الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الرواي اداة وظيفية دالة..؟

ضحى عبدالرؤوف المل

2020 / 5 / 19
الادب والفن


قراءة في كتاب الرواي... الموقع والشكل للدكنورة يمنى العيد
تبحث الدكتورة "يمنى العيد" في كتابها "الرواي الموقع والشكل " عن الرواي الفني من خلال السرد الفني العربي المعاصر، بغض النظر عن هوية النص الذي اعتمدته وفق انماط الصياغة المتماسكة ، المتعلقة بالزمان والمكان. اذ يثير الرواي المخفي خلف شخوصه تحليلات الدكتورة يمنى العيد مشيرة الى اهمية رواية نجيب محفوظ " ميرامار" التي قدمت للسرد الفني العربي نمطا من البنية متميزا في الشغل، مركزة بذلك على بلورة مسألة الموقع للرواي، وذلك بإظهار العلاقة العضوية بين موقع الرواي ونمط البنية، وبانفتاح موقع الرواي على اصوات الشخصيات، رافضة ان تكون مجرد متلق تنطبع على سطح ذاكرتها حمولات النص الذي يستقطب اهتمامات القارىء .
تمس الدكتورة يمنى العيد مستويات المتخيل او المعادلة الجمالية من خلال العلاقة التي يقيمها القارىء، وبمتغيرات دلالية وفق علاقة النص بموقع القراءة، والمتعلقة بالنص والسرد والاطراف المتنوعة بمواقعها المختلفة، من حيث التأويل، والثابت والمتحول ، او تحويله الى قيمة وبتحرر ذي تقلبات نفسية تنتاب الكاتب والقارىء، ضمن استراتيجية تفضي الى مستويات ثقافية تساهم في التماهي مع النص، وباستنطاق له ادواته وانماطه وعناصر بنيته المتحكمة في الكشف على رؤية النص ودواخله، وتبعا لمناهج القراءة وبروح نقدية. مما يجعله خاضعا للتداول المعرفي ضمن منهجية القراءة او " نقدها وابداعها في زمنها الاجتماعي" مؤكدة على النصوص المحيطة بنا، وكأنها الازياء الباهرة التي تحاصرنا، فهل نحن مجرد متلق؟ ام ان امتلاك سبل المعرفة يؤمن للنقاد الراحة في قراءة تتحول الى نقد وبالعكس؟
من المألوف ان تكون القراءة هي نقد متعلق بالقارىء، وبالوقت نفسه نشاط تعبيري حواري بين المتلقي والمؤلف، وبنمو وتحول لفعل اعادة الانتاج كما تقول الدكتورة يمنى العيد في كتابها هذا ، اذ تطرح فكرة ثنائية التعبير "كل متكلم مستمع وكل مستمع متكلم " فالكلام مخاطبة وتوجه وتعبير لغوي بطابع الصراع " الذي يحكم علاقات الناس المادية ، وممارستهم الاجتماعية" فهل تحاول الدكتورة يمنى العيد تحرير الواقع الروائي من حيث الموقع والشكل؟ ام ان الجدليات الايديولوجية تنفي ان كل تعبير هو من موقع ، وكل موقع هو موقع ايديلوجي.؟
يحتاج القارىء لكتاب الدكتورة يمنى العيد اعادة قراءته اكثر من مرة، لانها تجيد لغة التخاطب والتحاور مع القارىء، وبوعي نقدي تختلف فيه المواقع باشكالها المتعلقة بصراعات ذات اوجه دينامية حركية، وباسلوب اكاديمي تشريحي، وباختلاف نسبي بين موقع وموقع او بين سيد منبر ومتلق او " سامع ليس له ان يقول لو ينطق ويعبر، بل له ان يصغي ويتعلم ." وهذا ما فعلته الدكتورة يمنى العيد مع قارئها الذي منحها بجدارة لقب صاحبة الخطاب ال"حق" فهل تمارس سلطتها النقدية على القارىء؟ ام ان نقدها الاكاديمي يحتاج لنوع من السلاسة التي يستجيب لها القارىء العادى، فيحاول فهم ما يقرأ باسلوبها النقدي ؟
السؤال العبثي او السؤال المستحيل يضع القارىء مباشرة امام عصف ذهني يثير في نفسه عدة تساؤلات، مصدرها الاستنتاجات التي تقدمها دكتور "يمنى العيد" تدريجيا، لتبسيط الفهم ومساعدة القارىء على فهم التشريح الذي تعتمد في معادلتها النقدية ، وما بين النزعة الغيبية والنزعة المادية الميكانيكية جدلية تحليلية تحت عنوان الكتابة والتحولات الاجتماعية تاركة للواقع شكله الادبي ومنزلقاته ، فتقطع الحركة هذه بين طرفها حينا،وتطابق بينهما حينا آخر، لتبقى في كلا الحالين محتفظة بطبيعته الانتاجية، فهل تحاول يمنى وضع الرواية تحت مجهر النقد الصارم ، او انها تضعنا مع الرواي في الموقع والشكل؟
تعتبر الدكتورة يمنى العيد الكتابة نشاطا ذهنيا ، اداته اللغة ومن حيث هي ممارسة التعبير بصياغة بنية الشكل، فهل كينونة التعبير تختلف عن كينونة السرد ام ان عملية انتاج النص تخضع لطبيعة اجتماعية يتمسك بها الكاتب الروائي المتميز في بنائه المادي المتحول؟ وذلك بابراز مهمة الناقد الشاقة في اظهار قيمة النص معتبرة ان الكتابة تصارع الكتابة، وتمارس في ذاتيتها النقد بطابع صراعي ايضا مع التعبير الحي وهو " الشفوي المسموع والصامت المكبوت " فالنشاط النقدي تحدده الكتابة نفسها " ان الرؤية من موقع هي شكل من اشكال الوعي" الا ان للقوانين والقواعد رهبة عند القارىء. اذ تبدو لعبة تفكيك النص حركية في زمنيتها التي تتبلور في مسرحية "اوديب ملكا "اعتمدت على منظور المنهج الشكلي، ومنطق الترابط والتماسك في توالي الاحداث بدءا من الاخيرة والتحكم بالبنية، فهل سطوة القدر موجودة عند الاديب ؟
استطاعت الدكتورة "يمنى العيد "التحليق بنا في منهجيات النقد الذاتية، والموضوعية المنضبطة اكاديميا في نظرتها الى خلفيات الرواية او الحكاية او المسرحية ضمن الهوية الايديلوجية الاجتماعية، وبانحياز خفي ترك اثره في صيغة القول وكما تقول عنها " الاسلوبية الدلالية" فالاسلوب النقدي في كتابها هذا "الراوي الموقع والشكل "شديد بانماطه التحليلية واختباراته للكتاب من نجيب محفزظ لعبدالرحمن منيف والطيب الصالح، لتختم رحلتها النصوصية او النقدية بالفني ديمقراطي، لندرك معها وباقناع لا يحتاج الى تفسيرات بعد كل التشريح الذي قدمه الكتاب لفهم منهجية النقد عند الدكتور "يمنى العيد" والتي تتخذ من زوايا النظر نقطة انطلاق لها مختزلة مساحة الكلام بعد كل ذلك بالعودة به الى حدود الموقع، وما يتبع ذلك اتركه للقارىء. لان الكتاب يحتاج لقراءات فقراءة واحدة له لا تكفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا