الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )

ميشيل زهرة

2020 / 5 / 7
الادب والفن


لم يثر الرعب في نفوس الناس ، اجتياح بيك آبات التيوتا الرباعية الدفع للقسم الشرقي من المدينة ، لأنها أصبحت كما لو أنها أشخاص من لحم و دم في ذاكرة القاطنين . فيكفي أن يقال : جاء التيوتا ..ليفهم الجميع : إن الدواعش قد أتوا..! و لا اغتصاب الطفلة و أخيها بطريقة مرعبة ، و وحشية ، قد أثارهم ، مثلما أثارهم ذلك الكائن الغريب المُمدّد على سرير في غرفة نوم مصالح خانم ..!!
دهشة الأطفال و رعبهم ، كانت الأكثر إثارة لمن يراقب الأوردة النابضة في أعناقهم ، و التي تدل على خوف يصل حد الهلع من كائن غامض أشبه بسمكة ضخمة بيضاء ، بطول متر و نصف ، ملقية ، على ظهرها ، باحترام على السرير ..!
حتى أن إحدى النساء أقسمت على إنها سمكة قرش . جاء بها زوار مصالح خانم لتصنعها لهم في الفرن غداء ، أو عشاء . لأنها شاهدت شبهها في برنامج على قناة علمية في التلفزيون حيث كانت تقطّع إلى شرائح للشوي على الفحم ..! و قال أحد الرومانسيين : إنها من عرائس البحار ( حورية بحر ) لولا أنها مشقوقة الذيل إلى قدمين صغيرتين و أصابع دقيقة بأظافر توحي بأن خطأ ما ، في الخلق الطبيعي ، قد أدى بهذا المخلوق إلى ما هو عليه ..!
لذلك المخلوق العجيب ساقين أشبه بساقي امرأة بيضاء نحيلة القوام . ينتهيان إلى بطن أشبه ببطن سمكة قرش بيضاء فعلا ، و لها سرّة..! و لكن ما يلفت النظر ، في الزاوية ، حيث ينتهي الفخذان ..شيء أشبه بجلد بشري ممزّق مائل إلى السمرة ..شبهه أحدهم بكيس صفن لذكر بالغ و قد استؤصلت منه الخصيتين ..! و عندما أُعلن عن هذا التشبيه الذكري ، صار الذكور يبحثون بين الحضور إذا كان ثمة من هنّ قريبات لهم ، ليقوموا بإخراجهن خجلا ، و محافظة على الشرف ، حتى لو كان الجسم الممدد سمكة أنثى ..و ما زاد الأمر حيرة أخلاقية ، أن في نهاية الشق الدامي استطالة تشبه إلى حد بعيد دودة الطين الحمراء ثخينة قليلا ..! مما عقّد الأمر و أعطاه شيئا من الخوف الممزوج بالقرف ، من أن تكون دودة تخرج من هذا المكان للسمكة ..! و تساءل بعضهم من أين جاءت هذه الدودة ..؟؟ ازدحم المكان بطريقة غير مألوفة ، إلا عندما تجتمع الناس في مكان ضيق لرؤية قتيل مُسجّى و غير معروف المعالم ..!
أحد الأطفال دفعه فضوله ، و تجربته في صيد العصافير ، و الأسماك الصغيرة ، و الطعوم التي يضعها للطريدة ، أن يتجرأ و يلمس الدودة الخارجة من ذلك المكان ..و عندما تأكد أحدهم أنها من أصل الجسد ، و تحاكي العضو الذكري ، صاح بزوجته غاضبا : اخرجي من هنا يا سافلة ..و خذي بناتك ..!! و همس بأذن قرينه : إن هذه الدودة الحمراء ، تشبه بظر امرأة أفريقية ..و ضحك الإثنان من تحث لثاميهما ..!
فكر أحدهم بصوت عال ، و قد تقمّص شخصية الخبير العارف :
لو كان لها ثديين بارزين لقلنا أنها حورية بحر جاءت طائعة للأمير المهيب الطلعة ..و لكنها ضامرة الأثداء ..و الحلمتين البارزتين لا تكفيان لنشبهها بعرائس البحار ..!
للكائن الممدد على السرير كتفين ضيقتين لو كان إنسانا ..! و له ساعدين نحيلين مصقولين ..! من نهاية الصدر تبدأ العنق العجيبة التي تشكل مع الفك السفلي ما يشبه القمع الذي تنتهي حافته بما يشبه الشفة السفلى بلا فك ظاهر ، و لا ذقن..! و هذا ما جعل المرأة السالفة الذكر، تشبهه بسمكة القرش البيضاء المفترسة..! لأن فتحة الفم تصل بين الأذنين الصغيرتين ، الأقرب إلى البشريتين ..! و في الفتحة التي تسمى الفم ..أسنان كأسنان القرش . أما ألأنف فهو أقرب إلى الأنف البشري تماما ، لولا الشكل السمكي الذي يليه ..ذلك أعطى الأنف شكلا قبيحا جدا ..! العينان نصف مغمضتين ..! من يدقق فيهما ، يرى أنهما تدوران في محجريهما ، تراقبان الحضور ، بطريقة تبعث على الرعب ..!
ما جعل الناس يختلط وعيها ، و يغصّ في ابتلاع الصورة النافرة في الواقع الغريب ..أن للكائن الغريب شعر أنثوي طويل غطى الجبهة العريضة ..هذا التشويش في الوعي جعل الجميع يتثاءب ضجرا و خوفا ، قبل أن يعلن أحدهم : جاء بيك آب التيوتا يا شباب ..!
وقف الجميع مثل الأصنام و قد فتحوا الطريق لرجلين ملثمين مسلحين كل منهما بطول مترين ، و معهما امرأة سمينة ، مجللّة بالسواد..! ألقى أحدهما السلام على الحضور المرتعد خوفا .. و اندفع مع الآخر الصامت المتجهم ، و المرأة الجادة العابسة الوجه المكتنز ، باتجاه غرفة النوم التي تحتوي على سرير الكائن الغريب بعد أن أعطى الأخير أمره بان يخرج الجميع من المنزل ..!
خمن بعض الحاضرين : إنهم جاءوا ليأخذوا السمكة التي نسوها البارحة ..! و قيل : هم وحدهم يعرفون أسرار العالم ، و يقتنصون الحيتان من أعماق المحيطات بسنارة . و بلا معدّات غوص ، لأنهم محصنون بقداسة تحميهم من الاختناق غرقا ، و لكن لا أحد بتّ في أمر هذا المخلوق العجيب . و راحت الناس تشتغل في أسطرة الحدث ، عندما توقفت عقولهم عن قراءة الظاهرات . و عندما خرج الإثنان من باب المنزل ، تتوسطهما السيدة البدينة التي جاءت معهما ، و مصالح خانم بنقابها الجديد المخصص لها .. أرتجت بابها خلفها ، و في عينيها الجميلتين المكشوفتين ، بريق شماتة ، و تحدّي أخذ بألباب الرجال المصطفين على الجانبين بإجلال لا يخلو من خوف متسائل خاشع :
أين كانت مصالح خانم ..؟؟ هي لم تدخل معهم ..!!! هي ليست الأنثى التي دخلت معهما ..المرأة المرافقة بدينة ، و تلك نحيلة ..!!
فمن أين أتت السمكة التي تشبه الأنثى إذا .. ومن هي التي تشبه سمكة القرش البيضاء ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى


.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب




.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً