الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش و العبث بالأمن والفرصة الأخيرة للحكومة الانتقالية

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2020 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حكومة مستقيلة تدير الاعمال، وفيروس كورونا ينهش بالعباد، واقتصاد متهالك يعتمد على النفط الذي انهارت أسعاره، وتوقعات بتخفيض رواتب العاملين في الدولة والمتقاعدين بما يثقل كاهلهم، ذلك كله دفع بالدو اعش لاستغلال الفرص والعودة للواجهة كمهاجمين وليس مدافعين.
ان ضهور الدواعش ومهاجمتهم لأهداف عدة في محافظات صلاح الدين وديالى وجرف الصخر، يعني انهم يعملون تحت ضل قيادة تخطط للتخريب والتعرض، وان هذا الأسلوب في حرب العصابات يعتبر من الأساليب المزعجة. فاذا لم يتم ملاحقتهم وتدمير اوكارهم واجتثاثهم فسيحصل المزيد من هذه الهجمات في المستقبل. لا بل سيقومون بتوسيع أعمالهم كلما وجدوا انهم في موقف الهجوم والمقابل في موقع الدفاع، وسيعملون على بناء مضافات لهم في المدن، ويبعثوا الخلايا الكامنة (النائمة) على تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجير.
ان مطاردة الدواعش وملاحقتهم واجتثاثهم باستمرار لا تتيح لهم الفرص ولا القدرة للتخطيط لهجمات اخرى تستهدف القطعات الأمنية، وربما العودة للاغتيالات لوجهاء المجتمع ورجال الدولة والعلماء والأطباء والمهندسين وتفجير المستشفيات ومحطات الكهرباء وغيرها، في حين يكون استقرارهم النسبي والعمل دون مظلة الطرق المتواصل، يمكنهم من التخطيط للقيام بمثل هذه العمليات الإرهابية.
كما ان الهدوء الأمني يدفع الى الغفلة وحسن النية وعدم التحوط للأحداث المتوقعة وبدوره يقود السيطرات والقوات الأمنية الى ممارسة الأمور التقليدية في أداء الواجب دون التحسب والتيقظ لهجمات متوقعة، وهذا ما يجعلهم أهدافا سهلة وضحايا لهجمات الدواعش.
ان مجرد حصول عنصر المفاجئة في مثل هذه الهجمات يعني ضعف الجانب الاستخباري الذي يكون عليه اكتشاف المخططات الإرهابية واحباطها قبل تنفيذها، وكذلك ضعف اليقظة والتأهب. وان الدماء البريئة التي تسيل جراء هجمات الدواعش لا بد وان يدفعوا ثمنها غاليا وان لا تمر دون عقاب رادع.
ان اسطورة الإرهابي الذي لا يقهر قد تم تدميرها وتمزيقها وتم هزيمة الإرهابيين شر هزيمة وتمريغ انوفهم بالوحل وتشهد على ذلك محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكل شبر من ارض العراق.
وبعد فشل نموذج الدولة الإسلامية، التي كان لها عشرات الالاف من العناصر الإرهابية، التي تم ابادتها، وهروب من كتبت له النجاة الى الصحاري والكهوف، فمن الملفت للنظر هذا العناد على القتل والتخريب، وهم أدركوا ويدركون انهم هزموا شر هزيمة وان لا مكان لهم في هذه البلاد بعدما نشروا فيها الفساد وقتلوا فيها العباد وتركوا تجربة وحشية لا تعمل مثلها أشر وحوش الغاب. فلم تمح من الذاكرة بعد المذابح التي عملوها في الايزيديين وسبي النساء واغتصابهن وتوزيعهن على امراء الرذيلة والدم وكذلك ما عملوا في المواطنين من اهلي المحافظات التي استولوا عليها من تشريد وتخريب وتقتيل وانتهاك للأعراض. وبعد فشل ذلك فلماذا هذا الإصرار على القتل وسفك الدماء وهم يعرفون انهم سيقتلون وان فرص إقامة دولتهم المنحرفة معدومة.
ذلك يعني ان هنالك من يمدهم بالأموال والسلاح ويجمع لهم الرجال، وان هنالك من له مصلحة في العبث بالأمن ومن لا يريد لهذا البلد الاستقرار والتقدم لتحقيق مكاسب يخطط لها وان الأيام كفيلة بأن تكشف كل شيء.
لا نريد العودة الى محاربة داعش من نقطة الصفر، ولا نريد عودة الدواعش الى التغلغل في المدن والارياف وممارسة عملياتهم المنكرة في الاغتيال والتفجير، وان لا يستهان بهذه العمليات التي يجب ان تكون قرصة توقظنا من اغفال جانب مهم في التخطيط لمتابعة الدواعش وقتلهم ومنعهم من العبث بأمن البلاد وقديما قال الأجداد (تحزّم لابن اوى بحزام ذئب) وان لا نسمح لهم بنشاط اخر من هذا القبيل.
ان ذلك كله يدعوا للإسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية بدلا من حكومة تصريف الاعمال الحالية، لتتولى على عاتقها مسؤولية الملف الأمني وباقي الملفات الأخرى قبل فوات الأوان. وهذه الفرصة الاخيرة فالوضع الحالي الأمني والاقتصادي والصحي لا يسمح بمزيد من المناورات والكر والفر. والحكومة المقبلة امامها تحديات جسام لا تحسد عليها، ومن الضروري تسهيل مهمتها وعدم وضع العقبات بطريقها فلديها ما يكفيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة