الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في لبنان ؟

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا أدعي أني أول من يطرح هذا السؤال . و لكنه ما يزال من و جهة نظري معروضا للبحث و النقاش . من الطبيعي إذن أن يُشغل الانتباه . فما يهمني من التفكر فيه هو فهم طبيعة الضائقة التي يعاني منها الناس و أساليب تعبيرهم عن ذلك تحت مسمى " الانتفاضة " ، علما أنها حركة احتجاجية ، اتضح بمرور الوقت أنها متعددة الأوجه ، بمعنى أنها كانت أخلاط حركات ليست جميعها احتجاجية ، كما دلت بعض التفاصيل مثل " خيمة التطبيع " ، و أنشطة رؤساء جامعتي القديس يوسف و الأميركية في بيروت و غير ذلك من المظاهر التي كانت تعوم بين الفينة و الفينة على السطح .
مجمل القول أن الحركة الاحتجاجية الشعبية ، تبدو في الواقع أنها ضعيفة جدا ، مقارنة بقدرات السلطة المدعومة من نظام مصرفي قوي و نافذ إلى جانب أجهزة أمنية منضبطة و فعّالة تعمل في ظاهر الأمر بحسب خطة معدة و ليس عشوائيا على شاكلة الإدارة الرسمية . و ما يزيد الطين بلة أن الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير و الإصلاح ،ممنوعة بشكل أو بآخر من المشاركة في الانتفاضة .
يعكس هذا الأمر إمكانية تفرقة هذه الجماهير كونها غالبا ما تتبع قيادة ، لا تخرج عنها إلا للدخول في خدمة قيادة بديلة ، بناء على الظن أن ميزان القوى يميل لصالح الأخيرة . لا شك في أن ذلك مرده ، في جزء منه إلى تحكم القيادة أو الزعامة عادة ، بوسائل العيش ، في سياق علاقة هي في جوهرها ذات سمات اقطاعية تمنح المالك الحق في توزيع بعض المحصول على العاملين في ملكيته .
بكلام أكثر وضوحا كانت بعض الجماهير تتوهم أنها ليست معنية بانحلال السلطة و بالتصادم بين المصارف من جهة و أصحاب الودائع من جهة ثانية ، أو بتعبير أدق هي لم تعرف في الواقع من هذه السلطة الا " الزعيم " الذي كان يتولى توزيع بعض الخدمات " المقدمة من السلطة " على أنصاره حصريا . لا بد هنا من التذكير بأن السلطة لم تدافع عننهم و لم تحرر الأرض !
الرأي عندي أن الناس يسددون حاليا ، الكفالة التي فرضت نتيجة فشل الحركة المسلحة من أجل الإصلاح في سنتي 1975 ـ 1976 . و هذا موضوع ذو تفاصيل أعتقد أن الكثيرين تطرقوا له ، لذا أكتفي بالقول أن مرد الفشل كان لظروف ذاتية و خارجية . مهما يكن لا أرى جدوى من أن ننكأ جرحا قديما بعد غياب أبطال تلك الحركة
و بالعودة إلى ما يجري حاليا ، بما هو من حيث الجوهر جزء من الحملة الهجومية الأميركية ـ الإسرائيلية فأن ما يثير الدهشة هو أخلاء الساحة الوطنية و تفضيل معالجة عقدة " العملة " و الغلاء ، و الوباء دون التطلع إلى الأسباب . إن إفشال الحركة الإصلاحية في 1975 ـ1976 أوصل المستعمر الإسرائيلي إلى بيروت في سنة 1982 ، أن الاستعمار ربح معاركه في العواصم العربية ، فهل ينتصر مرة أخرى في بيروت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا