الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله الرب الساحر

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شجعنى على كتابة هذا المقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عندما أعلن فى أحدى لقاءاته الصحفية أنه وجد العلاج المعجزة، وهو علاج بسيط بأستخدام المطهرات وحقنها فى الجسم لقتل كورونا، وكانت تعليقه هذا رداً على أحدى الدراسات التى أجرتها هيئات حكومية وأثبتت أن الفيروس يضعف بتعرضه للشمس والمعقمات والمطهرات والمنظفات التى تبيض الملابس والكحول..، وهاجت وماجت الهيئات العلمية والصحافة ووسائل الإتصال الإجتماعى ورأيت أن العالم اليوم يفكر بطريقة علمية ولا يصدق أى شئ يراه أو يسمعه حتى ولو كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذى أدعى بعد ذلك أنه كان ساخراً ومنتظراً ردود الصحفيين!

أقول شجعنى ذلك التغيير الكبير فى قدرات التفكير الإنسانى وأصبح يستخدم عقله ولا يستمع للخرافات، وبدأت فى المقاله السابقة طرح هذا الموضوع موسى وعصاه وسحرة مصر ووجدت ان الموضوع من الجدية أنه مكتوب بدون أحتياجه إلى أحتمالية الرمزية أو التأويل أو التفسير المخالف لما نفهمه، والموضوع مطروح للجميع أن يعيد التفكير فيه من جديد حيث قصة موسى وبنى أسرائيل المذكورة فى سفر الخروج فى التوراة والتى أخذها محمد الرسول بالوحى ليبرهن محمد أن الله يذكر الكافرين والمشركين من أهل الكتاب وأهل قريش على ما صنعه من معجزات وأعاجيب مع موسى، أى أن القصة متفق عليها توراة موسى وقرآن محمد لذلك من السهل مقارنة أحداثها بين الكتابين لنقف على الأتفاق أن القصة مصدرها واحد هو الله الذى أرسل موسى ومحمد كما يؤمن ويعتقد أتباعهم.

والقصة تتحدث عن شعب بنى إسرائيل الذى كان يعيش فى أرض مصر وأصابه التعب والزهق والملل من الأكل المتكرر لأطعمة المصريين، فبدأ موسى يطلب من الفرعون المصرى أن يترك بنى إسرائيل يخرجون من مصر، لكنه كان يرفض وبعد محاورات ومشاورات بين موسى وإلهه أستقر الرأى على أن الإعجاز هو الوسيلة التى ستجعل فرعون مصر يرضخ لمطالب موسى وشعبه.

وفى يوم من الأيام يا أعزائى القراء تجمع المصريين حول سحرة الفرعون الذين يقومون بآلاعيبهم العجيبة وصياحهم والتهليل وأنشراح صدر الفرعون بذلك، فلما جاء موسى رسول الله ممسكاً بعصاه طلب الفرعون من سحرته أن يتحدّوا موسى، فألقى السحرة حبالهم أو عصيهم فإنقلبت ثعابين صغيرة تسعى على الأرض، فجاء دور موسى فبعد الإستعانة والتوكل على الله ألقى عصاه على الأرض فإنقلبت إلى ثعبان كبير بدأ يجرى وراء ثعابين السحرة المصريين وأكلهم جميعاً( أقصد أكل الثعابين وليس السحرة)، وغضب الفرعون من هزيمة سحرته وأتهمهم بأن موسى كبيرهم فى السحر وهو الذى علمهم، وخرج موسى من هذه المعركة غالباً بأسم إلهه الذى بالسحر عليم!

يا لك من ساحر جبار يا موسى حتى أن سحرة الفرعون آمنوا بإلهك الساحر العظيم، شئ لا يصدقه العقل المعجزة التى صنعها موسى كانت مجرد إلقاء عصاه التى يسوس بها قطيع الأغنام ويتكأ عليها، عصى عادية تصنع المعجزة وتثير الإعجاب والإنبهار بهذا السحر الجديد الذى أستعان به الله ووضعه فى عصى موسى الخشبية، وهكذا أنتصر سحر الله على سحر المصريين وكتبها الله فى التوراة وطلب من جبريل أن يذهب وينزل بالوحى قصة موسى ويد الله الساحرة التى أنجزت المعجزة، وهذه القصة لم يستطيع أهل الكتاب تزويرها أو تحريفها لأنها مكتوبة فى اللوح المحفوظ والدليل على صدق وقوعها نزول الوحى بها على محمد!!

هذه القصة لا تحتاج كبار الحاخامات والكهنة والمفسرين لشرحها وإخراج المعنى من الآية، لأن المعنى واضح وكلماتها فى التوراة هى نفسها التى نزل بها جبريل لكن بلسان عربى مبين، بالطبع لا يستطيع أحد الجزم بكيفية حدوث الأعجوبة أو الإعجاز السحرى سواء كان بخفة اليد أو خداع بصرى جعلهم يتوهمون بأن الحبال تتلوى والعصى تتلوى مثل الثعبان، هذه أمور وتقنيات يعرفها كبار السحرة الذين تفقهوا بعلوم السحر العجائبية الخفية والمحجوبة عن عقول الذين لا يؤمنون بالشياطين والجان مثلى، لكنى رغم ذلك وجدت بين سطور الكلام أن الله إله إبراهيم وأسحق ويعقوب هو نفسه الذى صنع بأسمه موسى المعجزة، وجاء محمد رسول العرب وبأسم الله نفسه نزل عليه جبريل بنفس قصة موسى، يعنى أن إله موسى هو إله محمد أى إله واحد على كل شئ خبير وعليم!!

وتمر الأيام والشهور والسنين والعصور لنأتى لعصر كورونا التى فضحت دفاع الكهنة ورجال الدين فى دفاعهم عن إله صنعوه مثل الشيطان له الأسم الواحد الاحد وجميع الصفات لكنه يعيش فى أحلام المؤمنين بجنة وجهنم رجال الدين، الله فى وجود كورونا أصبح لا أرض ولا سماء له ليسكن أو يضع فيها كرسى العرش، كلها خرافات كانت ترويها الأديان البدائية فى الحضارات القديمة ولم يحدث يوماً أن البشر ساروا وراءها بل صنعوا لها تماثيل وأصنام ليشعروا أن الله معهم، وجعلوها كالوحوش الضارية تنتظر وتترقب من بعيد أن يقع أى إنسان فى خطأ خاصة الأخطاء الجنسية، بأن ينظر نظرة شهوة وأشتياق إلى أمرأة تسير بالشارع سواء كانت سافرة الشعر أو وضع عليه غطاء يستر عورة شعر المرأة المسبب للشهوات أو فى وسائل الإعلام والسينما والتلفزيون، والويل كل الويل لهؤلاء البشر الذين يقعون فى المحظور الجنسى بشتى أنواعه الذين لا يخافون الله الذى يراهم لكنهم لا يرونه!!

بعد التفكير فى قصة ثعابين موسى سألت نفسى بجدية أحسد عليها: هل أنا فى حاجة إلى إله من ورق وعصى يتشكل ويتلون كما يريد النبى موسى أو غيره من الأنبياء؟ هل الإله الواحد من صفاته الحط من قدرته واللجوء إلى السحر كما فعل موسى ونسب التوراة والقرآن القصة إلى الله؟

أنا لا أعتقد أن إله خالق الأكوان يقص على بشر ضعفاء مثلنا قصص مثل قصص كليلة ودمنة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خابت توقعاتى
ميشيل نجيب ( 2020 / 5 / 5 - 09:32 )
الأخوة القراء
أقولها صراحة لقد خابت توقعاتى بأن موضوع كهذا قد يثير تفكير المؤمنين بإله اليهود وإله محمد العربى، وأن اجد أفكار جديدة تثرى الموضوع فى حوار ثقافى يخدم القراء أنفسهم ويدعوهم إلى التأمل والدراسة إما لتأكيد إيمانهم أو للشك فيه.
عموماً أنا أنتظرت حتى اللحظة الأخيرة حتى أمطرت سماء الفايسبوك بتعليقين للأخ/ سامى دانيل وأنتهز الفرصة لأرد عليه بأننى أكتب القصة من خلال آخر من كتبها وهو محمد، وتحرى الدقة بين العهد القديم والقرآن لا أعتقد أن هناك مقياس فى سرد الأساطير فالجميع أحرار فى سرد الأسطورة بما يتذكره منها، لأنه لا يوجد عندى مقدسات فهى مجرد قصة لن يغير فيها شيئاً إذا ألقى هارون العصى أو موسى فى البداية او فى النهاية!!
المهم يا أخ/ سامى أن تحصر تعليقك ليس فى الضربات بل فى التعليق على السحر الذى أتى به المصريين وموسى وهارون، لأن هذا موضوع المقال ولا أعتقد أن هناك من لا يوافق على كلامى بأن ما قام به هارون وموسى والله هو سحر ساحر خبير، ولا يحتاج وقوع السحر إلى تأكيد أكثر من ذلك.
والنتيجة هى أنه مستحيل ان يكون إله يقوم بالسحر لخواء جرابه من المعجزات!!

اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي