الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسمالية تقتُل في كل مكان: حوادث الشغل وأمراضه حرب عالمية على العمال؛ بقلم: نشرة البوصلة

المناضل-ة

2020 / 5 / 26
الحركة العمالية والنقابية


إحياء للذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال المناضل الاشتراكي الثوري عبد الله موناصير، يعيد رفاقه ورفيقاته، في تيار المناضل-ة، تباعا، نشر الرصيد الإعلامي لهذا المناضل.
أينما حل الرأسمال فهو يضع عبيده المأجورين في شروط لا تراعي غير تضخيم الأرباح وبأقصى سرعة.
فتكون النتيجة، إلى جانب الأرباح، أهوال الفقر عند العبيد وانحطاطهم من جراء حوادث الشغل وأمراضه. فطول يوم العمل والوثائر السريعة و الرتابة و العمل بالأفواج و ليلا و غياب قواعد السلامة و استعمال معدات خطيرة أو متقادمة و عدم اقتناء معدات السلامة تفاديا للتكاليف، كلها عوامل تؤدي إلى معدلات مرتفع للقتلى و المعطوبين و المشوهين و الأرامل و الأيتام و المعوزين ضمن الطبقة العاملة.
إن العامل في المجتمع البرجوازي مضطر لقبول المخاطرة بحياته و مستقبل أسرته، فيرتمي في جحيم العمل كما شكّله الرأسمال عسى أن يظفر منه بما يُبقيه على قيد الحياة. و إن القوة الرهيبة التي تدفعه لقبول المجازفة هي خطر الموت جوعا. فهو مجرد من كل ملكية و الملكية مركزة بين أيدي القلة فلا حل له غير بيع قوة عمله لها.
هذه العلاقات الرأسمالية اكتسحت العالم و استعادت تلك البقع التي طُردت منها يوم كانت حركة العمال في صعود. و ها هي الآن تهدد مستقبل البشرية برمته بالغ التهديد لما لها من آثار كالبطالة و الحروب و المجاعة و تدمير المحيط الطبيعي.
سنكتفي هنا بإعطاء فكرة عن احد أوجه آثار اقتصاد السوق المعمم الذي تقف اليوم جيوش المداحين من كل نوع، منهم يساريون سابقون، للتطبيل و التزمير لفضائله.
هذا الوجه هم ضحايا الطاحونة البرجوازية: منكوبي حوادث الشغل و الأمراض المهنية و إن المرض الحقيقي هو الرأسمالية ذاتها. فخلاصات و ملاحظات الدورة 12 للجنة المختلطة لمنظمة العمل الدولية و المنظمة العالمية للصحة كشفت أن حوادث الشغل في العالم تمس سنويا 120 مليون شخص، يموت منهم 200 ألف.
كما يقدر عدد الحالات الجديدة في الإصابة بالأمراض المهنية بما بين 68 و 157 مليون. و تبلغ نسبة البشر المعرضين لمخاطر الشغل على كوكبنا %40 إلى %50. و هذه المخاطر متنوعة: فيزيائية و كيميائية و بيولوجية و نفسية-اجتماعية و إرغونومية. و حسب المختصين هناك 10 ألاف مادة كيميائية مضرة للعامل و 200من العوامل الفيزيائية و 120 وضعا إرغونوميا غير صحي 120 من الضغوط المفرطة مرتبطة بعوامل نفسية و اجتماعية يمكن أيضا اعتبارها مخاطر مهنية قد تسبب حوادث شغل و أمراض و ردود فعل إرهاقية و مسا برفاهية البشر العامل.
و أشار نفس المصدر إلى الخطر الشديد المحدق بالبشرية من جراء ارتفاع عدد الإصابات المهنية السرطانية بوجه خاص. فهناك 300 إلى 350 من العوامل المتنوعة لها خصائص مسرطنة(مسببة للسرطان) (1) من بينها البنزين و الكروم و الاميانت و النتروماسين و الأشعة فوق البنفسجية و الإشعاعات الأيونية. و أكثر السرطانات المهنية انتشارا سرطان الرئة و المثانة و الجلد و العظام.
باختصار توجد البشرية العاملة في كف عفريت. إن الكوارث التي تسببها ظروف العمل لا تعود إلى العمل في حد ذاته و لا إلى البشر بل إلى العلاقات الاجتماعية. فاحتكار ملكية وسائل الإنتاج و ما يترتب عنها من حرب دائمة و حامية الوطيس بين الرساميل المتنافسة تدع كل رأسمالي إلى السعي للإنتاج بأقل التكاليف ليكون البيع مربحا. و في تقليص التكاليف هذا يضحي الرأسمال بصحة و سلامة العمال الجسدية و النفسية.
لذا فان جميع من يتوجهون إلى الرأسمال بالنصح و الاستعطاف ليراعي صحة العمال ليسوا نقابيين بعد بل مجرد مشعوذين. فمادام اقتصاد الربح الرأسمالي قائما فسيؤدي العمال من صحتهم و حياتهم. و إن كل الاحتياطيات التي قد يفرضها العمال بالنضال لحماية صحتهم أثناء الشغل و خارجه أيضا إجراءات للحد من الخطر جزئيا. لكن في النضال من اجل ها التحسين الجزئي يتعلم العمال و يبنون قوتهم لإزاحة الخطر نهائيا بالقضاء على الرأسمالية و إحلال مجتمع المنتجين المتشاركين المسير ذاتيا و بديموقراطية، حيث يكون محرك الاقتصاد و مجمل الحياة الاجتماعية هو رفاهية البشر ومنها سلامتهم الجسمية و النفسية.
البوصلة – العدد الرابع – فاتح مايو 1995
(1) – بخصوص المواد المسرطنة، راجع كتاب المواد السامة و المسرطنة: أصنافها – أخطارها – طرق تأثيرها. للدكتور ممدوح جميل النيربية – عمان دار البشير 1992.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس