الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أموال العراق ... (دشداشة زنوبه)

حميد حران السعيدي

2020 / 5 / 18
كتابات ساخرة


بحسبة بسيطه وعلى ضوء ماتم إستلامه من قبل حكومات العراق المتعاقبه منذ 2003 كثمن لمبيعات النفط لايمكن أن يصل البلد لما وصل اليه اليوم من إفلاس حتى لو كان المتصدي لا يملك الحدود الدنيا من المعارف الأقتصاديه والماليه لأن الأرقام المُعلنه أكثر مما تم إنفاقه بأوجه الأنفاق المتعارف عليها في سائر بلدان الله الأخرى .. يستنتج كل من يتابع مستويات المنجز الخدمي ومايتم صرفه في الميزانيه التشغيليه وتسليح القوات المسلحه... الخ إن هذا الإفلاس نتاج (أمر دُبربليل) .
بمقارنة بين الموازنات التي تم إقرارها للسنوات السابقه في العراق مع موازنات دول الجوار وغيرها نلاحظ إن الكثير من تلك البلدان قد حققت منجز خدمي وصحي وتربوي وأمني يفوق أضعاف ماتحقق في بلادنا رغم أن موازناتنا تصل الى أضعاف مارصدته تلك الدول وأحدثت به قفزات نوعيه على مستوى المثحقق فعلا ... ونحن نتفوق على الجميع بعدد المشاريع التي رُصدت لها أضعاف مايرصده غيرنا ويَكتمل عندهم ... بينما تكون مشاريعنا مُنفَذه على الورق المُكتمل التواقيع والأختام والمحفوظه في الأدراج .
ولكي لانخوض بأمر لايعرف تفاصيله غير من إختص به دعونا نتفق على أن المواطن العراقي هو من يجب أن ينتفع من أموال بلده بعد أن تقوم الجهات التنفيذيه بتحويلها الى مشاريع متعدده تحت أبصار الجهات الرقابيه المسؤوله عن صيانة هذا المال ... لكن تجارب السنوات السبع عشره التي عشناها أثبتت إن نصيب المواطن لايتجاوز نصيب (زنوبه) زوجة (مزيد الأولى) , فالرجل لم يكن ممن يُنعتون بالبخل لأنه يُنفق الكثير مما يحصل عليه من إيراد المقاطعه التي ضمنها من أحد كبار الملاكين ومن مبيعات قطعان الأغنام والأبقار التي يملكها لكنه يشح على زوجته الأولى ويُغدق على ضرتها رغم أن (زنوبه) هي من قاسمته تعب الأيام الخوالي وأبنائها الأربعه يفلحون الأرض ويرعون القطعان , وذات يوم بلغ الغضب مبلغه حين سمعت أم ضرتها تتهكم على ثيابها الرثه فثارت ثائرتها ووقفت بوجه زوجها قائلة :
-(يمزيد صبرت عليك ثلث سنين هجرتني ودللت غيري بالشاركتك بتعبه وتالي ماتالي المسعدات يضحكن على دشداشتي) كانت أبعد ماتكون عن الضعف في وقفتها تلك ، ساندها أبناءها وعرف (مزيد) إن الأمر أصبح خطير وقرر أن يمتص غضب (الجماهير) ... دنا من المسكينه قبَلَ رأسها وأمسك بيدها وطلب من أبناءه الذهاب الى شأنهم وتوجها معا الى حجرتها وأقسم لها أنه خصص لها مبلغ لكسوة العيد القادم ، أخرجه من جيبه وناوله لها قائلا (فصلي وألبسي مثل ماتريدين وأنا ممنون) ... هدأت (زنوبه) ودغدغ مشاعرها بتذكيرها بأيام العشره الحلوه وطلب منها أن لاتشعر بالغيره من ضرتها لأنها أصغر منها بالعمر وأقل منها درايه ومازالت تحب لبس الأحمر والأصفر وطلب منها أن تقرضه المبلغ الذي أعطاه لها قبل قليل لكي يشتري لضرتها ملابس العيد وتعتبر المبلغ دين في رقبته سيسدده لها في قادم الأيام .
أعادت له المال وهي تقول :
(هاك إشترلها هدوم بس مو تقشمرني وماتوفيني الدين) ... وبعد سنوات مات مزيد قبل أن يسدد مابذمته لزنوبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة