الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكن لأن هذا الحاكم

سمير دويكات

2020 / 5 / 4
الادب والفن


1
لكن لان هذا الحاكم
مصنوع من زجاج
له الحق
صبحا ومساء
أن يفرض ما يشاء
على شعبه
أن يتركهم جوعى
أن يدوس القانون بقدميه
أن يقطع الراتب
والرزق والعيش
أن يجند ما يشاء
أن يحفر في صدورنا
علامات التعذيب الأولى
بلون احمر
واسود
كوشم لحبيبة ترسم
لحبيبها
أو كرسم فوق جيف البحر
خرجت فارتطمت في الصخر
لكن يبقى
أمل في اللؤلؤ
المؤود في بحر لم يرى
المسكون في عالم النسيان
لان حاكمنا
له كل شيء بلا تحفظ
له أن يتملكنا
أن يربطنا
أن يجرنا
أن يسكب الزيت في أفواهنا
حتى نخرج له كأشجار النخيل
طوعا وحبا
بلا ثورة ضد أفعاله
فهو الزجاج الذي يرى
ولا يرى
فلديه تسعة وتسعون جهاز امني
ومثلها وزارات
ومثلها مؤسسات
ومثلها قادة الأمن
ومثلها المستشارين
ومثلها سيارات
ومثلها فلل ومنشات
كل له ويعمل كما يشاء
ولولا خجلا من الله في كتابه
لقلنا انه يستحق
أن يكون اله من آلهة
عصور الظلام
كي ينير حياتنا
انه حاكمنا المفدى
فنعم الحكام
2
في بلادنا العربية
بدأوا يسقطوا المقامات
ويتطاولون على المحرمات
وينعتون تاريخنا
بأسفل العبارات
هي تلك لم تكن
إلا بتربية الحكام الجدد
حكام بني قريظة
ونهجهم في دفن العروبة
وإسلامها المسكون
في صناديق العقول المشرعة
وفي بطون الكتب الصفراء
لونها
والمعتوق علمها
والصافي قولها
ونظرها
إنها حلم الخليقة
التي لا تسكت يوما
بل تصرخ فرحا
بل تكون زبدة القانون
في سيادة الدولة
وعرفها المجيد
لا ظلم فيه ولا ظالم
إني يا سادة
أعلن أن الانحطاط
وصل إلى حدود دنيا
وأغلق كل الأفواه
حتى وصل
إلى المكان البعيد
المستور في أشرعة الحياة
لا يمرح فيه احد
بل كل فيه
يعيشون على هواء حاكمنا المفدى
أعيدوا كل شعراء السياسة
كي يقولون الأشياء الجميلة
بعفويتها
ويعيدوا للقدس مكانتها
وزهرتها
في نهج الحكام
فهي اليوم
قد سلبت تماما
وحكامنا وشعوبنا
في الواد يتراشقون
بين القانون
وبين حبل الإعدام
ولولا لطف الله
ومواقع الفضاء التي ولدت
رغم إرادة العقيد
والوزير
والرائد
واللواء
والمدير
والقاضي
والوكيل
لصلبنا على أعمدة الإنارة
لمجرد عبارة خرجت هنا
أو هناك
نعم هو حاكمنا العربي
ذخر الفساد والنهب والسرقة
فليمده الله
في العمر والصحة
كي تبقى اليقظة فينا
نطلب الأشياء
ونمنح الأشياء
بكامل إرادتنا
المسجونة
بآراء المستشارين
ويتبوأ الفاسد فينا منصبه
بلا اعتراض
فأعلنوا القهر بقانون السلطان
وامضوا
حتى لا يكون هناك
سيف بلا رقبة
ولا عدل بلا ميزان
إنها حياة الحاكم
هنا وهناك
فاستبشروا بخير
الله
فقد عم وطم
برحمة لم نراها من قبل
بل جاءت فجأة
تنادي
من بعيد
يا سادتي
إني أعلن آخر نبوءاتي
أن الله قريب منا
ويعلم كل شيء
والفرج قريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى