الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان السويدي Magnus Lönn : يوظف جمالية الرمز والمعنى لخطاب متعدد المعاني

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2020 / 5 / 26
الادب والفن


في فترة مابعد الحداثة في الفن بدأ الفنان يكتشف ما يمكن أن يفعله عندما غدا الفن محلا للبحث اخذ الفنان بابتكار لغة جديدة للتواصل والتفاعل مع الأحداث الاجتماعية وقد قال الناقد (بيير ريستانى Pierre Restany) عن ذلك : }يمر الفنان الذي نبذ المفهوم القديم للقطعة الفنية المتفردة , ليصبح الفنان أكثر تواصلا مع المجتمع ويهجر دوره الغامض الذي يلعب فيه شخصية الفنان المنتج للوحات التي يبيعها التاجر{ ؛ من هذا المنطلق أصبح الفنان يزيح الحواجز بين فروع الفن ليصبح العمل الفني مجال تأمل عقلاني وموضوعا للتساؤل حول الفن ووظيفته في المجتمع وتغيرت الفكرة القديمة المرتبطة بالعمل الفني فأصبح العمل الفني فعلا ناقدا ومنشطا ثقافيا وتمت إزاحة الفواصل بين مجالات الفن التشكيلي ليتحول العمل الفني إلى استعراض (سمعي وبصري وحركي)، فتعددت الأساليب وتداخلت المعايير الجمالية وصار التجديد هدفا بحد ذاته ، ومن أهم المتغيرات التي حدثت في فترة مابعد الحداثة التغير في المعايير الجمالية المتوارثة في الفن التشكيلي فلم تعد المعايير الجمالية تسير وفق معيار ثابت ومحدد معد من قبل النقاد كمقياس وحيد للفنون فاصبحت المعايير الجمالية تستقى مبادئها من الفن ذاته فباتت هناك معايير (اجتماعية وتاريخية وحضارية وأخلاقية) إلى جانب المعايير التشكيلية والفنية ، وتغير مفهوم العملية الإبداعية ذاتها فأصبحت مثل الفلسفة يحدوها الجدل والتساؤلات وغدا الفنان كالفيلسوف يطرح القضايا حول طبيعة الفن ووظيفته في المجتمع وانطلاقا من هذا المفهوم كانت اعمال الفنان (Magnus Lönn) كغيرها من اشكال الفن التشكيلي المعاصر او ما يعرف بما بعد الحداثة هذه الاعمال لا تستند الى مرجعيات او أسس او تقنيات فنية خاصة فكل عمل له قواعده واسلوبه وافكاره التي تختلف عن العمل الاخر حتى وان كانت جميعها تنتمي الى اتجاه واحد وهي اقرب الى المدرسة التجريدية منها الى التعبيرية ، فهي أعمال فنيّة تحتاج في تذوّقها إلى رؤية بصرية محسوسة على اختلاف ما استخدم في إنتاجها من مواد ويمكن ان ننسبها الى نوع من الفن التطويري الجاد المعروف بـ (الكولاج) او فن التجميع وهو فن تجريدي اذ انه فن يكوِّنُ اشكالا جديدة من شكلٍ مكتمل سابق عن طريق تجميع اوقص ولصق الكثير من المواد معا، واستخدام تقنية (الكولاج) هذه له تأثير جذري في الاعمال الفنية ؛ هذه الأعمال ساخرة من الواقع المُعاش وتتناول بعض المشكلات الاجتماعية التي يعانيها المجتمع بشكلٍ أساس وتنتقد بعض السلبيات التي تشهدها الحياة المعاصرة لذا لجأ (Lönn) إلى كل ما يخدم غرضه لعمل قطعة فنية من سائر المهملات القديمة منتقياً إياها لخواصها الظاهرية شكلاً ولوناً ونسيجا من دون أن يخفي هويتها الأصلية متعاملا معها بحنان ، فالظاهر والباطن وجهان لحقيقة واحدة حيث تلتقي الصورة الظاهرة مع الصورة الباطنة الخفية لتكتمل انسانية الشخص ، فالظاهر ينبغي ان يكون صورة معكوسة ومعبرة عن الباطن وهو ما يصطلح عليه اليوم بالشفافية وان انفراد الباطن عن الظاهر يعد نفاقا او رياء ، وفي الفنون التشكيلية فان الظاهر والباطن يقابله الشكل والمضمون ، فالشكل هو الهيئة المرئية والمحسوسة فعندما نتحدث عن عمل فني ما سنجد هناك اكثر من شكل تجتمع مع بعضها لتصنع نسقا مرئيا ذو معنى ، وحينما يكتمل الشكل الفني للعمل فانه ينبثق عن فكرة وانفعالات وجماليات ورؤى لدى الفنان تتسرب كلها الى المتلقي فيتفاعل معها ويتمتع بها ويتمثل ذلك بوجود تفسير عقلي للتطورات الفنية التي توجِد توازنا بين الشعور الداخلي للفنان وما ينجزه من أشكال مجردة مرورا بالألوان وتناسقها وتباينها وهذا ما نجح في تحقيقه (Lönn) الى حد كبير .
الاهتمام بالفنون عموما والفن التشكيلي بشكل كبير كونه محور حيوي تكويني ورئيس في المدارس الفنية ويمثل جانبا كبيرا من حياة الشعوب اذ يعبر عن شخصية الشعب الذي ينتمي اليه الفنان ، والفنان (Magnus Lönn) من الفنانين السويديين المبدعين في الفن التشكيلي الذي غالبا ما كانت اعماله الفنية اقرب الى التجريد وكما هو معروف عن الفن التجريدي (Abstract Art) انه فن يعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية ويظهر قدرة الفنان على تصوير الشكل الذي يتخيله سواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماما قد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للعمل النهائي ومن رواد الفن التجريدي الفنان العالمي (بيكاسو) ، والفن التجريدي هو الاصعب بين مدارس الفنون كما قال الفنان الروسي (فاسيلي كاندينسكي Wassily Kandinsk) : ((من بين جميع الفنون اللوحة التجريدية هي الأصعب اذ إنها تتطلب أن تعرف كيف ترسم جيدا وأن تمتلك حساسية شديدة للتكوين والألوان، وأن تكون شاعرا حقيقيا )).. هذه الميزة جعلت الفنان (Magnus Lönn) يتميز في اعماله الفنية اذ انه كاتب مسرحي وعمل في التصوير السينمائي لذا فهو يشعر ويرى ما لايراه غيره .
هناك عدة مذاهب للفن التجريدي كالفن التجريدي الهندسي والإيمائي والبسيط وسواء كان التجريد شاملا ام جزئيا فانه يعطي الايحاء بمضمون الفكرة التي يقوم عليها العمل الفني وقد جمع (Lönn) الكثير من سمات هذه المذاهب في اعماله بالاعتماد على العناصر التعبيرية التصويرية أي الاعتماد على التعابير التحليلية مما لا يصعب فهمه برغم العمق الذي فيها من خلال التعبير بإشارات محسوسة .
الفنان (Magnus Lönn) تميز بأسلوبه التجريدي والتجريبي او ما يعرف بـ(الكولاج) المشحون بالإبداع في التعبير عن قضيا ومشاكل المجتمع وفقا لما يراه باسلوب الكاتب المسرحي الذي يوجه بعناية شرائح المجتمع نحو المشاكل الاجتماعية تاركا لهم حرية اختيار الحلول المناسبة وانطلاقا من كونه كاتب مسرحي فانه استخدم الحروف والكلمات وادواتها ومحورها الرئيس القلم والافكار لايجاد العلاقة بين الحرف والكلمة ورسم الصور الذهنية كرسائل الى المتلقي معتمدا على هذه المواد البسيطة وتوظيف مواد اخرى معظمها هي مواد مستعملة ومهملة مستخدما كل ذلك لينتج اعمالا فنية تشير الى ان المحور الذي يشكل الشخصية هو المعرفة الممزوجة بالثقافة التي تترسخ عبر مراحل العمر وقد اشار (Lönn) الى ذلك من خلال تناوله لهذا لجانب في اعماله الفنية بتصويره الناس على شكل كتب ، اوكتبا تم نزع اوراقها اوكتاب في قدر للطبخ ... الخ مستخدما تقنيات فكرية واسعة بادوات بسيطة خلق من خلالها تقنيات بصرية تركت صورا ذهنية عميقة باداء بسيط لكنه إبداع متنوع اذ يعتمد في اعماله الفنية على بساطة الأشكال والألوان والإيماء في إحداث أثره كنوع من أنواع الفنون التي تمتلك طابعا معنويا ، اذ يبتعد هذا النّوع من الفنون عن الوصف الدقيق لواقعية الأشياء أو طبيعتها ، حيث لا تصف الاعمال الفنية هذه كائنا معينا أو مكانا ما، فما يراه الناظر هو عمل فني مكون من المواد والأشكال المستخدمة فيه وما يحويه من لمسات خاصة بالفنان وفي نفس الوقت لا يعد هذا الاسلوب الفني فنا مبالغا فيه أو فنا يغير معالم الشيء كالفن التكعيبي .
ونتيجة لتطور المفاهيم الجمالية والفنية في الفن المعاصر، فقد أوضحت أعمال (Magnus Lönn) أن هناك مفاهيم متباينة نحو استخدام المواد التي يهملها الناس كوسائط اساسية في بنائها وقد وظف الإمكانات التشكيلية لهذه المواد في تأكيد أفكاره الفّنية وقيمه التعبيرية ، فالفنان (Lönn) تعامل مع الواقع الحياتي باسلوب ساخر انطلاقا من ان لكل مادة جسد يتحدث بلغة خاصة عن نفسه هذه اللغة هي الروح التي يسعى الفنان إلى توظيفها بما يشرح رسالته للجمهور ومن ثم السماح لها بالإنطلاق والتحليق من خلال اعماله المليئة بالحيوية والحركة التي تتضمن في ثناياها جوانب لا حصر لها من الافكار التي تدفع المشاهد الى البحث فيها عن كلمة السر لفتح أبوابها لتظهر صورة أو شكل العمل بصيغة توجيهية وتحفيزية ليجد المشاهد نفسه امام الفنان وهو يتحدث اليه من خلال الصورة الذهنية التي حفزها عنده واحترام الوسيط الذي هو المواد التي استعملها الفنان ، لان العمل الفني لن يكون متكاملا من دون هذه العلاقة الحوارية بين المتلقي والفنان هذه هي فلسفة هذا الفنان ، فالمرجعية الفنية متنوعة في الإبداع الفني والتشكيلي لدى(Magnus Lönn) إضافة إلى هذه المرجعية الفنية هناك مرجعيته البصرية المتأتية انطلاقا من كونه مؤلف مسرحي وعمل في التصوير السينمائي وفي الفنون البصرية ، فتكونت لديه رؤى وابعاد مسرحية واسعة اضافة الى موهبته كفنان تشكيلي لذا دائما ما يحاول ان يكون لاعماله ايقاع مسرحي واقعي ، فيبتكر طرقاً فنية تفعل فعلها في اختياراته الجمالية ، فيستدعيها بطريقة لاشعورية عند ابتكار صور تجريدية لها بغية خلق عالمه الموازي لعالم الأشياء المعروضة في الواقع .
لدى(Magnus Lönn) طاقة هائلة للإبتكار والاستلهام والتحاور الجمالي والاستزادة من التدفق الروحي والإشباع البصري لتقوية الإحساس والانتماء لوطنه السويد ؛ تلك الطاقة تحفزه على التأّمل والروح المتوثبة داخله تنعكس في التنوع الذي يصاحب تجربته التي يعكف على بنائها بتؤدة ووعي جمالي وفكري لإنضاج أعماله، ومنحها بعدا وجدانيا يؤثر في المتلقي .
الجمهور المستهدف لـ (Magnus Lönn) هم الاطفال من سبع سنوات حتى الخامسة عشر بالدرجة الاولى لكن الحقيقة انه يستهدف كافة الاعمار بخاصة البالغين الذين يشكل الاباء والامهات والمعلمين نسبة كبيرة بينهم لانهم بتماس مباشر مع هذه الشريحة المهمة والحيوية لانهم المستقبل ، اذ ليس للعمل الفّني ذات التاثير في كل المتذوقين ذلك أّن كل عمل له دلالاته التي تثير خيال المتلقي وتدفعه الى التساؤل لينفتح امامه المجال واسعا للتحليل والتأويل والاكتشاف كل حسب قدراته وخبراته وثقافته ، وهكذا تختلف قراءات العمل الفني بتنوع الرؤى والتفاعلات الوجدانية.
اتخذ (Magnus Lönn) اسلوبا قوامه تحقيق التناغم بين جمالية الرمز والمعنى والبساطة وتنويع مواد الاعمال كل تلك مجتمعة خلقت إسلوبا فنيا خاصا به ، فكان الحرف محوره الرئيس الذي استثمره فنيا وتعامل معه بطريقة جعلت منه مادة ينوع بها أشكاله الفنية، وكأنه يسعى الى تعليم المتلقي اهمية الحرف في تشكيل الكلمة واهمية الكلمة في صقل الافكار والمعاني باسلوب مبسط يرتفع الى مستوى الأطفال لانه ادرك حقيقة مهمة هي : (( للوصول الى مستوى الطفل يجب ان ترتقي وتسمو بافكارك الى مستواه لا كما يرى اغلب الناس حين يؤكدون اهمية النزول الى مستوى الطفل وهذه رؤية مغلوطة جدا لان الطفل خياله واسع جدا يحلق به بعيدا عن تعقيدات الحياة ويسمو نحو ما لا يمكن للكبار ان يدركوه لذا يجب الارتقاء والسمو الى مستواه لايجاد ارضية مشتركة معه)) ، هذه الحقيقة ادركها (Magnus Lönn) وتعامل معها بهذا المعنى فالاطفال لم يدركو الامور باية طريقة تجريدية في التفكير وليس لديهم مفاهيم محددة لما هو صواب أو خطأ لانهم يتصرفون بتلقائية ويتعاملون مع محيطهم بمرح وبساطة هذا ما دفع (Magnus Lönn) إلى استنباط اعماق الطفولة والغوص فيما ورائها ، فاعماله تحرر الرمز بالتنويع في استخدم الحرف هندسيا بهيئات متعددة وبتنوع المواد التي يستخدمها لتتناغم مع الفكرة التي يريد ايصالها بشكل مبسط محدثا حالة من الدهشة لدى المتلقي تراوده لمدة طويلة من خلال الصور الذهنية التي تتكون عنده لدى مشاهدته لهذه الاعمال كونها اشتملت على مجمل الفعاليات الحياتية والدمج بين التقنيات المختلفة مما أفرز نتاجا تميز بخاصيات تشكيلية وتقنية ومادية نوعية .
اتسمت أعمال (Lönn) الفنية بنزعة تجريدية وبجرأة عالية جاءت من فهمه العميق لخصائص المواد التي يشتغل عليها إذ نستطيع أن نرى ما يمكن أن نسميه بالإيقاع التعبيري اللوني من خلال توظيفه لالوان المواد التي يشكل منها اعماله من دون الاضافة اليها ربما لأنه سعى إلى تقديم تناول بصري لإيقاعات مختلفة من حيث التقنية والأسلوب .وتحقيق الانسجام والتكيف .
اضافة الى ما تقدم فان اعمال (Lönn) تاتي بصيغة تعليمية تدفع الى الفهم وتحديد السلوك تجاه المحيط الانساني بشكل عام الامر الذي يجعل المتلقي يبحث في المعنى والفعل المقصود وطبيعته ، مع العلم أن هذا السلوك يكون اختياريا أو اضطراريا حسب رؤية وفهم المتلقي لذا فانه يحتاج الى تكيف مع هذه الاعمال ، ومن ثم التصرف عن قناعة وتبصر ذلك ان هذا النوع من الاعمال الفنية هي تنمية لصياغة تجريدية تارة وتارة اخرى تصويرية تمزج تقنيات متآلفة من التجريد بأسلوب مبني على التعبير أكثر من الوصف فتشكيل المثلثات والحروف باستخدام المواد التي يهملها الناس بالوانها القوية التي هي عليها يحدد موضوعات هندسية يجعل الرمزية فيها تنغمر في رؤى فلسفية قوية تمنحها إياها الخطوط المؤطرة ؛ إنها صياغة تلقائية في اشكال هندسية تحكي الحياة وتجاهر بالمشاكل والمعاناة والمسؤولية والقوة وبهذا يغدو العمل الفني حوارا متواصلا مع المادة واللون والأشكال والخامات في تكوينات لا متناهية هي اقرب إلى التجريد منها إلى التشخيص والتمثيل ، وهو أيضا حوار الاحساس مع الفكر والأداة لانشاء خطاب جمالي من خلال تعاضد مختلف التقنيات الفنية ، فالفنان (Lönn) له العديد من الأعمال التي تندرج ضمن هذا النسق الفني وفي الوقت ذاته تمثل منعطفات مختلفة في تراكيب الشكل وبناء العمل إجمالا كما هو مجسد في اعماله الفنية وهي ذات خصوصية عالية حملت تمثيلات شديدة التنوع لتصوراته وعبرت إلى حد كبير عن سعيه نحو التجديد والإبداع المستمر ، ولعل في ذلك ما يجعلنا ننبهر بتكوينات الحروف لاعطاء قراءة وبعد انساني مختلف لواقع الكلمات اذ سعى (Lönn) إلى استدعاء سياقات بصرية وجمالية من مصادر غّنية انطلاقا من الإرث الفني السويدي.
أن تحويل ما لاقيمة له في حياة الناس الى لغة تقوم على فك الرموز والشفرات من أجل تحقيق التواصل بين المتلقي والعمل الفني هو علامة شاهدة على الممارسات الحياتية التي تحولت بيد الفنان (Lönn) ورؤاه الى لغة فنية بمضمون هادف ، فاللغة عنده ارتقت الى أن تكون علامة من خلال عملية التشفير(code) ؛ لذا فان مثل هذا التّوجه في انتهاج تكوين الحروف مثل للفنان هاجسا دفعه إلى خوض تجارب فتحت له مسارات جديدة، إذ أنجز هذا الفنان تكوينات اتصفت بقيم فّنية متنّوعة، والعمل على صياغة الحلول الجمالية التي تضمن له اندماج الأجزاء في الكل مع استثمار ما لاقيمة له في حياة الناس في خلق طرح إبداعي يثير الدهشة لتحقيق خطاب متعدد المعاني لجميع الفئات العمرية والإنفتاح على العديد من الأبعاد التعبيرية فيما يشبه التناص أو إنتاج قراءة بصرية توازي الشكل الفّني العام للوحة وتستوحي المحتوى من حيث التعاطي الفني شكلا ومضمونا .
طرح (Lönn) أسلوبا جديدا وسع من أفق دائرة التلقي لدى الجمهور في التجربة التعبيرية التجريدية او اللامعقول في الفن التشكيلي المعاصر وهو التحول الذي ركز عليه الفنان في توظيف جديد لعناصر الشكل والمضمون من علامات وايقونات ودلالات تشترك في عملية خلق خطاب بصري قائم على فكرة ضرب العلاقة الترابطية بين الدال والمدلول من جهة وازاحة علاقة الأشياء مع المحيط الذي تنتمي اليه من جهة أخرى هذا الاسلوب تفرد به اذ تشكل اعماله مرتكزات للمعنى من حيث الوجود وذلك من خلال المادة الخام التي استخدمها والفعل والحركة والإيقاع والشكل ومن ثم بلور دلالات وظلالا للمعاني يتحسسها المتلقي عبر شعوره وفكره ضمن تجليات مفردات هذه الاعمال الفنية .
اعمال (Lönn) الفنية قد تبدو للبعض خربشات عبثية أو آثار وإشارات ورموز فائضة بلا معنى لكنها في الحقيقة تعبير عن جوهر الأشياء والموجودات والأحداث من خلال ترميز معانيها وصفاتها ومضامينها المتعددة والمتغيرة التي تحقق في منجزها التشكيلي شفافية تعبر عن الحقائق والقوانين والضوابط الناظمة للحياة ، وتطرح الإشكالات والتحديات ، فلوحات (Lönn) تنحت عنوانها من الموروث السويدي الممزوج بالطبيعة السويدية مجتمعا وبيئة من حيث الصفاء والنقاء والمحبة وهي سمات وإيحاءات يمكن الشعور بها من خلال قراءة روحية ووجدانية، مع تذوق متعمق لهذه الاعمال فتنفذ الرؤية إلى مملكة الباطن حيث تنبعث المعاني من العالم المجرد إلى الذهن لتصل الى الانفتاح على حرية الكلام من أجل تعبير أكثر حدة وأكثر قوة يشرح ترسانة المعاني المزدحمة لمشاهد الحياة عند هذا الفنان.

https://www.google.com/search?rlz=1C1CHBD_enSE885SE885&q=Magnus+L%C3%B6nn&tbm=isch&source=univ&sa=X&ved=2ahUKEwjjj5eK3MzoAhUPuIsKHWXZCjwQsAR6BAgKEAE








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا