الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي والأديان ودولة المواطنة !..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أحبتي الأكارم توخيا للإفادة .. والفائدة العلمية والفلسفية ، أقتبس بعضا مما أعتقد مفيدا !..
كونه يعالج عقد وتراكمات سياسية وفكرية ودينية ، نحن أحوج إلى فهمها لتنسجم مع حركة التأريخ وتطور العلوم وعلى اختلاف فروعها وفصولها ( التطبيقية .. والإنسانية .. وعلوم الميتافيزيقية .. وغيرها ألخ... ) .
قد يستهجنها البعض حد الرفض !.. وقد يستحسنها اخرين ، وتبقى مسألة الشك ودوره في البحث عن الحقيقة هو المفتاح لكل الأبواب المغلقة .
وكما يقول المثل ( ناقل الكفر ليس بكافر ) مع جل احترامي ومحبتي وتقديري للجميع ، واحترامي لخياراتهم وقناعاتهم .
صادق محمد
13/5 الجمعة .
لماذا الشك هو اليوم بصدد الانتشار بين النخب المسلمة ،واللا مبالات بصدد الانتشار بين جمهور المؤمنين ؟..
غدا اليوم واضحا ، اٍن اثبات وجود الله بالعلم استحالة ، فلم تبقى ألا القناعة الفردية اللا يقينية غالبا .
الزعم بان الله هو سبب نفسه ،الذي ساد طوال القرون الوسطى ،فقد اليوم شرعيته .
أذ أن وجود الكون هو سبب نفسه ، وأن وجود الإنسان سبب نفسه ، وليس الله ، الذي لم يعد وجوده ، فلسفيا وعلميا ، سبب نفسه .
يقول البيولوجي أتلان : [حقاً ، النظريات البيولوجية تسمح لنا بالتفكير ، في أن الطبيعة تخلق نفسها ، من دون حاجة لتقبل وجود بداية مطلقة ] ( البيولوجي هنري اتلان ، لا ينبغي استخدام العلم للتأكد من الاساطير ، لوبوان ، يوليو 2012 م ) .
علم البيولوجيا حل محل الفيزياء الفلكية في القرنيين الماضيين ، كنموذج يُحتذى لجميع العلوم .
وهي من الفها الى يائها تنفي وجود الالهة .
وهذه شهادة احد علمائها ( ج. د . فإنسان : بفضل البيولوجيا أصبحت ملحدا : " بإمكان فيزيائي فلكي ان يسمح لنفسه بانفجارات صوفية . أما بالنسبة للبيولوجية ، فأن وجود كائن لا مادي لا أساس له من الصحة .
في شبابي انتقلت من الكاثوليكية الى البروتستانتية ، التي هي اكثر منطقية ، التعالي فيها فكري أكثر مما هو ديني .
كنت سأصبح قساً . البيولوجيا أعادتني من السماء الى الأرض ، اٍلى المادة ، الى الجسد واللحم ( ...) عدت مجدداً الى التعالي الفكري .
أصلي ولكن كملحد "إ . (1)
وهنا اقتبس من نفس المصدر في الصفحة 238 حول حوار الأديان التوحيدية والوثنية ، وزرع الوعي الجمعي الإسلامي ، والاعتراف بهذه الأديان جميعا ، كطريق للخلاص الروحي للمؤمنين بهن فضلاً عن تَبًني حقوق الإنسان الكونية ، ونزع قنبلة الانفجار السكاني ، وضرورة اندماج المسلمين في العالم الذي يعيشون فيه ، وفي المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها والمشاركة الإيجابية في رفع التحديات الكونية ، وحماية البيئة ، ووقف أنتشار أسلحة الدمار الشامل ، ومكافحة الأوبئة العالمية والفقر والمجاعة ، ( من أجل قرية كونية ) أكثر تكاملا وتضامناً .
وعلينا ان نخرج من دائرة المجتمع المغلق النوافذ والأبواب ، أمام الحداثة المعولمة ، والتي حكمت على جميع المجتمعات بأن تكون مفتوحة أو لا تكون .
هذه الدولة الدينية الإسلامية لم تعد من هذا العالم الذي نعيش فيه .
أنها مأساة من يعيشون ذهنياً ودينيا ً، بمؤسسات وعلوم وقيم وأنماط تديٌن وتفكير وتدبير ، أنتجتها سرعة الجمل ، يريدون منها أن تنافس قيما أنتجتها سرعة الكومبيوتر .
الحقبة الجديدة كلياً هي حقبة الثورة العلمية والإعلامية المعولمة ، الحاملة لقيم غير مسبوقة في التأريخ ، قلبت رأساً على عقب القيم التي سبقتها ، وتستمد شرعيتها حصرا من سيادة العقل البشري ، وهي تعارض بل تصادم قيما عتيقة تقليدية ودينية ، استمدت شرعيتها من العقل الإلهي ، عقل القرون الوسطى الذي هو اليوم مجرد ذكرى .
المَعْلَمْ الأول على طريق العقلانية الدينية ، هي التسليم بأن الأديان الأخرى التوحيدية والوثنية يمكن ان تكون طريقا للخلاص الروحي للمؤمنين بهن ، والقبول بالحوار معهن، والتسليم بأن الدستور يجب أن يكون علمانياً، ومهما اختلفت دياناتهم وخصوصياتهم الأخرى ، والتسليم بأن المرجعية الشرعية الوحيدة للدولة هي مؤسسات وقوانين وقيم الحداثة العالمية ليس ألا ٌ .
والمسألة الأخرى هي ضرورة تبني الإسلام لحقوق الإنسان الأساسية ، اللواتي لا يكون الإنسان إنساناً في غيابهن ، سيكون نصف أنسان كالمرأة في الإسلام ، أو ما تحت أنسان ، كالعبد في الإسلام أيضاً .
حقوق الإنسان كونية ، لأن العقل المنتج لهن كوني ، نفس العقل المنتج للعلوم الكونية ، أي صالحة لكل إنسان في أي مكان كان .
هذه الحقوق كونية من المفروض أن يتمتع بهن الإنسان ، مهما كان دينه أو جنسه ، كالحرية والكرامة والمساوات ، في الأمن ، في السلامة البدنية ، في الحياة ، والحقوق الاجتماعية وحق العمل والتملك الخاص والسكن ، وعلى الدين أن يتبنى هذه الحقوق ، والعقلانية الدينية المنشودة ، لن تكون عقلانية ألا أذا صالحت الإسلام مع حقوق الأنسان ، مع الإعلان العالمي لحقوق الأنسان ، مع الاتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة وغير ذلك ، وتمثل هذه الحقوق مرجعية عليا في القرن 21 .
والعقلانية الدينية هو اصلاح التعليم وهو طوق نجاة لكل أمة ، فالعلم لا دين له ولا قومية ، هو كالعقل الذي ينتجه ..كوني ، هو ضالة الإنسان المتعطش للمعرفة ومن دون المعايير والاسس الحديثة ، وتطوير وتجديد المعارف والعلوم في المناهج ، لن يكون للشعب أو الأمة في أرض الإسلام لا مكان ولا مكانة في عالم القرن 21 .
ومن معالم العقلانية الدينية ، هو تبني الإسلام للديمقراطية وثقافتها فالإسلام مازال متردد ورافض للديمقراطية وثقافتها .
من خلال حق الفرد في حياته اليومية ، وحقه بالتصرف في جسده حياً كان أم ميتاً، وأعلام حر ونزيه ، والنقاش الحر ، وأقصاء كل استخدام للعنف ، وحضر الميليشيات وأنشطتها ، وحصر السلاح بيد المؤسسة الأمنية والعسكرية ، والانفتاح على الأديان وعلومها ، ونظرية التطور ، والانفتاح الديني ، ونظرية تطور الأنواع الحية ، وخاصة القرد والإنسان ، وكما اعترف البابا جان بول الثاني امام أكاديمية الفاتكان العلمية عشية رده الاعتبار لدارون ونظريته ( نظرية التطور أكثر من فرضية ) ، وفرضية الانتخاب الطبيعي الداروينية ، وأن تقر العقلانية الدينية بكل ما يطرأ من جديد في العلوم والمعارف .
وحول الله فأن العالم الفلكي الفيزيائي ( ثوران)
يقول :
الله هو.. كما عند سبينوزا وأنشتاين ، الطبيعة كالجاذبية مثلا .
لو يحدث ويتوقف قانون الجاذبية عن الاشتغال ، فأن الشمس ستنفجر وتتلاشى الكواكب التي تدور في فلكها ، ومنها كوكبنا .
يبدو ان الكون ، يقول (ثوران) رُتب على نحو دقيق منذ ولادته ، من أجل ظهور الحياة والوعي .
والكون محكوم بقوانين في منتهى الترتيب والتنظيم .
يدرس غالبية العلماء اليوم هذه القوانين ( قوانين الطبيعة ) من دون أن يتساءلوا على الأقل علانية عن أصلها .
ومع ذلك فهذه القوانين ، وعلى نحو محيٌر ، تمتلك خصائص يوصف بها عادة الله ، فهذه القوانين كونية ، وهذه القوانين مطلقات ، لأنهن لا يخضعن ، لا للشخص الذي يدرسهن ، ولا لحالة النظام المرصود ، وهن خالدات ، ولا زمان لهن .
ليس بالضرورة أن يكون الإنسان ، بل كل شكل من الذكاء ، قادر على فهم نظامه وجماله وانسجامه ، فوجود الوعي ليس أذن عرضياً ! .. بل ضروري .
في الختام .. نريد عالم لا وجود فيه لداعش ولا للقاعدة والنصرة ، لا وجود لطالبان لنسف تماثيل بوذا ، ولا لدق الأعناق والحرق والجلد والتفجير في العراق وسوريا واليمن ، ولا لنساء مضطهدات ، ولا لشعب مصادرة حريته وإرادته ، ولا لدين يُفْرض رؤاه على الناس ، نريد دينا عقلانيا يتماشى وينسجم مع حركة الحياة والحضارة الإنسانية والحقوق والأعراف الدولية ، دين يختاره الناس ، بدل أن يفرض عليهم بالإكراه والقوة .
وهذا يتم الوصول أليه وتحقيقه من خلال دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة ، ولا شيء غيرها وسواها أبدا ، لو بقي النظام السياسي القائم يحكم العراق ألف عام أخر !..
فسوف لن يستتب الأمن !.. ولن يسود العدل .. ولن يتحقق الرخاء ، وسيستمر مسلسل الموت والخراب والدمار والشقاق والتمزق في مجتمعنا العراقي ، وهذه حقيقة يجب أن يدركها الجميع .
وقوى الإسلام السياسي في استمرارها في نهجها المعادي لدولة المواطنة ، ستغرق العراق وشعبه ببحر من الدم ، وسنشهد مزيدا من الدمار والخراب والمحن والفساد ، ويستمر الرعب وغياب الحريات والعدل والمساواة والديمقراطية .
1-المصدر: من محمد الأيمان .. الى محمد التأريخ ./ ص 279 - 280 .
صادق محمد عبدالكريم الدبش .
13/5/2020 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس