الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية والسيليكون والحرب الكونية؟؟!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2020 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لقد ذكر لنا التاريخ حروباً كثيرة صغيرة وكبيرة ومتوسطة وحتى كونية ، حدثت على مدى التاريخ الإنساني المعروف ، ولا زالت تلك الحروب مستمرة بدون انقطاع ولا توقف إلى اليوم ، بأشكال وصور وأنماط وتبريرات مختلفة!
وعلى طول ذلك التاريخ الممتد وطول تلك الحروب لم تكن هناك ـ ولو حرب واحدة منها ـ كانت للأسباب التي اعلنها مشعلوها عند شنها على الآخرين ، إنما كانت جميعها ودون استثناء تستبطن أهدافاً وغايات غير تلك المعلنة عند شنها ، وفي الغالب تكون معاكسة لها تماماً!
فلم يسبق لغازٍ مثلاً أن قال:
أني غزوت ذلك البلد لأستعبد أبنائه واستولي على خيراته!
ولم يسبق لمستعمر أن استعمر بلداً أن قال إني استعمرت البلد الفلاني لأجل استغلال أهله ومواده الأولية وجعله سوقاً لمنتجاته الصناعية!
وكذلك لم يسبق لمستوطن أستوطن بلداً أن قال: إني استوطنت ذلك البلد وطردت أهله ومواطنه وهجرتهم وزيفت تاريخهم وغيرت هويتهم واستوطنت بلدهم ، لأجل أهداف سياسية أو استراتيجية!
إنما جميع هئولاء كانوا يؤطرون غزواتهم واستعمارهم واستيطانهم للبلدان والشعوب الأخرى ، بأنبل الغايات وأعظم الأهداف الإنسانية ، ويملؤون أفواههم بأقدس الجمل والعبارات التي تعتصر القلوب الإنسانية الرقيقة ، والعقول الخاوية
الضعيفة!!
هكذا كانت تبريرات جميع الحروب الظالمة التي شنت على مدى التواريخ الإنسانية المعروفة ، بدءاً بحرب قابيل وهابيل ومروراً بحروب الاسكندر المقدوني وحروب روما وفارس وآل عثمان ، وحروب فرنسا وبريطانيا والمستعمرين الغربيين الصغار الآخرين في العصر الحديث ، لتبرير حروبهم التي شنت على فلسطين وفيتنام وكمبوديا وكوبا وفنزويلا والعراق وسورية ، وصولاً إلى جميع الحروب الأمريكية الدائرة اليوم في كل أرض تقريباً وعلى كل شعب يسكن هذا الكوكب التعيس ، ويخيم ظلها الإمبريالي عل جميع قارات العالم وبحارها وأجوائها واراضيها!!

وإذا كانت لكل تلك الحروب تبريرات مفصلة على مقاساتها ، فإن أغرب كل تلك الحروب هي الحرب الكونية التي تشن على سورية اليوم ؟؟!!
ونقول كونية ، لأن لا يكاد بلد من بلدان العالم لم يشارك بهذه الحرب القذرة على سورية ، ولكل منهم هدفه وغايته التي تجبره على المشاركة فيها ، حتى لا تفوته الغنيمة أو الغنائم التي تحبل بها الأرض السورية ونجهلها نحن العرب!
فجميع المشاركين في هذه الحرب القذرة يبررون مشاركتهم فيها لنصرة الشعب السوري ، ولأجل نيله الحرية والديمقراطية ويتمتع بحقوق الطبيعية ، الإنسان التي صادرتها دكتاتورية آل الأسد!
فجميع المشاركين بهذه الحرب على سورية يبررون مشاركتهم بمثل هذه التبريرات الكاذبة ، بما فيهم أعتى الرجعيات العربية القرسطوية كالسعودية ومشيخات الخليج ، والامبريالية العالمية كالولايات المتحدة ودول الاستعمار العتيقة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا ، ومعهم من هم على يمين ويسار هذه الدول الاستعمارية والامبريالية والرجعية......الخ
لكن ما هي الحكاية الحقيقية لهذه الحرب الكونية على سورية العربية ولماذا أخذت كل هذا الوقت الطويل؟؟

*****
البعض قال أن الحرب على سورية من أجل النفط والغاز الذي اكتشف في سورية بكميات كبيرة يمكنها تغير وجه سورية وبلاد الشام برمتها ، والبعض قال أنها لأجل أهداف استراتيجية وصراع على النفوذ للدول الكبرى والإقليمية ، والبعض الآخر قال إنها من أجل عيون "إسرائيل" ، وفي جميع هذه الأقوال جزءاً من الحقيقة ، لكن في مقال قصير ومركز بعنوان "الحرب القادمة في سورية" لكاتب* ـ غير معروف بالنسبة لي ـ أعاد نشره صديقان** على الفيسبوك ، قد وردت فيه معلومات خطيرة جداً عن هذه الحرب على سورية وعن أسبابها الحقيقية التي لم يتطرق إليها أحد من قبل!!
والمقال يوحي بأنه قد كتب قبل بدأ الحرب على سورية .. ولخطورة ما ورد في هذا المقال من معلومات ، وددت ـ بعد اذن الكاتب ـ أن أشارككم معلوماته الخطيرة هذه .. والخطيرة جداً!!
*****
يبتدأ الكاتب مقاله بالقول :
((في نقاش له مع صديق مصري حاصل على أعلى درجات العلم في الاقتصاد الدولي قال : ـ أي أن ذلك الصديق قد قال لكاتب المقال ـ :
((في عام 2000 كنت استشارياً وخبيراً كبيراً في مصر إلا أن راتبي لا يتعدى الـ 200 دولار ، حتى دقت ساعة الـ 2001
وطلب مني الذهاب من مصر إلى (بنغالور) في الهند!!! .
قلت في نفسي ماذا أفعل في بنغالور ؟؟؟ وأنا أحاول منذ سنوات الهرب من وضعي المتردي في مصر حتى أقع في مدينة تطلع عليها وعلى أهلها الشمس ولا ستر له ، كما قال تعالى على لسان ذي القرنين ، وهو حال أهل الهند في زمان ليس... كالأزمان.
ذهبت إلى بنغالور مرغماً وفجأة أصبح راتبي 8000 دولار ، كنت أسكن في خيمة ، وأرى أمامي 1500شركة عالمية لصناعة الحواسيب والمعالجات الصغيرة والبرمجيات.

ماذا يحدث ؟ ماذا حصل ؟؟ ماذا هناك ؟؟؟
لقد اكتشفوا فيها ـ أي في بنغالور ـ السيلكون المتوسط الذي يعتبر عماد صناعة المعالجات الصفرية ، وهو بنقاوة 37%
وأنا نفسي قد درست علم المعالجات وبناؤها على يد الدكتور المهندس محمد ياسين صبيح الذي قدم لي اطروحته للدكتوراه في براغ و دخلت الى تقنيات Cwitch Capacitor التي تثبت أنه كلما زادت نقاوة السيلكون كلما أعطت المعالجات معايير دقة أعلى ورفعت قيمة الجيل ...

بنغالون خلال 3 سنوات أصبحت عاصمة صناعة العالية والفضائية ، وقبلة العلماء في العالم ... وقد استمرت إلى أن شع نورها على الهند كلها ... لتصبح الهند الفقيرة جداً رابع أقوى دولة في العالم وفاقت دول أوربا مجتمعة بالعلم والمال))
ويضيف :
((وبالعودة إلى سورية:
النفط وبلوكات الغاز في الساحل السوري الذي يعتبر منذ 50عاماً المنطقة المحرمة التي رسمها حافظ الأسد بنظريته التي قدمها لروسيا حول المياه الدافئة ، وأتى إليها الروس وهي المنفذ الوحيد للإمبراطورية الروسية إلى المياه الدافئة بالعالم ، إذن النفط بأمان والغاز بأمان ولم ولن يشهد الساحل السوري حدثاً واحداً))

((لكن ماذا عن الشرق السوري ؟
لماذا أرسلت الدول المشاركة بالحرب ـ يعني على سورية ـ باسم داعش إلى الشرق حيث الصحارى والرمال؟؟؟ ولماذا رُميت ميزانيات فاقت مئات المرات حجم ميزانيات الجيوش العربية لتسيطر فقط على صحراء ورمال؟؟؟

((لكن ماذا عن الشرق السوري ؟
لماذا ترك الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة دمشق نفسها عماد الدولة السورية بدون حماية من دخول عربي معارض له أو إسرائيلي أو فصائل المعارضة والذي يمكن أن يحصل في أي لحظة ، وأرسل {ثلثا} الجيش السوري ونخبة القوات السورية مع أساطيل روسية وجيوش إيرانية بعدد السورية وكذلك حزب الله كاملاً وجيش العراق كاملاً الذي التقى بالجيوش المتحالفة عند الــتــنـف ، كل هئولاء إلى شرق سوريا ؟؟؟ وكل ذلك من أجل تحرير صحراء ؟؟؟!!! يا للعجب))
((إذن هنا المعركة الحقيقية
وهذه المعركة قد بدأت منذ عام 2004 عندما قدمت سورية شكوى إلى مجلس الأمن عن دخول طائرات أمريكية ليلية !!! صامتة قادمة من العراق إلى البادية السورية ، وحللوا ... وتموضعوا ... وجلسوا هناك.

يومها أعلنت الولايات المتحدة أن صحراء بداية حمص وصولاً إلى الشمال تحوي أخصب أراضي السيليكون في العالم !!! وقدرت نسبة نقاوته بــ 79% .
مما يعني أن البشرية ستشهد عصراً لا مثيل له في الحواسيب الذكية الصغرية ، سوف يغير مصير الحواسيب والمعلوماتية والإلكترون في العالم !!!))

إذن
((الحرب قادمة لا محالة ... ستكون لمنع سورية من توقيع اتفاقيات مع الشركات الصينية والروسية والهندية لاستثمار ... السيليكون لأن سورية ستصبح هنداً مصغرة بل أغنى من أي دولة في العالم))
*****
إذاً.. هل يمكننا أن نستوعب لماذا كانت الحرب على سورية؟؟.. ولماذا طالت كل هذه السنوات العجاف؟؟.. ومتى ستضع أوزارها؟؟.. وأيضاً هل يمكننا أن نستوعب لماذا كل هذه الحروب الدائرة على أرضنا العربي من اليمن مروراً بالعراق وسورية وبعض مصر وصولاً إلى ليبيا وما بعدها؟؟.. وجميعها دائرة على صحارى عربية في جميع هذه الأقطار شبيهة بالصحراء السورية؟؟.. وماذا يمكن أن تحوي هذه الصحارى العربية الممتدة بامتداد الوطن العربي؟؟
وهل يمكن لهذه البغال المعصوبة العينين المتناطحة على هذه الصحارى والوديان العربية ، أن تعرف لماذا تتناطح وتسفك دمائها وتخرب بلادها؟؟.. ألأجل عيون السيليكون وما هو شبيه بالسيليكون ، وربما ما هو أثمن من السيليكون؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
* الكاتب هو : الاستاذ خليل هواش .
** والصديقان هما : دكتور جمال زهران .. والاستاذ محمد عبد الغني العباسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في