الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقالة من الحزب لاترفع احد الى الفردوس!

خسرو ساية

2020 / 5 / 14
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الاستقالة على أساس الشعور بالظلم والحقانية، تعريف نفسك بأنك أكثر ماركسية وشيوعية، أو تعد نفسك أكثر صدقاً وإخلاصا للطبقة العاملة والشيوعية مقارنة بالباقين في الحزب، وحتى مدح نفسك بوصفك ذا اختلاف عميق وقديم وذا هدف وآمال اكبر... ان هذا هو الوجه المشترك الذي نجده في نماذج الانشقاق التي جرت في الحزب الشيوعي العمالي. ولكن تبين ان مجمل الأحكام تلك لا تتعدى مساع لصياغة محفل جديد، وبعدها ترك حزب مخطئ وفاشل وبدون دور وغير شيوعي وغير عمالي، ولا يمكن العمل فيه أكثر. بموازاة هذه الحقيقة، نرى انه لم تخضّر نماذج هذا النوع من الاستقالات والابتعاد عن الحزب وحركة الشيوعية العمالية، بعد تكرارها لعدة مرات، ولحد الآن، نموذج أكثر تقدماً وطليعية، بل كانت بضرر الشيوعية واليسار وضرب اعتبارهما وتنامي تشتت وتبعثر أكثر لصف الشيوعيين.
ولكن، من حيث الأسلوب الذي اتبعه، وكذلك من حيث المبررات والأحكام والادعاءات التي أطلقها، تختلف الاستقالة الأخيرة للرفيق سامان كريم عن مثيلاتها السابقات. فلو قدم استقالته بصورة عادية، وودع الحزب ورفاقه، لم يبقى لي ولرفاق آخرين شيء سوى ان نتحدث ونكتب عن أسفنا وعدم ارتياحنا ونعبّر عن احترامنا وتقديرنا لسنوات نضاله في الحزب، وتمني السلامة وحياة موفقة له. ولكن للأسف ان المبررات التي طرحها في رسالة استقالته أو الخطوة التي اتخذها لاحقاً على السواء، حيث شرع بنشر بعض الأطروحات المناهضة لكلا الحزبين الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني وحركة الشيوعية العمالية والشكوك والغموض والتيه الكبير الذي نثره في الميدان تحت اسم "ماركسية معاصرة"، وبغض النظر عن حقانيتها وتقاليدها الشيوعية، أجبرتني على كتابة هذا الرد.
وأقول هنا، بوصفنا، إنا والرفيق سامان كريم، أمضينا سنوات مديدة من الكدح والتضحية، وبألف أمل وأمل مشرق ومصاعب وذكريات جميلة ومريرة وصعبة من اجل نضال الطبقة العاملة والشيوعية، أن قرار الاستقالة بالنسبة لي مبعث عدم ارتياح وانزعاج أكثر من اي شخص آخر، وذلك لان استقالته، ورغم كل هذا التاريخ المديد، دون اي خبر أو خلفية وسابقة، ولم يفسح اي مجال للنقاش وتبادل الآراء أو منح فرصة لبعض، حتى إذا يقنعنا بان الاستقالة سبيل صحيح ومؤثر، يشركني ورفاق آخرين معه ولا يسمح ان نتعقب "مشروع فاشل" ونضيع عمرنا. وللأسف، في الوقت الذي نرى الرفيق سامان لم يألوا جهدا في رسالة الاستقالة في كيل المديح والثناء لرفاقه، ولكنه من جهة أخرى لم يبدي اي مسؤولية لانتشال هؤلاء الرفاق من حفرة الفشل!! حتى ليس سابقا، ولا إلى اليوم الأخير في الحزب، لم يخبر اي من الرفاق الأعزاء الذين عمل مع بعضهم لأربعة عقود بالسبب والنتيجة إلى بلغها!
انشقاق تحت ستار استقالة!
ينشد الرفيق سامان ان يصور الأمر على انه قدم استقالة، بيد ان الأسلوب الذي اتخذه هو انشقاق محفلي ودعوة منه لحل الحزب. كيف هذا؟
بدءاً، بدون اي سابقة أو إبلاغ، فاجأ المكتب السياسي للحزب العراقي، في اجتماع له، مبلغاً إيه باستقالته بصورة شفهية من الحزب. بعث بعدها برسالة استقالته وحدد مهلة يومين للمكتب السياسي، وقال لهم ان استقالته ليست للنشر العلني، وسينشرها في وسط محدود. وبالتزامن مع هذا العمل، قدم الرفاق كامل احمد وعامر رسول استقالتهم للحزب، ولم تمضي سوى أيام، أعلن ثلاثتهم تأسيس جماعة ببيان من 12 أطروحة اغلبها ضد الحزب وإطلاق الأحكام ضده. ان هذا هو أسلوب شيوعية ماركس الذي أنهى به الرفيق سامان 30 عام من تاريخه بأيام مع رفاق "أعزاء ومبعث فخر"! الأدهى من هذا، وحتى هذه الساعة، بعث برسالة استقالته إلى اي شخص كان، صديق أو عضو حزب أو حركة الشيوعية العمالية. اتخذ أسلوبا ان يرسل رسالته إلى اي من يريد أو تصله أيديه دون ان يبقي فرصة للحزب لإعطاء رده على أولئك الذين وصلتهم رسالته. ان هذا العمل يناقض تماماً تقليد علنية النقاش السياسي والفكري، في الوقت الذي يدعي الرفيق سامان وجود "اختلاف عميق" وعميق إلى ابعد الحدود في رسالته. ان هذا الأسلوب الذي اتخذه لا يوفر فرصة أو مجال لتوضيح الاختلافات، ليس هذا وحسب، بل يكشف عن أسلوب محفلي، يعقبه توجيه ضربة لاعتبار الحزب.
إن ما يبعث على الغرابة أكثر ان الرفيق سامان ينتقد بصورة صحيحة أسلوب استقالة الرفيق مؤيد احمد، ويسميها بـ"تقليد محفلي قوي"، ولكنه التجأ هو نفسه إلى العمل بالتقليد ذاته، بأسوأ أشكاله. إذ يورد في مقاله "كان بالوسع ان تبقوا ولا تذهبوا":
" لا يمكن بعد 20ـ25 عام عضوا، لا في حزب، بل في نادي تودعه بهذا الشكل وتبلغ الحزب ورفاقك باستقالتك كأي إنسان آخر. ان هذا مؤشر خطر على وجود ثقافة وتقليد محفلي قوي،..." (خط التأكيد مني)
ويمضي في المقال ذاته ابعد ويكتب:
" كان على الرفيق مؤيد ان ينصت للرفاق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي ويعطيهم مهلة لذلك. بهذا الخصوص ان ينظر إلى طلبه وطلب الرفاق من الرفيق ريبوار احمد حين قدم استقالته. كان طلب مؤيد ورفاق المكتب السياسي واللجنة المركزية هو ان يؤجل إعلان استقالته. لقد اجلها عام كامل تقريبا بناءا على عدة طلبات من القيادة. بيد ان الرفيق مؤيد لم يتماسك نفسه يوما واحدا. زد على ذلك، منذ تشكل هذه الحركة فان أحزاب هذه الحركة في إيران والعراق وكردستان تدخلت دوما حين بدأت بوادر مشكلات، ماذا جرى هذه المرة بحيث لم يفسح بأي مجال لذلك؟! ان لم يكن عدم الثقة بمبرراتهم وادعاءاتهم، فهل من سبب آخر لذلك؟!" (خطوط التأكيد مني)
ينبغي ان توضع الأسطر أعلاه أمام الرفيق سامان نفسه، كيف انه، في رده على مؤيد، انتقده لأنه لم يعطي مجال ولا وقت كاف ليتحدث الرفاق بصورة كافية ووافية عن استقالته. حتى انه يذكّر مؤيد بأسلوب استقالة ريبوار احمد عن الحزب العراقي، وكيف انه بناء على طلب الرفاق، "ومن بينهم الرفيق سامان نفسه"، عدة مرات وعدة أشهر، وبالتالي، وبناءاً على طلب رفاق المكتب السياسي، أجّلَ الرفيق ريبوار إعلان استقالته كي يهيئ الحزب نفسه ويعد رده بصورة مدروسة، وان لا تتباغت تنظيمات الحزب. هذا ناهيك عن انه، قبل عام من ذلك، لفت انتباه بلينوم اللجنة المركزية إلى: إذا استمر وضع الحزب على حاله، سيقدم استقالته، علما انه تحدث في عدة رسائل وكتابات مبرراته.. بيد أننا نرى الرفيق سامان الآن وقد لجأ إلى أسلوب تخطى فيه الرفيق مؤيد بخطوات. انه لم يمنح رفاقه وقت كاف، ليس هذا وحسب، بل وضعهم تحت ضغط بتحديد يومين مهلة لهم. حتى انه في اليوم الثاني، وحين كانت هناك مساعي لحثه على سحب الاستقالة، قام بتحديد ساعة لذلك، "انتظر حتى الساعة 8 مساءاً، وبعدها أرسل استقالتي لأولئك الذين أرسلها لهم"! يذكّر الرفيق سامان مؤيد بأسلوب ريبوار وكيف انه تعامل بمسؤولية، ولكن اي أسلوب اتخذ هو نفسه؟ ورداً على هذا السؤال، لنلقي نظرة على استقالة الرفيق سامان، إذ يقول:
"كنت مستعدا للاستقالة منذ 2014.... كنت انتظر هذه اللحظة في أوقات كثيرة خلال ستة سنوات الماضية. اليوم بعد ان وصلت إلى آخر نقطة من قوتي في البقاء معكم"
يتحدث الرفيق سامان عن تحول الاستقالة من الحزب عقده في داخله منذ 6 سنوات، ودون ان يتحدث ولو مرة واحدة مع رفاقه القريبين عنها ويتشاور معهم، كما لو ان هذه العقدة ليست ذا صلة بهم! للأسف "انتظر لحظة" اختارها، كانت لحظة كارثة كورونا، لحظة يحاصرنا الموت جميعاً. رآها أنها أكثر اللحظات مناسبة. بدلاً من ان يضع بصورة مسؤولة كل الأشياء جانباً، من اجل مجابهة هذه المصيبة والحيلولة دون عواقبها المخيفة الشاملة على المجتمع البشري، ويختار الانسجام القلبي ووحدة صف رفاق "أعزاء ومبعث فخر"، تراه يختار هذا الوقت لحل عقدة 6 سنوات حملها في قلبه. ان ما يبعث على عدم الارتياح أكثر هو انه في الوقت الذي يتحدث عن انه كان "على وشك الاستقالة خلال 6 سنوات"، كان في هذه الفترة نفسها وبصورة مستمرة احد أعضاء الهيئات القيادية للحزب، هل ان هذه مبدئية وأصولية سياسية وشيوعية ومسؤولة تجاه الحزب ورفاقك، بالأخص إذا شهدت السنوات الستة المذكورة فقدان رفاق لحياتهم جراء الدفع بهذه السياسة والممارسة الحزبية أو تلك والتي كان الرفيق سامان مشاركا في صياغتها وإقرارها؟ أو اي إحساس بالمسؤولية حين يتعرض رفاقك في بغداد والناصرية والبصرة، وفقاً لقرار وسياسة قيادة كان الرفيق سامان احد أعضائها، إلى مخاطر الموت، بيد انه وبدون ان يتحدث مع احد ليس "على وشك الاستقالة وإنما نادم على تأسيس حزبه!!"، ماذا يمكن ان نسمي هذا حقيقة؟ "لا اعرف ماذا اسمي هذا التقليد من التفكير والتعامل، حيث عملت مع رفاق لك في حزب واحد لثلاثة عقود، فيما ليس لك قناعة ولستة سنوات بحزبك دون ان تتحدث خلال كل هذا المدة الطويلة أو تتناول بسطر واحد معهم عن هذا الأمر. الم يكن من الممكن، على الأقل، ان تتحدث مع رفاقك في الهيئة حول عدم قناعتك بالحزب، وتسعى لإقناعهم برأيك وتصورك حتى لا يعرضوا أنفسهم لمخاطر من اجل حزب "قد تبين فشله وكان تأسيسه خطئاً"؟!
لم يكن الرفيق سامان خلال الستة أعوام مؤمناً بالحزب، وكان ينتظر، حسب قوله، فرصة لتقديم استقالته، لكنه سعى وانتقد رفاق مثل مؤيد بالقول: "لماذا تذهبوا ولا تبقوا"! ان ما يبعث على العجب أكثر ان المرء لا يفهم بأي موقف يعرّف سامان. أيمكن القول لآخرين "كان عليكم ان لا تذهبوا وتبقوا، ولكني أنا ذاهب"؟!

سبب انفصال الرفيق سامان، عدم إيمانه بالحزب أم "الاختلافات العميقة جداً"؟
لا يذكر لنا الرفيق سامان النقطة الأساسية لاستقالته، كي يتمكن اي شخص من تقييم أساس قراره بصورة صحيحة؟ ان ما أتى باستقالته هو: من جهة يتحدث عن عدم إيمانه بالحزب لعدة سنوات من عام 2014 إلى يوم استقالته، ومن جهة أخرى، يذكر "خلافاته العميقة" مع الحزب، التي جرت خلال مرحلة عدم قناعته وإيمانه به التي استغرقت 6 أعوام، والتي بلغها، اي الاختلافات، حول جملة من المواضيع، واختلافاته الأخيرة التي جرت في البلنيوم 35 بحيث وصلت إلى نقطة سعوا معها إلى "حذف الطبقة العاملة من نظامنا الفكري"، ولهذا أصبح قرار انفصاله أمرا حتمياً. إذ ها هو يكتب:
"كان البلنيوم الأخير مسرحا لصراع فكري و سياسي جدير بالاهتمام حول الحركة العمالية و الانتفاضة الراهنة أيضا " التسجيل الصوتي موجود". كان الاجتماع للجنة المركزية هذا مثيرة لجدل كبير في تاريخ حزبنا، حيث تم إخراج الطبقة العاملة ليس من معادلة القوة وهذا أمر طبيعي وفق توازن القوى الطبقية، بل حاولوا إخراجها من منظومة تفكيرنا نظراً لعدم حضورها في الميادين والشوارع... (وامتداداً لهذا الكلام) " كنـت في خلال كل هذه السنوات، مستعد لهذه اللحظة"... اي بعد البلينوم 35 "بلغ إخراج الطبقة العاملة من منظومتنا الفكرية!!" (خطوط التأكيد مني)
قبل اي شيء آخر، اسأل: هل انه أسلوب شيوعي ان تحكم على حزب بـ"السعي لإخراج العامل من منظومتنا الفكرية"، حزب يعرّف مجمل فلسفة تأسيسه ونشاطه الطبقة العاملة وحركتها، دون ان يقدم برهان ومستمسك واضح لهذا الحكم؟ هل ثمة قرار أو وثيقة أو سياسة مدونة أو معلنة لإثبات هذه التهمة والحكم، كي تستطيع ببساطة ان تبلغ مثل هذا الاستنتاج؟ إذا كان كذلك، لِمَ لَمْ تتخذ موقف مباشرة اثر هذه "المساعي"، ولم تقدم استقالتك؟ أو كيف بعد ان سُعِيَ إلى "إخراج العامل من منظومتنا الفكرية"، تسلمت رئاسة لجنة التنظيم المركزي للحزب؟! هل بوسع هذا ان يبين شيئاً ماعدا الدعاية لنفسك وللاستقالة من الحزب، وبأن الحزب لم يبقى نصيراً للعمال، وان تصبغ، عبر هذه الطريقة، خطوتك اللاحقة بصبغة عمالية؟
الأدهى من هذا، ان ما تكشف عنه نقطته غير الصحيحة وغير المنطقية هي ان الرفيق سامان سعى إلى تبرير استقالته بأساس أنها أتت امتداداً لعملية توضيح "اختلافاته العميقة"، في الوقت الذي قبل ان يشرع بهذا العمل، كان لا يؤمن وليس لديه أمل وبلغ قناعة الاستقالة من الحزب، وبقى في الحزب بصورة مؤقتة جراء تكليف الآخرين وبعض الأمور الأخرى. وان هذا لا يوصله للحديث عن الاختلافات بوصفها سبب الاستقالة هي أمر غير ضروري فحسب، بقدر ما أنها ضرورية لإظهار نفسه أكثر بوصفه شخص منظر ويتحدث لنا عن انه بلغ الاستقالة امتداداً لتبيان اختلافاتنا!!
إذا كانت "مبررات استقالته" هي وجود اختلافات، فان كل الخلافات التي يذكرها لا تكفي ان تكون مبرراً للاستقالة والانفصال من الحزب، بل بوسعه، بكل اختلافاته، ان يبقى في الحزب، ويقوم بدفعها بصورة حرة، بل حتى بوسعه ان يشمر عن ساعديه ويتسلم مسؤولية، ويرشح نفسه لأعلى منصب حزبي، ويكافح من اجل نيل هذا المنصب ويطرح "خلافاته العميقة" كي يحولها إلى سياسة رسمية لمجمل الحزب، أو ان يبلغ بصورة أصولية وواقعية للاستقالة على غرار نموذج الرفيق ريبوار ومواجهته لمؤيد. ورغم هذا، علي ان أقول ان الرفيق سامان في مهلة اليومين التي منحها للحزب، وضع شرطاً لسحب استقالته ليس له اي صلة بهذه الأسباب التي ذكرها كدليل لاستقالته. ولكن لنلقي نظرة ونرى ما هي هذه "الاختلافات العميقة" للرفيق سامان؟
هل أن "الاختلافات العميقة" تمنح حقانية لهذا الانشقاق؟
لا، دون شك... في رسالة استقالته، وردت قائمة من المواضيع التي وفق روايته، بعضها "اعتبر موضوعاً حزبياً" ويبرز بعضها الآخر بوصفها "اختلافات عميقة"! كي يقول لنا ان وراء "الاختلافات العميقة" أمور فكرية وسياسية، وعليها، عمّق ورسّخ مجموعة من المواضيع الماركسية في الحركة، دون أدنى ذكر لذلك النقد والمجادلات التي جرت حول قسم كبير من هذه المواضيع، سواء الداخلية أو على الصعيد العلني التي واجهها الرفاق.
كان للرفيق سامان دون شك اختلافات في تصورات ومواقف سياسية مع الحزب والعديد من الرفاق الآخرين، الذين هم على صعيد حركة الشيوعية العمالية، وكذلك، والأدهى من هذا، كان له "خلافات عميقة جداً" مع نفسه، بحد كان له أمام موضوع واحد رأيين وموقفين يناقضان بعض تماماً. ولكن دون ان تتخذ هذه الاختلافات مكانة ايجابية في حزبنا وحركتنا، وعبر تلك القضايا التي كان له فيها رأيين مختلفين بصمت ولم ينتقدها بصراحة. ولأقلب هنا صفحات بعض المسائل كنماذج على هذه المواضيع حتى تتبين الحقائق أكثر:
1/ حملة أمريكا على الموصل. حول هذا الموضوع، بالبداية نشر كلا الرفيقان مؤيد وسامان (كانوا في وقتها سكرتير الحزب وعضو المكتب السياسي على التوالي) مقالتين بصورة مستقلة ودون الرجوع لهيئاتهم، وطرح كلاهما سياستهم الشيوعية تجاه هذه الحرب برفع شعار "ينبغي إيقاف الحرب"!! وبعدها، واستناداً إلى هذه الشعار، أعلن الحزب العراقي موقفه في بيان. قدس الرفيق سامان هذا الشعار بحيث تحدث:
"ان السياسية الماركسية في هذه المرحلة هي: "ينبغي إيقاف الحرب". بالنسبة لقوة شيوعية وماركسية، تمر الثورة العمالية في هذه المرحلة التاريخية المحددة عبر هذه القناة. عبر هذا السبيل، ينفذ التكتيك الشيوعي في هذا المقطع" (مقال ينبغي إيقاف هذه الحرب/ سامان كريم/ خطوط التأكيد مني).
وبهذه الطريقة، أصبح شعار "ينبغي إيقاف الحرب" إستراتيجية عملية للثورة العمالية وتكتيك شيوعي على السواء! في الوقت الذي لا يتعدى تاريخ هذا الشعار في الحركة الشيوعية ان يكون تكتيكاً لإيقاف الحرب ودرء عواقبها الضارة على نضال واحتجاج الجماهير العمالية والكادحة (هذا في حالة كان الشعار صحيحا تجاه اي حرب محددة). ولكن من أين أتت هذه السياسة المختلفة للرفيق سامان؟
في حرب الموصل، تمثلت سياسة كلا الحزبان بإدانة الحرب والتصدي القوي لهذه الحرب. إن محتوى هذا الموقف قد تم تبيانه هناك في البيان بأننا لا نعتبر حرب الموصل حرباً من اجل القضاء على داعش، ونعتبرها حرباً تضع مدينة من ملايين الناس في محرقة حرب وبهدف إبراز تفوق الأقطاب البرجوازية العالمية والقوى التابعة لها في المنطقة. بيد أننا نعتبر حرب تدمير وإلحاق الهزيمة بداعش في تلك المناطق التي يسيطر عليها، حرباً وعملاً ثورياً للجماهير. في الوقت الذي يعني شعار "ينبغي إيقاف الحرب" إيقاف جميع الحروب، ومن ضمنها الحرب على داعش.
بعبارة أخرى، وان كنا نتشاطر والرفيق سامان بنقطة مشتركة إلا وهي كوننا ضد حرب الموصل وأدان كلانا الحرب، ولكننا نعتقد انه ليس صحيحاً إيقاف الحرب بالشكل الذي يطلبه الرفيق سامان، تاركين ملايين المواطنين فريسة حكم سيف داعش، يرسفون في أوضاع كارثية وتبقى داعش خطراً على حياة الجماهير وأمانها. ينبغي تدمير داعش والخلاص منها، وليس هناك شك ان مثل هذا العمل لا يمكن ان يتم دون عمل عسكري. فيما يخص شعار "ينبغي إيقاف الحرب"، يعني الرضا ببقاء وضع وبقاء حكم داعش لمدينة الموصل. وبهذه الطريقة، ينكر الرفيق سامان اي نوع من الحرب على داعش، في الوقت الذي نؤكد فيه ان حرب تحطيم داعش هو عمل الجماهير المضطهدة والتحررية. وفيما يخص مكانة سياسات الدول أيضا، نؤكد على ان عقدهم للصفقات مع داعش هو أمر مدان، وليس معاداة وضرب داعش. حتى ان اي قوة أو طرف يشن الحرب على داعش فعلاً لا يمكن إدانته. كان هذا جوهر الاختلاف ما بيننا.
2/ موضوعة الاستفتاء. وجه مسعود البارزاني مرتين نداءاً نحو استفتاء الاكراد. الأولى في عام 2014، عبر الاستفادة من وجود داعش، طرح مسالة الاستفتاء في أفواه وسائل الإعلام، وكان هذا على أساس التفوق العسكري للبيشمركة مقارنة بالجيش العراقي، واستغلالاً لفرصة مهاجمة داعش للموصل ومدن عراقية أخرى وعجز الجيش العراقي عن المقاومة وهزيمته. كان استفتاء ذلك الوقت يفتقد إلى اي شروط استفتاء، وبقى عملياً في إطار الدعاية فقط. في ذلك الاستفتاء، كان الرفيق سامان يعتقد بان الاستفتاء سيقام، وأكد بشكل قوي على ان الشيوعية ان تدعم وتساند الاستفتاء.
الثانية في عام 2017، طالب مسعود البارزاني مرة أخرى بالاستفتاء، وكان هذا في أوضاع اهدأ بعد هزيمة داعش. بيد ان الرفيق سامان لم يكن يعتقد ان يقام الاستفتاء، وراهن على عدم إمكانية إجرائه. كان يستند تصوره هذا إلى تقييمه للمسارات السياسية والعسكرية للمنطقة والعالم، إذ بلغ نتيجة مفادها عدم إمكانية عقده وانه لا يتعدى دعاية إعلامية، وان مسعود البارزاني سينسحب في الأيام الأخيرة! حتى انه كان يعتقد إذا اجري الاستفتاء، فانه لن يقام في المناطق المتنازع عليها، وراهن على ان في غضون أسابيع قليلة سيثبت مسار الأحداث صحة تصوره. بينت مجمل تلك التنبؤات التي قام بها الرفيق سامان عن عدم صحتها، وبعدها، لم يجعل نفسه صاحباً لكلامه هذا، ولم يقل شيء عنها. ولكن طالما انه لحد اليوم مثل ما كان يفكر إبان مناقشة موضوعة الاستفتاء ويعتبر هذه السياسة "توجهاً قومياً"، لا يضر ان نفصّل بالموضوع:
لا اعرف إلى اي حد يقر الرفيق سامان بهذا الخطأ والتناقض الذي ارتكبه فيما يخص موضوعة الاستفتاء، وبالأخص انه لم يختلف مع سياسة الأحزاب الشيوعية العمالية فحسب، بل اتخذ نفسه موقفاً متناقضاً وعدهما كلاهما سياسة شيوعية، سياستان مناقضتان ومعارضتان لبعض:
في الاستفتاء الأول في عام 2014، حينما سعت القومية الكردية استغلال فرصة الهزيمة العسكرية للحكومة المركزية أمام داعش، ونوعا ما بالتنسيق مع داعش، تعقبت هدف نيل حصة اكبر. في ذلك الوقت، كان البارزاني يقول "ليس لداعش صلة بنا وليس لنا صلة بداعش. الموصل وسكان تلك المنطقة التي سقطت بيد داعش، لتكن بيد داعش، وكركوك والمناطق المتنازع عليها لنا". في حينه، قلنا ان في وضعية مثل هذه لا يعد الاستفتاء أمرا صحيحاً وحقيقياً، بل سيكون استعراض ومسرحية فقط لعمل قد حسم بالسلاح سابقاً. لكن الرفيق سامان كان يصر في مقالة له باسم "انفصال كردستان والسياسة الشيوعية" بصدد استفتاء هذه المرة، على ان حتى لو كان الاستفتاء سياسة القوميين والحزب الديمقراطي نفسه ويرسي دولة قومية، فان هذه نقطة مشتركة بين سياسة الشيوعيين والبرجوازية، ومبعث دفاع الشيوعيين. إذ كتب:
" في الختام أود ان اكتب كم سطر حول كون هذا الانفصال والاستفتاء سياسة القوميين أو الحزب الديمقراطي!! من الممكن ان يكون الأمر كذلك، ولكنني، ولحد الآن، لا أرى الأمر كذلك، الحزب الديمقراطي منهمك بتشكيل الحكومة في بغداد، ومنذ 15 من الشهر اتفقت القوى الإسلامية والقومية على تشكيل حكومة بغداد. ولكن لو افترضنا ذلك. أنها ليست المرة الأولى في التاريخ التي تتفق سياسة شيوعية وسياسة برجوازية في نقطة" (خطوط التأكيد مني).
في الاستفتاء الثاني في عام 2017، حين لم يبقى خطر داعش، دعا مسعود البارزاني مرة أخرى إلى استفتاء، ولكن الرفيق سامان وقف 180 درجة بصورة مختلفة عن موقفه الشيوعي الأول، بالضد من الاستفتاء:
"موضوعة هذا الاستفتاء المحدد في أسسه الأساسية، موضوعة الحزب الديمقراطي والبارزاني وتاريخ هذه القوة، ان اي طرف أو قوة لا تضع تاريخ هذه القوة والسياسة والممارسة بوصفها قوة برجوازية كردية، يرتكب خطئاً كبيراً تجاه الأغلبية الساحقة لجماهير كردستان..."
ان السؤال المطروح هو: اي من الموقفين الذين صاغ كلاهما باسم سياسة شيوعية هو موقف شيوعي؟! في الوقت الذي يقول هو نفسه ان الاختلافات بينهما هي "اختلاف عميق جداً"؟! فيما يتعلق باستفتاء 2014، كيف ان الرفيق سامان لا يتحدث حينها عن "الحزب الديمقراطي والبارزاني وتاريخ هذه القوة، ان اي طرف أو قوة لا تضع تاريخ هذه القوة والسياسة والممارسة بوصفها قوة برجوازية كردية، يرتكب خطئاً كبيراً، بالضد من الأغلبية الساحقة لجماهير كردستان"... ولا يعطي اي قيمة وأهمية لهذا التصور، ولكن فيما يخص استفتاء 2017 يجعل منه أساس لرفض الاستفتاء ويعتبر تأييد حزبه للاستفتاء سياسة قومية؟! هل جرى تغيير جوهري إلى هذا الحد على ماهية وتاريخ الحزب الديمقراطي والبارزاني خلال السنوات الثلاثة؟! اترك جواب هذا السؤال للرفيق سامان.
3/ فيما يخص حرب كوباني، حين كان الوضع على أعتاب سقوط كوباني، وان تتكرر تلك الكارثة التي جرت في سنجار، وان تجري عملية قتل جماعية للناس المدنين وسبي النساء كغنيمة حرب، يقول الرفيق سامان:
" في المطاف الأخير، ثمة سؤال بسيط: إذا انتصرت كوباني، ماذا يجني الشيوعيين وماذا يحصلوا؟! وإذا احتلت كوباني، ستكتب الشجاعة والشجاعة للقوميين، سواء أكان حزب الاتحاد الديمقراطي أو اي حزب آخر لهم" سامان كريم/ مقال داعش وكوباني وتنامي القومية!
ان المعنى الضمني للتصور أعلاه هو سواء سقطت كوباني أم لم تسقط ليس له صلة بالشيوعية. وان يكن بصورة لفظية تحدث عن دعم جماهير كوباني، ولكن من زاوية شيوعيته، انه طالما لقوة قومية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي له دور وليس الشيوعيين، ليس للقتل الجماعي للجماهير العزلاء ولا سبي النساء كغنيمة حرب قيمة وليس لها صلة بالشيوعية، وليس هناك ضرورة لحرب مقاومة لكارثة مثل هذه. والآن يريد في رسالة استقالته ان يدون اسمه بفخر، إذ يقول:
فيما يخص حدث "الدفاع عن كوباني... اتخذنا سياسة مختلفة على صعيد الشيوعية العمالية، ليس على صعيد حزبنا، بيد ان انعكاس هذه الاختلافات كان واضحاً على قيادة حزبنا".
لا اعرف التأثير الايجابي لهذا الاختلاف على قيادة الحزب العراقي، لأنه لا يورد اي شيء ملموس بهذا الصدد، ولا يقدم هو نفسه اي إثبات أو وثيقة، ولكن ما اعرفه ان الرفيق سامان جعل من المسؤولية الاجتماعية للشيوعية قربان وضحية مواقفه الإيديولوجية، والتجأ إلى: طالما ان مقاومة كوباني ليس بقيادة الشيوعيين، فان السياسة الشيوعية تتلخص بـ" ماذا يجني الشيوعيين إذا انتصرت وماذا يضعوا في جيوبهم "؟! وإذا احتلت كوباني فان الشجاعة والجسارة ستكتب مرة أخرى للقوميين". ان تصور مثل هذا لا يترك مكاناً لدعمه لكوباني، ولا يعتقد ان تكرار كارثة سنجار له ربط بالشيوعية. من المناسب هنا ان اذكر بهذا الخصوص تصوراً يسعى من وراء دعم كوباني والدفاع عنها، إضفاء سمة يسارية على حزب الاتحاد الديمقراطي وتشبيه كانتونات تلك المنطقة بالكومونات وحرب كوباني بكومونة باريس. يتعارض هذا الموقف والتقييم كلياً مع موقف وسياسة أحزاب حركتنا. ان حرب الدفاع عن كوباني كانت مبعث دعم كبير من زاوية التصدي لبربرية داعش والدفاع عن الملامح والمعايير المدنية ومن زاوية عدم السماح لتكرار كارثة أخرى مثل سنجار هناك. لم يكن مهما اي طرف نظم لهذه الحرب وقادها.
4/ فيما يخص قضية كركوك. كتب الرفيق سامان في رسالة استقالته:
بعد هذا أتت قضية كركوك، وان كانت هذه القضية داخلية في الحزب، لهذا نشرت انتقادي على صعيد اللجنة المركزية. نبهت الحزب إلى التوجه القومي لهذا القرار الذي تقرره. وهو القرار الذي كان قد طرحه الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني..."
بدءاً، وفق اي رؤية، اصدر الرفيق سامان حكمه بـ"التوجه القومي" لهذا القرار؟
في بداية رسالته التي أرسلها للجنة المركزية للحزب العراقي، يقر ان مشكلته مع "أسس ومنطلق" القرار، وليس الخطوات اللاحقة في القرار. لنرى ماذا يقول حول "أسس ومنطلق" القرار:

"الأول: أسس الأول . السطر الأول من القرار هو: "ان السبيل الحل النهائي لقضية كركوك مرتبط بسبيل الحل النهائي لقضية الكرد." بمعنى ليس هناك حل آخر وسبيل أخرى غير حل قضية الكرد لحل قضية كركوك, وهذا منطلق قومي بالأساس. مثلا لماذا لن يرتبط بإسقاط الحكومة العراقية وارساء حكومة بامكانها ان تحل هذه القضية عبر إخراج كركوك و العراق كله من الدستور القومي و الاثني و الديني... للمثال فقط, وايضا للمثال, لماذا لن يرتبط بالحكومة العمالية...
الثاني: الاسس الثاني: القرار في مقطعه الثاني يقول " إن الخطوة التالية لعملية حل قضية الكرد في العراق, بعد اجراء استفتاء 2016وتصويت أغلبية جماهير كردستان بالانفصال, يتمثل بإرساء دولة مستقلة. بعد إرساء دولة كردستان المستقلة, من الضروري اجراء استفتاء خاص لإبداء مجمل قاطني كركوك برأيهم...."" خط التأكيد مني/سامان".
هنا أصبح استفتاء 2016 الذي قادته بارزاني مقدسا, أصبح مقطعا تاريخيا علينا نحن نستند عليه. لماذا مثلا ما نقول تم اجراء الاستفتاء في ظروف غير مواتية ونحن كحزب لا نقبل بنتائجه مثل ما نقول مرات كثيرة حول اجراء الانتخابات البرلمانية..".(خطوط التأكيد مني، خسرەو).
في كلامه أعلاه يعتقد الرفيق سامان، أولا، طالما ان القرار يرهن المصير النهائي لقضية كركوك بالحل النهائي لقضية الكرد، ولا يرى اي سبيل آخر، فانه يطلق بصورة تلقائية حكم قومية منطلق القرار؟ بيد ان حكماً من هذا القبيل ليس فيه صحة أو حقانية حتى ولو ذرة. وذلك لان اي إنسان بسيط يعرف جيداً ان قضية كركوك هي نتيجة بروز المعضلة القومية، وان لها مكانة مركزية في تاريخ الصراع مابين الحكومة العراقية والأحزاب القومية الكردية، بحد بحيث يستحيل فصل كلا المعضلتين عن بعض، وينبغي إيجاد سبيل حل لكلا القضيتين ارتباطاً ببعض. لم نخلق، نحن الشيوعيون، هذا الواقع، ولا نحب ان تكون الأمور كذلك. ما هو ذنبنا ان لا يرى الرفيق سامان هذا الواقع، ويطرح لنا سبيل حل لقضية كركوك لأصلة لها قط بقضية الكرد.
ثانياُ، يسأل لماذا ان حل قضية كركوك مرتبط فقط بقضية الكرد. وعلى سبيل المثال، لماذا ليس مرتبط بإسقاط النظام وإرساء دستور علماني وحكومة عمالية. يبدو ان الرفيق سامان لا يؤمن ان هناك قضية قومية في العراق باسم قضية الكرد، أو انه ينظر لها كأمر بسيط جدا، وإلا فان مهمة الشيوعيين تتمثل في جميع الأحوال بوجوب إيجاد سبيل حل سياسي لهذه القضية. حتى في حالة إسقاط النظام والإتيان بحكومة علمانية وغير قومية، ينبغي مرة أخرى حل قضية الكرد عبر سبيل سياسي، اي حلها عبر الاحتكام إلى رأي الجماهير، وإلا فان سقوط النظام وإرساء العلمانية لا تحل من ذاتها وتلقائيا القضية. أما فيما يخص رهن حل قضية كركوك بالحكومة العمالية، وبالإضافة إلى كونه افتراض غير صحيح ويعقبه إشكالات جدية من الناحية النظرية، ولكن مرة أخرى حين ينتزع العمال السلطة وإحلال حكومة عمالية، ينبغي مرة أخرى طرح سبيل حل لهذه القضية. وبهذا الخصوص، يعد حل لينين والحكومة العمالية في روسيا للمعضلة القومية في هذا البلد نموذج ومثال واضحين. ان ما يعتبره الرفيق سامان بربط قضية كركوك بقضية الكرد توجهاً قومياً، ويدعو إلى: لماذا لا تربط حل هذه القضية بالحكومة العمالية، في الوقت الذي هو مطلب غير صحيح وغير منطقي، فانه تصور ينظر إلى حل القضية القومية عبر الاشتراكية فقط ... (انظر إلى مقالة الاستفتاء والاستقلال، اي سياسة شيوعية! رد على الرفيق سامان).
ثالثاً، في النقطة الثانية، يرى الرفيق سامان "توجهاً قومياً" في قرار كركوك لان القرار ربط الحل بموضوعة استقلال كردستان والاستفتاء الذي صوتت فيه أغلبية جماهير كردستان لصالح انفصال كردستان. بيد انه يعتقد ان الاستفتاء وتصويت الجماهير للاستقلال، هو "استفتاء الحزب الديمقراطي الكردستاني والبارزاني"، وان هذا لا يتعدى تكرار حكم وتصور إيديولوجي، كتبنا العديد من المقالات سابقاً بالضد من هذا التصور، ولهذا لا نرى ضرورة تناولها مرة أخرى.
ولكن بغض النظر عن النقاط أعلاه، ان المعضلة الأساسية للرفيق سامان هو ذهنيته الإيديولوجية التي لا تسمح له بالنظر للوضعية التي تناولها القرار. ان الوضعية التي أعقبت أحداث 16 أكتوبر والهجوم العسكري للجيش العراقي والسيطرة على كركوك عبر السلاح وتشرد وهجرة أهالي كركوك، وضعية تصاعدت معها النعرات القومية ودعاوى الأحزاب القومية لا عادة سلطتهم للمدينة، وضعت مصير جماهير مدينة كركوك أسرى قلق وانعدام أمان ومخاوف. كان القرار مسعى لطرح سبيل حل سياسي لهذه الوضعية، سبيل يستند إلى مبدأ إحالة حياة وأمان المدينة وإدارتها إلى الجماهير نفسها، إقامة ممثليات مجالس المدينة واستلام القضية الامنية ومعيشة الجماهير ولجم النزعات العسكرتارية وعدم فسح المجال لتواجد القوى الامنية والمسلحة للأحزاب وتامين الحريات و.... خطوات أخرى.. وهذه تمثل الخطوط الأساسية للقرار. وبدلاً من ان ينظر الرفيق سامان للمسؤولية الإنسانية تجاه الوضع، ويطرح سبيل تدخل شيوعي أمام الحزب، كان منهمكاً بحسم معضلاته الذهنية على شاكلة "قضية الكرد وانفصال واستفتاء البارزاني"، لقد تناولت حركتنا هذه القضايا بكثرة. ليس مهما بالنسبة له الضائقات التي تمر بها المدينة بقدر إضافة نقطة إلى قائمة اختلافاته، ويتحفنا بان " لهم توجه قومي"! في الحقيقة اي تعامل مسؤول وشيوعي هذا؟! ليس لك بديلاً لقضية يرسف في ظلها مئات آلاف من الناس، وتأتي رغم هذا وتنتصب بوجه مساعي رفاقك بوصفك معارض منتقد، وتكتب هذا بعد عدة سنوات بفخر؟
5/ حول انتفاضة مدن العراق. يتحدث الرفيق سامان:
"ان تعامل قيادة الحزب مع الانتفاضة، من الناحية العملية، كثورة، ولكن في بيانات ومواضيع الحزب، نادراً جداً ما نسمع أو نقرأ أنها ثورة"
في الحقيقة ان هذا التعبير هو اقرب لعتب منه لـ"اختلاف عميق" بهذا الصدد. حتى انه أدرج هذا الموضوع في قائمة اختلافاته دون ان يدلي برأيه حوله، ولكنه، وبوضوح، يتحدث عن هذا في مقال تحت عنوان "مطالب الجماهير، تشيأت إلى حركة سياسية مضادة لهم". يقيّم هذه الاحتجاجات بوصفها "لعبة برجوازية"، وأعلن ان لأصلة لها قط بمطالب الجماهير العاطلة والمحرومة، إذ ها هو يقول:
"الحركة السياسية الحالية لا علاقة لها بمطالب الناس بأية صورة من الصور. تقودها شبح ، تنظمها شبح آخر، تمولها شبح عبر فيسبوك وتويتر ... هذه الأشباح التي تصنعها البرجوازية، أو أطرف من أطرافها تكسر أو تدمر الطاقة المعنوية للجماهير، خصوصا ان تلك الاحتجاجات أصبحت متكررة...ولا يتحقق شيئا.
هذه حركة سياسية لا علاقة لها بمطالب الناس و الجماهير، لا علاقة لها بتوفير فرص العمل و لا ضمان البطالة و لا ولا. الجماهير تموضعت فيها اي في هذا القالب الذي رسمتها البرجوازية. بهذا المعنى تشيأت الحركة باسم الاحتجاجات و هذه هي لعبة برجوازية ذكية خلال العقدين الماضين، حيث الساحة خالية من قوة ثورية عمالية تنشد لتغير الجذري.".
ان تصورات الرفيق سامان تتحمل حديثاً كثيرا، لا استطيع هنا للأسف تناولها. ولكن أرى من الضروري ذكر بعض النقاط باختصار: أولا، ان كلامه أعلاه هو منظور وتعامل إيديولوجي تجاه حركة جماهيرية محقة، حتى انه لا يقول بصراحة ان هذه حركة رجعية ولا تستحق دعم ومساندة الشيوعيين وتدخلهم. ثانياً، ان إطلاق حكم ان هذه الحركة صنيعة ولعبة برجوازية، اي بمعنى إنكار وعدم رؤية الأرضية الطبقية والاجتماعية للحركة التي انبثقت من رحم اللامساواة الاقتصادية من اجل الخبز والعمل والخدمات، بوجه منظومة وسلطة رجعية وإسلامية، فاسدة وطائفية. ثالثاً، ان معيار الرفيق سامان لتصوراته هي ان "الساحة خالية من قوة عمالية ثورية"، خلف هذا المعيار، تكمن منشفية صرفة في السياسة. اي حين يكون التحرك صنيعة البرجوازية، وليس هناك قوة ثورية عمالية، عندها على الشيوعيين ان يبقوا في انتظار ودون تدخل إلى ان تأتي الساعة التي على مرامهم!! ان الرفيق سامان لا يأخذ بنظر الاعتبار الآليات والقدرات الطبقية للتحرك وجماهيره، وطالما لا تتطابق مع الصورة التي في ذهنه ومقاساته للحركات الجماهيرية، وان اي أمر لا يماثل هذه اللوحة، ولا تأتي وفق مقاساته، يعدها لعبة وصنيعة البرجوازية.
4/ ان آخر المواضيع التي يردها الرفيق سامان حول اختلافاته العميقة هو موضوع فيروس كرونا. إذ يقول:
"بهذا الخصوص، لم يصدر الحزب بيان رسمي يدعو الجماهير المنتفضة إلى إنهاء تجمعاتهم درءاً لانتشار المرض. من زاويتي كان تعامل الحزب مع هذا الحدث تعاملاً شعبوياً تماماً"
في هذه النقطة أؤيد الرفيق سامان في رأيه بكون على المكتب السياسي للحزب العراقي في وقته ان يصدر بيان على هذه الشاكلة جراء مخاوف الإصابة بالفيروس. وهو الأمر الذي قامت به القيادة لاحقاً. ولكن هناك مسالتين تبعث على العجب في نقطة الرفيق سامان هذه: أولا، ان الرفيق سامان، وبعد ترك الحزب مباشرة وجه نداءاً مناقضاً لموقفه في مقال دعا فيه إلى "اخرجوا من بيوتكم!"، وذلك استناداً إلى ان التصور الداعي إلى "ابقوا في بيوتكم" هو برجوازي! وبعدها، باسم جماعته الجديدة، اصدر بيان "الطبقة العاملة وكورونا"، وتحت ضغط الانتقاد الذي تعرض له مقاله السابق، سحب شعار "اخرجوا من بيوتكم"، ولم يقل شيئاً حول مبرر خطوته هذه! (للاطلاع على حقيقة الأمر، بوسع القارئ ان يعود لكلا المقالتين). ثانياً، في الوقت الذي يعتبر الرفيق سامان هذه الحركة الاحتجاجية "لعبة برجوازية" ويرى ان من يقف خلفها "أشباح"، لماذا إذن يعتقد ان إصدار الحزب لبيان هو مهم لهذا الحد حتى يقول للجماهير اذهبوا لبيوتكم؟ إذا كانت لعبة برجوازية وان أشباح تقف من خلفها، لن يكون لبيان الحزب اي دور، ولماذا يجعل منها قضية لا أهمية لها ولا دور في ان تكون مبرر لاستقالته؟!
إذا نستنتج من كل النقاط المطروحة أعلاه التالي:
أولا، نحن والرفيق سامان على اختلاف دون شك في المواضيع التي ذكرها في استقالته، بيد ان التصور والسياسة التي عبر عنها في هذه الاختلافات لم تتخذ مكاناً في الحركة الشيوعية والنضال العمالي بوصفها تقدماً سياسياً وفكريا، بل ان ما خلقته هو إشاعة انعدام الوضوح والتيه وبالتالي إلى إلحاق الضرر بالانسجام السياسي والفكري والروحية المتدخلة والمسؤولة للشيوعيين. وفي الحقيقة، مهما سعى الرفيق سامان إلى تغطية استقالته بورقة "الاختلاف العميق" ليس بوسعه إخفاء مساعي انشقاقه في الحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان هذا خطئه ويقع على عاتقه للأبد.
ثانياً، ما أود قوله هو ان رغم كل هذه الاختلافات التي تحدثنا عنها، فان بقاءه في الحزب كان ممكنا، حتى ان ليس هناك أمرا أكثر طبيعية من وجود مثل هذه الاختلافات في الأحزاب الشيوعية الملتزمة بالتقليد العمالي والاجتماعي، وان اي شخص لا يقبل بهذا، يعجز دون شك عن عبور حلقة محفل إيديولوجي وفرقة مذهبية.

عبور الشيوعية العمالية
ان رسالة استقالة الرفيق سامان تحمل حقيقة لا يمكن تغاضيها ونسيانها، انه يقول "طرأت عام بعد عام على آرائي وفهمي الفكري والسياسي تغيرات". ان حقيقة الأمر هي هذه، وهي ان الرفيق سامان، واستناداً لعدم إيمانه بالحزب واليأس من الشيوعية العمالية والتجربة التي وصمها بـ"الفشل"، رمته في عملية تغيير فكري وسياسي، اي ما يطلق عليه في الأدبيات الشيوعية اسم "إعادة نظر". ان لجوئه لمصطلحات من مثل "شيوعية ماركس"، "حزب ماركس، "ماركسية معاصرة"، حزب شيوعية ماركس" والتهرب من استخدام الشيوعية العمالية ومنصور حكمت وحتى عدم ذكر "لينين واللينينية"، في كتاباته الأخيرة، يدلل على انه في آخر محطات "تغيراته السياسية والفكرية"، وهو ما أوصله إلى إعادة النظر وعبور الشيوعية العمالية. ان إعادة النظر وتغير احد وسحب اليد عن اي فكر وسياسة هو حق بديهي لأي فرد وليس فيه اي مؤاخذة.، لكن ان ما يلفت الانتباه ومبعث نقد هو ان الرفيق سامان لم يعبر عن هذا بصراحة ووضوح قط، ويريد الآن ان يفلت منه خلسة ويتنصل.
من الواضح ان الرفيق سامان سعى كثيرا لتبيان خلافاته وعمقها عبر استخدام عبارات "عميق وأعمق جداً"، حول بعض المواضيع من مثل حرب الموصل، الاستفتاء، وكوباني و... كي ينسل بصمت عابراً الشيوعية العمالية، ولكنه لم يفلح قط، لان "الاختلاف العميق" في هذه المواضيع لا توصله مراده، بل يبدأ حول صياغة نسخة شيوعية أطلق عليها "ماركسية معاصرة". نسخة ليس واضحاً من أين تبدأ، من لينين وتجربة ثورة أكتوبر أم من ماركس والقرن التاسع عشر؟! في كلا الحالتين، عبور الشيوعية العمالية ليس بعمل بسيط، وينبغي عليه عبور عالم من التغييرات والأحداث التاريخية الكبيرة، بعبارة ما، ان تكرار وإعادة تكرار ولمائة مرة عبارة "شيوعية ماركس"، "شيوعية معاصرة، وتسميات من هذا القبيل لا تبلغ بشخص بصورة تلقائية إلى نسخة محددة من الماركسية والشيوعية، بالأخص إذا لم يكن هدف شخص ما إرساء محفل، وينظر بضمير علمي لمكتسبات الحركة الشيوعية العالمية، التي تعد الشيوعية العمالية زاوية منها. بالنسبة للرفيق سامان ليس الأمر بهذه البساطة، اي ان يبلغ انفصاله من "اختلافاته العميقة" الداخلية لأحزاب الشيوعية العمالية وحتى حركتهما، لأنه ستطرح أمام إعادة النظر وصياغة شيوعية بالنسبة له أحداث وقضايا ما يقارب 150 عام بعد ماركس و100 عام بعد لينين. وللرد عليها، ستنبثق آلاف الأسئلة والتقييمات لعشرات التجارب الشيوعية واستنتاجات للتيارات الفكرية والسياسية للشيوعية. وفيما يتعلق بهذه الحقائق، من حق الرفيق سامان دون شك ان يتخلى عن الشيوعية العمالية، ولكن ماذا يضع مكان ذلك التاريخ الذي صاغه منصور حكمت والشيوعية العمالية؟ أيمكن القيام بهذا العمل بالشروع بـ 12 أطروحة كتب اغلبها بوجه الحزب الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني؟ ... ان هذا هو اختلافه العميق معنا...
لأذكر بان الشيوعية العمالية ومنهجها، بوصفها تيار فكري مختلف داخل الحركة الشيوعية، ومنذ عملية تشكلها والى الآن، هي نوعاً ما ذا قراءة ورؤية للماركسية والشيوعية. بيد ان هذا العمل استلزم عملية وصيرورة علنية وصريحة وشفافة لنضال سياسي وفكري ذا صلة بالنضال الطبقي والرد على مستلزمات الثورة العمالية في عصر محدد، وليس ذا صلة بقطيعة فردية وجمعية في حزب محدد، بشكل ينظر غير المؤمنين به بعوينات الإخفاق و"الفشل". وحيث ان الرفيق سامان يعيد النظر بناءاً على عدم قناعته وفشل تجربة الحزب، يعجز عن فصل الشيوعية العمالية بوصفها فكر ونظرية عن تجربة أحزاب حركتها. ولهذا، فانه يرى ان فشل الأحزاب هو فشل الأفكار والنظريات التي تقف وراء التجربة وأحزابها. ولهذا، فان الانشقاق من الحزب، يوصله إلى ترك الشيوعية العمالية وعبورها!! هذا في الوقت الذي إذا امتلك اي شيوعي اقل معلومة عن الحركة، يفهم ان تجربة اتحاد الشيوعيين والأممية الأولى قد اخفقا وانحلا دون ان يبلغا أهدافهما النهائية، بيد ان هذا لا يصل بأحد إلى استنتاج أن إخفاق وفشل هذه التجارب التنظيمية لا يعني فشل وانسداد آفاق فائض القيمة ونقد ماركس للرأسمال وغيره!
يتعامل الرفيق سامان بانعدام مسؤولية للأسف تجاه قضية كبيرة تمثل الأساس الفكري والسياسي لما لا يقل عن 30 عام من نضال جيل عريض من الشيوعيين. ان من حقه ان يبلغ نتيجة ان لا فائدة من الشيوعية وأنها فشلت، أو أنها خاطئة، ولكن ليس من المفترض ان يخرج بصمت وبساطة؟ الم تكن ثمة إمكانية ان ينظم، بصورة مخلصة مع رفاق له على امتداد 30 عام سوية على النهج والراية ذاتهما وتلك التضحيات، نقاش وجدل صريح وواضح كي يوعيهم بالفشل وخطأ أفكارهم ومن اجل هدف لاحق مشترك يدفع بإعادة نظره للأمام؟ لا اعرف كم ان الرفاق كامل احمد وعامر رسول شركاء في إعادة نظر الرفيق سامان هذه، وعبر اي عملية سياسية وفكرية، بلغوا عبور الشيوعية العمالية بصورة مشتركة. وأود ان اعرف هل ان توجيه النقد وعبور الشيوعية العمالية وبلوغ "الماركسية المعاصرة" هو في الحقيقة أمر ممكن بجماعة من هذا القبيل؟ لا ينتهي الوضع بهذا الحد، بل عليه ان يظهر "خلافاته العميقة" مع عالم من موضوعات الشيوعية العمالية، وان يقول كلامه من زاوية ماركسية معاصرة. إني على ثقة انه بدون هذا العمل، فان اي شكل من أشكال تعليق النفس بعبارات من مثل "شيوعية ماركس"، "حزب ماركس"، "ماركسية معاصرة" هو أمر عديم الفائدة، وان كل التفاف حول "نقد تاريخ من اجل إرساء تاريخ" لن يتعدى فقاعة لن يبقى منها شيء.
ثمة حقيقة ينبغي ان اقر بها هنا إلا وهي ان تجربتنا بوصفنا أحزاب الشيوعية العمالية في هذه المرحلة لم يحالفها النجاح ولا الموقفية، وان هذا حال اي حركات وأحزاب واقعية ذات صعود وهبوط وانتصار. بالنسبة لنا، لا نعتبر هذه المرحلة نهاية التاريخ. إذا لم يبلغ الرفيق سامان موقفه الراهن جراء انعدام قناعته ويأسه، فان حتى إذا راودته فكرة اللجوء إلى "ماركسية معاصرة"، كان بوسعه ان يبقى معنا ببحثه وانتقاده ومقترحاته، ونضع على عاتقنا سوية وزر رفع هذا الإخفاق وتصحيح اعوجاج حركتنا. ولكن، للأسف، بدلاً من هذه الصراحة والتعامل المسؤول، سعى بصورة غير مسؤولة، وبادراك مشوش وغير واضح وبدائي (خام) فرض انشقاق وفصل حسابه وأثقل كاهل رفاقه "الأعزاء ومبعث فخره"، وتملص من وزر هذا الإخفاق. يعتبر نفسه الآن بطلاً ورفاقه يرسفون بالفشل. ان هذا بلاغ محطته الأخيرة، ولكن أين هي الروح الرفاقية واين هو إحساس المسؤولية؟!

انفصال العامل عن الشيوعية
ان انفصال العامل والشيوعية هي احد المعضلات الرئيسية لهذه المرحلة للشيوعية والنضال الطبقة العاملة بوجه الرأسمال دون شك. في البدء، في منتصف الثمانينات، أشار تيارنا إلى هذه المعضلة، فيما ان الرفيق سامان كما لو انه اكتشف هذه المعضلة تواً وجعل منها سبباً رئيسياً لاستقالته وندمه على تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي. في الوقت الذي كان هذا الموضوع قبل تأسيس الحزب، على الأقل طرحه منصور حكمت بوضوح في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي الإيراني (عام 1985)، ووضح ان هذه القضية هي معضلة تاريخية وعالمية أيضا، ولا تقتصر على حزب إيران ولا حزب العراق أو كردستان. ان التأكيد على العامل والارتباط بالحركة العمالية، وحتى السعي لتأسيس خلية عمالية ودخول صفوف العمال هي أعمال مهمة وأساسية ودائمية ولا تتوقف للشيوعية وأي حزب شيوعي، بيد ان ملأ هذه الانفصال والهوة عمل ليس ببسيط، ولا يُرد عليه بتغليظ وتقديس كلمة عامل واللهج باسم العامل.
نحن مع الترحيب بأي نقاش للتركيز والتأكيد على حل هذه المشكلة، في الوقت ذاته لا يمكن الرد على هذه القضية وردم هذه الهوة مابين الشيوعية والعامل بالشكل الذي يتحدث عنه سامان، اي لا يمكن ذلك عبر تشكيل خليتين عماليتين ولا عبر جماعته الماركسية المعاصرة. يطرح سؤال نفسه هنا: هل ان الدفع بهذا الموضوع للاما،م كما لو ان الرفيق سامان قد تم اكتشاف ذلك تواً، وجعل منه مبرر نفض اليد عن الشيوعية العمالية والاستقالة من أحزابها، هو موقف ضروري وصحيح؟ أو لنقل إذا كانت مشكلة الرفيق سامان هي هذه، ما الذي استلزم ان يؤخر استقالته لحد الآن؟! الم يحدث أمام أنظار الرفيق سامان ولا يعرف لحد الآن ان هناك محفل وجماعة أخرى فرضوا انشقاقاً على الحزب الشيوعي العمالي الإيراني تحت هذا المبرر وانفصلوا، وبعدها تضاعف مدى انفصالهم عن الطبقة العاملة أضعاف؟! انفصل رضا مقدم و"جماعة المستقيلين" قبل 22 عاماً عن الحزب الشيوعي العمالي الإيراني تحت هذا المبرر، دون ان يحققوا نتيجة أفضل بهذا الخصوص. وبالتالي، إذا الرفيق سامان، مثلما يقول ماركس ببساطة "الاغواتية على الطبقة العاملة مرفوضة"، ويعتقد ان الشيوعيين لا يستطيعون بدون العمال ان يؤسسوا حزباً، عندها كيف أعطى الحق لنفسه ان يشكل جماعته الجديدة؟! ان ما أسسه، سواء شاء أم أبى، هو، في المطاف الأخير، نوع من "حزب ماركسي" لهو من البدء بعيد ومنفصل عن العمال ولا صلة له قط بالحركة العمالية. في الوقت الذي يلوم التحزب الشيوعي العمالي ويقول:

"التحزب الشيوعي من الجانب العملي، يعني بناء الحزب. وان نمط تأسيس الحزب في تيار الشيوعية العمالية، ليس له أدنى ربط بالحركة العمالية وطليعتها الواعية. لذلك ان عملية تأسيس الحزب في البداية خارج الطبقة العاملة وبعدها تطرح خطوطها السياسية" الارتباط بالطبقة العاملة!!!" و"تحويل الحزب إلى حزب عمالي "أو"إضافة الطابع العمالي على الحزب" لا تمثل نظرية التحزب الطبقي للعامل والثورة العمالية، وإنما تمثل تيار فكري، لا يمكنه ان يتحول إلى حزب شيوعي سياسي ابدأ. ربما يتحول إلى حزب سياسي في ركب أحزاب برجوازية رئيسية." (نقد التاريخ، لبناء تاريخ جديد خطوة نحو بناء حزب ماركسي) (خطوط التأكيد مني)
لندع جانباً كيف فسر الرفيق سامان واستخدم لمشروعه هذه الأسطر أعلاه تحت اسم "تحزب الشيوعية العمالية"، لكن تعالوا نقارن تصورات جماعته هذه بأي معيار كان: إذا كان "التحزب الشيوعي من الناحية العملية" "ذا صلة بالحركة العمالية وقسمها الطليعي"، عندها ما هي صلة جماعة الماركسية المعاصرة بالحركة العمالية وقسمها الطليعي؟ وفق اي معيار محلي، إقليمي أو عالمي حدد موقعها ومكانتها على صعيد الحركة العمالية وقسمها الطليعي؟! بعد ذلك، ماذا ستعمل جماعة المعاصر؟ أولا: أ ستنهمك بحسم نظرية الماركسية المعاصرة أم يمضون داخل صفوف العمال أولا؟ أم يقوموا بذلك سوية؟! بأي سبيل كان إلا يعني هذا عملنة! الم تشكلوا مقدماً قيادتكم دون اطلاع القسم الطليعي للحركة العمالية وبعدها تؤسسون حزبا؟! ان مختصر كلام الرفيق سامان وعمله هو انه يقول: عبر الاستقالة وتشكيل محفل وكتابة 12 أطروحة، حل مشكلة انفصال العامل عن الشيوعية!! للأسف، ان ها يساعد فقط تضبيب الأجواء الفكرية وتنامي الشكوك والتردد واليأس بين الشيوعيين. ينتهي هذا الأمر، بحده الأقصى، بانفصال أناس من كلا الحزبين الشيوعي العمالي العرقي والكردستاني، تنفصل بمبرر "اللا عمالية" بصورة تلقائية. ان برنامج مثل هذا لا يساعد، دون شك، ذرة في الدفع بإعمالنا صوب الثورة العمالية، ليس هذا وحسب، بل ألا يكون له، من ناحيته، تأثير في ضرب الانسجام الفكري وجعل العمل الشيوعي أكثر صعوبة؟
لا اعرف ماذا يقول الرفيق سامان الآن تجاه كلامه الذي وجهه للرفيق مؤيد:
" ما هي صلة الاستقالة من الحزب بـ"حزب ماركسي عمالي"!! لقد كان الرفيق مؤيد سكرتير اللجنة المركزية في السنوات الستة الأخيرة. بهذا الصدد، اي عمل قام به أو اقترحه لإرساء أهداف وسياسات كهذه؟! خلال الستة سنوات المنصرمة، كم عضو زاد الحزب، كم كادر تمت تربيته بوصفه كادر ماركسي؟! علما انه كان رئيس مكتب التنظيم المركزي لسنوات دون اي تدخل من المكتب السياسي في أعماله وكان مطلق الصلاحية؟!... أبوسع الرفيق مؤيد على امتداد عمله كسكرتير ان يقول لنا كم اقترب الحزب من الحركة العمالية والقادة العماليين؟! هل بوسع احد ان يكبل أيدي سكرتير لجنة مركزية؟!." (كان بالوسع ان تبقوا ولا تذهبوا! سامان كريم وفارس محمود) (خط التأكيد مني)
ان هذا الكلام الذي وجهه الرفيق سامان يوما للرفيق مؤيد احمد، الآن يمسك بخناقه هو نفسه. حيث كان لدورة سكرتير لجنة مركزية وأخرى نائب سكرتير، وفي جميع الأوقات عضو مكتب سياسي، وان آخر منصب له كان مسؤول مكتب تنظيم الحزب. كما انه في المراحل الأخيرة من عمله داخل الحزب، اقترح عليه ان يكون رئيس تحرير جريدة عمالية، ولكن رفض هذا المقترح. في هذه الحالة على عضو الحزب ان يمسك بخناق من وذلك لان ليس للحزب "خلية عمالية"؟!!

نقد التاريخ أم الندم على التاريخ!
غلّف الرفيق سامان قرار استقالته بموضوعة تاريخ شاركنا فيه جميعاً، بحسناته وسيئاته. مثلما استلزم من الرفيق مؤيد لتأسيس جماعته الجديدة وصياغة تاريخ جديد ان يعود لتاريخ التيار الشيوعي، لتأسيس تاريخ جديد، عاد الرفيق سامان أيضا إلى مسار فكري وتنظيمي يعود لما يقارب 29 عام خلت. وهي منظمة "سرنجي كريكار" (رؤية العامل). من هذه الناحية، ان فرق الرفيق مؤيد هو ان مؤيد احمد رجع بصراحة إلى تاريخ كان فيه التيار الشيوعي محوراً، بيد ان الرفيق سامان لم يكن صريحاً في هذا الأمر. ان الرفيق مؤيد لم يخفي تبرمه من حل "التيار الشيوعي" في عملية تأسيس الحزب، بيد ان الرفيق سامان لم يكن لديه اي انتقاد أو تبرم من انضمام "سرنجى كريكار" للحزب...
في وقتها كانت لدينا، أنا والرفيق سامان سوية في "سرنجى كريكار"، فكرة بان تأسيس الحزب الشيوعي العمالي هو عمل العمال أنفسهم، وأصدرنا برئاسة تحريره وبمشاركة الناشطين العماليين جريدة "سرنجى كريكار"، وعبر ذلك السبيل إعداد الطبقة العاملة لتأسيس حزبها. اي الأطروحة ذاتها التي يذكرها: "حزب ماركسي ثوري وجسور ومؤسس داخل قسم من طليعيي الحركة العمالية". ثمة سؤال يطرح نفسه هنا: من هو هذا "القسم من الطليعيين" وكم ينبغي ان يكون عددهم كي يتم إقرار تأسيس حزب ماركسي ثوري؟ في تجربة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ألم يحضر هذا "القسم الطليعي من الحركة العمالية"؟ إذا كان الأمر ليس كذلك، ماذا يعتبر الرفيق سامان نفسه، والى اي قسم من الطليعيين ينتمي؟ للأسف ان الرفيق سامان يتناسى حقيقة ان المادة الإنسانية المؤسسة للحزب، في قسم منها، هم أولئك "الناشطين العماليين والقسم الطليعي" قد جمعها في داخله والذين نظموا أنفسهم حول "سرنجى كريكار". لا أود هنا ان أخوض في الرد على انعدام الوضوح والتشويش الذي حل به حول "العمالية ونظرية الصلة"، "المجتمع أو العامل"، "الاكسيون أم الشارع"، "التحزب وتنظيم الطبقة العاملة" .... وكيف ان هذه المفاهيم قد استنتجت من الحالة الملموسة للحركة الشيوعية. ولكن أود ان أؤكد على ان الشيوعية العمالية ومنصور حكمت قد وضحت رأيها بجلاء في نضالها الفكري والسياسي المديد "الصلة مابين الحزب والطبقة"، "النظرية والممارسة"، "الاكسيون والخلايا"، "التحزب والتنظيم العمالي"، "الحزب والمجتمع"، "الحزب والسلطة السياسية" إلى موضوعات الشيوعية العمالية،... أعطت تصوراتها الشيوعية والعمالية حول هذه الموضوعات. داس الرفيق سامان للأسف على كل هذه المكتسبات وقفز عليها عبر إطلاق بعض الأسطر والعبارات العامة واللفظية عليها. كل هذا من اجل يعطي صورة عن الشيوعية بوصف العامل فيها صنف، مقدس، والتقديس العفوي للعامل بوصفه مصدر وأساس تأسيس حزب عمالي، ومنه، يفرض حكماً على الحزب الشيوعي العمالي بأنه يفتقد إلى أساس طبقي وتأسس وبقى في الفراغ مابين الطبقات!!
وبهدف "إقامة تاريخ جديد لتأسيس حزب ماركسي"، ان الرفيق سامان بحاجة إلى اجراء انفصال في تاريخه، كي يبين ان جماعته الجديد تبدأ من تاريخ جديد! ولكن، وبوصفي مشاركاً معه في هذا التاريخ، حين القي نظرة على هذا التاريخ المشترك وانظر إلى الصفحات الأساسية لعملنا التنظيمي، أرى عملية ندم أكثر مما هي نقد للتاريخ. إذا مضينا من جانب عملية ندم الرفيق سامان صوب ذاك الجانب من تاريخنا المشترك، من البداية من ناحية الندم على تأسيس الحزب لأنه " لم يتأسس الحزب الشيوعي العمالي العراقي من البداية ارتباطاً بالعامل"! زد على هذا، وإذ يؤمن الآن بتأسيس حزب ماركسي جديد استناداً إلى أساس "قسم من طليعيي الحركة العمالية"، ومن هنا، عاد إلى الرؤى الفكرية لـ"سرنجى كريكار"، بلغ نتيجة منطقية مفادها انه نادم على انضمام "سرنجى كريكار" للحزب. وان خطوة ابعد من هذا التاريخ توصلنا إلى صفحة "نواة العمال الاشتراكيين". فمع انتشار مقالة ايرج اذرين التي كتبها حول انتفاضة آذار 1991، حلت أزمة بـ"النواة"، وحلّيناها. وبهذا الخصوص، ألقى الرفيق سامان مسؤولية هذا الخطأ في مكان ما على النزعة السلبية لموضوعة ايرج اذرين، ولهذا فهو نادم على تأسيس النواة وعلى حلها على السواء. وإذا نترك هذا ونعود لأقدم من هذا، نصل إلى "جماعة طليعيي البروليتاريا" التي أسسناها أنا وسامان وبعض الرفاق وحليناها بعد ذلك، يقول الرفيق سامان في مكان ما سارداً هذا التاريخ هو انه مرة أخرى نادم على حل "الجماعة" ويقول أنها لا يسامح نفسه على هذا!... وبهذه الطريقة، نراه ناقداً وفاصلاً نفسه عن تاريخه هذا، نادماً على كل تاريخه التنظيمي لحد الآن، عندها هل يستطيع ان يقنعنا انه بعد عدة سنوات لا يكون نادماً على عمل اليوم؟!
ليس هنا، دون شك، مكان لتقييم واستنتاج اي من التجارب التي ذكرتها، بل وبوصفي شخص شارك بأغلب حياته السياسية مع الرفيق سامان، أود ان أقول إني، على عكس الرفيق سامان، لست نادماً على اي من تجاربي التنظيمية، لان نقد التاريخ بالنسبة لنا هو ليس القولبة وفق الألفاظ والمفاهيم والأحكام الفكرية العامة، ونندم على اي شيء لا يتماثل معها. لا نعتبر التاريخ جهة خطنا الفكري وان تقييمنا لمجمل ذلك التاريخ والمنظمات والمراحل التي مررنا بها، على ان فيها جوانب حسنة وسيئة، ولكننا لسنا نادمين على شيء، بل نفخر به. ان مجمل هذه هي عملية نضوجنا الفكري والسياسي والتنظيمي، وفي كل مرحلة سعينا، بفهمنا في وقتها وبالأدوات التي تمكنا من إرسائها، لان نهب دفاعاً عن الشيوعية والماركسية والطبقة العاملة. حتى إذا القينا نظرة على مسار التاريخ الذي قطعته حركتنا من مرحلة "سهند" (أول حلقة أسسها منصور حكمت)، وبعدها منظمة "اتحاد المناضلين الشيوعيين"، ولاحقاً "الحزب الشيوعي الإيراني"، ومن ثم "الحزب الشيوعي العمالي الإيراني"، لم يتم الحديث ابدأ عن الندم من اي من صفحاته، على النقيض من ذلك، تم النظر لهذه المنظمات بوصفها خطوات عملية من تبلور خط ماركسي وتكامله. إذ يحمل اي مقطع تختاره، في طياته، نقاط قوة ومشرقة، وفي الوقت ذاته، لم يكن خالياً من نقاط ضعف وأخطاء. ونقوم دوماً بتقييم لهذا التاريخ، ولكننا لسنا نادمين.
لو توفرت فرصة ان نعيد التاريخ للوراء، فان بوسعنا القيام بالكثير من الأعمال التي لم نقم بها دون شك، وان بوسعنا القيام بأعمال أكثر لم نقم بها. وكذلك كان من الممكن ان يمضي حزبنا وحركتنا صوب جهة أخرى بحيث يجعلنا في مكان آخر اليوم، بيد أننا الذين شرعنا بعقيدة إنسانية وشيوعية، كيف لنا ان نعرف أين يبلغ بعد 27 عام؟ للأسف ان هذا التصور الذي ينظر للتاريخ السابق من زاوية مقولاته ومفاهيمه الفكرية الانتقائية، ويعتقد ان هذا المصير الذي كان نصيب أحزابنا الآن هو نتيجة حتمية ولا فرار منها، عليه حسم حسابه بصورة علمية وماركسية مع الاسس والأطر الفكرية والسياسية ونظرية تحزب الشيوعية العمالية بإثباتات وبراهين. وإلا، فبالنسبة لشخص مثل الرفيق سامان كريم النادم على أكثر من 40 عام مضت من تاريخه، لا يستطيع إطلاقا تحت اسم نقد ان يرسي "تاريخ جديد" دون ندم. وبوصفي كرفيق قديم له، أتمنى للرفيق سامان العمر المديد والسلامة، ولكن كارثة 40 عام من نضاله ونضال رفاقه يحيلها إلى ندم يطلق عليه "نقد تاريخ لإرساء تاريخ".

خاتمة:
الرفيق العزيز سامان كريم...
"الاستقالة من الحزب لا ترفع احد ما للفردوس"، لا يبلغ بأي امرؤ تغيير مكانته الطبقية، ولا ينجيه هكذا بسهولة من "فشل" تجربته الحزبية. ان الاستقالة من الحزب ليست جواز سفر للانتقال بحزب يقف على "رمل الصحراء" إلى "حزب ماركسي" يبنى على أساس "كونكريت" العامل!، وحتى لا يخلق اي اختلاف في موقعية ومكانة الأشخاص، وليس بوسعه إضفاء هوية سياسية جديدة على احد...
اعذرني رفيقي العزيز ان أقول ان الاستقالة من الحزب، لا لك ولا للذين من قبلك، لم ولا يكون سبيل تأسيس "حزب ماركسي جديد". إني على ثقة انه لم تبقى لك فرصة تأسيس حزب، لأنه ليس معلوماً من هو هذا القسم من "طليعيي الطبقة العاملة" واين وبأي عدد وكيف تعده؟
رفيقي العزيز سامان اقر كلياً بالاحترام لقرار استقالتك، بيد ان ما قمت به ليست استقالة عادية، بل كان اختياراً سياسياً الحق ضرراً بالحزب والحركة الشيوعية العمالية. للأسف لم توفر اي سبيل، كأي شخص آخر، لإبلاغي قرارك الأخير. وعليه، بإرسال رسالة استقالتك، لم أسعى للاتصال بك والحديث معك بهذا الخصوص. من الواضح عليك ان تعرف ان من حقي ان لا أتقيد بالسكوت على المآل الضار لهذا القرار وهذا الاختيار السياسي، بالأخص حين اعرف ان هذا ينتهي بضررك وضرر حركتنا التي أنفقنا مجمل عمرنا فيها. وددت ان أقول عبر هذه المقالة، دفاعاً عن الحزب والشيوعية العمالية، ان ما قمت به والمبررات التي ذكرتها لا تعطيك اي حقانية ولا تنير درب اي شيوعي.... أود ان تعرف ان مقالتي هذه لا تعني أبدا إني لا أقر بقيمة ومكانة والسبيل السامي لرفيق مثلك شارك في التاريخ الذي أتينا به جميعا إلى هنا، ولكن من حقي ان أقول انك مسؤول عن ابتعادك وإبعاد رفاق أعزاء من مثلك من الحزب...
25/4/ 2020

عنوان موضوع منقول من مقال لمنصور حكمت "مع السلامة رفيق"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا