الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدها شجرة الرمان .. تعرف

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2020 / 5 / 5
الادب والفن


عرفت سنان انطون قبل عدة سنين عبر جريدة السفير قبل ان تتوقف عن الصدور . كنت اقرا مقالاته السياسية وكنت متفقا مع آراءه حول اوضاع العالم العربي البائسة في ظل انظمة ديكتاتورية مستبدة . بعدها عرفت انه روائي وشاعر ومترجم يعيش في نيويورك لكن بلده العراق يعيش معه بقوة ، وعرفت انه ايضا من محرري وكتاب مجلة “ جدلية “ والتي اتابعها منذ زمن . بقيت فترة اتابع مقالاته ولقاءاته الصحفية حتى قرات اخيرا روايته “ وحدها شجرة الرمان “ التي ابهرتني وامتعتني ، ورايتني امام روائي متمكن يكتب بسلاسة مدهشة تسجل الاحداث والمشاعر بعفوية وصدق بدون ميلودراما سطحية .. لسنان انطون ديواني شعر: “ موشور مبلل بالحروب” و“ ليل واحد في كل المدن “ ، وترجمت مجموعة من اشعاره للانجليزية . روايته الاولى كانت “ إعجام “ التي ترجمت الى الانجليزية ( صدرت في سان فرانسيسكو ) وعدة لغات اخرى. كتب بعدها هذه الرواية ثم “ يامريم “ و “ فهرس” .

الشخصية الرئيسية هي جواد او جودي كما يسميه اهله واصدقائه وهو مشروع فنان لكنه ينتهي الى غسيل الاموات في محل والده حيث توجد شجرة رمان في الفناء الخلفي ترتوي من المياه الآتية من الغسيل . نرى جواد منذ كان طفلا في المدرسة وحتى دراسته الفن رغم معارضة والديه ثم عمله كدهان . تدور الاحداث في بغداد ايام الحرب العراقية الايرانية ثم غزو الكويت فالاحتلال الامريكي . كلها احداث عاصفة مؤثرة على بغداد وناسها في ظل حكم تعسفي ثم فوضى واحتلال . يفقد جواد الكثير من احبائه نتيجة الحروب المتوالية سواء مباشرة ام غير ، ويصبح الى حد ما لامباليا ويحاول الخروج من العراق ليتابع دراسته لكنه بفشل في ذلك .

يبدو لي ان هناك روائيا كبيرا يتكون بل ربما تكّون . رواية رهيبة جميلة جدا مكتوبة بلغة عربية فصيحة وبسيطة والحوار فيها باللهجة المحكية العراقية الجميلة لكن الكاتب يجعلها اجمل حتى نحس ان الكلمات الفاحشة جميلة كماقال احد النقاد . هنا تتداخل الكوابيس مع الواقع حتى لا يمكن التفريق بينهما لا بل ان بعضا من الواقع يبدو افظع من الكوابيس .هناك موت معلق دائما الى حين لكن وتيرته وفظاعته تتصاعد مع الحروب والارهاب حيث يصبح عبثيا واحيانا غير مفهوم . وربما وحدها شجرة الرمان .. تعرف .

صحيح ان العرب متخلفون في كافةالصعد لكن ليس بالادب .
دائما كان العرب متفوقون في الادب منذ ماقبل الاسلام حيث تركوا لنا شعرا عظيما ولم يتوقف العطاء الا في الفترة العثمانية ، وتفوقوا حتى في القصة والرواية وهما شكل من الادب لم يكن مالوفا في الشرق واخذه العرب من الغرب ولكن كثارا ابدعوا فيه من طه حسين ويوسف ادريس ونجيب محفوظ والطيب الصالح ثم عبد الرحمن منيف وغادة السمان وسحر خليفة والياس خوري وغيرهم وبالطبع هذا ال سنان انطون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3