الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أكذب... فأنا موجود...!

ماجد أمين

2020 / 5 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أنا اكذب.. فأنا موجود..
#ماجدأمين_العراقي
لم يكن الكذب محض صفة قط بل هي أحدى مكنوناتنا الوجودية وهي تبرز سلوكنا الخادع..
فنحن ندمن الكذب لماذ؟ لاسبب مقنع سوى محاولة اثبات الذات ليكن على حساب اشياء كثيرة.. فالتفاخر بالقيم.. هي ايضا من المجردات الكامنة في سلوكنا.. نادرا مانصدق ربما مع انفسنا عند خلواتنا ولارقيب يسجل مآخذا عنا.. والا.. فسليقتنا، تقودنا لإبراز الذات بشتى وسائل الخداع والزيف احيانا،
شعرائنا وأدبائنا يكذبون.... مثلا حين يصف غياب الحبيبة.. يرسم لتلك الصورة محتوى واطارا كاذبين حين يسرد بالوصف..
ان غيابك كالقمر حين تخطفه الغيوم او السحاب..
بينما القمر بعيد عن الغيوم والسحاب بمئات آلاف الاميال..
أو لنأخذ من موروثاتنا قصة ليلى الذئب.. ماعلاقة الذئب بالكعك و جدة ليلى؟
ولماذا نسقط الشر في مساحة الآخر.. أ لأنه لايمتلك لسانا او بوقا يفضح بهما فضاضتنا ومدى عظم شرنا .. يصفنا به بذات الوصف؟
لماذا نزيف ونزور صفات الطبيعة باسقاطاتنا الكاذبة؟
اننا لانكذب فحسب بل نغرس في نفوس اطفالنا نبتة الشر..
فنحن نقول لأطفالنا من باب الزهو والتعظيم..والتضخيم ماهو خاطيء نقول لهم.. الأسد ملك الغابة.. الاسد لاعلاقة له بالغابة فمكانه في السهوب والبرية.. اليس هذا كذبا؟
وليس هذا فحسب بل يمتد كذبنا حتى في مقدساتتا مثلا حيلة شرعية.. اذا كانت حيلة فكيف بشرعيتها؟
او مبدأ التقية.. لماذا التقية ومن المسلم به ان الموت دفاعا هو شهادة اايس الشهادة افضل من حياة دنيا ولماذا التقية اذ ربما لو اتبعناها وتركنا الشهادة وهي قيمة عظمى كما تقول العقيدة.. فلربما نرتكب جريمة وبدلا من مكافئتنا بالجنة سنذهب للنار.. فهنا التقية قد حرفت مسارنا؟
اليس كذلك..
هل الخوف يجعلنا نكذب؟
لا احيانا نحن في غاية الامان ونمارس الكذب....
وليس هذا فحسب بل ذهبنا بعيدا بتصنيف الكذب الى كذب ابيض وآخر اسود.. رغم ان الكذب هو كذب..
نحن ندين القتل ونعتبره جريمة يحاسب عليها القانون الوضعي والشرعي والعرف الاجتماعي.. لكن في الحروب او الدفاع عن فكرة ما او عقيدة نعتبر ذلك بطولة والطرف الاخر عدو.. وهو كذلك يصف المقابل بذات الاوصاف ويعتبر افعاله.. وارتكابه للقتل ايضا بطولة وقتلاه ايضا شهداء.. بالضبط كما تتقاتل قبيلتان على ثور او بقرة بل وصل الامر ان يتنازع البعض عن اشياء تافهة..
السنا جميعا نكذب ومنهم الكاتب ولا استثني نفسي من ذلك.... اعتقد ان الاطفال وحدهم هم الصادقون قبل ان تتلوث افكارهم بما نسقطه عليها من كذب وخداع لذلك تسمى الفلسفة بسؤال الطفل.. لانها اصدق وانقى لماذا لا نبقى انقياء مثل الاطفال.. ولماذ خالط سلوكنا الكذب.. اعتقد انها التجربة لأول سلف من اسلافنا الإنسان حيث كان يهم أن يصيد ارنبا فنصب فخا له... فكانت ولادة الكذب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ


.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر




.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م


.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر




.. حشود إسرائيلية حول قطاع غزة استعدادا لهجوم بري محتمل ضد رفح