الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية حقد النملة

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2020 / 5 / 5
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


مثلما هناك نظرية تحت مسمى (نظرية البجعة السوداء، وتشير إلى عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث المفاجئة) فإنه يحق لي تأطير نظرية تحت مسمى (نظرية حقد النملة) وتشير إلى العمل بصمت أو بتفانِ النملة في العمل والذي يبلغ مرحلة (الحقد) من أجل تحقيق هدفها في العمل المنوط بها، كنملة عاملة.
أضع هذا التصور وأنا أحاول قراءة أو إستشراف أسباب إنحاء الولايات المتحدة وبعض دول أوربا اللائمة، أو تحميل مسؤولية إنتشار فيروس كورونا للصين، وبدء أجهزة مخابرات كل دولة من هذه الدول بالتحقيق وجمع المعلومات، حول أصل هذا الفايروس، إذا ما كان طبيعياً من ولادة ذاتية، أو إذا ما كان من إنتاج مختبر مدينة (ووهان) الصينية، وإذا ما كان الهدف من تصنيعه لغرض حرب بايلوجية، وأيضاً إذا ما كان تسربه من هذا المختبر أو نشره في العالم، قد تم عن عمد أم بطريق الخطأ، وفي كلا الحالتين لابد من تحديد مسؤولية الصين عن الأمر، إلى جانب إتهامها بأمر التكتم عن بعض المعلومات المهمة حول هذا الفايروس الشيطاني الذي شل نشاط كامل الحياة الإنسانية، إلى جانب حركة الإقتصاد العالمي.
دعوني أسجل هنا أني قد أكون من بين أول من وجهوا الإتهام إلى الصين وتحميلها مسؤولية إنتشار فايروس كورونا، وبتخطيط مسبق ونية مقصودة تماماً، ولكن لأسباب غير الأسباب التي يصرح بها ساسة وزعماء أمريكا وأوربا، لأني حصرت تصوري حول أسباب نشر الفايروس في إطار الحرب الإقتصادية الناعمة، (وهي أحد فروع الحروب الصامتة التي تداوم الصين على إنتهاجها وممارستها)، منذ نهضتها الإقتصادية الإنفجارية، وهذا يعني أن الصين تمارس حرب تسلقها، بإتجاه قمة هرم سيادة العالم، وفق نظرية عمل النملة التي تعمل وتكد، من أجل تحقيق هدفها، بصمت تام يبلغ درجة الحقد، بمعناه المباشر والمجازي على حد سواء.
الصين تؤمن بالمثل الإنكليزي الذي يقول (كلما كثر كلامك كثرت أخطاءك) وهي لديها أهدافها الستراتيجية غير المعلنة، والتي يتقدمها، كما هو منظور لنا، السيطرة على مفاعيل الحركة الإقتصادية العالمية وإقتصاد العالم، وهذا الجزء الظاهر لنا من جبل الجليد فقط، وعبر هذا الجزء الظاهر الفتاك، علينا تقدير وتمثل حجم الجزء المغمور من هذا الجبل الأكثر فتكاً بالتأكيد.
بحجة رخص الإيدي العاملة، وتحت شعار نحن نكفيكم متاعب ادارة المصانع ومطالب العمال ونقاباتها وقرف ظروف العمل وإدارة المصانع، يا اوربيين ويا أمريكان ويا يابانيين، أنقلوا مصانعكم إلى أراضينا ونحن سنريحكم من كل عناء وبأرخص الأجور، وهذا ما حدث فعلاً دون تفكير في عواقبه.
أغلب إنتاج العالم يتم على الأراضي الصينية دون التفكير بعواقب هذا الإجراء، وحتى حلت كارثة فايروس (كوفيد- ١٩) لتتبين أمريكا وأوربا أنها عاجزة عن توفير حاجة صناعية تافهة، من مثل كمامة الوجه لشعوبها، الأمر الذي ألجأ هذه الدول إلى أعمال القرصنة والسطو والسرقة، من أجل توفير هذه المادة التافهة لشعوبها... من يصدق هذا؟ من يصدق أن بريطانيا التي قامت على أراضيها الثورة الصناعية، تعجز عن توفير أجهزة التنفس الصناعي لمواطنيها، لتنقذ أرواحهم من الموت، بسبب جائحة فايروس كورونا الفتاك (١٨٧ ألف إصابة و٤٤٦ ٢٨ حالة وفاة، حتى يوم ٢ مايو)، في حين أن الصين لم تعان من أي نقص في أي مادة، بل وأمدت يد العون لدول اوربا وأمريكا ذاتها، رغم أن الفايروس بدأ نشاطه التدميري في أراضيها، بصورة مفاجئة، كما تدعي.، بل إنها أنزلت لخدمة مستشفياتها ومصابيها، روبوتات وأجهزة خدمية متخصصة، من الناحية الوقائية بالذات ولمنع المخالطة والتماس بالمرضى، وكأنها أنتجت هذه الأجهزة وهيأتها منذ فترة سابقة ولغرض أو موعد متوقع.
ومثلما يتضح لنا الآن، الصين إعتمدت نظرية حقد النملة في السيطرة على إقتصاد ومفاصل إنتاج الإقتصاد العالمي، ووفق ذات النظرية تعاملت بشأن المعلومات حول ظهور وإنتشار فايروس كورونا، وإيضاً طريقة معالجتها له والسيطرة على إنتشار عدواه، ويأتي كل هذا ضمن خططها الستراتيجية الصامتة في التعامل مع السياسة والإقتصاد العالميين: العمل بدأب وصمت النملة العاقلة، وهو الذي يساوي، بالنسبة للنملة، تحقيق كامل أهدافها دون لفت الأنظار إلى نشاطها وتحقيق أهدافها.
والآن، وبعد مضي خمسة أشهر كاملة على تشخيص وإعلان أثر هذا الفايروس الفتاك، وعبر الإسلوب الملتوي الذي تعاملت به الصين بشأنه، صار من حق دول العالم التشكيك بسلوك الصين ومطالبتها بإجراء تحقيق دولي شفاف ومتخصص، عن طريق منظمة الصحة العالمية، من أجل الوقوف على أهم وأخطر جانب في هذه الجائحة التي شلت مفاصل حياة العالم كله، وهو إذا ما كانت الصين مسؤولة عن نشر هذا الفيروس أو إخفاء المعلومات عنه بصورة متعمدة، ولأهداف وأغراض سياسية، تندرج تحت مشروع هيمنتها الصامت على العالم، وكجزء مكمل لمشروع هيمنتها الستراتيجي على العالم، والذي درجت على تنفيذه بصمت وحقد نملة وبعيداً عن أي شكل من أشكال التهريج الإعلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا