص . عن الدين الصواب لأستقر به .. لأنني نشأت متديناً .. ولكن النتيجة أنني خرجت بمعرفة ناس أعتز بمعرفتهم . من كل تلك الأديان .. ولكنني وللأسف , لم أجد الدين الصواب الذي كنت أبحث عنه . أو بتعبير أفضل : وجدت ان الدين الصواب هو : العلمانية ومواثيق حقوق الانسان , الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة .

ولو ان نهاية الرحلة قد كانت : الاستقرار بعيداً عن الأديان . لكني لا زلت أحتفظ بحبي واحترامي لكل من عرفتهم من أهل الأديان - الودعاء الطيبون منهم , الذين ساعدوني علي الوصول للحقيقة وللصواب الذي وصلت اليه . وضميري مرتاح .
http://salah48freedom.blogspot.com/2020/05/blog-post_53.html
====








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 14-Al-Baqarah


.. #shorts -15- AL-Baqarah




.. #shorts -2- Al-Baqarah


.. #shorts -20-Al-Baqarah




.. #shorts - 7- Al-Baqarah