الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب بألف قناع

أحمد عصيد

2020 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحد ذراري "الإخوان" المغاربة استعمل حديث "الحرب خدعة" لكي يبرر البهلوانيات الثعلبية لحزبه في الحكومة، الحزب الذي يرأس الحكومة المغربية ولكنه يريد في نفس الوقت أن يُحسب على المعارضة، يريد أن يتحالف مع أحزاب أخرى لكي يشكل حكومة ولكنه لا يريد أن يحاسب معها على سياسات الحكومة، بل أن تحاسب وحدها، يريد أن يمرر جميع السياسات اللاشعبية حتى يكسب ودّ السلطة ويتقرب إلى مراكز القرار ولكنه لا يريد أن يسجل عليه ذلك، بل يبذل قصارى جهده ليبدو عطوفا على "الشعب"، يريد أن يتظاهر بالحداثة والتسامح والانفتاح والاجتهاد، فيلبس أصحابه ربطة العنق والياقات البيضاء ويستعملون أحدث التقنيات، وفي نفس الوقت يعمل على مناهضة الحريات والمساواة وحقوق الإنسان وكل الأسس القيمية للحداثة باسم الخصوصية الدينية، يريد أن يغتني أصحابه ويملكوا السيارات الفارهة والفيلات الفخمة مقابل خدماتهم، ولكنه في نفس الوقت يريد أن يظهر بمظهر من تغرغر أمعاؤه من الجوع فيقول لها "غرغري أو لا تغرغري"، ويقول للناس إنه لا يتوفر على الأثاث الكافي للمطبخ وأنه لم يستطع لفقره تجهيز صالون للجلوس، يريد أن يتظاهر بأنه لا يقترب من الحقل الديني الذي هو محتكر من قبل "أمير المؤمنين"، ولكنه في نفس الوقت يعمل على اختراق المؤسسات الدينية لعرقلة سياسة الدولة في الشأن الديني وتمرير المعتقدات "الإخوانية" المضادة لالتزامات الدولة، حزب بألف قناع وبألف هوية، لكنه ينادي بـ"الشفافية"، يبتسم لحلفائه ولكنه يعتبرهم علمانيين "كفارا" يستعمل ضدّهم "الخدعة الحلال"، ويمارس خلف ظهورهم كل أنواع الكولسة والخداع والتلصص، ثم يعتقد أنه يكفي أن يستعمل حديثا من البخاري أو آية قرآنية لغسل كل آثامه.
يمثل هذا الحزب عقلية "الإخوان" و"أخلاقهم"، وهي عقلية تقوم على المبدأ الانتهازي "الغاية تبرر الوسيلة"، ثم بعد ذلك كله يعتبر نفسه ـ ويا للوقاحة ! ـ حزبا جاء لـ"تخليق الحياة السياسية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايديولوجية عرقية
عبد الله اغونان ( 2020 / 5 / 5 - 08:42 )
الحزب الذي يتزعم الحكومة المغربية غير مقنع ا هو حزب العدالة والتنمية نجح مرتين في لاية الأستاذ عبد الإله بنكيران ثم ولاية الأستاذ العثماني
ونجح عن جدارة واستحقاق
ومن أهم المكاسب التي حققها نظام الحماية الصحية RAMED
والذي صار قانونا مطبقا وعليه الإعتماد الآن في المساعدة في أزمة كورونا
الكاتب لاينتمي في الظاهر الى أي حزب لكنه معروف بمعارضته في كل مايتعلق بالهوية الإسلامية
في الفكر والسياسة ويكفي الإطلاع على مقالاته هنا وفيديوهاته لنعرف أن فكره كله أحاذي
وأخر ما أبدعه فكره أن العلم ضد الصوم الضار بالصحة
لايمكن أن نجد لديه الا الدافع العرقي ضد العرب والعربية والدين والإسلاميين
ما أنه لايتواصل الا بالعربية الفصيحة ماخلا شطحات وأغاني أمازيغية وتناسى أن رئيس الحكومة
وحتى معارضيه في الأغلبية هم بالدرجة الأولى أمازيغ
القناع هو عند من يتبنون خطاب حداثة بلغة بدائية

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س