الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Bible unearthed

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2020 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


Bible unearthed ,كتاب "التوراة اليهودية" مكشوفة على حقيقتها…. تأليف د. اسرائيل فنكلشتاين والمؤرخ نيل أشر سيلبرمان.(بمساعدة نخبة من مفكرين واساتذة وعلماء اثار يهود). الكتاب هو دراسة موضوعية علمية مادية، يعرض فيه ما يعتقده المؤلفان اليهوديان انه منظور جديد في فهم نشأة إسرائيل القديمة وظهور نصوصها التاريخية المقدسة.من أجل إعادة بناء تاريخ مختلف جدا عن المتداول عليه والراسخ في الأذهان،ان هدف الكتاب هو محاولة فصل التاريخ الواقعي عن الأسطورة.من خلال علم الآثار ومقارنتها بالنصوص الدينية المقدسة ومن خلال الأدلة التي اثبتتها الاكتشافات الأخيرة.والعرض في النهاية ،ليس مجرد النقد والهدم ،وانما كما يقول المؤلفان هو أن نشرك القراء في معرفة احدث البصائر والرؤى التي قدمها علم الآثار ..
مقتطفات:
** سنبني تاريخا جديداً لإسرائيل القديمة،ستلعب فيه بعض اشهر الأحداث والشخصيات المذكورة في مسرحية الكتاب المقدس العبري بنحو يفاجئ الجميع..
** ألقت المكتشفات شكوكا جدية على الأساس التاريخي لمثل تلك القصص التوراتية المشهورة،كرحلات الاباء،والخروج الجماعي من مصر،وغزو كنعان،والامبراطورية المجيدة لداود وسليمان...
** نتاج تحالف من القضاة والكتاب والكهنة انتج الكتاب المقدس الذي تضمن عبقرية أدبية وروحية فذة،كانت روايته قصة ملحمية نسجت من مجموعة غنية من الكتابات التاريخية ،والمذكرات،والاساطير والقصص الشعبية والحكايات والدعايات الملكية والنبوءات والشعر القديم. التي تكون جزء منها من نصوص ومصادر اصلية حقيقة،والجزء الآخر كان تأليفها جديدا ،خضعت من جديد لعمليات تنقيح وتحرير وتفصيل اخرى،لتصبح مرتكزا روحياً ليس لاحفاد وذرية يهوذا فحسب،بل لمجتمعات وجاليات متناثرة في جميع أنحاء العالم.إذن الكتاب المقدس العبري عبارة عن قصة ملحمية ،تصف بروز شعب اسرائيل،وعلاقتهم المستمرة مع الله.انه دراما إلهية يتم عرضها أمام أعين البشرية.
** أعلن زعماء القرن السابع ق.م،في اورشليم برئاسة الملك يوشيا إن جميع آثار العبادة الأجنبية تعتبر لعنة،وانها في الحقيقة،السبب الكامن وراء شقاء مملكة يهوذا الحالية،فانطلقوا في حملة تنادي لدمار مراكز العبادة الريفية ،معلنة أنها مصدر شر،ومنذ ذلك الحين، أصبح هيكل اورشليم بحرمه الداخلي،ومذبحه،وفناءاته المحيطة في قمة المدينة ،المكان الشرعي الوحيد للعبادة لشعب إسرائيل...
** كم هو غريب ( على اليهود)التصور بأن أورشليم برزت إلى مركز الوعي الإسرائيلي فجأة وفي زمن متأخر فقط. والسبب في غرابة هذا التصور هو وانه يصدم التصور الشائع آلتي استطاعت التوراة ،بقوة تأثيرها القصصية الخاصة،ان تقنع به العالم من أن أورشليم مثلت دائما مقاما مركزيا لتجربة جميع الإسرائيليين وان ذرية ونسب داود كانوا مباركين دائما بقداسة خاصة ،بدلا من واقع الامر،انهم كانوا مجرد واحدة من العشائر الأرستقراطية التي حاربت لأجل البقاء في الحكم.
** كانت المنطقة المبنية لاورشليم في القرن السابع ق.م،تمتد على مساحة لا تزيد على مئة وخمسين هكتارا فحسب،ولم يشكل سكانها ،حوالي خمسة عشر ألفا نسمة،اكثر من مدينة سوق شرق أوسطية صغيرة،ولم يسبق أن كانت أكبر من ذلك..
** اصبح الكل يجمع على أن الأسفار الخمسة ليست تأليفها فرديا واحداً (كتلة واحدة)بل تجميع وترقيع لمصادر مختلفة.كل منها كتب تحت ظروف تاريخية مختلفة،لابداء وجهات نظر دينية ،او سياسية مختلفة.
** نصل إلى تاريخ توراتي يضع زمن مغادرة إبراهيم لموطنه الاصلي باتجاه كنعان في حوالي سنة 2100 ق.م،لقد ثبت علمياً أن هجرة إبراهيم الى أرض كنعان،تعد خادعة ووهمية،اذا فند علماء الآثار الزعم بمثل تلك الهجرة..فلا وجود علمي واثاري على هجرة إبراهيم.وان معظم الموشرات تشير أن قصة هجرة إبراهيم هي الاخرى من مخلفات مرحلة متأخرة من مراحل كتابة التوراة.
** هناك مؤشرات وغيرها من المفارقات التاريخية تقترح أن الفترة الزمنية المركزية لتدوين قصص الآباء إنما تقع في القرنين الثامن والسابع ق.م.بعدما أصبحت يهوذا في القرن السابع ق.م، مركز ما تبقى من الأمة الإسرائيلية بعد سبي الآشوريين لإسرائيل الشمالية.في ضوء ذلك،يجب أن نعد الرواية اليهودية لقصص الآباء محاولة أدبية لإعادة تعريف وحدة شعب اسرائيل.كقصة يعقوب وعيسو.وحتى فقرات سلاسل الأنساب إنما ألفت في ذلك الزمن...
** يجدر الإشارة هنا إلى مصر كملجا أمن لشعب كنعان .في زمن كان الجفاف والمجاعة والحروب قد جعلت الحياة في ارض كنعان لا تطاق .إذن ،كانت مصر تقدم للمهاجرين من ارض كنعان وغيرهم من الجاليات فرصا جيدة للحياة والإستقرار.بمستويات مختلفة من النجاح.من التجارة وغيرها،بينما يتم تجنيد بعض هولاء كعمال ليقوموا بأعمال البناء والزراعة وغيرها.
** إسرائيل غائبة في نقوش المصريين وتداولاتهم سواء كخصم أو كصديق أو كأمة مستعبدة،ولكن يوجد اسم إسرائيل في مسلة منفتاح،نهاية القرن الثالث عشر ق.م يخبر عن حملة مصرية تدميرية في ارض كنعان وليس مصر، تم خلالها تحطيم شعب يسمى إسرائيل تحطيمها تاما.
قصة الخروج .
** امكانية تجول وهيام مجموعة كبيرة من الناس في شبه جزيرة سيناء تتناقض مع علم الآثار،فلم يتم اكتشاف حتى مجرد قطعة صغيرة فخارية واحدة تركتها جماعة موسى ،ان الإستنتاج بأن الخروج الجماعي لم يحدث.لا في وقت ولا حسب الطريقة التي تذكرها التوراة . لان الخروج من مصر لم يحدث جملة وتفصيلاً...بحثنا في رمال سيناء ولم نعثر على إثر الخروج.فاما كنا نبحث في المكان الخاطى أو نبحث عن خرافة…...
** المواقع التي ذكرت في قصة الخروج التوراتية مواقع حقيقية ،بعضها كان مشهورا ومسكونا،على ما يبدو في الفترات السابقة جدا على تأسيس مملكة يهوذا.لم يذكر في قصة الخروج إشارة بالاسم لأي ملك للملكة المصرية…
** قصة الخروج أخذت شكلها النهائي في النصف الثاني من القرن السابع والنصف الأول من القرن السادس ق.م.لانها تتحدث عن أماكن وأحداث معينة لم توجد إلا في تلك الفترة الزمنية.وبشكل واضح أن مؤلفيها اقحموا العديد من التفاصيل المعاصرة في تلك القصة..
** قصة الخروج كان هدفها سياسي وعسكري.لتحقيق مجد قد رسخ في وعي قراء القرن السابع.مذكرة إياهم بصعوباتهم الخاصة،ومانحة إياهم الامل في المستقبل.
** عكست المجابهة بين موسى وفرعون،المجابهة بالغة الأهمية بين الملك الشاب يوشيا والفرعون المتوج حديثا نخاو.ان تجميد تلك الصورة التوراتية في تاريخ محدد وحيد وفي الواقع خيانة للمعنى الأعمق للقصة ،لقد اثبت الفصح أنه ليس حدثا وحيدا،بل هو تجربة مستمرة للمقاومة الوطنية ضد قوة مفترضة.
**كما هو الحال في قصة الخروج الجماعي،كشف علم الآثار عن تناقض مثير بين المعلومات التي يقدمها الكتاب المقدس العبري وبين الحالة الحقيقة لكنعان في زمن الغزو الإسرائيلي.
** يكشف علم الآثار،بنحو مدهش أن الناس الذين كانوا يعيشون في تلك القرى إنما كانوا هم السكان الأصليين لكنعان.الذين طوروا بشكل تدريجي فقط هوية عرقية اصبح بالإمكان إطلاق مصطلح الإسرائيليين عليها.
داود وسليمان .
** هناك نقش يشير إلى شهرة بيت داود بعد أقل من مئة سنة بعد حكم سليمان بن داود،وهو دليل واضح إن شهرة داود لم تكن اختراعا أدبيا تم ابتداعه بعد فترة زمنية طويلة، ولكن لا دليل على فتوحات داود،ولا على وجود امبراطوريته الواسعة، أما سليمان فلا توجد أي علامة أو دليل على بناء هندسي معماري تذكاري،او على مدينة مهمة في اورشليم،لا توجد دلائل على نشاط معماري مهم في مجدو وحاصور وجازر.
** أصبحنا اليوم نعرف أن الشواهد الاثارية حول المدى الواسع المفترضة للفتوحات الداودية وعظمة المملكة السليمانية إنما جاءت كنتيجة بتواريخ خاطئة تماماً.هذا يقودنا أيضاً أن نفهم لماذا كانت اورشليم ويهوذا فقيرة جدا في المكتشفات العائدة القرن العاشر ق.م..ان السبب هو أن يهوذا كانت ما تزال منطقة بعيدة ومتخلفة في ذلك الوقت.
** لا يوجد لداود ولا لسليمان أي ذكر في أي نص تاريخي واحد مصري،او ما بين النهرين.كما أن الدليل الاثاري غائب ..أن التوراة كالعادة عظمت صورة داود وسليمان .نعم هم شخصيات تاريخية ولكن ليس بالضخامة التي قدمتها لنا التوراة.ولهذا لا يمكننا ابدأ الإعتماد على السرد التوراتي….
الخاتمة :
لم يكن هناك اي هجرة دينية ،لم يكن هناك آباء،ولا خروج ولا غزو لكنعان،(الكنعان اسم ديني فقط وليس هناك قبيلة أو عرق يسمى بالكنعانيين) ولا حكم ملكي،متحد.ناجح تحت قيادة داود وسليمان.ومملكة داود وسليمان لا وجود لها بهذه الضخامة.ان وصف تلك المملكة العظيمة التي تمتد من اورشليم الى الفرات ،زادها كتبة التوراة في مراحل لاحقة لخدمة أيديولوجيتهم….
يقول د. اسرائيل في إحدى المقابلات: "إنا لا احاول أن اقنع المؤمنين بالاديان الابراهيميه في طريقتي في التعامل مع النص الديني ووجهة نظري .هذا ليس من اختصاصي أن ابدد إيمان الأشخاص.انا اقوم بعملي في اختصاصي في الآثار والتنقيبات والتاريخ بعيدا عن الإيمان المطلق في النص…..ولا احاول إقناع اي شخص .لأنني احترم الأشخاص وإيمانهم.ولكن يجب أن أجزم اننا يجب أن نعيد النظر في التاريخ ونعيد قرأته من جديد ،ان زمن علماء الآثار الذين ينقبون حاملين المعول باليد اليمنى والتوراة في اليد اليسرى.ذلك الزمن قد انتهى .انا لا أنكر التوراة كنص واهميته، ولكنني انظر الى التوراة من زوايا البحث العلمي والاكاديمي،رغم انني ارى نفسي صهيونيا،بالمعنى بحق الشعب اليهودي في أن يكون له موطن. ولكنني ارجع وأقول إن التوراة نتاج بشري.فلو كانت التوراة منزلة من الله ،فلا حاجة لي للبحث العلمي"…..
أما صاحبنا مترجم الكتاب، سعد رستم .فيقول: " منذ عصر النهضة والتنوير في أوروبا.وضعت الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية على بساط البحث.وصارت تشرح وتدرس دراسة موضوعية علمية،تعتمد على العلم اللغوي لدراسة النصوص،وعلى مكتشفات علم الآثار.وبدات نتائج تتفق وتنسجم مع تلك الحقيقة التي قالها الإسلام منذ أكثر من ألف عام.من إن الكتب المقدسة التي بأيدي اليهود والنصارى تتضمن المنزل الأصيل والدخيل المضاف،وأي شي يطابق القرآن هو حق واي شي يخالف القرآن فهو باطل"…وانا أتعجب.الكتاب العلمي النقدي المادي هذا الذي ترجمته واثنيت فيه على عصر النهضة والتنوير حيث تمت دراسة الكتب المقدسة دراسة موضوعية ،تفند مزاعم قصص القرآن التي اخذها من نفس الكتاب( التوراة). أما كيف عرفت إن القرآن لا يأتيه الباطل.الجواب من القرآن .وهكذا تدور الدائرة. ….أقول للسيد المترجم .هذا هو الفرق بين شعوب تبحث وتفكر وتعمل وتقدس العقل ،واخرى تترنح في الكسل والانحطاط والتخلف الفكري وتقدس النص….
هذا كان ملخص بسيط لكتاب Bible unearthed. الكتاب يحوي الكثير من الحقائق الصادمة. والتي تخالف قصص التوراة،وبالتالي قصص القرآن التي جاءت ناقلا وشاهدا ومؤيدا لقصص التوراة.فاذا كان إبراهيم واسحق ويعقوب وموسى شخصيات أسطورية،ولا وجود للعبرانيين في مصر واضطهادهم كان وهم .ولا وجود للخروج الهائل .فعن ماذا كان القرآن يتحدث ويقص هو الاخر احسن القصص؟ 70 سنة من الحفريات المكثفة ،في فلسطين وإسرائيل وسيناء.ولا دليل مادي لقصص التوراة.يقول د. اسرائيل"
بحثنا في رمال سيناء ولم نعثر على إثر الخروج.فاما كنا نبحث في المكان الخاطى أو نبحث عن خرافة"…... فهل اخترعت معظم قصص التوراة ؟ هل استطاع كهنة ورجال الدين العبرانيين أن يخدعوا شعوبهم
المتناثرة بأن يجمعوهم من جديد حول الكتاب المقدس العبري الذي اخترعوه ؟ والأهم متى سيعلن اليهود أنهم خدعوا وان التوراة ليست إلا كتاب ادبي وتراثي…أنا اعتقد أنها مسألة وقت فقط .قد تطول لأسباب سياسية قبل الدينية ،ولكن ستأتي حتما ……..
وختاما أقول :نحن نحتاج إلى الجراءة في الطرح.نحتاج كمثل جراءة علماء الآثار اليهود رغم تعارض طرحهم جملة وتفصيلاً مع النص المقدس ،ولكن رجحوا طريق العلم والعقل عن الموروث والمقدس… نحتاج إلى كسر منظومة الموروث المتراكم ، نحتاج أن نعرف مصادر الأديان وجذورها وتأثيرها فيما بينها،نحن بحاجة أن نعرف تاريخ البشرية، والأديان جزء هام من ذلك التاريخ.ان هذه المعرفة ستقودنا حتما إلى طريق افضل لفهم التطور البشري وبالتالي فهم تطور الأديان،وكيف وصلتنا ،ولماذا وصلتنا بهذه الصورة والتي شوهت الكثير من الحقائق .ولكن الأهم كيف جعلتنا نتصارع بعضنا البعض ،منذ نشوءها والى يومنا هذا .أن الإنسان المتحضر يستحق أن يعرف الحقائق من منابع ومصادر علمية ومادية وليس من الموروث .لان ما دبر في الخفاء وفي الماضي السحيق يشوه منظومة تفكير الإنسان المتحضر ويقف عائقا أمام تحرره الفكري والإنساني ….

تحياتي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصادر لوجود اليهود في اورشليم
مروان سعيد ( 2020 / 5 / 31 - 23:17 )
تحية للاستاذ فارس الكيخيوه وتحيتي للجميع
هذه بعض الحقائق والاثار التي تثبت وجود لاسرائيل
https://www.youtube.com/watch?v=kLec-5w98NQ
ونحن مع الحق والحقيقة
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي