الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القناعة كنز لا يفنى ؟؟

ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)

2020 / 5 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


.

.......هل القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟ ......

في أعماقِ كلٍُ منا كِذْبَةْ مدفونة ومستمرة يريد البوح بها ... لكن الخوف من المجهول يمنعه من تركها..
لا تعتقد ان العقل الذي افكر به يعجز عن شوق الفؤاد .. فببصيرة عقلي وفكري اعرف متى يكون الواقف امامي صادقا ومتى يكون عكس ذلك. هكذا كان يتحدث عبدالله مع صديقه محمد الذي جلس بقربه يستمع الى همومه.
ضل عبدالله يستمر في الحديث بعد ان انضم الى مجلسه زميلان لصديقه محمد
قائلاً:
عبدالله : اتدرون ان احقر انواع البشر هم الذين يستغلون نقاء القلب وحسن نية الاخر.. اتدرون ان العاطفة البشرية قد تكون سببا في تعاسة الانسان !!
منذ صغري اراني امنح كل شيء حتى نفسي دون مقابل لمن كان صادقا معي في كل شيء .. لكن للأسف قليلون هم الصادقون وكثيرون هم الكاذبون.
محمد: لا بد وأنك تتأسف على ماضٍ منحته للآخرين فانا اشعر بذلك من نبرة صوتك المصحوب بالحزن اليس كذلك ؟
عبدالله : كلا ..كلا ، لست متأسفًا ابداً فانا كنت افعل ذلك بدافع القناعة ، نعم القناعة.
محمد : صديقي عبدالله هل لك ان تصف لنا القناعة كيف تكون ؟؟.. لا سيما وان مجتمعات الارض في أيامنا هذه لا تكاد تعرفها ، وباتت غير راضية حتى وان امتلكوا الدنيا باكملها!! ..وانت تعرف بان القناعة كنز لا يفنى .. اليس كذلك ؟؟عبدالله : سأخبرك عن معنى هذه الجملة الاخيرة التي ذكرتها من خلال سياق الحديث .. كثيرون منا يا صديقي يعتقدون بان القناعة تعني ان يرضخ الانسان الى مقدرات الواقع وان يكتفي بما هو عليه من حال دون بذل الجهد لتغييره لان ذلك امر مفروغ منه للاعتقاد السائد بانه مكتوب في الأزل وان هذا قسمته ونصيبه ولا داعي للإتيان بفعل يستوجب سخط الخالق الذي قسَّمَ كل شئ، بمعنى اننا حينما نكون في الحضيض من بين الامم فهذا شيء قدَّره الله لنا ... وحينما يقع علينا الظلم علينا ان لا نسعى الى رده لانه مقدر ومكتوب ... وحينما يكون امرنا بايدي ثلة من الذين لا يفهمون ولا يعقلون الواقع فعلينا الرضوخ وعلينا ان نقتنع او ان نقنع انفسنا فقديما قيل كيفما تكونوا يولَّ عليكم .. وعندما نزوج بناتنا لمن لا يحبون ونلزمهم بذلك فهذه قسمتهم وهم مجبرون على القبول فالله كتب على جباههم ممن سيتزوجون ... و .. و.. و... فهل تعتقد يا محمد بان رباً خَلَقَنا فأحْسَنَ خَلْقَنا .. رباً اكرَمَنا .. رباً حَثَّنا على السَيْر في الارض لنعرف كيف كانت الامم من قبلنا ونتعلم منهم .. رباً يقول لنا (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم )) رباً يقول انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا وجعل حرية الاختيار امراً عائداً الينا .. رباً خاطب الناس بصفة العمومية دون التفريق بين الملل والامم ، هل يقبل هذا الرب ان نكتفي ونرضى دون المحاولة ؟ يا محمد كثيرون منا يجهلون معنى كلمة "لا يفنى"
ويجهلون كينونة "القناعة" وبالتالي يجهلون المعنى الحقيقي للجملة الدارجة ( القناعة كنز لا يفنى ) والفناء هو انتهاء الشيء وزواله ، وعكسه عدم الفناء ( لا يفنى ) اي لا ينتهي ، وهذا يعني انك يا محمد لو وصلت الى هدف معين فلا يجوز ان ترضى بذلك وتقول انتهى فالقناعة لا تفنى وعليك المواصلة وكلما وصلت الى مرتبة ومرحلة معينة ستليها مراحل اخرى احسن منها وافضل ، ما اريد ان اوضحه لك يا صديقي هو ان الجملة الصحيحة هي ان ((الطموح ))لا يفنى .. وبالتالي فاننا دون طموح لن نتمكن من التغيير ابداً.
محمد : شكرا صديقي عبدالله ، لكن لدي اسئلة اخرى تدور في الفلك ذاته واريد مناقشتها معكم .
عبدالله : على الرحب والسعة متى ما اردتم ..


.....للحوار بقية .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب