الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترام المعتقدات البشرية لا يعني عدم التطرق إلى سلبياتها!

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2020 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهينيات 1440
أن يحترم العلماني معتقدات البشرية لا يعني على الإطلاق أن لا ينقد المختص ما في هذه المعتقدات من سلبيات، فمن يقبل مثلا قتل الآخر الذي يخالف دينك ، أو حتى مجرد تكفيره ، ومن يقبل أن يكون لدى الخالق نار يحرق فيها الآخرين باستمرار إلى حد استبدال جلودهم كلما احترقت ، السلبيات كثيرة جدا وفي معظم المعتقدات .. وحتى لا نبقى في العموميات سأذهب إلى فهمي الشخصي المختلف بالتأكيد عن فهم أي علماني آخر ، كونه ينطلق من فهم مختلف أيضا لمذهب وحدة الوجود ، وهو حسب رأيي أرقى مذهب اعتقادي توصل إليه العقل البشري حتى يومنا . علما أنني نوهت أكثر من مرة أن ما أقوله مجرد اجتهاد وليس حقائق مطلقة ، فالحقيقة المطلقة التي ليس بعدها حقيقة إن كانت موجودة ، لم يعرفها العقل البشري بعد .
حسب فهمي وكما نوهت كثيرا ، أن الوجود واحد وليس وجودين : خالق ومخلوق . هناك خالق يخلق نفسه بنفسه لنفسه وليس في الوجود إلى هو ، وهو طاقة عقلانية كونية تسري في الكون والكائنات من أصغر خلية في الكائن إلى أكبر مجرة . وإن شئتم من أصغر جسيم دون ذري ، أومن الإلكترون وما هو أصغر إلى الإنسان . وعقل الإنسان جزء من هذا العقل الطاقوي الكوني ، وكل ما فكر فيه الإنسان هو جزء من تفكير هذا العقل ، من هنا يأتي احترام المعتقدات والفلسفات والإختراعات لأنها في الأساس جاءت من العقل الكوني وبطاقته السارية ، غير أن العقل الكوني لا يأخذ بسلبيات ما جاء به عقله الجزئي في الانسان ، والنقد الموجه من قبل انسان مثلي لهذه المعتقدات هو نقد من الخالق نفسه بانتمائه إلى عقله الكوني وتم بطاقته . والكلام الذي تقرأونه الآن هو كلام من الخالق ويتم بطاقة الخالق . وقد سبق وأن ذكرنا أن الخالق كان في حاجة إلى حرية العقل لكي يغني عقله ، فلو أبقى الخالق على عقل محدود لدى الإنسان ، كما هي الحال عند النحل مثلا ، لا يستطيع أن يعمل إلا عملا واحدا ، لما كان هناك حضارة يسعى إليها الخالق وهي وكما نوهنا كثيرا : تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال ، وبناء الحضارة الإنسانية . لأن الخالق كذلك ولن يكون إلا كذلك . ليس هناك خالق يعذب وينتقم ويكره .. الخالق خير مطلق ومحبة مطلقة وعدل وجمال مطلقين . وعدم التحكم المطلق بعملية الخلق لأن تكون كذلك ، ناتج عن عدم تمكن الخالق بعملية الخلق حتى يومنا ، فالخالق متطور باستمرار وعملية الخلق ما تزال تحبو في بداياتها وقد يحتاج الخالق إلى مليار سنة أخرى لتحقيق أهم ما يريد وليس كل ما يريد . ويكفي أن تعرفوا أن عمر الانسان لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين من قرابة أربعة عشر مليار عام على بدء ظهور عملية الخلق من المطلق شبه العدمي أي من العقل الكوني ، إلى الوجود. لذلك إن كل معتقد ،وكل دين ، وكل فكر مهما كان ، مطالب بتطوير معتقده ودينه وفكره ، ولن يكون هذا التطوير إلا تطويرا لفكر الخالق نفسه ليتمشى مع مبتغاه ، ولن يكون التطوير النهائي لأي معتقد وفكر ..
إلهي إنني قد بلغت فاشهد . فإن كنت على خير فكن معي لتحقيق قيم المحبة والعدل والجمال . وإن كنت على شر( وهذا ما لا أعتقده إطلاقا ) فالهمني لأتوقف .
محبتي لكل قرائي ومتابعي وكل من يطمح إلى تحقيق قيم العدل والخير والمحبة والجمال وإقامة وحدة كونية لكافة أمم وشعوب الأرض .
20/5/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك