الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى وزير الصيد البحري، بقلم: عبد الله موناصير

المناضل-ة

2020 / 5 / 26
الحركة العمالية والنقابية


إحياء للذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال المناضل الاشتراكي الثوري عبد الله موناصير، يعيد رفاقه ورفيقاته، في تيار المناضل-ة، تباعا، نشر الرصيد الإعلامي لهذا المناضل.
ارسلت باسم نقابة البحارة وضباط الصيد بأعالي البحار- كدش نشرتها جريدة «الديمقراطية العماليةۚ» بتاريخ 11 أكتوبر 1993
كثر الكلام عن أزمة الصيد بأعالي البحار ، فأصحاب الرساميل بهذا القطاع يتباكون بذريعة المصاعب المتصلة بسقوط أسعار الرخويات، وتكاليف الاستثمار، وثقل القروض، واستنزاف الأساطيل الأجنبية لموارد البحر . وحول هذا كله عقدت الندوات والموائد المستديرة وصدرت التوصيات وكتبت الجرائد والمجلات . لكن في الجانب الآخر يسود صمت مريب، فاليد العاملة بالبحر عانت دوما من تأزم حالتها بما فرض عليها من تدني الأجور، وتأخير أدائها، وطول ساعات العمل، وخطورة ظروفه، و قساوة شروط الإقامة في الجيابات، وخطر البطالة المحدق.
السيد الوزير:
انطلاقا من افتراضنا أنكم لستم على بينة من شقاء البحارة، ومكابدتهم لكل صنوف المعاناة، نضع أمام أنظاركم صورة موجزة وكلنا يقين أن من سمع ليس كمن رأى وعايش.
1) أجور أغلبية البحارة الساحقة تتراوح بين 1000 و1500 درهم في الشهر. وقدرة البحارة الشرائية تهزل من يوم لآخر من جراء الزيادات المتلاحقة في الأسعار.
ومثلا فإن زيادة نصف درهم في سعر كيلوغرام من الخبز مؤخرا أضافت عبء ما لا يقل عن 50 درهم على الدخل الشهري لأسرة عمالية من خمسة أفراد. ولا ريب أنكم على علم بأن الشغيل يحيا بأجرته، فلا سهم له في البورصة ولا يملك عقارا ولا آلات ولا حتى كوخا يركن إليه. فتصوروا إذن كيف له أن يتدبر بأجرته تلك متطلبات البقاء على قيد الحياة من سكن وغذاء ولباس وتطبيب وتدريس لأبنائه وترفيه؟ وإن كان هذا المصير هو ما حكمت به الباترونا والحكومة على عمال هذه البلاد أجمعين، فإن ما يفاقم وضع عمال أعالي البحار هو تأخير أداء الأجور شهورا عديدة، مما يلقي بهم إلى أهوال المجاعة والبؤس والتشرد. ولكم أن تنزلوا إلى رصيف ميناء أكادير لتروا طوابير البحارة بعد أسابيع عمل مضن لجؤوا لتسلم الأجور وكأنهم يطلبون صدقة من أرباب البواخر.
2) تعلمون جيدا أن القانون البحري استثنى بواخر الصيد من العمل بمبدأ ثماني ساعات عمل يوميا. وظل هذا ينطبق على الصيد التقليدي حيث يتلقى البحارة حصة من المحاصيل، وظهر الصيد بالأعالي حيث العمل بأجرة محدودة وليس بالحصة لكن ساعات العمل بقت غير محدودة.
هذا ما جعل البحارة بهذا القطاع يعملون دون انقطاع، ودون حد لساعات العمل، مما يرفع معدل الاستغلال إلى مستويات تدمر قوة عمل البحارة خاصة مع تدني الأجور.
3) يشتغل بحارة الصيد بالأعالي في محيط محفوف بالمخاطر، سواء ما تعلق منها بحوادث الشغل التي غالبا مات تتسم، نظرا لطبيعة العمل، ببالغ الخطورة ( بتر الأطراف خاصة الأيدي، والوفيات، الخ )، أو ما يهدد الصحة من برودة ورطوبة بالمجمدات ومواد كيماوية وحرارة الشمس فوق الباخرة. هدا علما أن مراقبة ظروف العمل منعدمة كما هو شأن باقي قطاعات الإنتاج .
4) إن البحار، بحكم ارتباطه بالجياب طيلة السفر، يلزمه بيت مستوفي لشروط الراحة ليتمكن من استرجاع قواه كما ينص القانون نفسه . إلا أن واقع الإقامة بجيابات الصيد بالأعالي يتنافى مع الأدنى الضروري فالأسرة والدواليب مكسرة والأفرشة و الأغطية بالية، والشركات لا تهتم بكل هدا بقدر اهتمامها بالآلات والمعدات.
في هذا الإطار يعيش البحار في مستوى الحد الأدنى الفيزيولوجي، فالتغذية ما كانت يوما كافية لا كما ولا نوعا، فتم الإجهاز عليها منذ أن بدأ الكلام عن الأزمة فنزلت إلى مستوى لا يناسب لا البحار ولا العمل .
5) إن هدا الجحيم العائم فوق الماء لا يتحمله البحارة إلا كرها، فالبطالة المتفشية برا وبحرا وما ينجم عنها من كوارث تهدد كل حين مزيدا من البحارة، بل حتى الضباط بكل تخصصاتهم، ليس فقط الخريجين الجدد بل أيضا من قضوا سنوات طويلة من العمل كما هو شأن الضباط المطرودين من شركة مارفوسيون.
السيد الوزير:
إن هذا الحجم الذي بلغته مشاكل اليد العاملة بهذا القطاع تدل على أن الوزارة متجهة إلى صوب واحد هو أصحاب الأموال الذين راكموا، بفضل كل أنواع المساعدات والاستغلال المفرط لليد العاملة، ثروات ضخمة في حين تتحول جماهير البحارة إلى معدمين بأجور لا تستحق الذكر. إن البحار اليوم ينسحق تحت نير أغنياء الصيد الذين ُيكيفون حياته وفق مستلزمات الاغتناء الأقصى، كأن لاحق له في الحياة كبشر لا كبهيمة .
وحتما سيستعيد البحارة إنسانيتهم، فالعمل المشترك يدفعهم إلى مناقشة أوضاعهم، وانتقالهم من باخرة إلى أخرى يجعلهم يعرفون أن الاستغلال واحد. ويستفيدون من تجارب الآخرين، لذلك التحقوا بالقسم المنظم من الطبقة العاملة بتأسيس نقابة البحارة وضباط الصيد بأعالي البحار.
السيد الوزير:
أن الغاية من لفت أنظاركم إلى أوضاع شغيلة الصيد بالأعالي هو إعطاؤكم فرصة لتبرهنوا أن وزارتكم وزارة للصيد وليس لأغنياء الصيد. ستجدون رفقة هده الرسالة ملفنا المطلبي الذي سلمنا نسخا منه لنقابتي البترونا بهذا القطاع . وفي الأخير نعلم أن جوابكم هو ما سنلاحظه على الواقع والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس