الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الخليج (الحلقة الخامسة)

محمود سعيد كعوش

2020 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة الخليج من الألف إلى الياء!!
خلاف سعودي - قطري قديم ومتجذر وليس حدثاً طارئاً، أو خلافاً بين الدول الأربع المقاطِعة "المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية" وإمارة قطر

مقال توثيقي بقلم: محمود كعوش
وزيادة في التدليل على الدور الخطير والمباشر لإمارة قطر في ما سمي "الربيع العربي" المزعوم، يمكن الإشارة إلى التسجيل الصوتي الذي أذاعه التلفزيون البحريني الرسمي، وكشف فيه عن اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس "جمعية الوفاق" البحرينية المعارض علي سلمان، وأكد ضلوع إمارة قطر فى زعزعة الاستقرار الذى حلّ بعدد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، وفي مقدمها سورية بالطبع، وسعي الإمارة الحثيث لقلب نظام الحكم فى مملكة البحرين وزعزعة استقرار الأمن فيها، على حد ما أورده التلفزيون البحريني الرسمي.
ويمكن الإشارة إلى ما أوردته "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" في ليبيا، حول تورط كل من إمارة قطر وفرنسا في جريمة قتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم بعد أسرهما حيّين في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2011 من قبل القوات التابعة للمجلس الانتقالي السابق. فقد كشف بيان اللجنة الذي بثته وكالة الأنباء الليبية "وال" عن توفر معلومات أشرت إلى وقوف أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس فرنسا الأسبق نيكولاي ساركوزي وراء جريمة القتل، وإعطائهما أوامر مباشرة لقواتهما للإجهاز عليه، أولاً، لإخفاء معلومات خطيرة كانت بحوزته عن الدور التخريبي لإمارة قطر ودعمها لتنظيمات إرهابية ومتطرفة في النيجر وتشاد وأفغانستان والصومال ومحاولاتها إثارة الفوضى ودعم قوى المعارضة في سورية واليمن والمملكة العربية السعودية والبحرين، وثانياً، لإخفاء معلومات وأسرار كانت بحوزته أيضاً حول الدعم المالي لساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذلك الصراع الاستثماري والاقتصادي في القارة الإفريقية.
كما يمكن الإشارة إلى تصريحات لؤلؤة الخاطر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، التي أدلت بها لوكالة الأنباء القطرية في 22 كانون الثاني/يناير 2017 بخصوص العملية العسكرية العدوانية التي شنتها تركيا ضد "عفرين" السورية تحت مسمى "غصن الزيتون" وأدت في ما بعد إلى احتلالها. ففي تلك التصريحات بررت إمارة قطر العملية بالقول أنها جاءت "مدفوعة بمخاوف مشروعة متعلقة بأمنها الوطني وتأمين حدودها"، مؤكدة دعمها لما أسمته "جهود أنقرة في الحفاظ على أمنها الوطني، وذلك إثر تعرض الأراضي التركية لاختراقات وهجمات إرهابية متعددة"!!
ويمكن الإشارة أيضاً إلى ما قاله الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى في تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في شهر آذار/مارس 2018. في تلك التغريدة ادعى قرقاش أن إمارة قطر "مولت بما يتراوح بين 700 مليون دولار ومليار دولار مجموعات إرهابية، لافتا إلى أنها لا يمكن أن تنفى ذلك فى ضوء تراكم الأدلة والقرائن!!
أردت من خلال تطرقي لهذا الموضوع والإحاطة به بكثير من التفاصيل طرح تساؤل، أحاول البحث عن إجابة له، سعياً لتبيان الحقيقة إن استطعت إليها سبيلاً، ليس إلا. والتساؤل على ما أعتقد هو أمر مشروع، ويكفله القانون وجميع الأعراف، خاصة وأنني أعيش في بلد يقدس الديمقراطية ويمارسها على الدوام ويحترم الحريات والرأي الآخر، ولا غرابة في الأمر بالنسبة لهذا البلد إن علا سقف اختلاف الرأي بين أبنائه أو المقيمين فيه، باعتبار أن "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".
تساؤلي هو التالي:
هل الدول الأربع "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر"، التي قطعت علاقاتها مع إمارة قطر في 5 حزيران/يونيو 2017، ومارست عليها حصاراً متعدد الوجوه والأشكال بدعوى دعمها للإرهاب، "الأمر الذي نفته الدوحة بشدة!!"، وهو بالطبع حصار غير مسوغ ولا مبرر له وأقل ما يمكن أن يوصف به أنه وجه مقنع من وجوه إرهاب الدولة الذي عادة ما تمارسه دول كبرى وقوية ضد دول صغرى وضعيفة، لأنه لا يلحق الأذى بحكام الإمارة ونظامها بقدر ما يلحقه بشعبها والمقيمين فوق أراضيها، أفضل حالاً من إمارة قطر في ما نسبته إليها وقاطعتها من أجله وتعاقبها على أساسه؟
لو سلمنا جدلاً أن إمارة قطر دعمت الإرهاب ومولته بطرق مباشرة وغير مباشرة، وروجت له عبر فضائية "الجزيرة" وفضائيات أخرى تملكها أو تدعمها، وأنا بالطبع لست بصدد تنزيهها وتبرئتها مما نسب إليها وقوطعت من أجله وعوقبت على أساسه، وقد سبق لي أن أشرت إلى ذلك بإسهاب ودللت عليه بالأمثلة والشواهد الكثيرة، فماذا عن الدول الأربع في المقلب الآخر، التي تحرض القاصي والداني في العالم ضدها وتغلق حدودها في وجوه مواطنيها وتفرض عليهم كل هذا الحصار المحكم، وتهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من يدعم القيادة القطرية وسياستها الخارجية في الأزمة الخليجية القائمة؟
ترى هل هذه الدول منزهة وبريئة ولا شبهة عليها ولا دور أو علاقة لها البتة بالإرهاب الإجرامي الذي ضرب ولم يزل يضرب عدداً من الدول العربية تحت مسميي "الدمقرطة" و"الربيع العربي" الكاذب؟
وهل يا ترى هي أشرف من إمارة قطر في التعامل مع الشقيقات العربيات الأخريات، وأكثر وفاءً منها لهم؟
وهل تختلف عنها في ما يتعلق بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وإن مواقفها من التطبيع تحسب لها لا عليها في حين مواقف إمارة قطر تحسب عليها؟
وأليست هي الأخرى غارقة في التطبيع من "قمة الرأس حتى أخمص القدمين" تماماً مثل إمارة قطر، وأن كلا الطرفين في "لوثة التطبيع والهرولة إلى تل أبيب واحد"!!
فيما يتعلق بمصر، فبرغم ما ترتبط به من معاهدات "سلام" مع الكيان الصهيوني، إلا أن معظم المراقبين يلتقون عند حقيقة مفادها أن مصر هي أبعد ما تكون عن دعم الإرهاب وتمويله والترويج له عبر منابرها الإعلامية. وهي بالتأكيد فوق مستوى الشبهات فيما يتعلق بلوثات هذه الآفة الإجرامية المدمرة وقذاراتها، ولا علاقة لها بها لا من قريب ولا من بعيد إلا في ما أصابها ويصيبها من ضررها ومخاطرها وتداعياتها على جميع المستويات، وفي أماكن مختلفة من الأراضي المصرية، وبالأخص في شبه جزيرة سيناء.
لكن هذه الحقيقة لا تبرئ ولا تعفي النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي من "شبهة" التمترس وراء هذا الإرهاب لدعم وتأييد الأطراف الثلاثة الأخرى في التحالف الرباعي "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين" ضد إمارة قطر وفي حربهم الظالمة ضد اليمن، والمضي في ضرب خصومه ومناوئيه السياسيين، وضرب كل من يجرؤ على توجيه النقد أو اللوم له أو مواجهته بكلمة "لا"!!

يتبع......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE