الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط... قصَّة قصيرة.

مديح الصادق

2020 / 5 / 21
الادب والفن


كاد إطراؤها بشخصه، وذكر ما أشعرها بالقرب منه، وذاك الشعور الغريب بالارتياح عندما تبادله الحديث، بالكتابة أم بالصوت؛ إلى الإفصاح يقترب عمَّا كان واضحاً من رنين صوتها الرخيم، ومعسول ما به تنعته من الأوصاف، ما غريب ذاك عن شاعر مثله، خبيراً كان بما تؤول إليه تلك المحادثات، وما تعنيه حشرجة الأصوات عند بعض النساء، واختناقها عند إطلاق الزفرات؛ بل لو كان مُصوراً لوثَّق صورة لتلك التي على الطرف الآخر من الأرض، وقد غزتها القشعريرة من أقصى الرأس حتى أخمص القدمين، أو أمسك ريشة لكانت هناك لوحة لامرأة يقترب وضعها مما كان يجبره على اقتراض أثمان تذاكر دور السينما، كي يشاهد أكثر من مرة أفلاماً لم يدرك وقتها أنها تمثيلٌ، ليس إلّا، لجني النقود، وهذا الصنف منهنَّ إما أن تكون خجلى، لم يطرق الحبُّ بابها من قبل، صفحة بيضاء، كما قال البلغاء، لا تقوى على الإفصاح عمَّا يسرق عن جفنيها النوم، أو ذات تجربة، تمثيل دورها أجادت، وأحسنت التمثيل. .
تقمَّص دور من لا يدرك ما كانت تعنيه مُحدِّثته التي تأكد من خلال صفحتها مما تحمله من مؤهلات، وما عليها قد نشرت من نشاطات، واحدة إثر أخرى تفحَّص ما عليه حازت من أوسمة، وأنواط تكريم، مما كان موثوقاً به أو غير موثوق من المؤسسات، وما تمنح بعض الروابط الوهمية من شهادات لمن لا يجيد قراءة ما تعنيه تلك الشهادات، على أكثر من مؤهل علمي حازت تلك المرأة، عشرات المعارض الفنية قد شاركت فيها، محليَّاً وعالميَّاً، وفي كلٍّ منها شهادة أو وسام عالٍ، خواطر شعر تكتب، وأحيانا نصوص شعر جميلة كتبتْ، نالت استحساناً عليها، ومن التعليقات العشرات، الظاهر من أغلبها أنها إكراماً كانت لجمال صورة سرقتها من صفحة أخرى؛ بها خدعت مئات من المغفلين.
سندي أنت وسرُّ نجاحي، وإن كان ذاك غير اختصاصك؛ فقد قوَّم إبداعي ما تمليه علي من ملاحظات، لوحاتي من وحي قربك مني تنفَّست الحياة، حين أستحضرُ أمامي رسمك تكون أنت اليد التي تمسك الفرشاة، فترسم لي أجمل ما رسمتُ، وما بي تغنّى المتابعون والنقاد، أجمل ما في عمري تلك اللحظة التي تنشرُ فيها لوحة لي على موقعك، أو صفحتك، تؤطرها بأرق ما خطَّ أديب، وأعذب ما غنَّت حنجرة لفنان، أعلاماً مميَّزينَ من خلالك عليهم تعرفت، وعلى تجارب الآداب والفنون لديهم اطّلعت، وهل بلا مُلهِم ممكن أن يكون فناناً هو الفنان، أو الشاعر شاعراً، نعم، قد قرأتُ عن هذا من قبل؛ لكني معك أدركتُه حقيقة لا تقبل التأويل، أو الإيغال في الوصف، فكن لي كذلك ما دمتَ حيَّاً وما دمتُ، كنْ صديقي، وأكثر إن قبلتَ، وكن مُلهمِي مدى الحياة.
يوماً مُضنياً كان، بين مراجعة لما يجب أن ينشر من نصوص على موقعه، وصحيفته، وما به كان أخلاقياً ملتزما في إعانة من يحتاج للتصويب، والأهم من ذا كله؛ ما عليه كان واجباً أن يروي ظمأ البعيد الذي ارتضاه شريكاً للروح، بل كان هو الروح، الفجر قريب جداً، وسريره الفارغ يستدعيه؛ رنَّ الهاتف، وما عنه غريبا كان ذلك الصوت، بلا تحية اعتادها منها، ولا ذلك الشوق:
- أهلا صديقتي، الوقت صباح عندكم، وعندنا الفجر.
- أعلم ذاك، ولا يهمُّني؛ أردتُ إبلاغكَ أنْ ذا بيننا آخر الكلام.
- غريبٌ عنك ما قلتِ، فهلاّ أفصحتِ؟
- لم تعدْ أنتَ كما أردتُ لك أن تكون لي؛
لم تخبرني أنَّ دينَك غير ديني، وهذا في شريعتي حرام...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في