الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الادارة الذاتية للجنوب

سلطان محمد سعيد

2020 / 5 / 20
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير




الادارة الذاتية للجنوب اداة من ادوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق ادنى استحقاقاته من ناحية، وهي اولى محطات الاختبار الحوكمي للافراد او الشخصيات التي تتصدر المشهد الاداري الجنوبي اليوم من قياداته، من ناحية اخرى.

هذا المجلس الذي نشأ سياسيا وميدانيا في خضم الصراع بين مشروعين: مشروع (#الوحدة_او_الموت) الذي نسخ بمشروع الاقاليم، و مشروع ( #فك_الارتباط)،

الحروب المتتالية على الجنوبيين منذ مطلع التسعينات حتى اليوم، كانت ومازالت تعبيرا أخلاقيا وماديا عن المشروع الاول باستخدام الاعلام والحرب النفسية والدين والقوى العسكرية والقبلية والحزبية والارهابية ووسائل جهاز الدولة الضخم بهدف تأمين استمرار نهب ثروات الجنوب لصالح حفنة صغيرة ، نهبت ودمرت الشمال قبل الجنوب.

وبالرغم من والويلات والآلام التي تجرعها الجنوبيون والشماليون، جراء مشروع (الوحدة او الموت) ، الا ان مشروع (فك الارتباط) وضع علامات مرئية حقيقية على طريقه جنوبا. ونتوقع ان يغدو استحقاقا شماليا بقوة الواقعية السياسية.

ان الادارة الذاتية للجنوب ليست انفصالا للفرع عن الاصل ، ولا فك ارتباط بين دولتين توحدتا لمدة ٤ سنوات فقط (١٩٩٠-١٩٩٤)، واستمرت العلاقة بينها بصيغة احتلالية.
الادارة الذاتية ليست دولة (فقد سبقتها ادارة ذاتية في مأرب عمرها ٥ سنوات)، فهي لم تعلن دولة حضرموت الفدرالية وعاصمتها عدن، ولم تسمي نفسها دولة الجنوب العربي الفدرالية، لم تسن دستورا ولا قوانين ولم تشكل حكومة ولا عينت سفراء، حتى انها أبقت على الكادر الاداري السابق في عمله. بالرغم من مطالبات ضاغطة بالتغيير السريع للقيادات الادارية السابقة.

الادارة الذاتية للجنوب هي شخص اعتباري جديد، تتعامل معه على ارض الواقع الاوعية الاقتصادية المحلية ودول الجوار والقوى المؤثرة في المجتمع الدولي، التي رعت وباركت اتفاق الرياض، الذي اسس لظهورها، كسلطة ترعى حياة المواطنين الموجودين في محافظات الجنوب، في لحظة تفككت وانهارت فيها الدولة اليمنية، ولم يجد الناس من يسير امورهم المعيشية والخدمية. حتى الفرد الشرعي الوحيد بنظر المجتمع الدولي تم تغييبه عن المشهد تماما.

جاءت الادارة الذاتية في وقت انهيارات كبيرة في الكهرباء والمياه والصحة والطرق والتعليم والامن وانعدام المرتبات وكوارث الامطار والسيول وامراض الحميات وجائحة كورونا.

تحضى الادارة بدعم من الحاضنة الشعبية لمشروع (#فك_الارتباط) وتتكئ عليها كرصيد مهم، ومسلحة بمسوغها الاقليمي والدولي (اتفاق الرياض) بين شرعية الرئيس هادي و #المجلس_الانتتقالي_الجنوبي، القاضي بتشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب وتوجيه القوات العسكرية الشرعية باتجاه محافظات الشمال،

وبموجب اتفاق الرياض اصبح المجلس الانتقالي الجنوبي وادارته الذاتية، شرعية الجنوب، ولكنه يجابه بحرب شرسة بمختلف الوسائل، من الحاملين الجدد القدامى لمشروع (#الوحدة_او_الموت) الرافضين قطعا تنفيذ #اتفاق_الرياض والمسنودين بمقدرات مالية سخية ودعم لوجيستي من قوى اقليمية تخريبية بهدف خلخلة الموقف العربي وتحسين شروطها واحراز مكاسب حقيقية على حساب مستقبل المنطقة العربية.

ان قيادات الادارة الذاتية في عدن والمحافظات، لكي تعبر بالجنوب نحو الاستحقاقات التالية والاهم، فأمامها التزامات اخلاقية حقيقية لتسهر عليها، وواجبات مجتمعية عاجلة وكبيرة لتنجزها، اما ان تضيف لنفسها وللمجلس الانتقالي الجنوبي نقاط قوة محليا وعلامات رضى واطمئنان ودعم دوليين، كما تبلي القوات المسلحة الجنوبية في الميدان، ووضع الجنوب لبصمته في #العلاقات_الدولية المليئة بالتحالفات والتصادمات المتنوعة. او ان تحصد الخذلان وحتمية استبدالها -لتستمر الادارة- بشخوص جديدة باتجاه التأسيس للاستحقاقات اللاحقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!