الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا: أنا والكورونا

عامر هشام الصفّار

2020 / 5 / 12
الادب والفن



محمود
محمود صديقي المهذب.. حاذق كما عرفته في التشخيص.. سبقني في صعود السلّم ذاهبا الى غرفة العيادة الخارجية لفحص مرضاه المسنين.. طلب مني البارحة أن أقرأ رسالته لمدير مستشفاه يسأله عن ملابس الوقاية الشخصية من الفايروسات.. قال أنها رسالة قاسية .. سيقول فيها أنه محاصر في زاوية ضيقة.. أعتذرت وأنا في طريقي لفحص مريض آخر في الطواريء.. تفاجأت بعد أسبوع وأنا أرى محمود في ردهة الأنعاش، مغمض العينين.. وأنبوب التنفس مثبت داخل قصبته الهوائية.. تسمرّت في مكاني ناظرا أليه لبرهة ..أنا أقرأ الآن على وجهه علامات الغضب..
لغة العيون
الطبيب الشاب لم يغادر هذا المستشفى منذ أسبوع.. لبس ملابس الوقاية الخاصة الآن.. دخل غرفة الأنعاش.. سمع صوت الممرضة تقول أن هناك ثلاثة مرضى بالكورونا اليوم لحد الآن.. أردفت قائلة: ومريضة ستأتي بعد قليل.. هي في الطريق..رفع رأسه وأنتبه حيث أقف.. تسمّرت عيناي على هيئته.. المريضة التي في طريقها لغرفة الأنعاش هي زوجته....
أنا والكورونا..
رفض أن يضع قناع الأوكسجين على وجهه.. رفض بعصبية.. تنفسّه يتسارع وأنا بدأت أتعرّق.. دفع يدي جانبا.. ركل مقبض السرير .. أزرقّت شفتاه.. ضوء الغرفة بقي خافتا.. وجهاز التنفس الأصطناعي بدأ توا بالعمل.. وجه مريضي يحتقن.. أراد أن يصرخ.. ولكنه فجأة نام..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا