الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحة الدواعش

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2020 / 6 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


المراقب للوضع الأمني في البلاد هذه الأيام، يلاحظ ان الدواعش عادوا لينشطوا على صعيد شن الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمنية او زرع العبوات الناسفة، او الاغتيالات. وذلك في مناطق متعددة من العراق وخاصة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، وبعض مناطق حزام بغداد، وتنشر معلومات بصدد قيام الدواعش بإعادة تنظيم المحاكم، وتنشيط الاعلام وفرض الاتاوات على قرى بعيدة تقع خارج السيطرة الحكومية.
ان العمليات الإرهابية الداعشية، مهما كانت خطورتها ونتائجها الاجرامية، لا بد وان تَجْد ردود أفعال صاعقة، تستأصل التواجد الداعشي في هذه المناطق من جذوره، حتى ولو اضطرت القوات الأمنية للقيام بعمليات تمشيط ومسك الأرض واسعة. ذلك ان الحلول الجزئية والدفاعية والفعل ورد الفعل، لا تمنح الارهابين الا مزيدا من الوقت لجر الانفاس بين عملية وأخرى.
لقد مضى أكثر من ثلاث سنوات على اعلان تحرير الأراضي العراقية من الدواعش، فما الذي حصل لكي يعودوا لارتكاب أعمالهم الإرهابية من جديد؟ ان نمط العمليات المرتكبة وتكرارها، يقود الى توقع قيامهم بعمليات أخرى على صعيد المستقبل، ما لم يوضع حدا حاسم لهذه الجرائم وتطهير كافة القرى والجبال والصحاري والسهول واحواض الانهار والجزرات الوسطية من دنسهم.
ويعتبر تفعيل الجانب الاستخباري، والقيام بالعمليات الاستباقية وكشف افراد التنظيم الإرهابي ومخططاته الاجرامية ومحاكمتهم وايقاع العقاب القانوني، مهم جدا في منع تكرار عملياتهم الإرهابية.
كما ان القضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ومعالجة الفقر والبطالة والامية وتشغيل الايدي العاملة، وإرساء أسس العدالة الاجتماعية، وتدوير عجلة الانتاج وتعزيز هيبة الدولة، هي السبيل الوحيد لاقتلاع الأرضية التي يمكن ان يستقر عليها الدواعش، وبالتالي استئصال جذورهم من الأساس.
لقد اخذت جائحة كورونا جهدا كبيرا من الدولة في متابعتها، ماديا واعلاميا وسياسيا، كما كان للحكومة المستقيلة ومجاذباتها مع المتظاهرين والاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة، وما رافقها من جهود سياسية لإيجاد بديل لرئاسة الحكومة، وتوقف الحياة جراء عمليات الكر والفر، والعقد والحل، كل ذلك خلق مناخات ملائمة لتنشيط الإرهاب.
ومن رحم الكورونا وافلاس الخزينة، والاعتصامات والمماحكات السياسية وتنفس الإرهاب. ولدت حكومة السيد الكاظمي وهي تنوء بكل تلك الأعباء الثقيلة.
ان المتابع للحركة السياسية في البلاد يلاحظ ان اهتماما كبيرا يحصل من الكتل السايسية حول اسناد المناصب الوزارية، ومن سيتولى الوزارة الفلانية او الفلانية، استمرارا لمحاصصة مقيتة، دون تركيز او دعم جانبا من جهد الدولة الأساس، في مكافحة الإرهاب، وإعادة النظر بكل الخطط الموضوعة للتصدي للدو اعش، قبل ان يتغلغلوا في المدن من خلال الخلايا الكامنة، والقيام بعمليات الاغتيالات او التفجيرات او الهجمات على المواقع الحيوية الإدارية او الأمنية او الدينية داخلها. ان إعادة الفريق الساعدي لتولي قيادة جهاز مكافحة الإرهاب يعتبر بارقة امل وخير، وهي خطوة موفقة ومباركة بأذن الله بما تشهد له ساحات الوغى على ما حققه من انتصارات على الدواعش.
وتواجه حكومة السيد الكاظمي، الكثير من المشاكل المالية والأمنية والصحية، حيث ان الحكومات السابقة بددت ثروات هائلة من موارد النفط، واخرجوا البلاد عن السياق الحضاري للتاريخ، واعادوها قرونا الى الوراء، ولا بد للجميع من توحيد المساعي والجهود، لإنجاح مهمتها، وإنقاذ البلاد من المخاطر التي تهددها وفي مقدمتها جائحة الدواعش، التي تنشط في العراق وسوريا ومصر وليبيا وانحاء أخرى من العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة