الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى عمال السكك وكافة المناضلين العماليين بالمغرب، بقلم: نشرة البوصلة

المناضل-ة

2020 / 5 / 26
الحركة العمالية والنقابية


إحياء للذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال المناضل الاشتراكي الثوري عبد الله موناصير، يعيد رفاقه ورفيقاته، في تيار المناضل-ة، تباعا، نشر الرصيد الإعلامي لهذا المناضل.
تستمر منذ شهر إحدى أهم المعارك العمالية بالمغرب، فإضرابات السككيين لا مثيل لها منذ إضراب عمال الفوسفاط باليوسفية عام 1986 ومنجميي جرادة عام 1989 . ولا يمكن لكل نقابي حقيقي إلا أن ينظم إلى هذه المعركة بكل ما لديه من قوة . ونقابتنا الفتية والصغيرة لا يسعها إلا أن توجه التحية إلى عمال القطار، ونداء إلى كافة المناضلين العماليين، وأن تعمل لتعميم دروس هذه التجربة الثمينة على درب استنهاض الحركة النضالية للكادحين.
لقد أضرب عمال السكك دفاعا عن المكاسب وعن الحرية النقابية، وتفجر كل الغضب المتراكم من جراء تدهور حالة العمال، ولتأكيد الاستعداد لمواجهة الأخطار المحدقة. فالإدارة تخطط لتسريح آلاف السككيين، وبدأت فعلا بطرد المؤقتين وتلوح بطرد ما يقرب من ثلث المرسمين أنفسهم. وبوجه الإضراب أبانت الإدارة رفضا شرسا لمطالب العمال، وحاولت إفشال المعركة باللجوء إلى التسخير واستخدام كاسري الإضراب من خارج القطاع. وهذا الرفض لا علاقة له بهزالة أو ضخامة ما يطلبه العمال، بل هو إصرار على هزم السككيين لإشاعة اليأس والتشكيك في ثمار النضال في كافة قطاعات الإنتاج والعمل.
إن الخصوم يريدون أن يجعلوا من هذه المعركة التي لها صدى واسع بين الكادحين تركيعا يخلق انعدام الثقة في النفس داخل كل أقسام الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية لشل قدرتها على الرد على الهجمات المقبلة للرأسمال ودولته. لذا فإن إضراب السككيين هو معركتنا جميعا : فسيواجه الكادحون تصعيدا في الهجمات البورجوازية تبدأ بتقليص حرية الإضراب بدعوى تقنينه، وبتسريع مسلسل التسريح بمبرر المنافسة العالمية، و بإضعاف القدرة الشرائية تحث غطاء شتى أنواع المبررات الإقتصادية. وإن توحيد الصفوف لمواجهة الكارثة الزاحفة يبدأ الآن و هنا في تجنيد كل القوى لدعم عمال السكك بانضمام القطاعات المستعدة للمواجهة وبتنظيم المساندة بكافة أشكالها بل حتى بتنفيذ الإضراب العام المؤجل.
إن معركة عمال السكك انتصار رائع للإتحاد النقابي إذ فرض العمال على كل الأجهزة توحيد النضال، وتجاوز التفرقة المصطنعة عبر تكوين لجنة تنسيق تشمل حسب علمنا ممثلين لأجهزة النقابات ومن خارجها وبذلك قطعوا الطريق على الأعداء الذين تعودوا استغلال التعدد النقابي لإفشال النضالات. كما سجل التاريخ لعمال السكك مفخرة أخرى لما افشلوا كل محاولات إجهاض المعركة بقرار فوقي لم يصدر عنهم. وبذلك تتأكد إحدى دروس الكفاح العمالي : إن أفضل الطرق لتسيير المعركة هي انتخاب أداة هذا التسيير من قبل المضربين انفسهم النقابيين منهم وغير النقابيين.
لقد أعطانا السككيون دروسا سيكون تضييعها جريمة بحق المعركة النقابية. إن نجاح المعركة الحالية سيكون خطوة جبارة لترسيخ ثقة العمال في أنفسهم وبعث الحيوية في الحركة النقابية بعد كل ما عانته من تشتت ومن هجمات قاسية. لذا فإن واجبنا جميعا هو رفع راية الوحدة العمالية والمساندة الفعلية لإضراب عمال القطار. وهذا يستدعي دعوة أجهزة القرار بكافة النقابات للإجتماع فورا لتعيين أشكال التضامن لتجنب انفراد العدو الطبقي بالسككيين ولإفشال مراهنته على استنزاف قدراتهم الكفاحية. وستكون هذه المعركة امتحانا سيسقط الأقنعة عن كل من يستعمل الإتحاد النقابي لإخفاء تخريبه للصف العمالي.
ونظرا لدور الإعلام في تعبئة القوى العمالية يلزم أن تنال معركة السككيين الصفحة الأولى من كل الجرائد المناصرة للنضال النقابي لتكون المعركة الجارية رافعة لتجنيد القطاعات العمالية الأخرى لتقف على رجليها تلك القوة الكفاحية الكفيلة بضمان الانتصار. وستجني الحركة النقابية فائدة عظيمة في تدوين يوميات الإضراب من طرف المناضلين النقابيين والمضربين لتعميم نقاشها لتصل دروسها إلى كافة المراكز العمالية. وستبدل نقابتنا ما في وسعها بتخصيص عدد من نشرتها "البوصلة" للتعريف بمعركة عمال السكك . كما تستوجب المواجهة الحالية الارتقاء بتقاليد التضامن بالشروع في حملة وطنية لدعم السككيين وأسرهم ماديا. فالكوارث المتلاحقة التي شهدها الأمنيوم المغربي للصيد ومناجم جبل عوام خلفت أثرا سلبيا سينال لا شك من نضالية عمال المغرب.
فلنتعبأ جميعا لوقف النزيف عبر تقوية مشاعر التضامن الطبقي. إن مستقبل المغرب يتقرر في المعارك العمالية ، إذ كيف يمكن انتزاع الحريات والمؤسسات الديمقراطية في وقت تبقى المناوشات من أجل تحسين المعيشة تتبخر فيها الطاقات واحدة تلو الأخرى.
لقد وضع السككيون الحركة النقابية وعموم المناضلين أمام مسؤوليتهم التاريخية.
فلنبرهن جميعا أننا في مستوى المسؤولية.
النصر لمعركة عمال السكك الحديدية.
عاشت الحركة النقابية موحدة وكفاحية.
أكادير 31 ماي 1995.
نقابة البحارة وضباط الصيد بأعالي البحار – أكادير
تم بعث هذه الرسالة يوم كتابتها إلى جريدة أنوال بالفاكس كما أرسلت إلى جريدة الطريق إلى يتاريخ 14 يونيو 1995. إلا أن أيا منهما لم تنشرها.
نشرت بالعدد الخامس من البوصلة – اكتوبر 1995








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكدونالدز في ورطة جديدة بسبب إصابة عامل باليومية.. والشركة


.. ترمب يكتسب خبرة التعامل بشكل رسمي مع قاعات المحاكم




.. فرصتك-.. منصة لتعليم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل


.. طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعتصمون احتجاجا على الإبادة




.. ا?ضراب لعاملين بالقطاع الصحي في المستشفيات الحكومية المغربية