الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
متقاعد، و حارس ليلي، وزوجة ثانية.. براتب تامّ
عماد عبد اللطيف سالم
2020 / 6 / 2كتابات ساخرة
تمت إحالة أبو علي على التقاعد بعمر 60 سنة(على وفق آخر تعديل لقانون التقاعد في العراق).
أصبح وجوده الدائم في البيت عِبئا على زوجته ، وأسرته .. وعليه.
يتجوّل أبو علي في البيت طيلة النهار والليل ، بلحيةٍ طليقةٍ ، و دشداشةٍ تشبهُ دشاديش المُشرّدين ، ويصرخ في وجوه الجميع :الطبخ سيّء .. والبيت وَسِخ .. وأطفِئوا هذا المصباح ، و"أشعلوا" ذاك .. وسينفد ماء دجلة والفرات من كثرة استخدامكم للحنفيات ... ويبدو أنّني قد أفنيتُ عمري في خدمة "الدولة ، ولم أقم بتربيتكم كما يجب !!!!.
جميع أفراد الأسرة .. والأهل كلّهم ... والجيران إلى سابع زقاق ، وحارّة ، وزنقة ، وشارع .. لعنوا اليوم الأسود الذي قررت الحكومة فيه إحالة أبو علي على التقاعد.
لاحظَ أبو علي إنزعاج الجميع منه .. فأصبح يقضي معظم وقته خارج البيت .. مقاهي ، ومولات ، وشوارع ، ومتنزّهات .
في واحدة من جولاته تلك ، إلتقى بصديقة قديمة.
سألتهُ عن أحوالهِ .. فشرحَ لها مايعانيه بالتفصيل المُملّ.
ردّتْ عليه : مادام الأمر كذلك ، فأنا سأصارحكَ أيضاً بحالي .. لقد كنتُ زوجةً لرجلٍ غنيٍّ جدّاً ، ولكنّهُ مات ، وتركني وحيدة .. وأنا أرملةٌ حاليّاً ، واُعاني من شدّة الوحشة مثلك ، فتعال وضَعْ همّك فوق همّي ، ولنتزوّج الآن.
أبو علي لم "يُكذّب الخبر" ، وقادها على الفور إلى أقرب "مأذون شرعي" .. وتزوّجها على سنّة الله ورسوله.
في صباح اليوم التالي عاد أبو علي إلى منزله "مُنهَكاً جدّاً" .. فسألتهُ أُم علي : ها خير . وين جِنتْ الليل كلّه ؟
أجابها أبو علي : لقد توَظّفتْ !!!.
كان فرح أم علي بهذا الخبر طاغِياً ، فقد أرادتْ أن تتخلّص منهُ ومن مناكفاته الدائمة ، وإزعاجه المُستمرّ .. وأثنتْ على قرارهِ هذا قائلةً : خيرٌ ما فعلت يا أبا علي ، فأنتَ ماتزالُ "شابّاً" ، و "الحرَكة بركة" ، وعلى الأقل ستشغلُ نفسك بعملِ ينفعكَ ، وينفعنا نحنُ أيضاً...
ثمّ سألَته : ولكن ماهو عملك الجديد يا أبا علي ؟؟
أجابها أبو علي : حارس ليلي .
عاطَتْ أم علي من شدّة الفرح: ما شاء الله .. خير وبركة ورزق من الله .. ما شاء الله.
المُهمّ .. كلّما عاد أبو علي صباحاً الى البيت ، وهو "مُنهَكٌ" من تبعات "وظيفته" الجديدة ، ومن "آثارها الجانبية" التي تظهر عليه بوضوح .. قامتْ أم علي بإعداد فطورٍ ممتاز له .. ثمّ ترجوهُ بأن يذهب لينام ويرتاح .. وأثناء ذلك تُعِدُّ لهُ وجبة غداء دسمة ، وتوقظهُ ليأكل .. وكُلّ ذلك من أجل أن يذهب أبو علي لـ "عمله" الجديد ، وهو مرتاح ، و "حيله" قوي.
وهكذا عادتْ لـ أبو علي هيبته ، واستعادَ احترامه بين أفراد اسرته ، وأعاد اليهم الهدوء والسكينة ، وراحة البال.
أخيراً ...
وبمناسبة صدور القرارات الأخيرة لحكومتنا "الرشيدة" .. وبالذات ما يتعلق منها بوقف التعيينات ، والعلاوات والترفيعات ، وتخفيض الرواتب والمخصصات ، وإيقاف "التمويلات" ..
نرجو المواطنين الذين سيُعانون قريباً ،من حالات مشابهة لحالة أبو علي هذه ، أن يستفيدوا من تجربته "الخلاّقة" .. ويتعيّنون "حرّاس ليليّين" .. وبراتب دائم .. و"صحّي" .. وتامّ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية