الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)

جعفر المظفر

2020 / 5 / 20
الادب والفن


1- دعونا نتفلسف
الثابت علميا أن الإنسان يستعمل عشرة بالمئة فقط من دماغه أما الباقي فيظل خارج الخدمة. لو حدث وأن بدأت عملية تلك الأجزاء المعطلة من دماغ الإنسان في النشاط فستتسع دائرة معلومات الإنسان كثيرا لتغطي مجمل صنوف المعرفة حول الكون بما يتناسب وحجم التشغيل, فإن شمل التشغيل الدماغ بأكمله فستكون للإنسان القدرة على إستحضار الكون في دماغه لكي يغيب في نهاية الأمر هو ذاته في الكون. كيف : تتضاعف قدرات الإنسان الخارقة, وهذا الأمر ليس مناطا بقوة الإنسان العضلية والكهربائية والمغناطيسية وما شاكل, وإنما بقدرته أيضا على الهيمنة على آلية سرعة الزمن لصالحه ليصبح في مكان ما في لحظة ويصير في مكان آخر يبعد آلاف الأميال في اللحظة الثانية. بمعنى أنه يصبح جزءا من حركة الزمن الكوني ولا يبقى جزءا من حركة الكون الأرضي. (منظر السيارة التي تختفي حينما تتضاعف سرعتها إلى ما لانهاية : علينا أن نستدعي أينشتاين لكي يعقد لنا ندوة علمية بعنوان .. أنت تسأل وآينشتاين يجيب).
كما أن علينا التعرف على نظريات كانت قد تمحورت حول ما إذا كانت الذاكرة نفسها متوارثة من إنسان إلى آخر بما يجعل الدماغ أصلا عبارة عن صندوق معلومات منقول من جيل إلى جيل مع عودة إلى زمان بدأ الخليقة, أم أن علينا أن ننحاز إلى نظرية (كانت) حول (العقل المحض) التي تؤكد على على قيمة التفاعل ما بين العقل والدماغ مع إنحياز لدور الحواس في تغذية الأخير بالمعلومات التي يشتغل عليها بعد ذلك العقل ليستلهم منها المعرفة : لا وجود للمعرفة دون وجود الحواس الخمسة, والدماغ هنا حينما يولد الإنسان مجرد أو محض صفحة بيضاء. وهنا لا بد من التمييز بين الدماغ, العضو المخزون في جمجمة الرأس والذي يحتوي بعض الحواس الرئيسة كالنظر والسمع وبين العقل الذي هو عضو إعتباري وليس عضوي مهمته تحليل المعلومة أو تركيب المعلومات وإنتاج المعرفة.
2- (لوسي)
سكارليت جوهانسون إحدى جميلات هوليوود الأكثر شهرة (ممثلة ومطربة وعارضة أزياء) وأعلى الممثلات أجرًا في العالم لعام 2019 بمبلغ 56 مليون دولار, والمرأة الأكثر إثارة في العالم وفق إستفتاء أجرته إحدى المجلات الهوليوودية عام 2006, والتي تلعب الدور الرئيسي في أفلام (مارفيل كوميكس) الشهيرة, هذه الجميلة لم يشدني من أفلامها فلم كما شدني الفلم الذي مثلته عام 2014 بعنوان (لوسي) الذي شاركها بطولته الممثل الكبير مورغان فريمان إضافة إلى الممثل المصري (عمرو واكد).
للوهلة الأولى يبدو الفلم وكأنه واحد من أفلام الحركة التي إختصت بها هذه الممثلة الحسناء, غير أن متابعة أحداثه بعد ذلك ستنبؤك أنك أمام واحد من تلك الأفلام التي تخفي خلف جمال الوجوه وعروض القوة فكرة كبيرة عليك تتبعها بدقة محاذرا أن تأخذك تلك العروض عن أصل الفكرة ومضمونها الغني بالعديد من الأسئلة المهمة, وهي أسئلة طالما شغلت الفلاسفة والعلماء وفي مقدمتها ذلك الذي يتأسس على الحقيقة العلمية التالية : ما دام هناك إتفاق على أن الإنسان لا يستخدم سوى عشرة بالمائة من دماغه فما الذي سوف يحصل فيما لو تمكن هذا الإنسان لسبب ما على إستخدام المتبقي من منه.
مؤلف الحبكة يحاول أن يؤكد لنا على الصلة ما بين تشغيل بقية التسعين بالمئة من الدماغ والسرعة والقوى الخارقة المجمدة والمعطلة لدى الإنسان لينتهي بالنتيجة إلى أن ذلك كان لازما لبقاء الجنس البشري, فلو أن الدماغ إستعمل كل خلاياه ومخزونه وطاقاته فلسوف نرى أن سرعة إنتقاله وتحركه وإنجازه ومقْدٍراته الخارقة سوف تتضاعف تديجيا بما يتناسب ونسب تفعيل الخلايا النائمة التي تحقق تديجيا خروج الكائن البشري من نفسه ليتحد تدريجيا بالكون اللانهائي بما يجعله يختفي فيه (أتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر). وهكذا فإن بقاء مستويات الذكاء الطبيعية محصورة بهذه النسبة من الدماغ, اي العشرة بالمئة, هو أمر مطلوب لغاية بقاء الجنس البشري, فلو تضاعفت سرعة الإنسان لصار من الصعب رؤيته والإحساس به بمعناه ككيان عضوي محسوس ومرئي., كما أن الكون يصبح مكشوفا بالكامل ولا حاجة للتدقيق فيه والتعرف عليه وإكتشافه.
الأمر يحدث حينما تختطف عصابة تايوانية الجميلة سكارليت وتزرع في أحشائها كيسا يحتوي على مخدر فعال من شأن (شمة) واحدة منه تشغيل البعض من خلايا الدماغ النائمة, ومن الطبيعي أن تتناسب كمية التشغيل مع (كمية الشمة أو الشمات). هدف العصابة أن تنقل هذا المخدر الفعال جدا إلى عدد من البلدان الأوربية من خلال عملية الزرع التي خضعت لها هذه الجميلة مع أشخاص آخرين جرى توزيعهم على تلك الدول.
سكارليت وهي في السجن يعتدي عليها أحد الحراس بالضرب والرفس الشديد بعد محاولة إغتصاب فاشلة. إحدى هذه الركلات تؤدي إلى تمزيق كيس المخدر المخزون في جسم (لوسي) الذي يبدأ التسرب إلى دمها ومنه إلى الدماغ لتبدأ تدريجيا تشغيل كل خلاياه النائمة ثم أيضا عملية التحول التي تجعل من (لوسي) إنسانة خارقة في كل شيء سواء على صعيد تشغيل قدراتها العقلية أو العضوية لتصبح مخلوقا أينشتينائيا – مشتقة من أينشتاين), ولينطوي الكون ينطوي في عقلها, ثم تبدأ رحلتها عبر الزمن والكون لكي تختفي تدريجيا عن أعيننا ولا تعود لسرعتها موجودة أو مُدْرَكة مثلما الجسم الذي يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء.
3- أن تحب إمرأة خارقة
لا تستغربوا إذا ما قلت لكم إنني وقعت فعلا في حب لوسي بما جعلني أرى الفلم مرتين. في المرة الأولى إنشغلت بمتابعة الجميلة سكارلت والحبكة الفنية وروعة الإخراج, وفي المرة الثانية إنشغلت بالكم من الأسئلة التي يثيرها الفلم وبالكم من الأجوبة التي يمكن لي الحصول عليها من خلال عملية الإستدعاء والإستلهام المبينة على التأمل.
إنه الحب في زمن الكورونا...
أن تقع في غرام إمرأة حالما تقترب منها تختفي, نظرا لسرعتها الخارقة, لتظل أنت جزءاً من الطبيعة وتختفي هي ما وراء الطبيعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لوسي و الـــ 10% !
عامر سليم ( 2020 / 5 / 21 - 05:26 )
الأستاذ جعفر المظفر المحترم
تقول ...( ما دام هناك إتفاق على أن الإنسان لا يستخدم سوى عشرة بالمائة من دماغه فما الذي سوف يحصل فيما لو تمكن هذا الإنسان لسبب ما على إستخدام المتبقي من منه.)
للأسف هذه ليست حقيقه علميه , هي مجرد خرافه ( Myth ) وليس هناك اتفاق على ذلك, راجع :
https://en.wikipedia.org/wiki/Ten_percent_of_the_brain_myth
أحيلك الى مقال الأستاذ نضال الربضي : قراءة في الوجود – 6 - الوعي الجديد كمفتاح لفهم ماهيته.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501406
في هذا المقال الذي يبحث في احد جوانبه عن موضوع الدماغ , كتبت تعليقاً (التعليق 6) اعتماداً على فكرة هذا الفلم ( والذي شاهدته حين تم اصداره اواخر عام 2014 ) كتبت ...ماذا لو استخدم او استطاع الانسان من استخدام كامل طاقة وقابلية دماغه وجواب الفلم انه سيتحول الى الله , لأنه موجود في كل مكان وقادر على كل شئ!.
وكان جواب الربضي... (فلم لوسي جميل لكنه يبقى فلما ً!).
وهو محق في ذلك فعلاً , هو مجرد فلم مبني على خرافه وليس حقيقه علميه!
قرأت مره ( للأسف لا أتذكر المصدر والقائل وفي كل الأحوال القول ..
بقية التعليق على الفيسبوك


2 - خرافة
عبد الحسين سلمان ( 2020 / 5 / 21 - 13:30 )
تحياتي للدكتور المظفر .

الثابت علميا أن الإنسان يستعمل عشرة بالمئة فقط من دماغه .

حول هذه العبارة يقول موقع scientific american, انها أسطورة -10 percent myth لدرجة انها تثير السخرية كما يقول طبيبب الااعصاب Barry Gordon في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز..,مع وافر احترامي...https://www.scientificamerican.com/article/do-people-only-use-10-percent-of-their-brains/


3 - الأستاذين الكريمين عبدالحسين سلمان وعامر سليم
جعفر المظفر ( 2020 / 5 / 24 - 02:43 )
الأستاذين الكريمين عبدالحسين سلمان وعامر سليم
تحياتي وإحترامي

النظريات بهذا الشأن لا شك متفاوتة وتقبل الجدل والاختلاف وما قصدته هنا بالعشرة بالمائة من الدماغ بالتأكيد ليس المساحة الجغرافية المشغلة من الدماغ إجمالا وإنما حجم المشغل من الجزء الدماغي ذاته ولهذا فنحن مثلا نمتلك قدرات سمعية محدودة قادرة على الزيادة لو زاد تفعيل النسبة المشرفة على السمع وسيكون الإنسان قادر على سماع وقع مشي النمل على سبيل المثال , وكذلك يفسر وجود القدرات الخارقة أو الإستثنائية لدى البعض بأنه تشغيل الجزء الخاص بتلك القدرة بما يفوق تمظهرها الطبيعي.

اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في