الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخالق لا يقوم بالخلق بشكل مباشر!

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2020 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهينيات 1445
اوهمتنا المفاهيم الدينية التقليدية أن الخالق الجالس على عرشه يقف وراء كل شي يريد أن يخلقه ، من الفيروس ، إلى الانسان وما بينهما وقبلهما وبعدهما ، فتخيلوا مثلا أنني لم أكن إلا بعد أن قال هذا الخالق العظيم ليكن محمود شاهين فكنت حسب هذه المفاهيم ، التي تجاهلت أن عملية خلقي مرت بمراحل دامت لأكثر من تسعة أشهرعلى الأقل ، أي منذ أن شرع أبي في مضاجعة أمي ، ولو أردنا الدخول في ما قبل ذلك حتى جئت أنا لوصلنا إلى خلق الانسان الأول الذي لولاه لما كنت ! وإن شئتم ما هو أبعد بكثير إلى خلق الخلية الحية الأولى قبل أكثر من 500 مليون سنة ، وإن شئتم أبعد من ذلك أيضا إلى الانفجار الكوني الكبير قبل قرابة أربعة عشر مليار عام وما قبله !! الأطرف من ذلك أن لا أستحم لبضعة أشهر لأجد القمل قد اجتاح جسدي لأن الخالق أراد ذلك ، وحبة تين خمجت في مطبخي فنشأ فيها دود لأن الخالق أراد ذلك ، وأهملت نظافة مطبخي فامتلأ بالكائنات الضارة من الفئران إلى الصراصير والذباب وغير ذلك ، لأن الخالق أراد ذلك ، وأخيرا وجد فيروس كورونا وأصابني لأن الخالق أراد ذلك ، وهكذا يكون الخالق واقفا على رأس كل شبر في الوجود ، أو حتى على رأس تريليونات تريليونات الذرات في الوجود ليفعل ما يشاء . أي عقل عقلاني يمكنه أن يتصور أن عملية الخالق تتم بهذه الطريقة . لقد سبق وأن قلنا أن الخالق كطاقة عقلانية كونية سارية في الكون والكائنات وضع قوانين لعملية الخلق يتم بموجبها الخلق ، وهذه القوانين مرت بحقب زمنية كثيرة متطورة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه دون أن تكتمل حتى يومنا ، وقد لخصنا ذلك في مفهوم نظري ، تحتاج كل فقرة منه ، إلى علماء في الكيمياء والفيزياء والأحياء لفهم بعض منه وليس كله ، لأن العقل البشري لم يتوصل إلى فهم ذلك بشكل كامل حتى يومنا . وقد جاء فيه :
شاهينيات 1389
الكائنات كلها من الجماد إلى الفيروسات إلى النبات إلى الحيوان إلى الإنسان تخلق نفسها بنفسها بفعل الطاقة الناجمة عن العناصر المادية التي توفرت لها وتفاعلها مع طاقة الخلق الكلية السارية في الكون التي أطلق عليها البشر اسم الله أو ما يقابلها في لغات اخرى . . فإذا كانت العناصر المادية إيجابية تنتج عنها طاقة ايجابية ينتج عنها خلق إيجابي ، وإذا كانت العناصرالمادية سلبية ينتج عنها خلق سلبي ، قد يكون ضارّاً، وإذا كانت المادة مزيجا من السلب والإيجاب ينجم عنها خلق مشوه غير قابل للبقاء. ونظرتنا إلى الوجود تشير إلى تفوق المادة الإيجابية على المادة السلبية ، بدليل وجود الجمال والبقاء والتطور والرقي في عملية الخلق إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه خلال ما يقرب من أربعة عشر مليارعام من عمر الوجود ، الذي أوجد نفسه بنفسه لنفسه ، وما يزال يوجد نفسه بنفسه لنفسه ، إلى أن تتحقق الغاية من وجوده ، وهي بناء الحضارة الانسانية بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال والرقي إلى أن يبلغ الكمال المطلق أو الأقرب إلى المطلق .. وبناء على هذا الكلام نستنتج أن عملية الخلق ما تزال في بداياتها لأن غاياتها السامية لم تتحقق بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال