الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجديد مع رئيس الوزراء الجديد .!

رائد عمر

2020 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


برقيات التهاني والإتصالات الهاتفية التي انهالت على السيد مصطفى الكاظمي من قادةٍ ورؤساء من مختلف دول العالم , وخصوصاً من دولٍ عربيةٍ وخليجية , ويسبق ذلك تصريحات كبار المسؤولين في واشنطن ولندن بدعم العراق على مختلف الصُعد , لم تكن موجّهة لرئيس الوزراء الجديد فحسب , إذ حملت رسالةً مباشرة او غير مباشرة الى حكومة طهران والى الأحزاب والفصائل الموالية لإيران ايضاً , وقد استلموا جميعا هذه الرسالة واستوعبوها , وكلّ العراقيين اذا لم يكن معظمهم باتوا على درايةٍ من ذلك , وجميع هذه الأطراف خارج وداخل العراق في حالةِ ترقّبٍ للخطوة الثانية , وما ستفرز عنه الأولى .
خطاب الكاظمي الأخير ومضامينه , وتصريحاته والقرارات السريعة التي اتخذها خلال ال 100 ساعة من تولّيه رئاسة الوزارة , بدت وكأنه قد درسها وهيّأَ لها مسبقا منذ ترشيحه الأول لرئاسة الوزراء " الذي جرى رفضه , والذي لم يستسلم لذلك الرفض وقام بإعادة تنظيم لمعركته الأنتخابية الصعبة " التي فاز فيها بنوع من الدفئ الجماهيري وبما يفوق كل الطبقة السياسية في المنطقة الخضراء واطرافها .
وبالرغم من أنّ الطريق ما برح طويلا وفي بدايته , فقد لعبها الكاظمي بجدارة في اطلاق سراح ناشطي التظاهرات المعتقلين , كما كان ملفتاً للنظر كيف استطاع تعيين قائد عسكريٍ على رأس وزارة الداخلية , وهو من خارج منظومة احزاب الأسلام السياسي .! وبتزامنٍ مع اعادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي " الذي لمع أسمه في تحرير الموصل " الى الخدمة وتعيينه رئيساً لجهاز مكافحة الأرهاب , والذي يحظى بشعبيةٍ عالية .
منْ زاويةٍ خاصة فربما الكاظمي " بينه وبين نفسه " يشكر عادل عبد المهدي على ما اقترفه من اخطاءٍ جسام بحقّ العراقيين وانبطاحه أمام كلّ ما هو بالضد الوطني ومصلحة العراق .
ثُمّ , وإذ الأيام القلائل الماضية وما رافقها من قرارتٍ ايجابية في الشأن الداخلي للعراق , هي ليست سوى نقطة البداية والتي لها أبعادها ايضاً , فالقضية الستراتيجية الأولى التي سيخوض الكاظمي غمارها , هي المفاوضات الأمريكية – العراقة في حزيران - يونيو القادم حول وجود القوات الأمريكية في العراق وطبيعة هذا التواجد , وما يمكن ان يترتب او لايترتب عليه موقف او مواقف بعض الفصائل المسلحة المعارضة للوجود الأمريكي ولأسبابٍ معروفة ! , كما ما يقابل ذلك من امتيازات امريكية لصالح العراق واولها الغاء ايّ عقوباتٍ مالية وغير مالية عليه , وفي تقديراتنا الأولية فأنّ هذه المسألة قابلة للتسوية وحتى عبر الحلول الوسطية على الأقل , فميزان القوى " اقليمياً " قد بدأ بالتغيّر, وأنّ كفّتا الميزان في حالة تأرجحٍ الآن وقبل اسابيعٍ من المفاوضات العراقية – الأمريكية , وعلى الرغم ممّا اشرنا له تواً من ترجيحٍ كبيرٍ لأحتمال تسوية مسألة بقاء القوات الأمريكية في قواعدها الجوية الحالية , والتي جرى تقليص عدد هذه القواعد في الشهرين الماضيين , إلاّ أنَّ قضية حصر السلاح بيد الدولة او بتعبيرٍآخر الغاء دور الفصائل المسلحة وازاحتها من الساحة السياسية العراقية , فيكاد يدنو الى حدٍّ ما من معضلة الفيروس الكوروني .! , لكنه ايضاً قد يغدو اسهل من السهولةِ ذاتها في حالة تتويج الود الأمريكي – الأيراني الذي بدأت بعض ملامحه تظهر على قَسَمات الوضع والساحة السياسية , جرّاء اسعار النفط والعقوبات وانعكاسات كورونا وما ترتّب عليه اقتصادياً على الأقل .. ونعيد التذكير أنّ الوضع الأقتصادي والمالي الحالي للعراق وعدم امكانية ضمان وتأمين تسديد الرواتب الى آخر هذه السنة , فلا يمكن إسعافه وتضميده وربما انعاشه إلاّ عبر قروضٍ ومساعدات امريكية مع الأخذ بنظر الأعتبار لتأثيرها الشديد والهائل على البنك الدولي في امكانية موافقته على منح العراق لأية قروضٍ مالية , ونعيد التذكير مرةً اخرى أنّ السفير البريطاني في العراق السيد " ستيفن هيكي " سبق له الأشارة عن استعداد لندن للتأثير على البنك الدولي لمساعدة العراق , اذا ما سار العراق في نهج الأستقلال السياسي , وكررت بريطانيا مغزى وفحوى هذا الحديث بعد تسنّم الكاظمي لرئاسة الوزراء.
وقد بقيت اشارةٌ او نصف اشارةٍ عابرة نسلّطها او نوجهها الى ذوي قُصر النظر السياسي وضيق الأفق , بأننا هنا لسنا بصدد الإصطفاف مع الأمريكان او ايّ دولة اخرى في العالم سوى من زاوية المصالح العراقية الوطنية ومتطلباتها , واصطفافنا الستراتيجي هو مع الأقطار العربية فقط مهما كانت مواقفها .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار