الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخرسوا عبد الحميد الغبين قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة!

خالد الصعوب

2020 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن أمام المحاورة الذكية في برنامج نقطة حوار الذي تم بثه عبر قناة بي بي سي عربي إلا أن تعبر عن ازدراء ضيفها عبدالحميد الغبين إزاء تصريحاته التي ظن لغبنه نفسه أنها ستصح إن خرجت منه بادعائه تحليل الرأي العام. بالنسبة للغبين، فالقضية الفلسطينية لم تعد تهم الشعوب وإن بقيت الحكومات على موقف تعتبرها فيه من الثوابت.

في تصريح عنصري بحت، قال الغبين أن المشكلة ليست في القضية الفلسطينية بل في الفلسطينيين أنفسهم، وعرج على أيلول الأسود وغزو الكويت ولبنان علّه يثير نعرات عنصرية من باب إيقاظ فتنة لعن الله من أوقظها. نسي تاريخا أقر فيه عبدالعزيز آل سعود لبيرسي كوكس ألف مرة بألا مانع لديه من إعطاء فلسطين لليهود المساكين فهو لا يخرج عن رأي بريطانيا العظمى حتى تقوم الساعة! نسي الغبين دور البلاد العربية إلا من رحم ربي في دعم الاحتلال في كل مناسبة ممكنة، عل بريطانيا العظمى ترضى وتمنح قادتها عظمة من تحت الطاولة متمثلة بكرسي عرش يأكله السوس وهم في غفلة من هشاشته.

في تصريحه العنصري، غفل الغبين عن أنه يخالف القوانين الدولية بحيث يدعو لنبذ شعب لمجرد أنه لا يروق له، وأن هذه المخالفة توقع عقوبات على السعودية وهي الآن ثكلى بسلة محملة بالبلايا. غفل عن غدر الصهاينة الذين إن سقطت السعودية سيسارعون بسكاكينهم لاقتطاع حصة الأسد منها.

ادعى الغبين أن الرأي العام لم يعد مهتما بالقضية الفلسطينية، ثم صرح أن السعودية لم تعد مهتمة بالبلاد العربية. لا أدري كيف يمكن لجرو مغمور يلهث بالتطبيع كيفما تنفس أن يصرح تصريحا يضر بالسيادة السعودية قبل غيرها. فالمملكة العربية السعودية بمكانتها الإسلامية تتصرف وكأنها ولي أمر العالم العربي، فكيف الآن وهذا الأحمق يقول أنها غير مهتمة بأي بلاد عربية؟ لنفرض أن هذا هو واقع الحال، فلماذا اهتمت السعودية بغزو اليمن وسوريا وبدك الثورات العربية وبدعم الثورات المضادة وبتهويد فلسطين؟ سيكون من الأفضل لو لم تبالي السعودية ببلاد العرب فكفتهم خيرها وشرها، أما أن تصب شرها على بلاد الله ثم تتنصل منها بتصريح عابر فكيف يستوي ذلك؟ يستوي بأن من يدعي أنه إعلامي سعودي يقدم شهادة مصورة تعرضها أكبر القنوات صوتا وصورة ليقول أن العرب لا يعنون لنا شيئا وأن مصالحنا هي ما يهم. أي أنه يقدم شهادة يقول فيها إن السعودية في تورطها في بلاد العرب كانت تتصرف كمرتزق، الأمر الذي سيجعل ما قامت به السعودية في حرب اليمن مثلا يرقى لجرائم حرب سرعان ما ستدين البلاد وتؤدي بها إلى فرض عقوبات مما يحلو للغرب فرضه ساعة يشاء، ولن تغفر ملياراتها لها، فالغرب كذلك تهمه مصالحه ولا يبالي ببلاد العرب، لا يبالي بالسعودية ولا حكامها.

هاجم الغبين الجميع، قطر وتركيا وفلسطين وبلاد العرب أجمع. لم يقف لحظة ليفكر كيف يمكن للجميع أن يكون مخطئا بينما يكون هو على صواب إلا إن كان مصابا بالذهان فيتهيأ له أنه لا يخطئ، كما هو حال ستالين وهتلر وغيرهم.

ادعى الغبين أن الرأي العام لم يعد مهتما بالقضية الفلسطينية ولست أدري أي رأي عام يتحدث عنه عندما يغفل رأي عبدالرحيم الحويطي رحمه الله وقد رفع القبعة للفلسطينيين وأرسل لهم تحية إجلال واحترام مباشرة قبل استشهاده برصاص بني قومه. عن أي رأي عام يتحدث وعبدالله الحامد لا تزال روحه في رقي إلى خالقها؟ الشعب السعودي حر أبي وهو كالفلسطيني، محتل هو الآخر ولا يستطيع أن يعبر عن رأيه في أي شيء خوفا أو جبنا أو قهرا أو ظلما، المهم أن الرأي العام الذي يصرح به ينطوي على مغالطة تعميم مخل وأن الرأي العام تحت العصا إن وجد فلا يختلف بشيء عن انتزاع اعتراف تحت التعذيب، كلاهما باطل.

يقول الغبين أن الشعوب الخليجية ليست مرفهة، نسي أن رفاهها يفصلها عن الواقع بقصور ويخوت وملاهي تناسب أهواء مريضة، فلم يحصل يوما أن وثق أحدهم بفيديو شخصا يطعم البعير الدنانير أو يرصع مرحاضه بالماس أو يعقد مسابقة للدجاج والبهائم إلا في الخليج، وإن عيب عليهم قالوا تحسدوننا! فهل غاب ذلك عن الدخيل على الإعلام مدعيا أنه المتخصص في تحليل توجهات الرأي العام؟

ربط الغبين بين تقدم تركيا وعلاقاتها بالكيان الصهيوني، مغفلا أن تركيا ليس فيها قائد يدفع جزية بمئات المليارات من قوت شعبه للمستعمر أو يقطع صحفيا انتقده أو يسعى لنبذ دين يقول أنه يدين به بحجة التحرر والانفتاح بينما تقبع نساؤه في زنازين تتعرض فيها لأبشع صنوف التعذيب دون مساءلة.

أما عن إعلانه عن مسلسل سيصور في فلسطين المحتلة، فقناة "كل العرب" إم بي سي تعاني من تدني نسب المشاهدة بسكل غير مسبوق. الشعوب العربية مقهورة نعم لكنها ليست حمقاء، وفي السنة القادمة لو صح ذلك، لن يبقى للقناة مشاهدون باستثناء المطبلين. ناهيك عن أن الفلسطينيين -شرف هذه الأمة- الذين يتحدث عنهم كأسوأ شعوب الأرض، سينالون من طاقم التصوير فلا تستعجل.

يقول الغبين أنه كان من أشد أنصار القضية الفلسطينية ولم يوجهه أحد ولكن للصدفة تغير رأيه منذ سنتين (تزامنا مع صعود بن سلمان ومحاولة تمرير صفقة القرن للإبقاء على الكرسي الهش ذاته) حصل ذلك دون توجيه، فهل هذا مصداق لقول الحق سبحانه "الأعراب أشد كفرا ونفاقا"؟ يقول أن التحول الفكري لا يأتي وليد اللحظة ولكنه أتى إليه وليد اعتلاء الغرّ السلطة.

التاريخ العربي كله مزيف يقول، ثم ينتقي من المزيف ما يناسب الرواية الصهيونية، ثم يقول أنه ليس موجها! فما رأيكم دام فضلكم؟ يقول أن التصهين يعود لحرية التعبير التي غزت مملكة الرمال ولم يستقم فهمها لديها، فسجنت كل من يختلف مع رأسها.

سجن سلمان العودة لا لشيء إلا لقوله أن أصوات المطبعين مع الكيان الصهيوني قليلة جوفاء، ولكن كما هي الطبلة والأواني الجوفاء، قرقعتها تحدث ضجيجا ولن تضر الأحرار شيئا.

عبدالحميد الغبين أفاق متملق، لا يختلف بشيء عن وسيم يوسف أو يوسف العتيبة أو عائض القرني أو غيرهم ولو أن ابن سلمان استفاق صبيحة الغد وقد أراد تحرير فلسطين لطبل له وأجزل المدح للفلسطينيين. أما الفلسطينيون، فليست هذه المرة الأولى التي يخونها فيهم عربي، وهم يدركون تماما أن المنافق الغبين له في اسمه نصيب، وأن مذمته لا تختلف عن مدحه، فهي كذب في كذب.

فلسطين المحتلة حرة خلف القيود، وطلقاء كهؤلاء عبيد دونما قيد. تصريحاته وتصريحات من هم على شاكلته لن تضر الفلسطينيين في شيء، بل إنها ستودي بالمملكة إلى التهلكة، فهي تصريحات غير مسؤولة تنتهك سيادة المملكة وتقدم الدليل على أنها دولة عنصرية السياسة والتوجه، الأمر الذي يخالف القوانين الدولية ولن يلبث أن يجر عليها محاكمات من كل حدب، فهل تملك القدرة على التعامل مع حماقات أخرى؟

أخرسوه قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي