الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موظف صغير تحت نير الاضطهاد. كفى استبدادا!! بقلم، توفيق المنادي

المناضل-ة

2020 / 5 / 25
الحركة العمالية والنقابية


ترزح شغيلة الجماعات الترابية، انفراداً من بين بقية قطاعات الوظيفة العمومية، تحت نير استبداد لا نظير له. تدني الأجور واضطهاد المنتخبين لموظفي القطاع عدوان شرسان يفتكان بالموظف الجماعي [العمود الفقري الذي من دونه يعم الشلل] ويحطان من كرامته ويدكان بنيانه العائلي. يجدر هنا أن نرفض أوصافا من قبيل "شططٍ في استعمال السلطة"، فهذا تعبير ملطف أوتيَ به لحجبِ فظاعةِ جبروتٍ طالما مارسه مسؤولون كبار من عمال اقاليم، قياد وخُلفان وغيرهم، ضد معارضين لسياسات طبقية تنهجها الدولة، كما يمارسه رؤساء أقل شأنا ضد مرؤوسيهم. فعندما يتخذ مسؤول قرارات جائرة بمعاقبة الأجير، لا تعوزه المبررات فهي جاهزة إلى حد أنها أضحت متهالكة لكثرة اجترارها، وأشهرها: التغيبات "المتكررة"، التأخرات، عدم الاحترام، رفض كذا.. التحريض على كذا.. الاخلال بكذا..
غالبا ما يقترن اسم الجماعات الترابية بما يطلق عليه "فسادا" ماليا واداريا، وهو بدوره توصيف أخلاقي يحجب البعد الطبقي المتمثل في سعي الطبقة المسيطرة للحفاظ على قاعدة اجتماعية تزكي مشروعيتها وتتكون من النخب التي يجب اطلاق يدها للاغتناء ونهب المال العام. هنا يكمن سر تغاضي السلطة المحلية عن الجبروت الذي يمارسه كثير من المنتخبين تجاه الموظفين الصغار بالجماعات الترابية.
من أوجه هذا "الفساد"، لجوء رؤساء جماعات ترابية إلى تشكيل لوبيات من المقربين وضمنهم موظفون، يُشْمَلون بالرعاية وقضاء الأغراض في اطار "المصالح المشتركة". يُتاحُ لهؤلاء "الحق" في التأخرات والتغيبات "المتكررة" عن العمل والتعويضات والمنح.. بل واستعمال سيارات المصلحة لبعض الأغراض الشخصية بمناطق قد تكون بعيدة.. هذا خلال "أوقات العمل". أما المغضوب عليهم، فيلاقون الويلات وتُنسجُ حولهم الافتراءات، وتُحضَّر لهم العقوبات ويساقون إلى المجالس التأديبية بنفس التهم المعتادة التي يسهل تلفيقها: التغيبات "المتكررة" والتأخرات.. ويحرمون من المنح والتعويضات.. الخ. في هذه الخانة يندرج الحقوقيون والنقابيون المناضلون وبعض الجمعويين والأحرار من حاملي المبادئ والقيم. ضمن هؤلاء الأحرار أحمد الكيلاني، الموظف الصغير بجماعة أيت امحمد بإقليم أزيلال، الناشط الحقوقي والنقابي والجمعوي.
يتعرض أحمد الكيلاني للتجويع، وهو رب أسرة تتكون من ربة بيت و 3 بنات وابن، حيث الجميع في سن التمدرس بما فيه الجامعي، وذلك جراء جبروت رئيس الجماعة الذي أصدر قرارا بتوقيفه عن العمل ووقف أجرته، بناء على تهم: الغيابات "المتكررة" التأخرات، التحريض والمشاركة في وقفة احتجاجية، الاعتصام بمقر العمل "خلال أوقات العمل"، الاخلال بالالتزامات المهنية.. وكل الأسطوانة المشروخة... يعيش احمد الكيلاني وأسرته حالة تجويع وتشريد خطيرين بعد توقف أجرته منذ أكثر من أربعة أشهر، وبعد معاناة بدأت قبل 10 سنوات مع رئيس مُعَمِّرٍ دامت فترة ولايته ثلاث مرات. كل القرائن تلتقي في تأكيد جبروت ذلك الرئيس، بما فيها شهادة من سبق ان عملوا تحت مسؤوليته.
لعل الظروف التي خلقتها جائحة كورونا والانشغال بمستتبعاتها لعبت لصالح الرئيس، لكن الأسرة المظلومة حزمت أمرها وقررت خوض اعتصام مفتوح أمام مقر الجماعة بدأت بتنفيذه يوم الاثنين 18/05/2020، وتستمر بخوضه إلى حين التراجع عن القرار الظالم وعودة الموظف وتسوية وضعيته دون شروط.
زميلنا وأسرته أبناء طبقتنا العاملة، وهم بأمس الحاجة إلى تضامننا. يتطلب الأمر بالمقام الأول فك العزلة الاعلامية عن معركة هذه الأسرة العمالية المكافحة بتنظيم حملة رقمية لفضح الجبروت السلطوي وكل مظاهر الاضطهاد والاستبداد التي يمارسها المسؤول الأول بالجماعة وما تلقاه من صمت ومباركة من قبل السلطات المحلية. كما يتطلب الأمر تجند كل النقابيين والحقوقيين والجمعويين المبدئيين والمناضلين على المستويين، المحلي والوطني،، لمؤازرة زميلنا وأسرته وتوفير كل شروط النصر لمعركته المتمثلة في الاعتصام المفتوح، حتى يتمكن من استرجاع حقوقه المسلوبة، وتعويض ما لحقه من ضرر، ماديا ومعنويا، وبالتالي وضع حد للطغيان والاستبداد.
عاش التضامن العمالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة


.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة




.. صباح العربية | أرقام ستصدمك عن استقالة الموظفين حول العالم