الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الرحمن أوميرة ... .... نمرُ الصُّومام [3/2]

الطيب آيت حمودة

2020 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


°°مؤتمر الصومام .... أو مهام الأمن العسيرة .

تقرر عقد مؤتمر للثورة في [ قلعة نثعباس ] ، تكريما لذكرى ثورة الإخوة الرحمانيين في 1871 ، ولمناعة المكان الذي كان مربضا ل (مملكة ايث عباس المقرانيين) ، التي سادت ردحا من الزمن ....، لكن هُروب الدابة وعلى ظهرها وثائق المؤتمر متوجهة إلى ثكنة المستعمر (بتازمالت )، استدعى تغيير المكان والزمان ، وتغييرهما يتطلب عمل لوجيستي وحماية لصيقة للمؤتمرين الذين قدموا من جهات
مختلفة من الوطن ، فكانت لجنة خاصة مكلفة بهذا العمل الأمني يقودها [ النقيب عميروش ] محاطا بمجموعة من المساعدين الأفذاذ منهم [ حماي قاسي ، عيسى حميطوش البونداوي ، سي احميمي أوفاضل ، العربي تواتي ، حسين صالحي ، ومحند أكلي نايت كعباش ، وعلي أوقلول ....، ] وسط كتمان إعلامي وسرية كاملة .

°°فقد تقرر نقل المكان ، واتّفقوا على منطقة [ إفري أوزلاقن ] لاحتضان أول مؤتمر للثورة بعد عشرين شهرا من اندلاعها ، فقد شاركت ( قوات عبد الرحمن ميرة) في تأمين المؤتمرين ونقلهم لوجهة جديدة ، على مدار 20 يوما من انعقاد المؤتمر في إفري ، و قرى مجاروة لها ، ومما يبين مدى الكتمان والسرية فقد ذكر [ عبد الله دلس ] [5] رفيق ميرة ، و قال:
[ بالرغم من أننا كنا مسؤلين عن تأمين المؤتمر دعما وإسناد ، إلا أننا نجهل انعقاد ه ، ولا نعلم آنذاك بالحاضرين فيه إلا ما سمعناه ( فيما بعد) في وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة] .
فقد كان التأهب على مداه لاستقبال المؤتمرين ، بتشتيت أنظار العدو بخلق بؤر تصادم بعيدة عن مكان عقد المؤتمر ، وقد تكفل ميرة بأحداث شغب أمني فيما بين ( مايو/ بويرة ) ، وسي حميمي جهة لافاييت (بوقاعة ) ، وعيسى حميطوش جهة برج بوعريريج هذا الأخير رفقة مساعديه [ العربي تواتي ، وسليمان موسطاش ] قاموا بمهاجمة رتل عسكري في مكان جبلي يسمى (أزرو إجيذر) في 28 أوت 1956 ، كبدوا فيه العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح .
كما اشتبك ( قاسي حماي ) الملكف بمرافقة وفد الشرق المتكون من [ بن طوبال وزيروت ] ، بالجيش الفرنسي في جبال جعافرة ، واستطاع المرور بفضل مساعدة كتيبة جيش التحرير كانت رابضة في تلك الجهة .

وقد شهَد [ رشيد أجعود ] بأن المؤتمر جرى في ظروف جيدة، وسط تفاهم كامل بين المؤتمرين وبلا تشاز يذكر ، خلاف ما يروجه بعض أشباه المؤرخين ، وقد كلفا الأخوان (حسين صالحي ، والطاهر اعميروشن ، ورشيد أجعود ..... ) بالإشراف على تحرير ورقن وطباعة قرارات المؤتمر وتوصياته ، ربما تشويه المؤتمر يعود إلى قراراته الهادفة إلى إقامة دولة الحرية والديمقراطية بعيدا عن تسنجات الدولة الدينية الثيوقراطية التي لم تنل رضا هم .
°°مؤتمر الصومام أعلن عن ترقية ميرة إلى رتبة ضابط ثاني [ نقيب ] مسؤول على المنطقة الثانية غرب الصومام ، نظير نضاله وشجاعته و مشاركته في التأمين والدعم اللوجيستي لمجريات سير المؤتمر .

°°تكليف بمهمة الولاية السادسة .

نشأت الولاية السادسة بموجب قرار مؤتمر الصومام ، هذه الولاية العصية التي تجتمع فيها الأضداد في أراضي مكشوفة ، صعب إخضاعها ، فبعد استشهاد القائد ( علي ملاح ) على يد الخائن الشريف السعيدي 31 مارس 1957 ، أسندت المهمة لعبد الرحمن أوميرة بعد ترقيته كرائد ، للإشراف عليها باقتراح من محمدي السعيد ، ربما استبعادا له لصعوبة ترويضه وشراسة طبعه ، أ ولخلافه الموهوم مع عميروش ، فقد لا يجتمع ملكان في تسيير مملكة واحدة مما يجعل أمر التفريق بينهما وارد .
غادر ميرة الولاية الثالثة على رأس قوة من ثلاث كتائب قوامها أزيد من 300 مجاهد ، نحو جبهة مكشوفة وأعداء لهم جسارة وعُدة وخطوط دعم قوية ، وعلى جبهتين ضد القوات الفرنسية وضد قوات محمد بلونيس المنضوية ضمن جيش كومندوس الجنوب الجزائري CSA.
كانت تجربة [ ميرة] في الصحراء مريرة في معارك مع جيش بلونيس الذي أُطلق عليه مصطلح ANPA ( الجيش الوطني الشعبي الجزائري ) ، ضد ALN جيش التحرير الوطني .
°° استمر [ميرة ] مجاهدا وجندهُ في الصحراء ، وهو الذي لم يتأقلم مع الحرب المكشوفة بين نارين وخطرين ، وفقد الكثير من عناصر جيشه من شدة المعارك على مدار ستة أشهر ، عُين عضوا في CNRA ممثلا للولاية السادسة ... فهو بهذا الفهم قد كان قائدا للولاية السادسة خلفا لعلي ملاح حسب رواية نجله اسماعيل [6]، ووشح [بوسام المقاوم ] نظير مقاومته الباسلة جهة بوسعادة ، أصيب في إحدى المعارك بجروح وعاد إلى نشاطه الحربي في الولاية الثالثة غرب الصومام إلى أواخر ديسمبر 1957 ليغادرها باتجاه تونس .

°° وكلبه ... باسط ذراعية .

ميرة معروف في حوليات الفرنسيين وصحافتهم ب/ ( l’homme au chien بصاحب الكلب ) ، فالكلب من فصيلة الشيبرد البلجيكي berger belge هدية من أحد المعمرين الأسبان ، وحسب رواية أخرى هرب من إحدى المعسكرات الفرنسية ، قبض عليه أحد الجنود وسلمه للقائد ميرة ، فكان اللقاء بينهما ترحيبيا أظهرته فرحة الكلب بمالكه الجديد ، الذي ربما له إحساس بعدالة قضية الثورة فانحاز لها هروبا من المعتدين المستعمرين .
رافق الكلب سيده في كل الحالات ، و أطلق عليه إسم ( كيكي KIKI ) ويفهمُ اللسان القبائلي ، وهو كلب ذكي مدرب كثيرا ما نبه الجنود لمواقع الخطر لتلافيها ، أخذ ه ميرة لتونس ومات له في الطريق لمرض ألم به ، وحزن صاحبه عليه كثيرا ....

°°ميرة .... والرحلة التونسية .

أستدعي ميرة لتونس ... التي حاول دخولها بصعوبة لوجود عائق خطي[ شال/ موريس ] العصيين على الإختراق ، عُين مفتشا ومراقبا عسكريا في وزارة التسليح (MALG ) ، وراقب في زيارتين قاعدة ديدوش في طرابلس ليبيا ، المختص في تكوين الإطارات الجزائرية في مجال الاستخبارات والأرشيف والإذاعة ، مكث في تونس أزيد من سنة في حالة أفضل مما كان عليه في الداخل ، فهو لم يكن مضطرا للعودة لولا أنه كان يُفضل كفاح الداخل عن الخارج ، فاشتد حنينه للبندقية وملاقاة العدو وجه لوجه لتفريغ جام غضبه الثوري ، فجُهز بما يلزمه ، وقاد كتيبة من جند الولاية الثالثة قوامها 120 مجاهد ، مخترقا خط شال موريس صوب الولاية التاريخية الثالثة حيث موطنه (ايث مليكش ) .
تشاء الصدف أن يكون تاريخ دخول ميرة للجزائر يوافق تقريبا تاريخ محاولة خروج عميروش وسي الحواس باتجاه تونس لحضور اجتماع كبير للعقداء حيث استشهدا معا في جبل ثامر 28 مارس 1959

.....
سيتبع

المصدر :https://afalkou.blogspot.com/2020/05/32.html

الإحالات ----------------------------------------

[5] عبد الله دلس ، ضابط في جبش التحرير الولاية 3 المنطقة الثانية ، أصبح في عهد الإستقلال كولونيل في الجيش الوطني الشعبي .

[6] عمليا كان قائدا ميدانيا للولاية السادسة ، لكن المفروض أن يرقى ( كعقيد) ، ربما كان مكلفا بمهمة كنقيب فقط ، فهو لم ينل صفة الرسمية في منصب رئاسة الولاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م