الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة من أجل الإنسانية

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


(الصلاة من أجل الإنسانية) عنوان باذخ الجمال، شدني إليه، لأنه يشير في الأساس إلى مبادرة إنسانية رائعة ومؤثرة حقاً، في زمنٍ تكالبت فيه قوى الشر والظلام؛ لإزهاق الأنفس البريئة، وتفريغ الحياة من محتواها الإنساني الرفيع. والأروع من كل ذلك؛ تنفيذها في جو إيماني فريد من نوعه، وذلك بمشاركة الناس على اختلاف ألسنتهم، ألوانهم، معتقداتهم وتوجهاتهم الإيديولوجية، وبمباركة شخصيات عامة، علماء دين، منظمات إنسانية دولية ووسائل إعلام مختلفة؛ بالدعاء والتضرع إلى البارئ عز وجل، لرفع هذه الغمة والوباء - جائحة كورونا - عن العالم.
الظروف الصعبة، والحاجة التي هي (أم الاختراع) تعد فرصاً ذهبية للتفكير الإنساني الجمعي بمصير ومستقبل الإنسان، وهو اسم جنس للبشر. وهذا التفكير الصحيح واجب شرعي إسلامي إنساني وأخلاقي لأن (جائحة كورونا) جعلت العالم بأسره على محك اختبار حقيقي، فإما الانزواء والفناء، أو خوض غمار معركة المصير الواحد من أجل البقاء والنماء مجدداً للإنسان على كوكب الأرض.
وكان قارب النجاة لهذه الكارثة المحدقة بالبشر هو الإنسانية بأبهى صورها، من قدرة وطاقة إيجابية على تحويل القوة الخيرة إلى أفعال بطولية نوعية، من إبداع في التفكير الجمعي إلى نشر المحبة والتعاطف مع الآخرين، عند حلول الأزمات والكوارث التي تهدد حياة البشر.
إن هذه المبادرة الإنسانية الخيرة، ما كانت لتتحقق لو لا الوعي الجمعي من فهم وإدراك ودقة في اتخاذ القرار الصائب العابر للطائفية والعنصرية والتطرف، الرافض للجدل البيزنطي العقيم من أشباه العلماء ومفكري الغفلة، من زمن الانحطاط والتراجع الإنساني، لتكون هذه المبادرة، والقرار الإنساني الجمعي فضاءً رحمانياً رحباً، لتجاوز الحقد والكراهية والخلاف... فهذه دنيا وليست جنة، وفي هذه الدنيا لا يختار الإنسان لونه، أصله، مكان ولادته ولا جنسه، ومع ذلك يصر بعض الجهلة من غير الإنسانيين معاملته وفقاً لهذه الأشياء.
للوصول إلى هذه البوابة الجناتية السعاداتية، علينا إقرار مبدأ التسامح في عالم يتصف بالتنوع والتعدد الثقافي والعقدي، لأن التسامح روح الإنسانية السمحاء، وبه تتحد الناس، وتنصهر في ظله الفوارق. فكان ذلك اليوم المشهود (الصلاة من أجل الإنسانية) يوم فارق في تاريخ البشر، ونقطة تحول كبير نحو عنوان أكبر ينتظره الناس، وهو العمل بمبدأ الحوار، جبر الخواطر، التعاضد والتعاون لتحقيق أكبر الانتصارات على كل ما يهدد الإنسان في القادم من الأيام.
تعد وثيقة (الأخوة الإنسانية) دستوراً عالمياً، يرسم صور التعايش بسلام بين المجتمعات الإنسانية في العالم، ويوماً مشهوداً في ذاكرة التاريخ الإنساني على مدى الدهر، وقيل: "من تقاسم السعادة مع الآخرين أحس بقيمته الإنسانية".
... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء