الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ننتظر العلم ليخبرنا عن وجود الله أو القائم بالخلق ؟

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2020 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهينيات 1435
بين فترة وأخرى يخرج علينا متفذلك ما ليقول إن اجتهاداتنا الفلسفية لا تستند إلى العلم والمنطق الفلسفي ! وكأن كل ما نستند إليه في تخيلنا واجتهادنا مجرد هراء ..
لقد أوصلتنا علوم الفيزياء إلى الفراغ الخالي من العناصر المادية والأبعاد الزمكانية ، غير أنها استدركت بالقول : إن هذا الفراغ شبه العدمي قادر على أن يوجد نقطة أو فقاعة أو جسيماً يمكن أن يتحول إلى كون!
وجاءت الفيزياء الكوانتية لتقول لنا . إن الفراغ يحتوي على طاقة غير منظورة ينتج عنها جسيمات افتراضية تتصارع مع بعضها لتتحول إلى جسيمات مادية يمكن أن ينتج عنها كون.
وجاءت الفلسفة المثالية الحديثة لتقول لنا : إن الطاقة الكونية هي قوة الحياة في هذا العالم ، وأن عملية الخلق تبدأ من التخيل في الوعي
وتمرعبر حقل طاقوي لتتشكل في جسم مادي.
ليس ما أوردناه إلا اليسير مما نستند إليه لنرى في اجتهادنا أن ما وراء الوجود والخلق يكمن في عقل طاقوي كوني ، فهل ننتظر من العلم أن يقول لنا أكثرمن ذلك ؟ ممكن ! لكن من حقنا أن نتخيل استنادا إلى ما وصل إليه العلم ، وهو بدوره مطالب بأن يثبت أن خيالنا صحيح ويستند إلى العلم والمنطق. شاء زملاؤنا الماديون أم لم يشاءوا!
الخيال في العادة يسبق العلم والعمل فلولا الخيال لما كان هناك علم ولما كان هناك فلسفة ، وما قاد آينشتاين إلى النظرية النسبية هو تساؤله : ماذا يحدث لو سبق هو شعاعا ضوئيا ؟ وما قاد نيوتن إلى تصميم معماري للكون هو تساؤله عمّا إذا كانت القوى التي جعلت التفاحة تسقط هي القوى ذاتها التي توجه القمرأثناء حركته في مداره. وأخيرا لولا أفلام الخيال العلمي ورواياته التي بلغت المستحيل ، لما بلغ العلم هذا الحد المذهل.
ليتفذلك المتفذلكون حسب مزاجهم ، وبالتأكيد لن يثنينا ذلك عن عزمنا ، فقد آن لهذه الأمة أن تنهض من سباتها ، وآن لفلاسفتها أن يكتفوا بحثا وتمحيصا للمعتقدات ، فقد فاضت البحوث عن الحاجة بحيث نتفت حتى ريش أعظم المعتقدات ، وآن أوان البحث عن الوجود والغاية منه والقائم به ،والغاية من وجود الانسان بشكل خاص . فهيا يا قمني ويا حنفي، ويا برقاوي ويا سواح ويا زيدان وكل من يهمه مستقبل هذه الأمة ومستقبل الأمم كافة .. كفانا بحثا في الماضي دون رؤية للمستقبل، ودون فهم عميق لأصل الوجود
والغاية منه . وللزملاء الماديين : اتخمنا من العبث وعدم وجود غاية للإنسان والوجود نفسه .
ولا يسعني في ختام هذه العجالة إلا أن أؤكد ما أكدت عليه دوما : إن القائم بالوجود هو عقل طاقوي كوني خالق ، وأن الغاية من الوجود هي إقامة حضارة إنسانية ، تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. وأتقدم بالشكر لكل المنتديات والمواقع الالكترونية وبشكل خاص مؤسسة الحوار المتمدن العظيمة ، وكل من يساهم من الأصدقاء والصديقات على الفيس بوك وغيره في مشاركة مقالاتي في صفحته.
12-5- 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح