الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رُسلُ الأرضُ وَفَلسَفَةُ لاَ لِلعَنُفِ فِي سَبِيل التْغِير المنشُود.
عادل محمد العذري
2020 / 6 / 2مواضيع وابحاث سياسية
يَعتَقدُ النَّاسُ، أنَّ الرَّسلَ تَصْطفِهمَا الْسَّمَاءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ – أُولَئِكَ الرَّسلُ والأنبِياءُ – لَكنْ الأرضُ تَصطَفِي رُسلٌ مِنْ أَدِيمَها. يمضون على ركبهم، بمنهجهم للتغير الاجتماعي في مجتمعاتهم للخلاص من هيمنة الظلم والاستعباد والقهر السياسي والاقتصادي و الاجتماعي و الديني. المتولد عن المستعمر الخارجي ،أو التمييز العنصري أو الطائفي أو الاستبداد السياسي الداخلي – كما تتداخل تلك العوامل داخلياً وخارجياً- وهم في سبيلهم ذلك، يحاولون إيقاف كل أنواع الاضطهاد أو يحاولون تحريك جماهير مجتمعاتهم لتكسير قيود و سلاسل الأغلال التي تكبل أعناقهم، نحو غاية وهدف حريتهم ودرب كرامتهم وإنسانيتهم. نستعرض مِنْ رَسَائلِ رُسلُ الأرضُ ذلك النهج الفلسفي لِمدرسة فِي التاريخ الإنساني ، قدمت نموذجاَ فريداً عبر التاريخ للتعامل مع قوي الشر وآلة الموت والدمار ضد الشعوب . نموذج لتلك الفلسفة ، والتى تستمد جوهر تعالميها،من تعاليم المسيح (ع) الحقيقية في سبيل دين الله الواحد ،القائم على محبة السلم وعلى الإحسان إلى البشر كما تجسد ت في تشريع إنجيل مَتَّي - الإصحاح الخامس ، وتعرف بموعظة الجبل- لا تجتمع مع الحرب،وتشويه البشر،كما لا تجتمع مع كل أنواع التمييز العنصري والعرقي ، وحرية المعتقد لدي الإنسان. لقد تشكلت طوائف مسيحية - في القرن السادس عشر والسابع عشر – تعبر عن أرائها المتعلقة بعدم شرعية كل أشكال العنف ،والحروب بالنسبة لأتباع المسحية . وكان من تلك الطوائف ، طائفة المينونين( Mennonites) البروتستانتية على يد مؤسسها فينوسيمونس،وتدعو إلى الكمال الأخلاقي والصبر وعدم مقاومة الشر،وتؤمن بخلاص البشرية في نهاية المطاف،بي المجئ الثاني للمسيح (ع) – كما نؤمن به - توقاً للخلاص ممّا تعاني منه البشرية في واقعها اليوم ،وكذلك جماعة الكويكرز( Quakers)،تنادي بالسلام ومحبة البشر . لكن تم تعتيم الكثير عن تلك الحقائق وعدم وصولها للنَّاس من خلال التحريف للتعليم عبر الكنائس ،والسلطات التى لم يخدم مشروعها وترافقت معه، في كل فترة زمنية معها وتحالفت – كما حدث التحريف تباعاً في التشريعات الأخري التي تؤمن بالعنف ،وتكره لغة السلام-.على ضوء تلك الفلسفة ، ظهرت ما عرف بفلسفة الملك (The King Philosophy) نسبة إلى الزعيم الأمريكي من أصول أفريقية مارتن لوثر كينغ( 15-1-1929م- 4-4 - 1969 م). سعى مارتن لوثر في عام 1964م، إنهاء التمييز العنصري ضد السود في أمريكا، يقدم الدكتور مارتن تصوره الفلسفي عن أنواع الشرور التى تؤلد العنف في المجتمع ، عند مقاومتها وهي الفاقة أو الفقر ( Poverty)، والبطالة ( unemployment) والجوع وسوء التغذية عند كثير من فئات المجتمع( Hunger and malnutrition among many sets of society ). وللتغلب على هذه الشرور ،وما يتعلق بها ، هو إعلان حرب حقيقية ضدها ،كأولوية من أجل خلق أمة عظيمة ورحيمة ، ولا يمكن للفرد أن يكون عظيماً في امة ،ما لم يكن لديه أهتمام بتلك الفئات. والسياسة الحقيقية والجادة، في إستخدام الموارد الحقيقة للمجتمع للتخلص منها،وهو ما نذهب إليه في قضية التوزيع العادل للثروة في المجتمع،وتخلصيها من قبضة السلطات التى تعمل على إستباحتها دون سائر أبناء المجتع- وليس كما في المفهوم الراسمالئ الذي يركز الثروة ،في يد قلة من المجتمع او من خلال السيطرة ،على ثروات الشعوب في العهود الأستعمارية – أو بصرا ع كثير من السلطات على زمام الحكم ، لتنعم بتلك الموارد بعيداً عن مجتماعتها. كذلك من تلك الشرور التمييز العنصري ( Racism) بفلسفة الشر – المعبر عنها رمز الشر في العالم الشيطان في مقابل الإنسان ، بالتفاخر بطبيعة تكوينه المادي المختلف عن الإنسان، وقوله بخيرتيه عنه- يعبر مارتن عن تلك الفلسفة التى تزدري الحياة الإنسانية ،بالتاكيد المتغطرس على ان احد الأعراق يمثل القيمة العليا وبقية الأجناس عليها الخضوع والركون والإستكانة والعبودية،تلك العقيدة السخيفة هي التى عاقت التقدم البشري ،نحوى المجتمع الإنساني الحقيقي ،وفصلت العقول والأرواح والأجساد عن الغاية المثلى لبزوغ المجتمع الإنساني ، ومارست القتل الجسدي والروحى في كثير من الجماعات الإنسانية. لقد نجح مارتن لوثر كنج ، في معركته ضد العنصرية ،في المجتمع الإمريكي ، ولقد توجت تلك الفلسفة ،بظهور رئيس للمجتع الإمريكي ،بارك أوباما من أصول إفريقية ، وهَهِي اليوم إمريكا ، تشهد إنتكاسة كبرى على مستوى حقوق الإنسان ،والتزام القانون والدستور الإمريكي ، وتقدم صورة مغايرة ، ذات الصلة بحرية الإنسان وكرامته ، بعد مقتل جورج فلويد،بصرخته المشهورة ( I Can t Breath) ، لِتختنق أنفاس الحرية ،وتعم الإحتجاجات المدن الإمريكية ، عن التراجع عن تلك القيم ، عندما تعتلى قمة هرم الدولة ، فلسفة العنصرية والداعمة لها، لتكون مؤشر على إنتهاء حضارة في مستقبلها القريب،مهما لوحت برفع الإنجيل ، وهي أبعد عن روحه وتعالميه في موعظة الجبل.
نكمل في مقال قادم عن ملامح فلسفة لا للعنف مع مارتن لوثر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه