الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقا اللي اختشوا ماتوا

لطيف شاكر

2020 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قرات هجوما من احدي الكاتبات في صحيفة مصرية ان الاسلام هو الامين علي مصالح المراة وهو الذي منحها الاعتبار والاحترام

ويصرخون بأعلى أصواتهم أن أما غير الإسلام فهو منبع الذل والهوان للمرأة، الذي عمل على انحطاطها وسلبها شرفها

لقد حاولت أن انقل بعضا من صور الحقيقة والقاتمة للمرأة في الإسلام، التي جعل منها الإسلام عنصرا ثانويا وقزما محتقرا، يؤدي بعض المهمات وفي طليعتها التنفيس الجنسي عن المسلم الورع، والانقياد له في كل صغيرة وكبيرة، والانصياع لأوامره دونما نقاش أو اعتراض أو احتجاج، فهذا غير مسموح به على الإطلاق لأنه مخالف لكتاب الله ولسنة نبيه

ان مفاهيم الإسلام ياسادة تفرض على المرأة أن تكون خادمة مطيعة لسيدها الذي هو زوجها ، مع قبولها بكافة الشروط والأحكام التي لم تتساوى فيها مع الرجل إطلاقا ، مما ألغى شخصيتها ونزع منها صفة نصف المجتمع .

هذا هو دينهم الذي به يتباهون ، وهم إنما يفعلون ذلك في غياب الحقيقة التي حجبوها عن العامة من المسلمين ، والتي لا بد من وضعها أمامهم ، عندها ما عليهم إلا أن يضعوا رؤوسهم في الرمال كما النعامة حياءا وخزيا مما أوصلوا المرأة المسلمة إليه من ظلم وقهر وتعسف

وبعد هذا قام القائمون وغرد المغردون وهلل المهللون بأن مكانة المرأة في الإسلام ما بعدها مكانة ، وأن الإسلام هو المدافع الأول والمشرع العادل لحقوق وواجبات المرأة، وأن هذا الدين الحنيف والنظيف والكامل والشامل الذي حرموا المرأة من حقوقها الأساسية والبسيطة وجعلونا مستودع إفراغ للشهوة الجنسية يتلذذون بها كيف ووقت ما يشاءون وهم بعد هذا يدعون بآلاف الإداعاءات التي ولا أسهل من كشف زيفها وكذبها من مصادرهم نفسها، القرآن والحديث والسيرة والفقه ومن واقع حالهم التعيس والردئ. لقد جعلوا من المرأة محراب نكاح وقبلة هوى، ثم بدأ علماؤهم وفقهاؤهم يتحدثون عن حقوق المرأة التي أعطاها ومنحها الإسلام لها.ألا كفاكم متاجرة بعقول الناس البسطاء، ألم تقارنوا وضع المرأة عندكم، أعني المسلمة بمثيلتها المسيحية التي وصفتموها بالذليلة والمحتقرة والزانية؟؟

ولحضراتكم وضع المرأة ومكانتها وحقوقها ودورها وواجباتها في المسيحية، وكلنا أمل بأن تصل اختنا المسلمة إلى هذا المستوى من المساواة والحرية حتى تشارك في بناء مجتمع الغد .

لا يمكن الحديث عن تحرير المرأة بدون وحدة الزواج الثابت والدائم الذي يقوم على المساواة في الحقوق والواجبات، والمسيح تطرق إلى ذلك وإلى أهمية وقدسية العلاقة الزوجية ، وانجيل متى 3:19-9 يعطينا الفكرة الكاملة والنظرة المسيحية المقدسة تجاه الزواج والمرأة (فدنى إليه بعض الفريسيين وقالوا له ليحرجوه: أيحل لأحد أن يطلق امرأته لآية علة كانت ؟ فأجاب : أما قرأتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكر وأنثى وقال: لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصير الاثنان جسدا واحدا، فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). هذه هي نظرة المسيحية للمرأة ، لا قوامة ولا تفضيل ، بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات ، وهذا الرباط هو رباط الله المقدس الذي لا يملك إنسان حق فسخه ، والمرأة في نظر الانجيل في مساواة تامة مع الرجل، أما وبنتا وزوجة ، فالمسيح لا ينسب إلا إلى أمه، فقيمة المرأة من قيمة أبيها وزوجها وابنها، وفي المسيحية المرأة بالنسبة إلى الرجل كالكنيسة بالنسبة إلى المسيح، إنها جسده ، وما الفوارق الطبيعة بينهما بفوارق تقديرية ، بل إنها للتكامل المتبادل جسدا وعقلا وقلبا، فالمرأة المسيحية مكلفة كالرجل بأداء الشعائر الدينية منذ ولادتها، فليست هي في المسيحية كما في الإسلام نجسا لمسها ينقض الوضوء للصلاة وليست هي سجينة دار الحريم لا تنال من الثقافة ومتاع الحياة إلا ما يقدمه لها بيتها الأبوي والزوجي، فالسيد المسيح نراه محاطا بالتلميذات كما يحاط بالتلاميذ ، ولا يسكت الانجيل عن فضل المرأة (الحق أقول لكم أنه حيثما دعي بهذا الانجيل في العالم كله يخبر أيضا بما فعلت هذه المرأة تذكارا لها) متى 13:26 .

قيل: الاجتماع البشري فطرة مبنية على الزواج، فالزواج والعائلة ظاهرتان طبيعيتان اجتماعيتان ، أقرتهما المسيحية ورفعتهما إلى مرتبة سر مقدس، ومن ثم فالزواج المسيحي ليس عقدا بشريا اجتماعيا فحسب، كما في الإسلام، بل هو عقد مقدس يقدس الزوجين في عقده وممارسته. لقد رفعت المسيحية فكرة الزواج إلى فكرة الله في مشاركة المخلوق للخالق في خلق الإنسان، لذلك جعلته سرا مقدسا يقدس الزوجين في حياتهما الزوجية، ويرفعهما من الحيوانية إلى الإنسانية الكاملة (المسيحية) على مثال المسيح والكنيسة ، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا (إن هذا السر لعظيم أقول هذا بالنسبة للمسيح والكنيسة) افسس 31:5-33 وقد أرجع السيد المسيح الزواج إلى قدسيته الأولى بفرض الوحدة الزوجية وتحريم الطلاق وتعدد الزوجات، مع أنه أدرى منا بالمآسي الزوجية، تلك المآسي التي في نظر الناس قد تقتضي الطلاق أو التعدد ، فعند الحاجة يضحى بالفرد لمصلحة الجماعة، فالوحدة الزوجية تحفظ كرامة الرجل والمرأة ، وتحفظ كيان العائلة، خلية المجتمع البشري ، والطلاق والتعدد أيا كانت أسبابهما، يهدران كرامة الإنسان في الرجل والمرأة ، ويهدمان كيان العائلة والمجتمع. فالطلاق انتهاك للرباط الزوجي المقدس، وإهانة للمرأة التي كرامتها من كرامة زوجها، وامتهان لحقوق الأمومة، وحقوق البنوة الصحيحة. وتعدد الزوجات ابتذال للحب الإنسان ، وتبذل لكرامة الزوجين ، وسبيل إلى فقدان الثقة الزوجية التي هي ركن العائلة، أما وحدة الزواج فهي صون لحرمة وكرامة الأبوة والأمومة والزوجية والبنوة، فالأبوة ليست عملا شهوانيا، بل هي قيمة معنية إنسانية تفقد معناها في الطلاق وتعدد الزوجات، والأمومة ليست حاجة بشرية لا غير عند المرأة ، بل هي قيمة إنسانية ترفع المرأة إلى سمو الأم ، وتفقد معناها بالطلاق وتعدد الزوجات، والزوجية ليست معاشرة عابرة، وإنما هي وحدة الجسدين التي هي سبيل ودليل على وحدة القلبين والنفسين ، وتفقد هذه الوحدة الجسدية والروحية كل معناها في الطلاق وتعدد الزوجات والبنوة حرمة مقدسة يطعنها الطلاق وتعدد الزوجات تضييع لكل هذه الحرمات والكرامات والقيم الإنسانية التي أرادها الله في الكتاب المقدس وكتاب الوحي الصادق

ونظام العائلة له قدسية لا تمس (افسس 41:3) فمن مسها مس النظام الطبيعي والاجتماعي المسيحي ، فالتفريق بين الولد وأهله يطبعه بطابع غير طبيعي ، والتفريق بين الزوجين لسبب من الأسباب، خيانة لسنة الطبيعة والإنجيل، كما نرى ذلك في بعض الأنظمة الجماعية، ثم إن الزوجين متساويان في الحقوق والواجبات، وإن ميزت بينهما الطبيعة للقيام ببعض الأعمال الخاصة والمتكاملة، فالرجل هو رب العائلة في الشريعة الانجيلية ، لكنه ليس دكتاتورها أو جلادها ، إنه رأس المرأة لا سيدها (1كو 4:11) إنه أب للأبناء وليس ربهم فالأبوة الحقة والصحيحة تحترم شخصية الأم والأبناء، لأن الاحترام من الحب الصحيح الصادق، والزوجة هي زوجة، والزوجان، لغة فردان من نوع واحد، لها ما له وعليها ما عليه في كل ما يسمح به تميز الطبيعة: فليس الهجر في المضاجع والضرب للزوجة حملا لها على من كرامة الزوج أو الزوجة. وليست عقدة النكاح بيد الرجل يتصرف فيها على هواه ، بل بيد الله الذي وحد بينهما بالزواج، وليس حظ الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث ، بل لها ما له، لأنها إنسان مثله. وليست رئاسة الأب للعائلة قوامة الرجل على المرأة كأنها قاصر ، فليست المرأة والزوجة في كل هذه الأحوال بقاصر بالنسبة إلى الرجل، لو أتيح لها من التنشئة ما أتيح للرجل ، ولا تعتبرها الشريعة الإنجيلية شيئا تابعا للرجل ، وفي بعض الأحوال شيئا نجسا، بل كرامة الزوجة من كرامة الرجل في الدين والدنيا، مهما طرأ من هنا وهناك عبر التاريخ على هذه المبادئ المسيحية من انحراف. ثم إن الزوجة هي أيضا أم ، فهي ربة البيت مع الرجل ، تشاركه العمل والإنفاق والتمتع بالحياة العائلية، وهي أم البنين لها ما للأب من محبة واحترام وطاعة، والدنيا أم، والعائلة أم، إذا ضعف معنى الأم (المرأة) ضعفت معنى الحياة العائلية، وهانت القيم الإنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي