الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألله لم يكن سعيدا حتى بوجود جنة لديه !

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2020 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهينيات صادمة 1443
صديقي احمد ماضي أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية وعميد كلية الدراسات العليا سابقا ، يورطني دائما بأسئلته الفلسفية ويدفعني إلى الاجابة حتى في أوقات غير مناسبة لي. تساءل عن مفهوم السعادة في آخر تساؤل له على الفيس هذا اليوم 28/5/2020 . فيما يلي نصها ، وإجابتي عنها:
"هل ثمة شخص لا يفكر في السعادة، ولا يسعى إليها؟وهل هناك اتفاق بين البشر على ماهيتها ،وفِي ما تكمن؟إنها من أكثر المواضيع المثيرة للجدل،على الرغم من اشتراك البشر في أنها تكمن في موفور الصحة وتمام العافية، والحياة الهنية..
من العلماء الذين كان له رأي فيها ألبرت إينشتاين(١٨٧٩-١٩٥٥)،حيث ورد في ورقة ممهورة بتوقيعه من أوراق الفندق الذي كان يقيم فيه، في طوكيو ،أعطاها عام ١٩٢٢ لساعي البريد الياباني ، عندما أحضر له طردا، ولم يكن معه إكرامية ليعطيها إليه، فكتب في الورقة المذكورة إن هذا الساعي إن كان محظوظا ،فإن هذه الورقة قد تفوق قيمتها قي يوم من الأيام قيمة الإكرامية.والسؤال هو:ماذا كتب إنشتاين بالألمانية؟كتب مايلي:ستجلب حياة هادئة متواضعة سعادة أكبر من السعي وراء النجاح والقلق الدائم الذي يأتي معه.
لا ريب في أهمية هذا النمط من الحياة،بالنسبة لسعادة الإنسان، ولكني أرى ، فضلا عن ذلك، أن الحياة السعيدة تكمن في تحقيق أكبر قدر من النجاحات، نجاح تلو نجاح."
انتهى حديث الاستاذ أحمد . وفيما يلي إجابتي:

السعادة بمعناها المطلق قد لا تكون موجودة ، ثمة سعادة نسبية لا غير تحققها نجاحات المرء وتحقيق بعض تطلعاته .. ولو أننا نظرنا إلى الله في مفهومه حسب المعتقدات السماوية وخاصة الاسلام ، لوجدنا أنه لم يكن سعيدا رغم أن لديه جنة فيها عرش يجلس عليه تقله الملائكة، وحور عين فائقات الجمال يرفلن بثياب من السندس والاستبرق، وولدان مخلدون كاللؤلؤ المنثور، وأنهار من الخمر والعسل واللبن، وملائكة يحفون بعرشه من اليمين والشمال ، وما لذ وطاب من الخضار والفواكه والمواشي والطيور.. ألخ .. فما الذي كان ينقصه حتى لجأ إلى خلق الانسان لينغص عليه عيشته.
.. لو كنت مكانه لاكتفيت بجنتي ولما خلقت الانسان ، لكن لو نظرنا للأمر حسب فلسفتي لوجدنا أن تصوير الله حسب المعتقدات السماوية كان مجرد خيال أنتجته عقول بدائية حسب ثقافة زمنها ، والإله أو الخالق ، أو القائم بالخلق الحقيقي، لم يكن إلا طاقة عقلانية شاءت أن تتجسد في مادة لترى ذاتها، ولتجد من يشاركها عملية الخلق والابداع، فشرعت في عملية الخلق لتتوج بخلق الانسان بعد مليارات السنين ، ومع ذلك لم تكتمل عملية الخلق التي يطمح الخالق الطاقوي إليها ليرى ذاته على الوجه الأكمل .. وليحقق سعادته المنشودة بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال ، وبناء على هذا الفكر يكون تحقيق قدر ما من السعادة الممكنة متعلقا بعملية تكاملية يشارك فيها الخالق والمخلوق ، وبمعنى أدق الطاقة الخالقة الكونية وذاتها المتجسدة فيها ، التي تشمل الوجود كله بما فيه. فالجنة في هذه الحال هي كوكب الأرض فإما أن نحيله إلى جنة فعلا ، وإما أن نحيله إلى جحيم ، وليس هناك سبيل إلى ذلك إلا بالتعاون بين الخالق والمخلوق لعل الخالق والمخلوق ينعمان بسعادة ما ممكنة ومقبولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي