الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فراس عوض : جارة العميد
فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي
(Feras Awd)
2020 / 5 / 28
الادب والفن
عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري، كنت أدرس في احدى الكليات المتوسطة، ودائما استمع لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب من الحاسوب الذي على مكتبي في الكلية، خلال اوقات فراغي وقرائتي، كان يستغرب زملائي الاستاذة الكهول انني اسمع لأم كلثوم في هذا العمر، متسائلين عن السبب، فاجبتهم انني في صغري كنت احب الشعر جدا، و دائما اشارك في المبارزات الشعرية وجلسات الأنس والموسيقى، وهذا ربما ساهم في صناعة ذائقتي السماعية الفنية، وكبرت معي، فالاصل انك تتذوق لا تسمع، ونمط حياتك يساهم في صقل ذائقتك و وذوقك، كان ذلك كفيلا لتقربي من العميد، الذي كان يثني على ذائقتي و على الفن الجميل، فيتغير أسلوبه معي ويصبح أكثر لطفا ، و يعطيني ما اريد غالبا، لكن لا انكر ايضا انني كنت متميزا، على الاقل بشهادة الزملاء والعميد، يوما ما، جاء العميد فلمحني أسمع لكاظم الساهر، فعقد حاجبيه عابسا و تغيرت ايمائاته! كاظم بالنسبة له فاسق وهابط، فقد كان ذلك الجيل الذي ينحدر منه العميد يعادي الحب غالبا، وليس كاظم بحد ذاته، فالحب بالنسبة له غالبا شيئا من الرذيله والإثم، فاصدر امرا لمنع الاساتذة من استخدام الحاسوب، الا لغاية علمية، فكنت سببا لاحتقان بعض الاساتذة آنذاك، ذهبت عابس الوجه إلى مكتبي وجلست، كتبت مقالا حينها عن الحادثة والحب وكاظم والفن، أعبر فيه عن استيائي الشديد، وابرز فيه جمالية الحب والفن في الآن ذاته ، قرأه العميد، فاستدعاني الى مكتبه، اعتقدت انه سيوبخني، لكن لم آبه بذلك حينها، طرقت باب مكتبه، وجلست الى جواره، نظر إلي بتعجب، وبدأ كلامه الهادئ المنمق، كانت كلماته تمتزج بالحنين لأيام الزمن الجميل، مستهلا حديثه عن ام كلثوم تارة وعبد الوهاب تارة أخرى ، فتبين لي فيما بعد انه كان عاشقا لجارته، وليس للفن الأنيق بحد ذاته! في تلك اللحظة، كان يظهر بهيئة ذلك المتيم الهرم والمراهق في الآن ذاته، كانت نظراته وتنهيداته يبدو عليها الشوق لشيء ما من زمن "الأيام اللي فاتو"، فلا شك ان وراء كل أغنية ذكرى جميلة. حينها، سمح لي، من دون الاساتذة ان اسمع ما اشاء ، واصبح صديقا جميلا لي.. خرجت من مكتبه سعيدا، وانا اتمتم واقول في نفسي: شكرا لك يا جارة العميد في ذلك الزمن الجميل، في زمن جارة الوادي، وشكرا لحبك، فلولاك لخسرت لطف العميد على الأقل، و ربما وظيفتي على الأكثر.. شكرا بحجم ذلك الحب الذي أمتد الى قلبي أيضا:)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح