الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نور الدين وفاطمة قصة حب من دفتر أحوال الوطن

جيهان خليفة
كاتبة صحفية

(Gehan Khalifa)

2020 / 5 / 7
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


هناك الكثير من قصص الحب التى لم يدونها التاريخ ولم تحفظ بين دفاتر سجلاته ، فأحاديث الهوى وقصص الغرام ترقد هناك فى قصائد الشعراء دفنت مع قلوب المحبيين أما يد التاريخ الباردة فتسطر صفحاتها الأحداث الجسام ترويها الثورات وأخبار الملوك والسلاطين مما يضفى عليها جلال ومهابه .
ولكنها السياسة راقصة العصور عندما تتجلى فى الشىء تهلكه وهذا ما حدث مع قصة حبيبين لولا السياسة لما كنا عرفنا بهم شىء ولظلت قصتهما بين الجدران الدافئة وكانت قبرت وطيها النسيان .
نور الدين مشالى وفاطمة عاشقين من العصر المملوكى بالتحديد فى السنوات الأربعة الأخيرة من عصر المماليك فى عهد السلطان قانصوه الغورى حيث يحكى لنا الرائع صلاح عيسى بقلمه الرزين فى (( حكايات من دفتر الوطن )) نقلا عن إبن إياس قائلا: قبل أن تسجل لنا يد التاريخ هزيمة قانصوه الغورى أخر سلاطين العهد المملوكى فى معركة مرج دابق أمام الجيش العثمانى بقيادة سليم الأول ، سرد لنا التاريخ ما فعلته يده بنور الدين مشالى وهو شاب فى منتصف الثلاثينيات من عمره وظيفته الرسمية نائب من نواب الحنفية بلغة عصرنا قاضى ، كان ممن يحكمون بمذهب أبو حنيفة النعمان ، فقد كان النظام القضائى فى السلطنة المملوكية يقوم على الإحتكام إلى قواعد الشريعة الإسلامية ويعتمد مذاهب أهل السنة ومنذ سقوط الدولة الفاطمية وإستيلاء الأيوبيين على الحكم أبطل الإحتكام للمذهب الشيعى كمذهب وحيد وأخذت تطبق الشافعية كمذهب رسمى حتى مجيىء الظاهر بيبرس فغير عام 1265م نظام القضاء وبدلا من تطبيق مذهب واحد أخذ بفكرة المذاهب الأربعة وعين لكل مذهب قاضى ويقوم كل قاضى بتعيين نواب له يقيمون فى أحياء المدينة المختلفة يعقدون مجالس القضاء فى ساحة المساجد سواء فى بداية اليوم أوفى نهايته ، يأتى إليهم المتقاضون لعرض شكواهم ، ميز هذا النظام القاضى الشافعى بأن أصبح له وحده حق تعيين نواب له فى الوجهين البحرى والقبلى كان قضاه القضاه هم وحدهم الذين يعينون من قبل السلطان أما النواب فيتم تعينيهم من قبل قاضى القضاه الذى يتبعهم .
أمتد عمل قاضى القضاه فى ذلك الوقت ليس فقط بقضايا الأحوال الشخصية إنما أيضا جميع القضايا الجنائية والمدنية ، وإمامة المسلمين فى الصلاه والإشراف على دار ضرب النقود على نواب الأقاليم كما إتسع ليشمل النظر فى دعاوى إثبات الحقوق والأموال التى ليس لها إرث وأموال المحجور عليهم من السفه والمجانيين ، لذلك أصبح مهنة القاضى من المهن التى يسعى الكثيرين لنيلها ، ولكن ونظرا لإنتشار الفساد والغرائب فقد كان عرفا رسميا ألا يتولى أحد منصبا من مناصب الدولة إلا إذا دفع المعلوم (( رشوة )) للسلطان وكانت المناصب تخضع للمزاد العلنى من يدفع أكثر يتولاها لذلك كان كل قاضى من القضاه الأربعة بمجرد توليه المنصب يكون أول همه هو جمع ما دفع من معلوم من نوابه الذين يقومون بدورهم بجمع ما يتكبدون من معلوم من المتقاضين من الشعب المسكين .
يقول عيسى : نور الدين رغم أنه كان من نواب الحنفية إلا أنه لم يكن ميسور الحال فقد كان مايأخذه من المتقاضين ضئيل وذلك فى عام 1513م حيث كانت سنة بلاء وقع فيها طاعون أهلك الكثيرين وإرتفعت الأسعار وإختفت السلع وفى تلك السنة كادت تحدث فتنة بين المماليك والسلطان بسبب خلو الخزائن وقله مايدفعه لهم هذا العام ، أدت هذه الحالة إلى ركود فى القضايا وقله فيما يدفعه المتقاضون من معلوم ورغم ذلك لم تؤثر هذه الحالة على نور الدين فقد كان إدخر لسنوات الكرب والضيق أموال مكنته من مواجهة الكساد ، وفى الأيام التى كان ينظر فيها القضايا كان ينظرها فى ساحة المسجد سواء فى بداية اليوم أو فى نهايته ، وفى أغلب الأيام كان يقضى فى دكان أحد الشهود ينتظر قضية ويدعو الله أن يكون أصحابها من ميسورى الحال ، هذا الدكان كان كغيرة من الدكاكين الكثيرة المنتشرة فى ذلك الوقت مهمتها هو توريد الشهود إلى القاضى ، شهود كانوا مستعدين للشهادة على أى شىء مقابل الحصول على المال من المتقاضين هذا المال يذهب جزء منه إلى النائب وأخر لقاضى القضاه
فى عصر كل يوم يذهب نور الدين إلى بيته لقضاء بعض الوقت مع زوجته وإبنه الصبى الذى ألحقه بقراء القرآن فى الحوش السلطانى بالدهيشة ، كان نور الدين إعتاد منذ زمن نوم القيلولة الذى دائما ماكان يداعبه خلاله طيف فاطمة محبوبته بل معشوقته رائعة الجمال الذى هام عشقا فيها رغم صداقته لزوجها غرس الدين خليل ، كان نور الدين يذهب كل يوم لصلاة المغرب فى أحد المساجد ثم يذهب بعد ذلك للجلوس على مقهى قريب مع صديقة خليل فقد كان هو الآخر نائب من نواب الشافعية كانت أحواله متشابهة مع أحوال نور الدين فكلاهما إشترى المنصب بالمعلوم وبرغم من تغيير منصب قاضى القضاه للحنفية والشافعية إلاأن كلا منهما إستطاع الإحتفاظ بمنصبه بدفع معلوم جديد ، ولكن فى هذه الأثناء كان هناك صراع محتدم بين كمال الدين بن الطويل ومحى الدين بن النقيب على منصب قاضى قضاه الشافعية ومنذ شهور قليلة إنتزع المنصب بن الطويل من إبن النقيب فعاد إليه للمرة الثالثة ،ولكنه لم يستمر هذه المرة أكثر من سنة وتسعة أشهر إستطاع بعدها بن النقيب الفوز بالمنصب الذى كلفه أكثر من عشرة آلاف دينار خلال ثلاث مرات فاز فيهم بالمنصب
فى هذه الأثناء إنتشر الطاعون فى المحروسة ففتك بالناس وكان يروح ضحيته كل يوم مايقارب الثلاثة آلاف ، الأمر الذى دفع قاضى قضاه الحنفية عبد البر بن الشحته الى أن يهرب أولاده إلى جبل الطور وكانت هذه عادته إذا إنتشر الطاعون حتى أنه نصح السلطان بإرسال إبنه هناك لكنه رفض ، وفى أبريل من هذا العام1513 م جاءت الخماسين فتزايد الطاعون وإزداد فتكا بالناس واتبع عدد كبير من الأسر مشورة القاضى عبد البر وأرسلوا أبنائهم الى جبل الطور .
كان من الطبيعى أن يحتمع الطاعون مع الغلاء فقل الخبز والدقيق ورغم ظهور القمح الجديد تزايدت أسعار الخبز وأشيع بين الناس أن السلطان يشترى القمح ويرسله إلى الشام لأن بها غلاء عظيم وأنه يتاجر بأقوات المصريين ويستفيد من فرق السعر !
لدرجة أن الناس تهجمت عليه ذات مرة وأسمعوه الشتائم مما جعله يشق الدروب للذهاب للقلعة بدل من باب زويلة .
خلال هذه الأثناء إستطاع خليل هو الآخر أن يلحق إبنه بقراء القرآن فى حوش السلطان وبذلك سوف يحصل على بعض العطايا مما يحسن من وضعه كما أن إمراءته قد ورثت بعض المال عندما يذكر خليل سيرة زوجته كان يخفق قلب نور الدين ولكن كيف بدأت قصتهما سؤال يطرحه عيسى مجيبا لا أحد يعرف بالضبط فقد كان العصر عصر متناقضات بالرغم من أنه يبدو وقورا جدا من حيث المظهر إلا أن تحت السطح كانت أخلاقياته تكشف روائح كريهة فالزنا كان منتشرا بدرجة كبيرة حتى أصبح البغاء رسميا تعترف به الدولة فتفرض على البغايا ضرائب تجمع منهم أموالا ضخمة ، كان للبغايا ضامنة تذهب إليها محترفة البغاء فتسجل إسمها عندها وكانت البغايا تخرج للشارع فى صورة ملفتة وتحرض على الفسق ، أدى ذلك إلى إنتشار أمراض الزهرى والسيلان وكانا يسميان بمرض ((الحب الأفرنجى )) وقد إنتشر فى بعض السنوات بصورة وبائية، إنتشر الشذوذ لدرجة أن المؤرخون كانوا يستثنون سلطانا من كل عشرة سلاطين كما ذكر فى كتاب ((النجوم الزاهرة)) لأبى المحاسن.
لم يكن غريبا إذن أن يلتقى فاطمة ونور الدين فى علاقتة آثمة فالرجل يتردد على البيت ويقضى بعض أوقات سمرة مع صديقة به وإذا كانت التقاليد كانت تمنع أن يرى غريب حريم البيت إلا أن هذا العصر وظروف الإنحلال الإجتماعى به لم تدع تقليدا على حاله كما يقول عيسى
وفى أحدى جلسات خليل مع نور الدين على المقهى وبينما يحكى عن زوجته وما تدخره من مال جاء اليهما صديقهما شميس شاب من الملتحقين بمجالس القضاه حديثا فخاله أحد النواب وكان يستعين به فى بعض شئونه ، نور الدين لم يكن يحبه بل كان يبغضه ولاحظ خليل ذلك ولكنه لم يكن يدرى أن السبب هو زوجته فقد كان شميس يهوى فاطمة أيضا وكان بينهم نظرات وعلامات وبشائر ولكن ظهور نور الدين جعل هذه المرأة الهوائية تدير ظهرها لشميس وتصده عنها مما زاد حنقه عليها وبدأ يرقبها حتى عرف بعلاقتها بنور الدين ، الآن فقط قد حان الوقت ليعرف خليل كل شىء فمع إنقضاء شهر رمضان وأيام عيد الفطر وكانت زحمة العمل التى تعقب الركود الذى يأتى به شهر رمضان قد خفت ففى أيام العيد عقد خليل عدد من الزيجات مما جعله يعود كل يوم محمل بالهدايا من العروسين وبعد إنقضاء أيام العيد كان عليه أن يقضى ليلة فى رحاب الشيخ ((الليث )) مع أصدقاءه من الصوفيين يتعبدون وينشدون وعندما خرج من بيته كان شميس يجلس على مصطبة أمام منزلة المجاور فأخبرة خليل أنه سيقضى الليلة خارج منزله وعرض عليه أن يصاحبه لكنه رفض .
وظل يراقب منزل خليل عله يرى فاطمةولكنه وجد جارية كان يعلم أنها كاتمة أسرار فاطمة تذهب تتبعها حتى وجدها تتهامس مع أحد أتباع نور الدين هنا بدأ يعلم ما تريد وتأكد شكه بعد أن رأى نور الدين عندما حل الظلام وهو يطرق باب فاطمة قرر الإنتقام من الخائنة وذهب إلى الإمام الليث ليجد خليل فى حلقة الذكروأخبره بكل شىء فما كان منه ألا ان ركبا حميرهما وذاهبا إلى داره ليفاجأ بالعاشقين متلبسين فأغلق عليهما الغرفة ووضع عليها حراس من خدم المنزل وذهب لدار حاجب الحجاب الذى أرسل قوة للقبض عليهما .
كان نور الدين مرتبكا ويود ان يتخلص من الموقف فإعترف بكل شىء سمع حاجب الحجاب إعتراف نور الدين وإستدعى أحد زملاء المتهم القاضى شميس الدين وكان شافعيا فأعاد التحقيق أمامه وكتب إعترافه بخط يده ووقع أمامه القاضى شميس على المحضر كدليل على أن الإعتراف جرى دون ضغط أو تعذيب ، بعد انتهاء التحقيق أمر القاضى بضرب نور الدين حتى كاد أن يهلك كما رفعت المرأة وضربت حتى أغمى عليها ، كما أمر بإشهارهما وتجريسهما وفى صباح اليوم التالى أركب كلا منهما حمار ووضعت العمامة على رأس نور الدين بإعتبار أنه من رجال الأزهر وكان وجه كلا منهما لمؤخرة الحمار وطافوا بهم ضروب القاهرة إلى هنا المفروض أن تنتهى القصة ولكن حاجب الحجاب أراد أن يأخذ مقابل الجهد الذى بذله فى القضية فطلب من المتهمين 100 دينار من كلا منهما فأبدى نور الدين إستعداده للدفع أما المرأة فقد رفضت متعللة أن زوجها أخذ منها كل أموالها الأمر الذى دفع حاجب الحجاب أن يرسل الحرس لإحضار خليل وطلب منه أن يدفع له من أموال زوجتة ال100دينار ولكنه رفض وهو فى غاية الدهشة فكيف لزوج أن يدفع لأمراة زانية الأمر الذى إستفز حاجب الحجاب فأمر بحبس خليل وتعذيبه حتى يعترف بمكان أموال زوجتة ولكنه رفض ، وأفرج عن الجناه ، بعد يومين تذكر ابنه انه يستطيع أن ينقذ والده فقد كان يقرأ القرآن فى الدهيشة أحد الأحواش السلطانية فى القلعة وعندما مر السلطان بالقرب من الحوش جرى الصبى عليه دون خوف من الحراس وروى عليه قصة والدة المحبوس ظلم ، فأمر السلطان بإحضار القضاه الاربعة وطلب من القاضى بن وحيش الذى حضر اعتراف نور الدين بسرد ماحدث وفى النهاية طلب رأيه فأمر بتطبيق الحد على الجناه فأصدر السلطان أمره برجم الجناه على أن تحفر حفرة بطول قامة كلا منهما ويقوم الاهالى برميهم بالحجارة .
فى هذه الأثناء إنشغل السلطان بموسم الحج وتجهيز المحمل كما حضر لزيارته أمراء من العراق ، فنسي أمر العاشقين بعض الوقت ، فى هذه الأثناء كان هناك القاضى شمس الدين الزنكلونى صديق نور الدين وأحد نواب المذهب الشافعى أراد مساعدة صديقة فأرسل له رسالة فى محبسه بسجن المقشرة طالبه فيها بالعدول عن إعترافه كما أرسل للمرأة نفس الرسالة فى سجن الحجرة وقام بإصدار فتوى على هيئة تساؤل تقول رجل زنا وإعترف بالزنا ثم عدل عن إعترافة هل نقيم عليه الحد أم لا ؟ ذهب بسؤاله إلى القاضى إبن أبى شريف طالبا رأيه وكان من المعروفيين بعلمه الوافر فأجابه بعدم جواز إقامة الحد طالما عدل عن إعترافه ، أخذ الزنكلونى الفتوى وبها جواب القاضى إبن أبى الشريف وطاف على جميع القضاه فإتفق الجميع على الرأى بعدم جواز إقامة الحد ، علم السلطان بما حدث فإستشاط غضبا وأمر بإحضار القضاه الأربعة وسألهم عما حدث فأقروا جميعا بعدم جواز إقامة الحد زاد حنق السلطان على القضاه وأصر على إقامة الحد تأزم الموقف بين السلطان والقضاه المصرين بمخالفة ذلك للشرع ، فأمر السلطان بعقد مجلس شرعى حضرة جميع القضاه والنواب حتى من تركوا القضاء كثير منهم أجمع على عدم جواز تطبيق الحد والبعض أجازفأخذ السلطان بهذا الرأى وأمر بعزل القضاه الأربعة من مناصبهم ، وظلت مصر خمسة أيام بدون قضاه
كما أحضر السلطان القاضى الزنكلونى وقام بضربه 600 عصا هو وأولاده وأمر بنفيه إلى الواحات وعدل أمر الرجم بالشنق على أن تنصب المشنقة بجوار منزل القاضى إبن أبى شريف مصدر الفتوى وبالفعل أحضر الحراس الجناه ووضعا فى مشنقة واحدة كما أمر السلطان وجه الرجل فى وجه المرأة وظلت جثتيهما ثلاث أيام ليأتى الناس من كل ربوع المحروسة لرؤيتهما ، يقول عيسى: المتأمل للأحداث يستغرب ما حدث فمجتمع ينتشر فيه البغاء والدولة تحصل ضرائب من البغايا ، هل يكون حريص على تطبيق الحد الى هذه الدرجة لابد من شىءآخر خلف الستار ربما تكون ألاعيب السلطة ففى هذا العام إنتشر الطاعون وإرتفعت الأسعار خاصة سعر القمح كما شهد محاولة أمراء المماليك للإستيلاء على السلطة بسبب مرض السلطان إرتخاء الجفون وإعتقدوا أنه فقد البصر ولم يعد يصلح للسلطنة بالاضافة الى العديد من المظالم التى عانا منها الشعب المصرى مثل قيامه بالتلاعب بالعملة فكان يغيرأشكالها وقيمتها ويستفيد من فروق أسعارها لذلك كان يحاول أن يغطى على فساده بتطبيق الحد واللعب على قلوب الضعفاء بإعتباره السلطان الحريص على تطبيق حد الزنا الذى لم يعمل به منذ عهد الخلفاء الراشدين .
الغريب فى الأمرأنه وبعد مرور أقل من عام عاد ثلاثة من القضاه المفصوليين إلى مناصبهم بعد أن دفع كلا منهم معلوم كبير للسلطان فى حين لم يعد القاضى الرابع بن وحيش لأنه كان قد توفى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!