الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«النباتية»

ضيا اسكندر

2020 / 5 / 8
الادب والفن


«النباتية» رواية للكاتبة الكورية هان كانغ.
حكاية غريبة ومخيفة تذكّرنا ومن الأسطر الأولى بقصة «التحول» لفرانز كافكا.
فإذا كان كافكا يصوّر لنا بطله قد استيقظ أحد الأيام ليجد نفسه فجأةً قد تحوّل إلى حشرة، عاجزاً عن الحركة، يحتاج إلى الرعاية بكافة تفاصيلها. بعد أن كان المنتج والمعيل الوحيد لأفراد أسرته يحظى باحترامهم وتقديرهم جميعاً، ليصبح إثر تحوّله لحشرة إلى عالة على ذويه. ويبدأ النفور التدريجي منه إلى حدّ التمنّي له بالموت. ناسين، بل جاحدين لجهوده التي بذلها في سبيلهم سنين طويلة.
كذلك الأمر في «النباتية» التي تستيقظ البطلة في أحد الصباحات إثر حلمٍ دمويّ مرعب، لتجِدَ نفسها عاجزة عن تقبّل أكل اللحوم. وتتحول إلى نباتية بين ليلةٍ وضحاها. وما اشمئزازها من اللحم إلّا كناية عن رغبتها في تطهير نفسها من العنف والقسوة التي أُجبِرت على تحمّلها طوال حياتها. لكن بالنسبة لمن يحيطون بها، فإن تحوّلها المفاجئ لنباتية، جعلها تبدو في أنظارهم كائناً غريب الأطوار ينبغي إعادته إلى رشده، إلى طبيعته الأولى، ولو باستخدام أقصى حالات العنف. فمثل قصة التحول لكافكا, تسارع العائلة والمجتمع للاتحاد كي تقمع أي شيء لا يمكنها فهمه واستيعابه .
«النباتية» صرخة احتجاج في وجه العنف الزوجي والأبوي والذكوري والإنساني بشكل عام. صرخة في وجه الرفض المجتمعي لأيّ اختلاف .وقد حازت الرواية على جائزة مان بوكر الدولية في عام 2016. وترجمها عن الكورية بكفاءة عالية محمود عبد الغفار.
رواية مثيرة للدهشة فعلاً، وجديرة بالقراءة والتأمّل في مدلولاتها وأبعادها النفسية والوجدانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا