الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بديل اجتماعي في مواجهة كورونا !
عادل احمد
2020 / 5 / 11اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
كشفت أوضاع فايروس كورونا بان السلطة الطائفية والمليشياتية في العراق لايهمها حياة ومعيشة الجماهير المحرومة، وخاصة بعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لعدم انتشار هذا الوباء القاتل، واولها تخصيص الميزانية المالية اللازمة والضرورية لهذه المسألة كما راينا في إجراءات بلدان الأخرى. ان حجر الناس في البيوت وإعلان منع التجوال وايقاف العمل في المصانع والشركات وإقفال المحال التجارية والأسواق وأماكن العمل الاخرى، والتي هي مصدر معيشة عوائلهم ، بدون تقديم المستلزمات الضرورية للمعيشة كالرواتب والاحتياجات الضرورية للعوائل، وعدم تسهيل ايصال المواد الغذائية والحاويات الضرورية، يعني عدم جدية إلاجراءات الواجب اتخاذها من قبل السلطات لمنع انتشار وباء الكورونا! ومن هنا، علينا ان نفكر عن حلول وبدائل أخرى لمواجهة وباء كورونا وكذلك لمواجهة الفقر والجوع.
بات معروفا بان التطلع من السلطة الطائفية والمليشياتية لكي تكافح الفقر والبطالة والجوع وكذلك تكافح وباء كورونا يعد أمراً شبه مستحيل بسبب طبيعة السلطات وتكوينها السياسي والطائفي والقومي وطبيعة صراعاتها من اجل البقاء ونهب الثروات. اذ تسعى كل جهة، وفق توازن القوى، ان ينهب اكثر ما يمكن. وان كل جهة من جهات مكون ما يسمى بالعملية السياسية له مصلحة بإبقاء العراق دولة ضعيفة مركزيا، لان الحصول على حصته من الكعكة سيكون سهلا ويواجه بلا حساب، كما راينا كيف تبرأ الرؤساء السياسيون الفاسدين وسرقاتهم وهم طلقاء حتى اليوم بالرغم من وجود الف دليل ودليل صريح لادانتهم وفق اعترافات السياسيين أنفسهم وبشكل علني امام الشاشات والإعلام.. الكل فاسد والكل سارق والكل ملطخ أياديه بدماء الأبرياء والكل يعترف بالفشل، ولكن لاتزال القوة والسلاح هما سيد الموقف في بقائهم في السلطة. ان وجود هذه اللوحة الواضحة، ولكن بدون مقاومة واضحة لها وبدون بديل واضح، هي المشكلة الاساسية التي تواجهها الجماهير المحرومة في احتجاجاتهم وتظاهراتهم وانتفاضاتهم.. ان كشف الحقائق ورسمها كما هي هو نصف الطريق للحل، ولكن النصف الآخر برأيي هو كيفية طرح بديل وكيفية التصدي وتغيير الواقع بشكل جذري، اي تدخل عامل الإرادة الجماعية في المقام الأول لكنس كل مخلفات العالم القديم بشكل ثوري. كيف يتم كل هذا؟
ان الشكل الجماهيري لقوة العمال والكادحين والمحرومين في استخدام ارادتهم سوية بصورة بعيدة وبالضد من السلطة الحاكمة، ومن الأسفل، اي من بينهم في كل مكان. ان وجود نموذج شبكات التضامن الاجتماعية في المناطق لمساعدة بعضهم البعض، وخاصة في زمن الكورونا، هو النموذج المناسب من اجل استخدام الإرادة المباشرة للجماهير لقوتها وإمكانياتها. ان تشكيل مثل هذه الشبكات التضامنية من أهالي المنطقة ولخدمة بعضهم البعض مثل الخدمات الطبية والإرشادات الصحية وتقوية الأواصر الاجتماعية مع البعض ومحاولة مساعدة العوائل المحدودة الدخل وجمع التبرعات من المال والحاجات الضرورية الأخرى للمحتاجين وكذلك توعية الناس بالحفاظ على نظافة المحلة والمنطقة عبر الإرشادات والمتطوعين، وانتخاب الممثلين بصورة مباشرة من اجل التحدث مع البلدية والمحافظة وارغامهم على القيام بأعمالهم في كل المناطق السكنية.
ان اهم خطوة في هذا المجال هي ان نبني أولا شبكات الدعم والتضامن الاجتماعي هذه في كل منطقة وان ننتخب الممثلين. وان مهمة الممثلين هي كيفية جمع المساعدات من المواد الغذائية وتوزيعها للمحتاجين وكذلك التحدث مع المختصين في المجال الصحي من الأطباء والممرضين لنشر الوعي الصحي بين الجماهير والسير وفق النصائح الطبية التي تقترحها منظمة الصحة العالمية او منظمة الصحة في البلد، والتحدث مع السلطات في البلدية والمحافظة من اجل توفير مستلزمات الوقاية والخدمات الضرورية الأخرى. ان إي شبكة تضامنية هي بمثابة وحدة إدارية في محلها لان تقوم بأعمال تخص تلك المنطقة، وهكذا في بقية المناطق الأخرى. وبإمكان توحيد وعقد صلة مابين كل هذه الشبكات بهيئة واحدة في كل محافظة. ان تشكيل هذه الشبكات وخاصة في زمن وجود الشبكات التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر قد يسهل الأمور بشكل واقعي، لان أهالي المنطقة يعرفون بعضهم البعض، ومن السهل التواصل في هذه الشبكات العنكبوتية، ومن ثم التشاور والتحرك بين أبناء المنطقة حول كيفية القيام بالعمل الاجتماعي المفروض القيام به وتقوية الأواصر بينهم..
برأيي لا يوجد خيار اخر الا ان ننظم أنفسنا وان نساعد بعضنا البعض في هذه الأوضاع المأساوية في مواجهة الوباء، وباء الفقر والجوع في مواجهة وباء السلطة المليشياتية الطائفية. ان انتظار الموت جوعاً ليس اختياراً، وانما المواجهة الاجتماعية هي الاختيار الصحيح والواقعي والثوري..
هنا لابد ان اذكر بهذا الحل والبديل بأن هذه الشبكات ليس منظمة او جهة سياسية او تقوم بمقام الأحزاب السياسية، كما انها لا تتعارض مع عقائد الناس السياسية والفكرية، وانما هي مثل ميزان لقياس قرب اوبعد الأحزاب والأفكار عن مصالحها. ان أي جهة سياسية وأي أفكار سياسية تقاس بمقدار خدمتها وتوافقها مع مصلحة الجماهير, من تخدم الجماهير، ستتلقفها، ومن لاتخدم، ستنبذها الجماهير، في سياق هذه العملية، ستتوفر اكبر امكانية لتقدم التحرريين ودعاة المساواة مقدمة صفوف الجماهير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله