الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربات الآلهة اليهودية ... الشعائر السرية لمملكة كيميت الفرعونية ....ج 5

خالد كروم

2020 / 5 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مقدمة :-

أهم ديانة حالية احتفظت بتقاليد الاديان المسارية هي...(( الديانة المسيحية ))...بجميع تفاصيلها يفضل استخدام كلمة "الآرية" مع ميثرا .....بالنسبة لطقس التناول او الافخستاريا كما يسمى بالمسيحية هو طقس زراعي بامتياز ...!! له مدلولات الخلاص - والانتقال من حالة إلى حالة اخرى.... بديانات الاسرار هو كنوع من الاندماج بالإله ونيل الخلاص ثم الولادة الجديدة ....

لكن اذا بحثنا عنه سنجد اقدم ذكر له في...(( ملحمة جلجامش))... في الحقيقة على ما يبدو ان الانسان اعتبر الخبز والخمر هما من مظاهر التمدن والتحضر والانتقال من حياة البرية الى حياة الاستقرار الرعوية....والجميل ان هذه الرمزية موجودة بوضوح في ...(( ملحمة جلجامش))... فبعد ان اكل انكيدو الخبز وشرب الخمر .....

بالتالي هي عملية ....(( انتقال - وولادة تم ترميزها- بالديانات المسارية ))....كونها اندماج بالاله.... وخصوصاً كون الإله هو اله زراعي نباتي فسنبلة قمح تقوم تموت تدفن لتعاود القيامة من خلال ولادتها من عذراء تشكل امنا الارض التي تحمل السنبلة .....
واحتفظت أيضا" بالوجبة السرية من ...(( عبادة اوزير ))... بصفة ان ...(( اوزير اله زراعي ))...من التراث الأول...ويمثل دورة الطبيعة وطقوس الحب سد من الحضارة الكيمتية القديمة ....واما فكرة الاتحاد بالجوهر الإلهي في سر ...(( الافخارستيا المسيحي))... أقرب للفكر الكيمتي القديم... والفكر اليوناني القديم خصوصا الأسرار الإليوسية...؟!

أما بالنسبة للإسلام الطقوس بمعناها الرمزي الفلسفي كلها موجودة عند ...الطرق (( الاسماعيلية ))...ملاحظة التراتبية اليسوعية - والتراتبية الماسونية.... واخوية الصليب الوردي كلها جائت من فرسان المعبد .. وبالحقيقة تراتبية فرسان المعبد جائت من ...(( التراتبية الاسماعيلية ))...من خلال الاحتكاك فيهم بالقرون الوسطى في سوريا....

ولكن تأنيس...(( أنكيدو))... كان عن طريق الجنس ....وهو طقس آخر من طقوس الأديان السرية.... وليس عن طريق الخبز والخمر ....كما كان في البداية الجنس مع...(( شمخات))... لكن باعتقادي الجنس لم يكن تأنيس كون الجنس موجود عند جميع الحيوانات .....وليس حكراً بالإنسان ...!! بالتالي التأنيس الحقيقي كان بالخبز والخمر....

فقصة..:_ ...(( انكيدو في ملحمة جلجامش ))... قبل أن يعرف المرأة كان يعيش في وسط الحياة البرية يخالط الحيوانات..... ويتواصل مع الحيوانات .....ومع الطبيعة ولكن مع دخول...(( المرأة حياه انكيدو - وخسارته لطهارته الجسدية والفكرية ))....خسر التواصل مع الحيوانات و الطبيعة ....وانقلبت عليه واصبح غريبا"...

كما الحال في قصة...(( ادم التوراتية ))...عندما أكل ادم من شجرة معرفة الخير والشر ....وتم طردته من جنة عدن انقلبت عليه الطبيعة وأصبحت الطبيعة تنبت شوكا ومر .....وانقلبت عليه الحيواناتوأصبحت شرسة لانه اتفضل عن حضرة الله واصبحت الخطية عائق بينه بين الطبيعة.....المرأة علمته الكلام - والشرب - والجنس - وعادات - وتصرفات البشر كذلك ....

مع نقطة واحدة ...(( ادم ))... عرف انه عريان بدون ملابس ...ولكن عندما اكل من شجرة معرفة الخير والشر...أو ممارسة جنسية كانت خارج جنة عدن..؟! وبالنسبة لرمزية الطقس فهيي مرحلة انتقال من يوم ليوم...إما موضوع السكر المقصود فيه بعد الولادة من ...(( عذراء بعالم الديدار ))....

والحصول على العلم لذته شبهت بلذة السكر وحتى اللبن يقصد به بعد الولادة هو غذاء النفس المولودة....والاغلبية اخد الموضوع بالشكل الظاهري....اما الطقس الذي نقوم به حاليا بشكله الظاهري..... رمزيته الانتقال من يوم الى يوم.... فالجماعات بالخارج يتناولون الخبز ....ونحن نشرب الماء....وموضوع السكر هو وسيلة لوصول الإنسان للنشوة الروحية .....بشكل اسرع مثل في الأسرار الإليوسية كانوا بيستخدموا الخشخاش للوصول للدرجة هذة ...؟!

نسيم الوصل هب على الندامى _ فأسكرهم و ما شربوا مداما ....
ومالت منهم الأعناق ميلا - لأن قلوبهم ملئت غراما ...
إذا ما عاينوا الساقي تجلى _ وأيقظ في الدجى من كان ناما .
وناداهم عبادي لا تناموا - ينال الوصل من هجر المنام .
ينال الوصل من سهر الليالي - على الأقدام واستحلى القيام .
فما مقصودهم جنات عدن - ولا الحور الحسان و لا الخيام .
سوى نظر الجليل و ذا مناهم - وهذا مقصد القوم الكرام .

هنا اخدو المعنى الظاهري فقط ...الطريقة هي اعمال العقل ....وليس فقدانه والسكر المادي.... يوقف العقل السكر له معنى رمزي ...فاين الحقيقة التي تشرحها هذه النظرية....نحن نلمس الافعال فقط لكن ماهي الاهداف والادوات لا نعرفها...

فعندما اقول بان هناك ...(( ملك اشوري اسمه شلمنصر)).... حارب مملكة تدعى...(( اسرائيل))... فاعلم بان هناك خطا مقصود ليس المهم التوراة - التوراة بالعامية ....فاصبح تركيزنا على اثبات بان ...((شلمنصر هو سليمان))... ...(( وحمورابي هو ابراهيم ))....وتم خلق اعراق بالدولة الواحدة والشعب الواحد...وخلق لغات لشعب واحد قسمونا تاريخيا فحتى صاحبك جيوفاني ممكن يكون طعم....

اسمه شولمانواشارئد...(( .Šulmānu-ašarēdu ))...لكن يتم التعامل بتسمياتهم التوراتية المعروفة ....اما حمورابي هو ابراهيم لا ادري كيف ربطت هذا الربط .... اقرب القصص لحكاية ابراهيم هو نبونئيد الذي وصل لتيماء ....واقام صروح عبادة القمر سين خلال رحلته .....وان ...(( ماكوربا او " مقة ربا " ))....هي احد معابد القمر او الرب مقة كون الشعوب التي سكن بينها نبونئيد كانت سامية جنوبية وتعبد القمر بالاسم مقة ....

النقطة الاخيرة ....(( السامريون حقيقة - واليهود حقيقة ....يجب أن نميز بين اليهود تحديدا المزراحين وبين الصهاينة ورعاعهم الشرازم الاشكناز....فاسرار الاندماج أو الالتماس ...((Adaptation)) : - وهي طقوس الولادة الثالثة وتسمى بـ ...((الخروج من الكهف))....حيث يتحرر المرشح من العالم المادي ويحل في عالم الآلهة.... حيث يتحد هناك بالإله أو الإلهة..... هذا ما فعلة ...(( يسوع مع اقامة اليعازر !!))...

ديانات الأسرار

ديانات الأسرار والديانات الغامضة هي عقائد وديانات الأسرار ((Mystery)) والغموض ((Mystere))... وكانت... في أغلبها ديانات خلاص... فضلا" عن كونها كانت تضع أحد الآلهة موضوع الاهتمام وتجعله مخلصا....وكانت هذه الأديان تعتمد فكريا على معتقدات دينية بجعل إله معین محور الخلاص... وكان هذا ...(الإله )..ينحدر في أغلب الديانات المسارية من الآلهة الزراعية والديانات الزراعية القديمة....وهو يحمل عادة ذكرى الإلهة الأم التي دحرتها التقاليد الذكورية في الدين....

تحمل الفترة ...(( الهلنستية ذكرى ديانات الخصب القديمة ))...وتعمل على إعادة إنتاجها وفق الفكرة الخلاصية التي أصبحت هاجس الهلنستية كلها....الديانات السرية كلها من أصل شرقي...وقد تبناها ...((الإغريق الهلنستيون ))..وأعادوا إنتاجها وفق تلك الروح التي سادت...( العصر الهلنستي الرومانستي)... والتي تسلقت إلى بلاد اليونان وروما بمنتهى السرعة والقوة....

كل الأديان السرية زراعية الأصل ومعاد تركيبها...وهي ديانات أسرار غامضة لها طقوسها ومعتقداتها وآلهتها الخاصة وتميل... نوعا ما نحو التوحيد بحكم تركيزها على إله أو إلهة معينة أو على کليهما كزوجين متحدين....

إن الأسرار الهلنستية تذكر طقوس قديمة جدا - موسیقی متوحشة، رقصات هيجانية... أنواع الوشم... امتصاص نباتات للهلوسة - بهدف إجبار قرب الألوهية.... لا بل الحصول على التوحد الروحي في أسرار آتیس...وإن الصيام المفروض على التلامذة يتألف أساسا في الامتناع عن الخبز...لأن الإله هو ...(( السنبلة المحصودة خضراء))... وإن الوجبة المسارية الأولى ترد في مجملها لتجربة القيمة القدسية للخبز وللخمر...تجربة قلما تكون مقبولة لدى السكان المدينيين...

ويمكننا تصنيف الديانات السرية حسب أصولها القديمة كما يلي:
الاسرار الرافدينية : تموز
الأسرار المصرية: إيزيس
الاسرار الفريجية : سیبیل و آتیس
الاسرار الفينيقية : أدونيس
الاسرار الإيرانية : مثرا
الأسرار الإغريقية : ديونسيوس
الاسرار الرومانية : باخوس
الاسرار الليبية : حامون و تانیت
الاسرار النبطية : أترغاتس (اتارجيس) وحدد

الطقوس السرية لها
--

طقوس التلقين : - كانت طقوس التلقين تجرى في احتفالات دينية سرية تقتصر على المؤمنين بهذا الدين ومن رجال الدين بشكل خاص....حين يزاد تلقين المرشح الديني الجديد الذي يجب أن يتلقى التاريخ السري للأسطورة الأساسية للإله ....ورغم أن هذه الأسطورة معروفة للجميع ومنهم المرشح.... لكن على هذا المرشح أن يعيشها بنفسه وأن يصل إلى تفسير باطني خاص بها يتم فيها کشف المعنى الحقيقي لتراجيديا الإله - الإلهة...!!

وكان على المرشح أو المجموعة المرشحة أن تقوم قبل طقس التلقين بإكمال الصيام الخاص بهذا الإله والتضحية التي تجري خلال الطقس مثل ذبح الحيوانات..... وكان طقس الموت والبعث ضروريا لاكتمال حكاية أو طقس التلقين... إذ إن المريد أو المرشح يمر بهذا الموت ...!! وبنوع من الولادة أو البعث الروحي الجديد الذي هو بمثابة نوع من الخلود... لأنه كان يتضمن التحاما بالجسد الذبيح أو الميت للأضحية ..((التي ترمز للإله))... والانبعاث من دمها أو دخانها أو رائحتها. وخلال الحفلات كان التلميذ الجديد يتأمل أو يمسك بعض الأشياء المقدسة.....

وكان يصل إليه في الوقت ذاته تفسير رمزيتها.... وعلى الأرجح كان يتعلق بتفسير باطني يوضح ويبرر قيمتها الانقاذية....وخلال فترة من مساراته، كان المتلقي يشارك في مأدبة طقوسية.....وفي الفترة التي نبحثها، كان لهذه الممارسة التي لا يمكن تذكرها، بصورة خاصة، دلالة أخروية وفي أسرار ميثرا..!! كان يقدم الخبز والخمر للمتلقي ليعطيان القوة والحكمة في هذه الحياة... والخلود السامي في الآخرة، وبفضل الدين السري كان المتلقي يصبح المماثل للآلهة .....

فالتعظيم لدرجة التأليه وعدم الموت... تلك هي المفاهيم المألوفة في كل ديانات الأسرار. وتسمى طقوس العبور .((Initiation)).. بطقوس التلقين... ولكن قد تلتقي طقوس التلقين مع طقوس العبور...وقد تفترق قليلا في كونها تذهب بعيدا في نقل المرشح من حال إلى حال...وفي طقوس العبور يتم منح المرشح أسرارا خاصة....

يجب أن يمنح السر معلم مؤهل، يسميه الهندوس ..(( غورو ))___ ((الطاعن في السن ))... ويسميه الرومان..( (جيرون- Geron ))... وله المعنى نفسه....والمسلمون يسمونه ..(( الشيخ )).... ويقوم تجاه التلميذ بدور أب روحي... من حيث إن البداءة أو مسار الولادة ثانية....يرافق تلميذه في الصعوبات التي تعترضه في تطبيق النهج المرسوم له.....

أما المعارف النظرية فلكل تنظیم ..((طريقة))...أسلوبه في ما يسمح بتدريسه منها وربما كانت طقوس المسارة... منذ القدم.... هي السبب الرئيس في ظواهر دينية مهمة مازالت سائدة حتى يومنا هذا في ...(( الأديان التوحيدية ))...بصفة خاصة.... مثل الختان الذي يدل على نوع من التضحية الدموية.... ويمكن أن يكون قطع الاعضاء الجنسية مصدر فكرة التبتل والرهبنة والامتناع عن الزواج مع أن بعض فرق الغنوصية غذت هذه الفكرة باعتقادها بعدم فائدة النسل والزواج....

أما بالنسبة إلى ختان الكهنة ذاتيا وبعض المؤمنين أثناء ارتعاشاتهم الوجدية ... فتؤكد طهارتهم المطلقة... وبعبارة أخرى عطاءهم الشامل للألوهة..... إن مثل هذه التجربة هي بصعوبة غير ممكنة التحليل...وبأكثر من غرائز جنسية قل أو كثر عدم الشعور بها... فيجب أن يؤخذ في الحسبان الحنين إلى خنثوية ..((Androgynie))... طقوسية...

أو رغبة في مضاعفة احتياط من ...(( قوى مقدسة ))... برهبانية صارمة أو مشهدية ...أو حتى من الإرادة بأن يشعر بنفسه مطروحة خارج... التقليدية للمجتمع باحتذاء ألوهية كلية..... وفي آخر المطاف.... إن عبادة آتيس وسیبیل جعلت من الممكن إعادة اكتشاف القيم الدينية للجنسية والألم الطبيعي والدم.... إن الرعدات ...((Transes))... كانت تحرر المؤمنين من سلطة المعايير والاتفاقات... وفي معنى آخر....كانت لاكتشاف الحرية...

هناك ثلاث مراحل للديانات السرية هي:

1:_ الأسرار الصغرى..

الأهداف:_ أهم أهدافها هي التعرف إلى...(( قوانين الصيرورة )).. في الكون وتلمسها ...والعودة بالمرشح إلى حالة الطفولة لكي يستعد لاستلام الأسرار الكبرى... فهي تهيؤه الاستلام الاسرار الكبرى الموجودة في مجاله الميتافيزيقي...

المواهب والوسائط :_ أهم موهبة يجب أن يمتلكها المرشح أو المستلم هو استعداده النفسي وتقبله لما سيكون عليه.... وقدرته على التخلي عن المشاغل والأمور الثانوية في حياته....

الطقوس: _ يتعرض المرشح إلى امتحانات طقسية قاسية كالنار والماء والعصف والقسوة.... وهي تساعده على اجتياز عوائق الدخول إلى العالم القادم ...

2:- الأسرار الكبرى

الأهداف:_ الخروج من العالم المادي والوصول إلى...(( العالم الروحي أو الميتافيزيقي ))... وقد تسمى هذه الغاية بـ ..( (الرؤيا المبهجة- النور العظيم- الهوية العليا))...

الكنز الداخلي ...( (النفسي والروحي))....هي أهم هذه المواهب.... وعلى المرشح أن يعثر على كنزه الروحي والداخلي. ....وأن ينشط في داخله موهبة الكشف وتلقي الوحي....

الطقوس: - وتسمى بطقوس الولادة الثانية.... حيث ينزل فيها المرشح إلى العوالم السفلى....ويصعد إلى العوالم العليا... أي إنه يمارس قوتي ...((المبدأ والميعاد))... روحيا" ...((وهو حي))... حيث يتحول إلى شكل من أشكال ما يعرف عموما بـ (الإنسان الكامل) المهيء لدخول عالم الآلهة....

3._ اسرار الاندماج أو الالتماس (Adaptation) :- وهي طقوس الولادة الثالثة وتسمى بـ (الخروج من الكهف).... حيث يتحرر المرشح من العالم المادي ويحل في عالم الآلهة.... حيث يتحد هناك بالإله أو الإلهة....تعينه موهبة الكشف والتجريد على الالتحام مع العالم الإلهي.... وهذا يعني أنه قد كشف الإله الذي في داخله واحد به نهائية....

الطقوس:_ كانت الطقوس الباطنية في هذه الدرجة تصل إلى التماهي مع الإله المعني.... أو زواج المرشح من الإلهة.... وهذا ما نراه في طقوس...(( الإغريق - الإليوسية - والأورفية ثم في الباخوسية))... ونجده أيضا في ...( الطقوس الأوزيرية وطقوس آتیس و سیبیل ومیثرا)..... ويسمى هذا الزواج بالزواج المختلط (Hieros gamos) والذي سيمثله رمزيا عضو التذكير المخبوء في مكان سري يظهر في نهاية الطقس السري....

تميل هذه الطقوس لاتخاذ آلهة فيها ميول بشرية وليست سماوية مطلقة.....مثل ديونيسيوس ..( (أمه امرأة ضاجعها زيوس و لكنها بقيت عذراء)).... وغيرها لكي يضمن إمكانية التحول لها بسبب ..( التكوين البشري )..للمرشح أو المريد.....كانت هذه الطقوس تجري في جمعيات يمكن أن نسميها الأخويات (Confreries)...

وهي أماكن تلقين الأسرار... وبعكس ما نتصوره عن حفلات القصف والإباحية الديونسيوسية ...((الباخوسية))... يمكننا إدراك البعد الديني والروحي لهذه الأماكن....ومع ذلك يبقى المركز الجنسي للديانات السرية هو الأساس ولكنه يأخذ طابعا مقدسا وروحانيا وذات أبعاد دينية....

الربط بين دين الاسرار وحضارة كيميت ..

هناك دلائل جادة على أن ديانات الأسرار قد نبعت من كيميت منذ العصر المتأخر ....فلدينا نصوص غير مباشرة تحدثت عن طقوس سرية كان علي المريد الجديد لديانة الأسرار أن يمر بها ....وهى الطقوس التى يوردها لنا ( لويس سبينس ) فى كتابه ( أسرار مصر ) كالتالى :_

١ - تجهيز المريد الجديد للقاء الإله ....

٢ - تلاوة ( كلمات القوة ) من الكتاب الذى يحمله كبير كهنة إيزيس العظيمة.... وهو الطقس الذى تطلق عليه النصوص إسم ...(( Legomena )).... أى العظة ...!!

٣ - طقوس التعميد ....

٤ - قضاء عشرة أيام خارج المعبد فى طقوس التأمل meditation ....

٥ - إقتياد المريد الجديد إلي حرم المعبد مرتديا رداءا من الكتان غير المصبوغ ....

٦ - أداء المريد الجديد لشعائر إحياء أوزير فى الليلة الكبيرة التى تسبق قيامته.... والتى تمتد عبر ٢٤ ساعة لكل منها شعائرها وقراءاتها ...(( من السادسة مساءا إلي الخامسة من مساء اليوم التالى ))... وهي الليلة التى كانت طقوسها تؤدي فى المقاصير الأوزيرية فوق أسطح المعابد ....

٧ - دخول المريد إلي قدس الأقداس ليري ..(( الشمس تشرق فى منتصف الليل ))...ويلى هذا تناول وجبة مقدسة ترمز للتوحد مع الإله ، و بذلك يتحول المريد إلي عضو جديد فى ديانة إيزيس....

ولم تكن هذه الطقوس تتم فى أى توقيت .... بل كانت ترتبط بحسابات فلكية معقدة هى ما يطلق عليه اليوم ...(( التنجيم Astrology)).... وإن اعتمد علي العلم لا الخرافة .... فلكل مريد طالع ..(( نجم مرتبط به فى السماء )).... ويجب أن تتم هذه الطقوس فى وقت صعود طالعه حتي يحاكى الوضع علي الأرض نظيره السماوى .... طبقا للقاعدة المصرية الخالدة..:_ ( كما فى الأعالى ..كذلك علي الأرض As above -so below ) ...؟!

كما أن النصوص تدلنا علي أن هذه الشعائر كانت تؤدي فى الغرف السرية للمعابد ...(( كالمقاصير الأوزيرية - فوق سطح معبدى إدفو و دندرة ))... فى حين تدور بالخارج الإحتفالات الشعبية الساذجة لعامة الشعب ...(( تماما كطقوس أخذ العهد علي المريدين الجدد للطرق الصوفية اليوم و التى تجرى أثناء إحتفال العامة بالمولد ))....

وبخلاف المعابد فقد كانت طقوس ديانة الأسرار تجرى أيضا فى كل من :_ سيرابيوم الإسكندرية - سيرابيوم منف - متاهة اللابيرانث فى الفيوم - معبد نيت فى سايس ...(( صا الحجر الحالية ))...

ونجد وصفا تفصيليا لهذه الطقوس فى كتاب ...( ( الحمار الذهبى The Golden ass ))... الذى دونه المؤرخ..(( أبوليوس Apuleius ))....فى القرن الأول الميلادى فى شكل رواية بطلها ...(( لوسيوس باتراس ))... الذى جاء إلي مصر ليستنجد بإيزيس من اللعنة التى مسخته إلي حمار.... و بعد شفاءه يقرر أن يصبح من أتباع إيزيس ....ولندعه يحكى لنا ما مر به :_

...:_ ((( ولما آن الآوان - قادنى كبير الكهنة إلي المغطس القريب - يحفنى مجموعة من العابدين - فسلمنى أولا إلي المغطس العادى مستخيرا الآلهة من أجلى - ثم طاف حولى ينضح ماء المعمودية علي - ثم أعادنى إلي المعبد وقد انقضي أكثر من نصف اليوم - ثم أبقانى عند قدمى المعبودة - ثم أسر لى بتعليمات ترتفع روعتها عن متناول الكلمات - ثم أمرنى جهارا بأن أمتنع عن ملذات الطعام - وعن أكل أطعمة بها روح حية - وألا أعاقر الخمر عشرة أيام متتابعة .....ثم أزاح الكاهن عنى العوام - وغطانى بثوب من كتان غير مصبوغ - ثم أمسك بيدى.. وقادنى إلي قدس الأقداس !!))...

ويختم روايته بالقول:_ ( لقد ولدت من العناصر الأربعة - ورأيت فى منتصف الليل الشمس تسطع بنورها الفضى - و مثلت أمام آلهة العالم السفلى - والعلوى وجها لوجه...ها أنا قد أخبرتك بأشياء يجب أن تنساها بعد أن سمعتها- وكأنك لم تسمعها قط )....

والواقع أن كل هذه الطقوس ليست غريبة علي مسامع كل دارسى الديانة المصرية علي الإطلاق - فكلها طقوس كان أجدادنا يطلقون عليها ( شستا ) أى ( الأسرار ) ....؟! و كان الكاهن القائم عليها يسمي ...(( حرى شستا ))...و كل الممارسات المذكورة فى هذا النص وردت بصورة أو بأخري فى المتون المصرية المقدسة :_

ففكرة الوجبة المقدسة التى يتوحد بها المريد مع الإله هى نفسها ما نقرأه فى التعويذة رقم ٢٧٤ من متون الأهرام :_ (( إنه أوناس الذى يقتات علي الآلهة - و يزدرد أرواحهم - الكبار منهم لوجبة الصباح - والمتوسطين لوجبة المساء - و الصغار لوجبة الليل ))....

وهى التعويذة التى طالما تخبط علماء المصريات فى تفسيرها - حتي وصلوا للقول بأنها تشير إلي طقوس أكل لحوم البشر ...!! وطقسة التعميد فى البحيرة المقدسة هى طقسة يومية كانت تتم فى بحيرة المعبد _ وفى مناسبات بعينها كانت تتم فى ( بر دوات )- أى ( بيت الصباح ) ....وفكرة عبور المريد لبوابات أو عقبات مرتديا رداءا من الكتان هى نفس ما نراه فى الفصلين ١٤٥ و ١٤٦ من كتاب الموتي حيث يمر المتوفي بسبعة بوابات ( عريت ) قبل الوصول لأوزير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير