الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالذي يجب ان نتعلمه من السودان في التغيير ؟

فراس حاتم

2020 / 5 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الى سنوات قليلة مضت كان هذا البلد الاكبر في افريقيا و الاغنى سواء في الثروة الطبيعية و البشرية يعيش اشد المعاناة نتيجة لسياسات الرئيس السابق عمر البشير الداخلية و الخارجية الجائرة فلو استعرضنا الموارد البشرية فلدى السودان بعد انتهاء الانتداب البريطاني افضل نظام اداري من السودانيين حتى ان دولة الامارات العربية المتحدة في عهد الشيخ زايد المغفور له استعان فيه في ادارة مؤسسات الدولة الاماراتية في ابوظبي غير عن الزراعة في شمال السودان ولاية عطبرة وصحراء النوبة التي يتقاسم فيها هذا البلد الحدود مع مصر و اما الغرب المتمثل باقليم دارفور الذي شهد اسوء جرائم الانسانية بحقه من قبل نظام البشير حين ما سلط ميليشيات حكومية تعرف بالجنجويد لقتل و تهجير المدنيين و تجريدهم من جنسيتهم السودانية التي لاحقا كان على راس المطلوبين دوليا هو الرئيس عمر البشير بتهم الابادة بعد اجراء تحقيق دولي في شان دارفور اثر اتفاق لبعثة دولية اما الشرق فهو الاغنى بحريا منها بورسودان و كسلا الذان يتمتعا بطبيعة خلابة لا مثيل لها و شواطىء تطل على البحر الاحمر مجاورة للمملكة العربية السعودية , جيبوتي و ارتيريا و مصر التي تعد شريان السودان الاول على العالم الخارجي فمعظم الصادرات تاتي من هناك اما الجنوب فحكاية اخرى تمرد على يد الجنرال جون كرانك فحرب اهلية ثم انفصال و اقامة دولة جنوب السودان ثم حرب اهلية اخرى هذا الاقليم الغني بالنفط طبيعيا و الزراعة التي هو سلة السودان الغذائية غير عن التقاء نهري النيل الابيض و الازرق قبل الوصول الى العاصمة جوبا التي حدود هذه الدولة اوغندا , كينيا , اثيوبيا و افريقيا الوسطى و الكونغو الديمقراطية اما العاصمة الخرطوم فهي العاصمة واحدة من ثلاث عواصم عربية يمر فيها النهر تكاد تكون تتشابه جغرافية هي القاهرة في مصر عند نهر النيل و بغداد المطلة على نهر دجلة في العراق حيث المركز السياسي لحكم البلاد . لكن مع كل هذا المفارقة ان الثلاث دول مرت بفترات عدم استقرار سياسية متشابهة نتيجة لتغييرات محلية و اقليمية و دولية حيث الانقلابات العسكرية و محاولات الانقلابات العسكرية التي اعقبتها بعد حكم ناجح في بعد الاستقلال 01/01/1956 غن حكم بريطانيا و الانفصال عن مصر في عام 1955 لكن في السودان كان في اعقابها سجال سياسي كبير تخوضه جماعات ليبرالية , قومية , دينية و شيوعية و غيرها عن شكل الدولة و الدستور هل تستمر ان تكون نموذج بريطاني بحكم برلماني ام حكم رئاسي امريكي بالانتخاب و عن دور الدولة في ذلك الوقت و دور الجيش في ان يكون حامي البلاد و العباد ام حامي النظام و الحاكم فقط هذا كان بقيادة الاسرة المناضلة المهدية التي كان لها دور كبير في الحياة السياسية السودانية و كان ابرزهم و اول رئيس عبد الرحمن المهدي و ما اعقبها من حوادث بالاطاحة بالرئيس عبد الرحمن سوار الذهب و جعفر النميري الذي اراد صناعة حكم مدني في السودان لكن الانقلاب العسكري الذي الفريق عمر البشير بدعوى ثورة الانقاذ ادخل السودان منذ عام 1989 في نفق مظلم حتى ابريل 2019 بعد ما تولى الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان و اختيار الدكتور عبدالله الحمدوك رئيس الوزراء للفترة الانتقالية بعد جدل على ان لا يسلم السودان الا الى ايدي امينة و في اعقاب ذلك طرأت انفراجة في العلاقات مع الغرب بعد محاكمة الرئيس المخلوع البشير و تسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية و مفاوضات مع الولايات المتحدة الامريكية شاقة من اجل شطب اسم السودان من قائمة الارهاب و ايضا تفكيك نظام البشير باسترداد الاموال المنهوبة و تفكيك الميليشيات المسلحة بمفاوضات او تسليم قادة من تورطوا بجرائم ضد الانسانية الى المحاكم الدولية و اعادة الحق الى اصحابه .نعم رحلة السودان في التغيير شاقة و غير مفروشة بالزهور لان من العقبات لا يعد و لا يحصى و لكن هل من الممكن ان يكون نموذجا للعراق من اجل تغيير شامل فالمعطيات متشابهة و التغيير ضروري من خلال تفكيك الميليشيات و استرداد الاموال المنهوبة و بناء دولة حقيقية قادرة ان تلبي احتيااجات المواطن ام السيناريو في السودان الشقيق مختلف الجواب لا التغيير في بلدي العراق ضروي بوجود شخصية اكاديمية قادرة على التغيير من خلال وضع برامج انقاذ البلد سياسية , اقتصادية و اجتماعية وفقا لاحتياج الدولة و المواطن من خلال توفير برامج صحية , تعليمية , سكن و بنى تحتية و من جهة اخرى تحسين علاقات العراق مع كافة دول العالم من اجل استقطاب استثمارات في الطاقة و الصناعة و الزراعة و التعليم و الاسكان لكن هذا لن يحصل في ليلة و ضحاها لان ما فات العراق من ازمنة تقدم لايمكن لعصى سحرية ان تخلقه مالهم يكون هناك انطلاقه شاملة للبلد قادرة ان تنهض به من جديد على غرار ما حصل في السودان من بوادر تغيير ممكن ان نتعلم من تجربته سواء في بداياتها ام بعد نضوجها حتى تصل شعلتها الى العراق من اجل تغيير حقيقي شامل و منشود لنا و للاشقاء السودانيين بدوام نعمة الامن و الامان على الجميع .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في