الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن والفيس بوك

عبدالناصر جبار

2020 / 5 / 26
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


حين رأيت نعمة الأنترنت في العراق لأول مرة بعد سقوط صدام وجدت موقع الحوار المتمدن الذي كان بمثابة الإيقونة الفكرية لكل صاحب فكر يعبر من خلاله مايود التعبير عنه بالتأييد والمعارضة دون أية إساءات لكلا الرأيين المختلفين

وهذا ماجعل الموقع محط أنظار كل المثقفين العرب بحيث إستطاع أن يؤثر تأثيرا كبيرا على الحكومات العربية لرصانة مايطرح فيه من أفكار ومقالات إنتقادية هدفها تصحيح مسار الأنظمة العربية الشمولية والديكتاتورية وصولا لمرحلة إسقاطها
كتبت في الموقع عشرات المقالات وجاءتني العديد من الردود بعضها يؤيد ماكتبته والبعض الاخر يعارض بإسلوب النقد الذي إستفدت منه كثيرا وكان بمثابة البوصلة التي تساعدني على السير في وسط الظلام
إلا إن نعمة الحوار المتمدن لم تدم طويلا بسبب ولادة هذا الكائن الأزرق " الفيس بوك" الذي فتح الأبواب أمام رياح اللاذائقة العربية من حيث التداول اللا أخلاقي عبر محيطه وإستغلاله من قبل الجماعات الإرهابية القاعدة وداعش وأخواتها
لاأنكر إن مصمم الفيس بوك كان هدفه نبيلا لكنه لايعرف إن الشعوب العربية تتغنى بقصيدة " لاتشتر العبد إلا والعصا معه" فمثل هذه الشعوب لايمكن أن تتعايش مع المبادئ النبيلة بل تعمل بكل ما أوتت من قوة على تشويهها وحرفها عن مسارها الصحيح، كذلك لاأنكر إن هناك من الأفراد العرب يتوقون للحرية والتعبير المهذب لكن هؤلاء قلة ضاعوا في وسط هذا البحر المتلاطم في أمواج البذاءات والفضائح التي تنشر على الفيس بوك
كم من بريء قد دمره الفيس وكم من ضحية قتلت بسبب الإستغلال البشع له؟ لماذا نحن العرب نكفر بكل مايقدمه الغرب لنا من نعمة عقولهم وخلاصة أفكارهم؟
هل يتصور مصصم الفيس بوك أن تصل الحال ب" حبيب" يصور حبيبته وهو يمارس معها القبل وينشرها على الملأ كي يشهر بها ويتشفى بها حين تصبح قتيلة بسببه!
هل يتصور إن إعلاميا يدافع عن الحرية يشتم منتقده بأشبع البذاءات عبر موقعه
هل يتصور مدى التضليل والكذب والتحريض الذي يمارس في هذا الموقع؟
هل يعي حجم الإساءات التي يتعرض لها المخالفون لآراء العامة وكيف يعيشوا الأرق وهم يستمعون إلى هذه الشتائم
؟
ياليتنا ما تقدمنا وياليتنا ما إكتشفنا الفيس بوك ولو بقينا على موقع الحوار المتمدن لأصبحنا أكثر تمدنا مما نحن فيه في ظل الفيس بوك
من خلال مقالي هذا أدعو المثقفين إلى العودة إلى الحوار المتمدن والتقليل من إستخدام الفيس بوك كي نقرأ ماينتجوه من فكر بعيدا عن هوس التعليقات والإعجابات والمشاركات كما أقدم شكري وإمتناني لكل المحافظين على ثوابتهم الأخلاقية ولم ينجروا خلف بذاءات الفيس بوك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف