الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجدداً، صندوق النقد ليس بنك تسليف!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
2020 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية
مفهوم بالطبع، ان صندوق النقد الدولى، كما البنك الدولى، انهما لا يدفعان قيمة اى قروض او يمولان اى مشاريع، كسد النهضه مثلاً، من "جيبهما الخاص"، فجميع الاموال التى يحركها الصندوق او البنك هى اموال المساهمين الرئيسين الذين يمثلهم مجلس ادارة الصندوق او البنك، وهم بالطبع شركات عملاقه عابرة للقوميات او مؤسسات اقراض ماليه دوليه.
وببساط لان الاستحواز على مزرعة الابقار، اربح مائة مره من الحصول على فوائد بسيطه لقرض لمزرعة الابقار ذاتها!
فعند تعثر المقترض، يستحوذ المقرض على رهن القرض، الذى قد يكون شركة الكهرباء او المياه او البترول او السكه الحديد او التليفونات .. الخ، وجميعها تدر ربح سنوى مستمر الى مالا نهاية على المقرض الذى تملك اصولها وفاءاً للقرض الذى عجز المقترض عن تسديه وفوائده، ان الارباح التى يمكن ان تحققها اياً من هذه الشركات عند اعادة هيكلتها وتشغيلها من قبل المقرض، الذى هو شركة عملاقة متعددة الجنسيات او مؤسسة اقراض مالية دوليه، لا يمكن مقارنتها بفوائد القرض، فمثلاً، الارباح التى يمكن ان يحققها المقرض من شركة مثل شركة سكك حديد مصر هى بالمليارات، سواء ببيع اجزاء من اصول هذه الشركة، كاراضى فضاء فى مواقع استرتيجيه مثلاً، او اعادة استثمار هذه الاراضى الفضاء فى مشروعات استثماريه اخرى .. الخ، بالاضافة للارباح الهائلة والمستمره التى تحققها هذه الشركة كل عام بعد اعادة هيكلتها وتقليص حجم الفساد المستشرى فيها، الى اقصى حد ممكن .. وهكذا ..
لذا فشعار حكام عالم اليوم، اليمين العالمى، النيوليبراليه الاقتصاديه، هو:
لماذ الاكتفاء بحلب البقره، لما ممكن الحصول على البقرة ذاتها؟!
لذا يجب ادراك الدور الحقيقى الذى يلعبه صندوق النقد، باعادة هيكلة الدول لتكون مهيأة كجزء مطيع فى الة العولمه الجباره، هذا هو الدور الاساسى للصندوق، اما مسألة سداد القروض وفوائدها هى بمثابة، - تلعب دور -، الحبل الذى يتم به تقييد الدوله حتى يتمكنوا من ذبحها، بمساعدة متعاونيين محليين بالطبع، للاستيلاء على السوق كاملاً، استهلاكاً وملكية الاصول، "ادوات الانتاج"، مدنيه/عسكريه، ذلك عندما تصل الدوله الى مرحلة العجز المؤكد عن السداد، الذى هو اثمن امانى حكام عالم اليوم، اباطرة النيوليبراليه الاقتصاديه، وواضح بالطبع، ان هذا يشكل فرق جوهرى وليس "فرق بدون تمييز"، مع رؤية عدد واسع من الاقتصاديين الاكادميين، للاسف، الذين يروا ان الدور الاساسى لصندوق النقد هو ضمان تسديد الدول المقترضة لقيمة القرض وفوائده، لاصحاب اموال القرض! .
(للمزيد، رجاء العوده على مقالى: "بودو" يفضح صندوق النقد!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=584596)
لم يفشل الصندوق بعد فى اعادة هيكلة الاقتصاد المصرى على مقاس الة العولمه الجبارة، - "بعد" هنا مرتهنه بوعى وقدرة او عدمة قدرة الشعب المصرى على وقف خطط الصندوق فى مصر -، فى اعادة هيكلة الاقتصاد المصرى، فخطوات الهيكله تجرى على قم وساق، على نار هادئه منذ عام 1974، اى فى اعقاب حرب 73، وعلى نار ساخنه فى اعقاب يناير 2011، لم تتخذ ملامحها المباشره الفجه الا بعد النجاح فى الالتفاف على يناير 2011، عن طريق "رأس الرجاء الصالح"، رأس الاخوان، باللعب على الانتهازيه المعهوده عن الاخوان، ولا داعى بالقطع لاعادة سرد ما هو اصبح معروف لعامة فى الخطوات شديدة القسوة التى تم اتخاذها خلال هذه السنوات الاخيرة، على طريق اعادة هيكلة الاقتصا المصرى ليناسب دوره كترس فى الة العولمه الجباره، ومن الهام هنا ملاحظة ان الاوقات الساخنة، "اوقات الازمات"، ى الاوقات المناسبه لتحقيق الارباح، فكما فى اعقاب حرب اكتوبر 73 والازمات التى صاحبت مباحثات السلام التى اعقبت الحرب، كانت اعادة الهيكله على النار الهادئة 74، ازمه للدرجة التى شهدت انسحاب واستقالة اكثر من وزير خارجيه مصرى!، او فى وقت الازمه التالية التى شهدتها مصر فى اعقاب 25 يناير2011، وفى الازمتين كانت السلطه المصريه فى وضع ازمة، وهو الوقت المثالى لتحقيق الاهداف الصعبة، فتحت ضغط الازمة يمكن قبول ما لا يمكن قبوله.
(للمزيد ارجو العوده على مقالى:
ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=654678
أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655458
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. جرحى بهجوم استهدف حافلة قرب أريحا بالضفة الغربية
.. لحظة إطلاق النار على حافلة إسرائيلية في بلدة #العوجا #سوشال_
.. كاميرا سكاي نيوز عربية ترافق حاملة الطائرات الأميركية -آيزنه
.. لمناقشة تقليص الحرب.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي سي
.. جبهة لبنان تشتعل.. تبادل القصف العنيف بين إسرائيل وحزب الله